#1  
قديم 06-21-2013, 02:47 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي نشأة الثقافة العربية الإسلامية .. نظــرة إلى العراق








للدكتور عبدالعزيز الدُوري

إن نشأةَ الثقافة العربية الإسلامية ظاهرةٌ معقّدة تتطلّب دراسة بيئاتها والعناصر المكوِّنة لها، والاتجاهات والتطورات الخاصة. وفيما يلي محاولة أولية لرسم الخطوط العامة([1]).
أدى التوسُّع العربي الإسلامي – الذي رافقه الشعور برسالة- إلى فتح أبواب البلاد الخصيبة إلى الشمال أمام القبائل المندفعة باستمرار من الجزيرة العربية، وشجّعت الخلافةُ الهجرةَ إلى الأمصار واعتبرتها لازمة للانتماء الكلّي للأمة([2]). واعتبرت العودة إلى البادية، بعد الهجرة، أمراً مكروهاً([3]). وهذا أدى إلى استقرارٍ متزايد للقبائل في البلاد المفتوحة.
واتجهت سياسة التمصير ابتداء إلى وضع المقاتلة في مجموعات متماسكة في المراكز الجديدة، في دُور هجرة مثل البصرة والكوفة، وفي قرى أو مناطق قرب المدن القديمة (كما في الأجناد في الشام)، أو في أماكن استراتيجية (كما في أنحاء من الجزيرة الفراتية).
واستمرت القبيلة أو العشيرة أساساً في تنظيم السكن والعلاقات الاجتماعية في الأمصار. وكانت القبيلة – عند خروجها من الجزيرة- تتوزع عادة بين أكثر من مراكز أو منطقة، ثم نُظِّمت المجموعات القبلية، لأغراض التعبئة العسكرية، في وحدات كبيرة، على الأسباع (ثم الأرباع) في الكوفة مثلاً، وعلى الأخماس في البصرة.
وساعدت الإقامة في بلد واحد، وظهور مصالح جديدة، والمصاهرات بين القبائل، إضافة إلى تأثير المفاهيم الإسلامية، على ظهور ولاءات محلية، وأوجدت ظروفاً ثقافية جديدة، وساعدت على قيام تكتُّلات جديدة([4]). وهذا يوضح كيف أن القبائل الواحدة أو القريبة، والتي تعيش في أمصار أو أقطار مختلفة، لم تَتَّخذ موقفاً واحداً في القضايا العامة. وكل ذلك ساعد على ظهور اتجاه نحو الوحدة بين القبائل في المصر الواحد.
وكان كلٌّ من الكوفة والبصرة باباً للبادية إلى السواد؛ وهذا يوضح، لِحَدٍّ ما، اطّراد الهجرة إليهما، وأكَّد هذه الهجرةَ استمرارُ الصلات بين عشائر المصرين وبين أقربائها من القبائل الرحالة في البوادي المجاورة. هذا إلى أن جماعات من المقاتلة (خاصة من ربيعة وتميم) استمرَّت على العيش في البادية مع استعدادها لتلبية النداء للمشاركة في الحملات حين استقر الآخرون في الكوفة والبصرة([5]).
ولم تُشَجَّع الإقامة بين السكان المحليين في البدء، ونُظِر إليها بشيء من الإنكار([6]). وهكذا فإن عزلة المقاتلة، وهي ضرورة عسكرية واجتماعية في البدء، كان لها أثرها في توفير جوٍّ للوحدة والاستمرار الثقافي، وساعدت على جذب الآخرين إلى إطار المجموعات العربية – إلى الإسلام والعروبة.
- وكانت اللغة العربية أساس الهُويَّة العربية، فالناس عرب أو عجم بلغتهم. أما المفاهيم المتّصلة بالنسب والتي تنطوي على مفهوم الجذور البشرية عند القبائل، فإنها لم تَطمس هذا الأساس. فحين قال الحجّاج لأهل الكوفة: "لا يؤمنكم إلا عربي"، وثب بعضهم بالقارئ يحيى بن وثاب، وهو مولى، لعزله عن الإمامة، فاعترض الحجاج قائلاً: "وَيْحَكم، إنما قلتُ عربي اللسان"([7]). وهكذا صارت اللغة، لا الدم، أساس العروبة([8]) .
ولما كانت العربية لغة القرآن، فقد ارتبطت بالإسلام، مما أكسبها حرمة وساعد على انتشارها. فكان دخول الإسلام يعني تَعَلُّمَ العربية، وربّما المشاركة في الثقافة العربية. وتكاد "العربية" أن تكون مرادفة للإسلام في الفترات الأولى([9]). فلما سأل أبو جعفر (المنصور) مولى لهشام بن عبدالملك عن هويّته، قال: "إن كانت العربية لساناً فقد نطقنا بها، وإن كانت ديناً فقد دخلنا فيه"([10]) .
- كانت القبائل العربية تندفع باستمرار إلى الأراضي الخصبة. وقد انتشرت في الجزيرة الفراتية بين دجلة والفرات قبل الميلاد، وكان بعضها متبدياً والآخر مستقراً([11]). فكان مركز قضاعة في الحضر([12])، وكانت ربيعة وتنوخ في الجزيرة([13])، والتمر بن قاسط في عين التمر([14]). وانتشرت تغلب من عين التمر وعانات على الفرات شمالاً حتى جبل بشري، وكانت من رعاة وفلاحين([15]). وكان في حاضر الرقة (ريفها) قوم من العرب([16]). وكانت اياد في الفرات الأوسط وأطراف الجزيرة الفراتية، ثم تحرَّكت في فترة الفتوح إلى الجزيرة([17]).
