#1  
قديم 04-29-2014, 08:06 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,154
ورقة معاناة المسلمين لا تزال مستمرة في أفريقا الوسطى


معاناة المسلمين لا تزال مستمرة في أفريقا الوسطى*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

29 / 6 / 1435 هــ
29 / 4 / 2014 م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

_6192.jpg

كشفت العصابات والمليشيات النصرانية في أفريقيا الوسطى وما صاحبها من صمت ومباركة عالمية ونصرانية لجرائم تلك العصابات؛ الوجه الحقيقي لمن سوقوا للعالم كله أن النصارى الحاليين في العالم يحملون رسائل محبة وسلام للعالم, فجاء فعلهم تصديقا لما جاء مكذوبا في أناجيلهم المحرفة وينسبونه للمسيح عليه السلام: "جِئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ، فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ؟ وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا، وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟ أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ؟كَّلاَّ، أَقُولُ لَكُمْ: بَلِ انْقِسَامًا. لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ، وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الابْنِ، وَالابْنُ عَلَى الأَبِ، وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ، وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ، وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا، وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا" [1]

فاثبتوا بأفعالهم زيف ادعاءات ظلوا يرددونها عن التسامح النصراني وعن المحبة للبشرية التي طالما روجوها للناس في أقوالهم "من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء أيضاً" [2].

فهاهي المليشيات المسيحية تطارد من تبقى حيا من المسلمين في أفريقيا الوسطى، فتم إجلاء ما يزيد عن 1200 مسلم عن بانغي العاصمة نظرا لاستهدافهم بالقتل من قبل الميليشيات المسيحية.

ولم يكتف هؤلاء المجرمون بذلك، بل بمجرد طرد المسلمين في القافلة التي حملتهم من المنطقة بي كي 12 الأكثر تهديدا ونقلتهم إلى بلدتين فيهما بعض الأمان النسبي في شمال البلاد؛ إذا بقطعان النصارى تهجم على بيوت المسجد لنهبها ولتخريبها وقاموا أيضا بتخريب المساجد, وذلك تحت سمع وبصر الحكومة القائمة التي لا تتدخل في شئ، لدرجة أن أحد اللصوص يلتقي غير عابئ بحساب ولا بعقاب مع وكالة "أسوشيتد برس" ذاكرا اسمه ويدعى "غاي ريتشارد" ويقول متفاخرا متحديا: (لا نريد المسلمين هنا، ولا نريد مسجدهم هنا بعد الآن).

ولا يزال من تبقى من مسلمين في العاصمة بانجي محاصرون ومختفون، لا يجرؤ أي منهم على الظهور العلني المنفرد؛ لأنه حتما سيتعرض للقتل بالتمزيق، وسيكون فريسة لهؤلاء الوحوش الغير آدمية التي لم تستطع أو ربما يكون الأقرب للصواب أن قوات حفظ السلام فشلت لأنها لم ترغب في منع التطهير العرقي، بحسب اتهام منظمة العفو الدولية لها بالفشل.

ويعبر أحد المسلمين عن المأساة الحقيقية التي يعيشونها والتي تضطرهم للخروج للمجهول المظلم ولوجهة لا يعرفون منتهاها، وأنهم حتما سيلقون حتفهم في ظل تجاهل دولي وتقصير أممي وعالمي ونقص إغاثي يهدد بقاءهم إحياء, فيقول "تونغا دجوبو" وهو احد المسلمين من سكان منطقة بي كي-12 الذين رحلوا في تصريح لوكالة أسوشيتد برس: (أترك المكان وأنا محطم الفؤاد، ولكننا أجبرنا على الرحيل من هنا).

ورغم أن عدد المسلمين المستهدفين بالقتل والتهجير كبير جدا؛ إذ يزيدون عن المليون ونصف إلا أن فرنسا أرسلت فقط 1600 جندي إلى أفريقيا الوسطى، وهو عدد غير كاف أبدا لنجدة المسلمين وانقاذهم, هذا إن توفرت النية أصلا لإنقاذهم من هؤلاء المجرمين.

وفي الوقت الذي تحاول القوات الفرنسية إقناع العالم بادعاء أنها قوات محايدة وتقف على الحياد بين المسلمين والنصارى، إلا أن بعثة الأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى ذكرت أن سكان الأحياء المسلمين مستاءون جدًّا من الفرنسيين، حيث أكدوا أن "الفرنسيين لا يقومون بحمايتهم، بل ينزعون أسلحتهم ويتركونهم عزلًا أمام المليشيات المسيحية"، وخاصة بعد مقتل سبعة أشخاص من المسلمين على أيدي القوات الفرنسية في حي يقطنه المسلمون, ليزداد الجميع يقينا بصدق اتهام مسلمي بانغي للجنود الفرنسيين المكلفين بنزع سلاح الأطراف المتنازعة بمناهضة المسلمين، وبالتفرقة في المعاملة بين ميليشيات مناهضي بالاكا وبين المسلمين.

ولم تكن في هذه النتيجة غرابة ففرنسا معروفة بمعاداة المسلمين في داخلها وخارجها، وأن لها السطوة العليا في القارة الأفريقية منذ زمن بعيد, كما لها سوابق عديدة في معاداة الإسلام وأهله في غالبية الدول الإفريقية، حتى وان جاءت بقوات تدعي أنها لحفظ السلام وتقف على الحياد, فالادعاء باطل تاريخيا وفكريا, وليس بجديد على القوات الفرنسية.

فليس العجب في فرنسا, فهي لم ولن تتغير سياستها تجاه الإسلام والمسلمين, وإنما العجب كل العجب في الصمت الإسلامي والصمم الذي أصاب آذان أصحاب القرار في عدة بلدان إسلامية مؤثرة عن سماع أصوات استغاثات إخوانهم المسلمين في أفريقيا الوسطى.

ـــــــــــــــــــــــــ

[1] متى 50: 54

[2] متى 5: 39-42
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مستمرة, معاناة, أفريقا, المسلمين, الوسطى, تزال


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع معاناة المسلمين لا تزال مستمرة في أفريقا الوسطى
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسلمو أفريقا الوسطى بين حكومة هشة وتربص غربي عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 1 02-20-2014 02:20 PM
بورما جديدة في أفريقا الوسطى عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 02-11-2014 08:29 AM
مأساة دماج لا تزال مستمرة عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 12-17-2013 09:05 AM
معاناة مسلمي افريقيا الوسطى عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 12-09-2013 08:30 AM
وما زالت معاناة مسلمي نيجيريا مستمرة عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 08-14-2013 07:04 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:14 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59