وكانت في الحيرة قبائل عربية – تنوخ والعباد وجماعات أخرى (الأحلاف)، وامتدَّ بعضها إلى الأنبار([18]). ويقول الهمداني: "الأنبار والحيرة والقصر الأبيض ... وسنداد والخورنق والسدير وبارق، محاضر العرب القديمة من حيز العراق"([19]). وانتشرت بكر بن وائل في البوادي المُطِلّة على السواد بين القادسية والخليج العربي([20]).
هكذا وبنهاية القرن السابع للميلاد كانت مناطق الفرات الأسفل والأوسط والجزيرة الفراتية قد تَعَرَّبت لِحَدٍّ كبير.
وفي فترة الفتوح وبعدها جاءت قبائل وجماعات جديدة إلى العراق؛ فقد ارتفع ديوان البصرة مثلاً من 10,000 إلى 20,000 أيام عثمان، ثم إلى 40,000 و(80,000 من العيالات) أيام علي، ثم إلى 80,000 (و120,000 من العيالات) في ولاية زياد بن أبيه([21])، ثم إلى 90,000 (140,000 من العيالات) في ولاية عبيدالله بن زياد([22]). وفي الكوفة ارتفع الديوان من 20,000 سنة 17هـ إلى 40,000 سنة 25هـ([23])، إلى 60,000 في أواسط القرن الأول الهجري([24]).
ونزلت مجموعات قبلية، من تميم وبكر واليمن- خاصة خولان وهمدان والأزد- الموصل في خلافة عمر. وتَحَوَّلت الحديثة، على الزاب الأعلى، إلى قرية عربيّة بمن نزلها من العرب([25]). ونزلت قبائل عربية في سنجار ورأس العين([26])، وجاءت جماعات كبيرة من قيس إلى الجزيرة. ثم إن معاوية أتى بمجموعات من قيس وأسد وأوطنهم أماكن استراتيجية بين الرقة وسنجار، كما ثَبَّت ربيعة في ديارها من الجزيرة([27]). واستمرَّت الهجرة إلى الجزيرة الفراتية، وأدَّت إلى تكوين ديار مضر وديار ربيعة([28]). لذا رأى مروان بن محمد، آخر الأمويين، أنه يستطيع الاستناد إلى قيس في تكوين قُوّاته، وانتدب منها عشرين ألفاً([29]).
- وكان للعوامل الجغرافية والبشرية أثرها في العراق، فقد كان ملتقى الثقافات الساميّة والآريّة، إضافة إلى كونه مهد الحضارة الساميّة.
كان سكان العراق (النبط)، وهم ساميّون يتكلمون الآرامية. أما الفرس فكانوا فئة حاكمة في المدن الرئيسية (مثل طيسفون ونصيبين)، وبينهم الملّاكون الكبار والجنود في الحاميات، وجُلُّهم طردوا أثناء الفتح أو أُسِروا([30]). ولكنَّ بعضهم بقي في المدن، مثل الحيرة ونصيبين وسنجار، أو على الحدود الشرقيَّة للسهول، بينما جاء آخرون إلى المراكز الجديدة (خاصّة الكوفة والبصرة). وبقي كثير من الدهاقين، وبعضهم من أهل البلاد (نبطاً أو عرباً)، وأسلموا وحافظوا على أراضيهم([31]).
وكانت لفظة "نبط" ابتداءً ذاتَ دلالة بشرية([32])، ثم صارت بعدئذ مرتبطة بالفلاحة والريّ([33]). وكان يشار للنبط عادة بـ"أهل السواد" أو "العلوج" تمييزاً لهم عن العجم([34]). وتتباين الروايات عن وضعهم، بين ما يشير إلى الشعور بالرابطة والكيان([35]) وبين الادعاء بالأصل الفارسي([36]).
اعتَـبَر المسلمون النبط غير محاربين، ولم يتعَّرضوا لهم في أثناء الفتح([37]). يذكر المدائني أن عمر بن الخطاب "رفع الرقَّ عنهم، ووضع عليهم الخراج في رقابهم، وجعلهم أكرة الأرض"([38]). وكان بإمكانهم استغلال الأرض وبيعها ورهنها([39]). وإذا أسلموا أُعفُوا من الجزية عادة، ولكنهم يستمرّون على دفع الخَراج. ورأى عمر بن عبدالعزيز أن لهم الحرية في ترك الأرض عند إسلامهم، ولكن أرضهم تؤول إلى القرية، وإلّا صارت للدولة.
ومع أن النبط اعتُبِروا أحراراً من حيث المبدأ، إلا أن المفاهيم المحلّية الموروثة التي تربطهم بالأرض والاعتبارات الاقتصادية أثَّرت على وضعهم. وكانت الهجرة من الريف إلى المدينة أمراً مألوفاً، بل وواسعة أحياناً؛ وهي ظاهرة ساعدت على التعريب. ومما يَسَّر التعريب أن النبط ساميّون يتكلّمون لغة لها قرابة بالعربية. ولعلَّ هذا يفسِّر سكوت المصادر عن انتشار التعريب بينهم([40]).
هناك إشارتٌ قليلة إلى موال من النبط مع أنهم – عددياً- يكوّنون جمهرة الموالي؛ ولعل ذلك يعود إلى ارتباطهم بالعرب في الأصول والثقافة. فالحَجّاج، وقد أغضبه اشتراك مجموعة من القراء في ثورة ابن الأشعث، قال عنهم: "إنما الموالي علوج، وإنما أُتِيَ بهم من القرى"، ونفاهم إلى قراهم([41]). وتَمَيَّز بعض النبط في أمور المال([42])، مثل عميرة وحسان النبطي([43])، وفي الحرب، مثل مقاتل بن حيان. وكان لهم أثرهم خاصة على العربية في الكوفة([44]).
ولقي العربُ في الفرات الأوسط([45]) وتَغلِبُ في الجزيرة([46])، معاملةً مفردة، مما يُشعِر بالتوجيه الإسلامي، إذ كانوا أحراراً في بيع أراضيهم، وعند إسلامهم تصبح أرضهم عشرية.
كان أثر العرب في المدن والريف واسعاً؛ فقد أصبح التسجيل في الديوان محدوداً زمن المروانيين، ولم يعد مفتوحاً للجميع؛ وكان على الذين لا يسجلون في الديوان (وبالتالي لا يأخذون العطاء) أن يبحثوا عن وسائل أخرى للعيش، في التجارة أو الزراعة أو المهن. يذكر المبرد أن المهلَّب دَسَّ الجواسيس إلى عسكر الخوارج فأتوه بأخبارهم "فإذا حشوة ما بين قصار وصباغ وداعر وحداد ..."([47]). ويبدو أن هذه الظاهرة عامة لا تختصّ بالعراق، ففي أخبار حملة ابن أبي بكرة على سجستان (79/699) قاتلت جماعة متطوِّعة من مذحج وهمدان([48]). كما أن بعض الأعراب القادمين إلى المدن، مثل البصرة، صاروا في عداد "المساكين" على أطرافها([49]). هذا إلى أن بعض المقاتلة بقوا في البوادي المطَّلة على السواد يرعون مواشيهم وإبلهم([50]). وتَرِدَ أخبارُ شعراء يتنقّلون بين قبائلهم في البوادي وبين عشائرها الموجودة في المراكز الحضرية، وخاصّة تميم([51]). وهذه الجماعات اختلطت بِحُرّيّةٍ بأهالي البلاد السابقين.
والتفت العرب، وخاصة الأشراف وأهل المدن، إلى امتلاك الأراضي، وحصلوا عليها بطرق مختلفة - بالإقطاع من الصوافي، وبإحياء الأرض الموات (خاصة في منطقة البصرة)، وبتجفيف المستنقعات (خاصة قرب الكوفة)، وباستثمار الأراضي الخالية([52])، وبالشراء، وخاصة في منطقة الحيرة حيث كان بيع الأراضي مباحاً([53]). وكان جُلُّ الضياع في البصرة من الأرض الموات التي تم إحياؤها بحفر القنوات وباستيراد الأيدي العاملة (من الزنج خاصة). وشمل الشراء أراضي الخراج على نطاق واسع، حتى أن منع بيع الأرض الخراجية من قبل عمر بن عبدالعزيز وأخلافه لم يوقف هذا النشاط. وساعد الإحياء على توسيع الملكيات.
أدى هذا الإقبال على الأرض إلى ظهور ملكيات كبيرة، بعضها يشمل قرى بكاملها. وقد أدَّت هذه التطورات إلى خلخلة المجتمعات القرويَّة المتماسكة وإلى فتحها للمؤثرات الخارجية.
واعتاد العرب أن يستخدموا "وكلاء" للإشراف على ضياعهم، وكان على الوكلاء أن ي***وا الفلاحين إلى الأرض، أو أن يشغلوا فلاحين من القرى المجاورة. ومما يَسَّر مهمة الوكلاء ضرب الإقطاع القديم وحالة الفراغ الناشئة عن ذلك، مما دفع الفلاحين للتحرك إلى مَواطن العمل الجديدة. وقد أدَّى هذا الوضع، إضافة إلى العلاقات المتزايدة بين القرى والمراكز العربية – وهي الأسواق الرئيسية للريف-، والصلات بين القرى والقبائل في البوادي المجاورة للكوفة والبصرة، إلى انتشار العربية تدريجياً وبصورة متزايدة في الأرياف([54]).
وفي مطلع القرن الثاني للهجرة بدأ العرب بالاستقرار في القرى، وساعدت السياسة العباسية على ذلك؛ فقد اتخذ العباسيون موقفاً سلبيّاً من بعض القبائل (المضرية) منذ بداية عهدهم، ثم انتهوا إلى إسقاط العرب من الديوان أيام المأمون والمعتصم، وهذا دفع العرب إلى التوسع في الاستقرار على الأرض (في الريف)، وإلى اتخاذ مِهَن أخرى. فانتشر العرب في سواد الكوفة([55])، وانتقل الكثيرون من البوادي المجاورة إلى الأرياف([56])؛ وهكذا ترد إشارات إلى قرى عربية([57]). وفي الجزيرة الفراتية تزايد عدد الجماعات العربية التي استقرت في القرى وانتشرت في الريف([58]). ويعطي ديونيس التلمحري البيّنات على وجود عدد كبير من القرى العربية في الجزيرة([59])، ويُشْعِر بوقوفهم إلى جانب أهل القرى المحلّيين في وجه الإدارة العباسية([60])، ويشير إلى حصول مصاهرات بين الطرفين([61]). وهذا يشير إلى تغيُّر العلاقات بين العرب والآخرين، وإلى توسّع التعريب؛ وهو تطوّر بلغ مدى بعيداً في القرن الثالث الهجري، وجعل التعريب شاملاً.
ويُنتَظَر أن تكون العربية الدارجة في الريف ضعيفة، كما يُتَوقَّع أن لا تنجو عربية القرويين من اللحن([62])، وهذا لا يمنع أن تكون لغة البعض حسنة؛ فقد أشار الجاحظ إلى أن بعض أهالي سواد الكوفة يتكلّمون عربية حسنة بألفاظ متميزة، ومع ذلك يُحِسّ السامع بأنهم نبط([63]).
وكان انتشار الإسلام، وحركة العرب، ونظام الولاء، عوامل في نجاح العربية وفي التعريب.
ترجع جذور الولاء إلى الجزيرة قبل الإسلام. وقد يكون أثر عرب الجنوب مُهِمّاً في تطوُّر الولاء، ولكن تراثهم لا يزال ينتظر الدراسة. فهناك إشارات في النقوش الجنوبية إلى أن قبائل (سيدة) كانت تربط مجموعات أضعف بها عن طريق الحلف بسبب المصلحة لا النسب. وقد تَطَلَّب استغلال الأرض ربط جماعات خارجية بالقبلية، وأدّى إلى نوع من الطبقية الاجتماعية: فهناك جماعات تستثمر الأرض(العائدة لقبيلة) لقاء جزء من الحاصل، وهناك طبقة أدنى محميَّة تعمل لقبيلة في فلاحة الأرض([64]).
أما بين عرب الشمال فإن الولاء بالعتق أو الحلف أو الحماية كان مألوفاً. وكان بإمكان جماعات أن ترتبط بقبائل قوية بالحلف، ويُسَمَّون موالي موالاة([65]). والحلف لا يعني بالضرورة المساواة في المنزلة، مع أنه قد يعني مساواة في بعض المسؤوليات([66]).
هذه المفاهيم استمرت في صدر الإسلام: ففي ديوان عمر بن الخطاب جُعِلَت القبيلة ومواليها في سجل (ديوان) واحد وبعطاء واحد([67])، وفي الكوفة والبصرة حالفت الكتائب الفارسية (حمراء ديلم والأساورة)، إضافة إلى الأندغان والسيابجة، قبيلة تميم([68]). وانتقل بنو العم من الأهواز إلى البصرة وحالفوا بني تميم([69]).
وكان الموالي ابتداءً من أرِقّاء (أسرى حرب) أعتقوا (موالي عتاقة)([70])، ولكنَّ جُلَّ الموالي كانوا من أحرار أسلموا وانتقلوا إلى المراكز العربية، وأكثرهم نبط([71]). وبعد أن أوقف عمر بن الخطاب سبي العرب([72])، صارت كلمة "مولى" تشير إلى غير العرب، بينما تشير كلمة "حليف" عادة إلى العرب([73]).
واستمر الولاء بهذه المفاهيم أيام الأمويين: فقد صَنَّف عمر بن عبدالعزيز الموالي إلى: موالي عقد (اتفاق)، وموالي رحم، وموالي عتاقة.
وكان ارتباط البعض بأمير أو قائد سبباً لظهور "مولى التباعة"؛ وهو اتجاه يفسر ما فعله العباسيون بعدئذ([74]).
وكان الولاء يعني "الإسلام" "والعربية" في وقت واحد([75]): فالأعاجم (من غير المسلمين) كانوا يَرَون أنَّ مَن دخل الإسلام صار عربياً([76]). وكان الموالي يتعلمون العربية ويتخذونها لغتهم؛ وهكذا اعتبر الحَجّاج القراء من الموالي عرباً([77]). ويلاحظ أن بعض الموالي سُمُّوا بـ"المستعربة"([78])، وهو تعبير يطلق عادة على عرب الشمال. جاء في اللسان: "والعرب المستعربة هم الذين دخلوا فيما بعد فاستعربوا. قال الأزهري: المستعربة عندي قوم من العجم دخلوا في العرب، فتكلموا بلسانهم، وحكوا هيئاتهم، وليسوا بصرحاء فيهم"([79]). ويبدو أن المصاهرات، وكانت مألوفة قبل فترة الحجاج ورائجة في الكوفة أيام عمر بن عبدالعزيز([80])، ساعدت على توسيع التعريب. وهكذا اخترق الولاء إطار النسب القبلي، ووسَّع الإطار العربي، وساعد على انتشار العربية.
ظهر الإسلام في بيئة مدنية، وأكَّد على طلب العلم، وعنه نشأت اتجاهات الدراسة الأولى في المجتمع الإسلامي. وهذه الدراسات، مع اهتمامات العرب الثقافية الموروثة، كَوَّنت الخطوط الأولية للثقافة العربية الإسلامية. واستمرّ الحال كذلك لدرجة أن النظر إلى الثقافات القديمة كان عرضيّاً خلال فترة تتجاوز القرن. وفي حين أن العربية اضطُرَّت لمواجهة المفاهيم القبلية المحافظة والضيقة، بما فيها من عصبيّة، قبل أن تستطيع تحقيق قاعدة ثقافية واسعة، فإن الإسلام كان قوة دافعة متوسعة، وكان بشكل ملحوظ عوناً للعربية.
تركَّزَت الفعاليات الثقافية في صدر الإسلام في دور الهجرة – البصرة والكوفة خاصة-، واقتصرت في الأساس على الموضوعات الإسلامية والدراسات العربية. كان هشام بن عبدالملك (ت 125هـ) يرى أن أسس الثقافة هي القرآن، والآثار، وأحاديث العرب، وأشعارهم، وأيامها، وأَنساب قريش وسائر بني نزار([81]).
وبدأت الفعاليات الثقافية بين العرب، وبدرجة متواضعة بين الموالي الذين أتقنوا العربية([82]). وتأثرت هذه الفعاليات بتيارين أساسين: الأوّل – الإسلامي، ممثلاً في الدراسات القرآنية والحديث والفقه والمغازي، والثاني- العربي (القبليّ) وهو استمرار لميول سابقة، في الشعر والأيام والأخبار والأنساب واللغة.
ويسترعي الانتباه أن التطورات الثقافية سارت في خطوط متوازية ومتدرجة: روايات فردية ومحدودة ابتداءً، ثم حلقات من الطلبة يأخذون عن شيخ ويضيفون أبحاثهم إلى عمله([83])، ثم تراكُم للمعرفة والدراسات يؤدي إلى ظهور مدارس محليّة، وأخيراً تبادُل المعرفة والتأثير بين المراكز أو المدارس المحلّية عن طريق الرحلات، مما أدى إلى ظهور علماء متميزين رسموا خطوط التطور المقبل. ويتضح هذا التطور في دراسة الحديث والفقه والتاريخ وفي الدراسات اللغوية.
واجهت الأمة الإسلامية الناشئة مشاكل وحاجات مباشرة – منها إنشاء الخلافة ومشاكلها، ومعاملة المغلوبين والأراضي المفتوحة، وتطبيق المبادئ الإسلامية في الأمصار لمواجهة الحاجات الجديدة. وكانت هذه النواحي بالغةَ الأهميّة للتطور الثقافي.
لقد شهد القرن الأول للهجرة رسمَ الخطوط الأساسية لمؤسسة الخلافة، مع ما رافقها من تبايُن واختلاف في الاتجاه؛ ونشأت الأحزاب السياسية وطَوَّرَت آراءها التي كان لها بعض الأثر في الفقه([84]). وظهرت آراء في الجبر والاختيار ومسؤولية البشر عن أعمالهم، وبدأ التنظيم الإداري والمالي من التراث المحلّي بعد تعديله بضوء مفاهيم إسلامية، وكان يختلف في واقعه بين قُطر وآخر، ثم عُرِّب وطُوِّر بالتدريج لينتهي إلى إِطار موحَّد في بلاد الخلافة في أواخر الفترة الأموية.
وفي حين أن الفعاليات الثقافية بدأت عربية إسلامية ولم تأخذ من الثقافات القديمة إلا في فترة تالية، فإن الموقف من التراث الإداري والمالي المحلّي المتباين في الأقطار اتخذ اتجاهاً معاكساً، إذ عُرِّب وطُوِّر لينسجم مع المفاهيم الإسلامية بصورة تدريجية، حتى أدخل أخيراً في النطاق الإسلامي الثقافي والحضاري.
ارتبطت الفعاليات الثقافية بالحاجات الناشئة: فالدراسات الإسلامية الأولى تتصل بالقرآن، إذ حاول القراء أن يعلّموا الناس القراءة الصحيحة، وأن يُبَصِّروهم بالمفاهيم الإسلامية([85]). بَعَثَ عمر بن الخطاب بعض الصحابة إلى الأمصار (مثل ابن مسعود في الكوفة، وأبي موسى الأشعري في البصرة) ليعلّموا الناس القرآن والسنة([86]). قال أهل الكوفة لابن مسعود: "جُزِيتَ خيراً فقد علَّمتَ جاهلنا، وثَـبَّتَّ عالمنا، وأقرأتَنا القرآن، وفقَّهتَنا في الدين"([87]). ويُرْوَى الكثير عن عدد تلاميذ ابن مسعود وعن نشاطهم في الكوفة، إذ كانوا "سُرُج هذه القرية (الكوفة)" كما قال سعيد بن جبير([88]). وقد نالوا منزلة اجتماعية عالية بسبب تقواهم وحرصهم على رسالتهم([89]). وشاركوا في الحياة العامة وفي الأحداث الكبرى من أيام عثمان إلى ثورة ابن الأشعث([90]). وكانوا يدافعون عن المبادئ الإسلامية، وعن العدالة الاجتماعية. وانضمَّ إليهم بعض الأشراف، وتزايد عدد الموالي بينهم([91])؛ ولَعلَّ هذا يوضح سبب الارتباك في بداية ظهورهم. وتُشْعِرُ فعالياتهم بالصلة الوثيقة بين النشاط الثقافي وبين الحياة العامة.
وشهد جيل التابعين بين القراء قضاة، وأصحاب فتيا([92])، وعلماء([93])، وفقهاء([94]). يقول ابن سعد: "ثم كان التابعون بعد أصحاب رسول الله من أبناء المهاجرين؛ والأنصار وغيرهم فيهم فقهاء وعلماء، وعندهم رواية الحديث والآثار والفقه والفتوى"([95]). وشملت دراساتهم الحديث والنحو والتفسير والفقه([96]).
وكان دور القراء والعلماء والقضاة مُهِمّاً لتطوّر الفقه، وبجنب الاعتماد على القرآن رجعوا إلى السنة؛ ويشار إلى سنّة الرسول في فترة مبكرة. ثم إن المشاكل الجديدة في الأمصار أدت إلى الاجتهاد بالرأي منذ زمن الراشدين([97]). وواضح أن قيام الخلافة ومعاملة البلاد المغلوبة تطلّبت الاجتهاد والرأي. وبالإضافة إلى ذلك كان هناك الاتجاه إلى اعتماد المفاهيم والقيم الإسلامية في مختلف نواحي الحياة، وإلى تطوير العرف المحلي ليلائم الإسلام.
وقد لجأ الصحابة إلى الاجتهاد بصورة فردية أو بالشورى، وصارت أقوالهم جزءاً من الآثار، كما كان للتابعين رأيهم واجتهادهم. وأدى الوضع في الحديث إلى تحديد استعماله مِن قِبَل البعض، بينما لجأ آخرون – مع التشدّد في النقد- إلى الآثار. وكان الرأي يعطى بالقياس، أو وفق متطلبات المصلحة. ونشأ خَطَّان في الفقه: فقه الرأي وفقه الأثر، وذلك بضوء التوسُّع في استعمال الرأي أو تقييده. ولم يكن التقسيم يستند إلى قاعدة جغرافية (الكوفة – المدينة) بل إلى الوجهة الخاصة بالفقيه([98]) .
وأدى التباينُ في الظروف المحلية ومدى الأخذ بالرأي أو الاستناد إلى الحديث والآثار، إلى أن تظهر بصورة تدريجية سنن محلية أو طرق "عمل". وتطورت هذه البدايات المحلية بعد فترة، ليخلفها الإجماع بمفهومه العامّ، وليكون أصلاً آخر من أصول الفقه.
وقد أدت الجهود الجماعية والمتكاملة للعلماء إلى قيام مدارس فقهية في العقود الأولى من القرن الثاني للهجرة. ويسترعي الانتباه أنه لا توجد خلافات أساسية بين هذه المدارس في المبادئ أو الطريقة. وعلى العموم فإن الرجوع للرأي كان أوسع في العراق، بينما كان التأكيد على الحديث أقوى في المدينة. وتَمَيَّز بعض العلماء بدراساتهم الواسعة وبعلمهم في المدارس (المراكز العلمية)، مثل إبراهيم النخعي (96/715) وحماد بن سليمان (120/798) في الكوفة؛ والزهري (124/741) وربيعة الرأي (136/753) في المدينة، وكان دورهم بداية التطور الذي أدى إلى ظهور أئمة المذاهب (أبو حنيفة، مالك، الشافعي، أحمد بن حنبل). وهذا التطور من الدراسات المشتركة المتكاملة (في المدارس) إلى قيام أئمة (في الفقه)- وهو اتجاه يظهر أيضاً في حقول ثقافية أخرى – يُشْعِر بنضج المدارس الفقهية، مما أدى إلى ظهور المذاهب بطلوع القرن الثالث للهجرة([99]).
وبدأت دراسة حديث الرسول (ص) في فترة مبكرة بين الصحابة، ثم شملت الدراسة آثار وسنن الصحابة. وكانت التطورات والحاجات الجديدة سبباً لذلك، كما أدت هذه إلى الوضع في الحديث: فالمصالح السياسية والحزبية والمحلية والمذهبية وجدت مجالاً في وضع الأحاديث، وأدى الوضع بدوره إلى التدقيق في نقد الحديث؛ وهو تدقيق بدأ في المتن، وتركّز تدريجياً وبمرور الزمن على الإسناد، وجاء علم الجرح والتعديل مثلاً رائعاً للتدقيق والحيطة والتوثيق.
وكان الاهتمام بجمع الحديث مبكِّراً زمن الصحابة والتابعين في صحف وأجزاء، وتلا ذلك "تقييد" الأحاديث في الصحف والروايات في أواخر القرن الأول وأوائل القرن الثاني للهجرة، ثم بدأ "التصنيف" أو جَمعُ الأحاديث حسب الموضوعات لفائدة المشتغلين بالفقه وذلك في الربع الثاني للقرن الثاني للهجرة. وأدى حرص المحدثين على أحاديث الرسول (ص) إلى عمل مجموعات للحديث مرتّبة حسب رواتها من الصحابة من أواخر القرن الثاني للهجرة، ورافق ذلك تأكيدٌ خاصّ على الأسانيد. ومما يلاحَظ أنَّ كُتُب الطبقات الأولى جاءت من نفس الفترة، وأخيراً، وخلال القرن الثالث للهجرة، وُضِعت المجاميع الأكثر شمولاً وتدقيقاً، وهي كتب الصحاح، ونُظّمت على فصول الفقه([100]).
واستُخدِمَت الكتابة لحفظ الحديث جنبَ الرواية الشفوية؛ وقد عرف الزهري بكتابة الحديث([101]). وجاءت المجموعات الأولى للحديث من الثلث الثاني للقرن الثاني للهجرة؛ وهي نفس الفترة التي جاءت منها المؤلفات الأولى في التاريخ([102]).
بدأ التفسير مبكراً في قراءة القرآن وكان على صلة وثيقة بعلم الحديث. وكانت المحاولات الأولى في الأساس شروحاً لغوية للنصوص، وإشارات إلى ظروف نزول الآيات. وقد أفيد من الشعر (الجاهلي) لتوضيح بعض الكلمات، كما استند التفسير إلى المأثور – حديث الرسول (ص) وأقوال الصحابة([103]).
وتَطَوَّر التفسير بسرعة في عصر التابعين، وأَخَذَ بعضُهم بالرأي إضافة إلى الآثار والشروح اللغوية، ورجع البعض إلى أهل الكتاب لتوضيح بعض الإشارات القرآنية، فتسربت الإسرائيليات، وأثارت شيئاً من الشكّ والتحفّظ([104]). وهكذا بدت بوادر اتجاهين في التفسير: التأكيد على المأثور، والرجوع إلى الرأي.
وقد اهتَمَّ بالدراسات القرآنية جماعاتٌ لهم اتجاهات دراسية مختلفة؛ إذ نرى القراء واللغويين والمحدِّثين يشتغلون بالتفسير. وقد أسهم بعض القراء، مثل نصر بن عاصم (89هـ/707م) ويحيى بن يعمر (129/746) وبعضُ اللغويين، مثل عيسى بن عمر الثقفي (146/776) وأبي عمرو بن العلاء (152/770) في التفسير.
واستُعِملَت الكتابة في التفسير زمن التابعين، وَوُضِعَت تفاسير من أواخر القرن الأول (مجاهد 104/722، قتادة 118/736، عطاء الخراسانيِ 133/751).
واتسمت التفاسير من أواخر القرن الثاني بصورة عامَّة بطابع الجمع، واحتوت على موادّ تاريخية وفقهية ولغوية. كما وُضِعَت في هذا القرن تفاسير لغوية لها أهمية خاصة، مثل مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى (210/825) ومعاني القرآن للفراء (207/822).
وهكذا ظهر خَطّان واضحان في التفسير: التفسير بالآثار، وهذا بلغ قمته في تفسير الطبري (310/923)، والتفسير بالرأي، الذي بلغ درجة عالية في الكشاف للزمخشري (538/1143)([105]).
- ازدهر الشعر خلال القرن الأول الهجري، وتأثر بالأوضاع السياسية والاجتماعية الجديدة في المراكز الجديدة، كما تأثر بالمفاهيم والقيم الإسلامية. ومع أن الكثير من الشعر ينطوي على استمرار للشعر القديم في الأسلوب والأخيلة، فإن موضوعات جديدة ظهرت بالإضافة إلى النظرات والمنطلقات الجديدة (مثل الشعر الإسلامي، شعر النقائض، الشعر السياسي، شعر الغزل)؛ هذا إلى وجود الشعر الحضري جنب شعر البادية؛ كما أن تطوراتٍ جديدةً حصلت في الأسلوب. وجاءت حركة التجديد الشعرية في العصر العباسي الأول بشعر أكثر رقة وأعلى ثقافة، وأكدت على موضوعات جديدة. ومع هذا بقي للشعر القديم منزلة رفيعة في عالم النظم([106]) .
خرج العرب من الجزيرة بِلُغَةٍ راقية وشعر رائع وتراث حضري جنوبي. وكانت للقبائل لهجاتها (لغاتها) ولكنَّ سكناها مجتمعةً في المراكز الجديدة أدت إلى ظهور عربية مشتركة في التخاطب. يقول الجاحظ: "وأهل الأمصار إنما يتكلمون على لغة النازلة فيهم من العرب، ولذلك تجد الاختلاف في ألفاظ من ألفاظ أهل الكوفة والبصرة والشام ومصر"([107]). ولكنَّ القرآن الكريم أعطى المثال للعربية في الكتابة، وأعطاها وحدةً واستمراراً عبر العصور.
وبدأت الدراسات اللغوية في فترة مبكّرة، وهي تُشْعِر بالحرص على قراءة القرآن بصورةٍ صحيحة، والحماس لنقاء اللغة العربية. لقد استَعْمَلَت العربيةَ أعدادٌ متزايدة من الموالي، وتعرَّضَت لِلَّحن. واختلط العرب بالأعاجم في الأمصار، كما فُتحت بيوتهم للسبايا، مما أثَّر في لغة الكثيرين([108]). ويَتَّخذ اللحن خطورة واضحة في قراءة المصحف؛ وهي مشكلة تعرَّض لها حتّى البعض من الأعراب. جاء في رسالة لعثمان تخوُّفه من الابتداع "بعد اجتماع ثلاث فيكم: تكامُل النعمة، وبلوغ أولادكم من السبايا، وقراءة الأعراب والأعاجم القرآن"([109]).
بدأ اللحن في أواسط القرن الأول للهجرة وانتشر في فترة التابعين، وأدى إلى رَدِّ فِعْلٍ قويّ في الدوائر العربية وبين بعض الموالي المتعربين، لحماية العربية وللحفاظ على صفائها. يُبَيِّن الزبيدي أن ظهور الإسلام ودخول الناس فيه وكثرة من وُجد تحت لوائه أدّى إلى أن "اجتمعت فيه الألسنة المتفرقة واللغات المختلفة، ففشا الفساد في العربية. فَعَظُم الإشفاق من فُشُوِّ ذلك وغَلَبَتِه، حتى دعاهم الحذر من ذهاب لغتهم وفساد كلامهم إلى أن سَبَّبوا الأسباب في تقييدها لمن ضاعت عليه، وتثقيفها لمن زاغت عنه"([110]). كل ذلك أوجد دافعاً قوياً للدراسات العربية([111]).
وترتبط بداياتُ النحو أولاً بقراءة القرآن: فقد أحدِثَت نُقَط لتمييز حركات الإعجام في القرآن مِن قِبَل أبي الأسود الدؤلي (69هـ/ 688م)، ولذا يُنْسَب إليه وضع النحو. ويعود إلى الفترة ذاتها وَضْعُ النقاط لتمييز الحروف المتماثلة، لضمان القراءة السليمة([112]).
وكان رُوّاد علم النحو: من يحيى بن يعمر (129/747) وعبدالله بن أبي إسحق الحضرمي (117/735) إلى الكسائي (189/805) قُرّاء([113])؛ فَفَهْمُ القرآن يَعني معرفة جيدة بلغته وبإعراب نصوصه. يقول الذهبي عن الكسائي: "وكان من أهل القراءة، وهي كانت علمه وصناعته"([114]).
ونظر البعض إلى اللغة على أنها في الأساس تواضُعٌ واصطلاح، بينما ذهب البعض الآخر إلى أنها توقيف؛ وهما وجهتان متدرجتان، تعبّران عن نظرتين في النحو؛ فقد كان السماع من أسس الدراسات اللغوية، كما اعُتبِر القياس مع التعليل قاعدةً أخرى في النحو. وكان لكلٍّ من الاتجاهين مؤيدون في البصرة([115]). ثم ساد القياس في البصرة (مهد النحو) والسماع في الكوفة. ويبدو أن بيئة الكوفة العربية السامية في الأساس أقرب إلى الاتجاه إلى السماع والسليقة، أما بيئة البصرة التجارية المختلطة فإنها تطلَّبت قواعد أكثر تحديداً لفهم اللغة. أكدت البصرة على القياس لوضع قواعد عامة، أما الشواذُّ فإنها سُجِّلَت وأهِملَت؛ وأما الكوفة فإنها رأت في أن يُسارَ وفق السماع، وتجوَّزت في وضع القواعد إلى حدّ الاستناد إلى النوادر عند الحاجة([116]). وقد ورثت بغداد المدرستين، ولكنها كانت أميل إلى الاتجاه الكوفي. وأخيراً تَفَوَّق الاتجاه إلى السماع على وجهة القياس، وانتصرت بذلك المحافَظَة. وهذا يثير السؤال عن مدى تأثير القراءات المقبولة في تفوُّق السماع([117]).
وسارت الدراسات اللغوية إلى جنب دراسة النحو؛ فالحاجة إلى فهم القرآن، والحديث أحياناً، دعت إلى الرجوع للشعر وإلى عربية البادية. ذهب اللغويون إلى البادية، إلى الأعراب الفصحاء، (وجاء بعض هؤلاء الأعراب إلى المدن) للأخذ عنهم([118]). وكانوا – وخاصة البصريون- حذرين في بحثهم عن العربية القريبة، ولذا تجنَّبوا في الغالب القبائل التي تأثرت بأهل الحواضر القريبة. ومع أن تأكيد الروايات على الأخذ من الأعراب البادين لا يخلو من مبالغة، فإن هذا الأخذ في عامَّته أدى إلى تسجيل ما يتّصل أساساً بالحياة البدوية.
كان أبو عمرو بن العلاء (154/770) شيخ الدراسات اللغوية في عصره، يُعرَف بأنه أعلم الناس بالعرب وبلغتهم، وبالشعر والأيام، وبالقرآن. وكانت "عامة أخباره عن أعراب قد أدركوا الجاهلية". وكان أثره كبيراً في إعداد طلبة نابهين من الجيل التالي([119]). وقامت أبحاثٌ واسعة ومركزة على يد الجيل التالي في البصرة، وتَمَيَّزَ بينهم ثلاثة من تلاميذ أبي عمرو بن العلاء: أبو عبيدة معمر بن المثنى (211/826) وأبو زيد الأنصاري (215/830) والأصمعي (217/831)، وهؤلاء أفادوا في بحوثهم من أساتذة آخرين ومن ثقات الأَعراب، حتى قيل فيهم: "عنهم أُخِذ ما في أيدي الناس من هذا العلم، بل كلُّه"([120]). وكان أعلام المدرسة اللغوية في الكوفة الكسائي (189/805) والفراء (207/822) والمفضل الضبي (170/786) وابن الأعرابي (231/844). وهكذا نضج هذا الاتجاه في الدراسات في أوائل القرن الثالث للهجرة([121]).
وكانت المجموعات الأولى للكلمات عفوية دون خطَّة، ثم تَلَتْها مجموعات تدور حول موضوع أو مادة. وأخيراً جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي (175/791) بفكرة أو مُعجم (العين)، وتحقَّقت فكرته على يد تلميذ له، وربما بمشاركة آخرين. وسار علماء اللغة بعده على خطته، إلى أن وضع الجوهري (208/1007) خطة أخرى([122]).
جاءت القبائل بلهجاتها (لغاتها) إلى المراكز الجديدة([123])؛ وهذا أكسب العربية حيوية وغنى. ثم إن استعمال العربية على نطاق واسع بين غير العرب، والاختلاط في البيئات الجديدة، وتطوُّر الحياة في المدن، ترك آثاره وأَدَّى بالتدريج وبين الطبقات الدنيا إلى ظهور عربية للتخاطب تَتَّصِف بالبساطة، ولا تلتزم بقواعد النحو([124])؛ وبدأ ذلك بوضوح في أواخر القرن الأول. ومع ذلك فإن الحَجَّاج كان يري أن دُور الهجرة (الكوفة، البصرة) هي "موضع الفصاحة والإعراب". وأثنى بحشل على أهل واسط لفصاحتهم، وعَلَّلَ ذلك بأن الحجاج "كان لا يدع أحداً من أهل السواد يسكن واسطاً"([125]) .
وفي القرن الثالث الهجري، والعربيّة لغة الثقافة، كانت الفصاحة ما تزال تُقْرَن بعربية الأعراب الأقحاح. وبجنب هذه اللغة يشير الجاحظ إلى لغة المولدين والبلديين بتركيبها وإعرابها([126]). وعلى كلٍّ، فبالإضافة إلى لغة التخاطب اليومية، التي لا تخلو من لون محلي، صارت العربية لغة الحضارة، وفيها المرونة التي تتطلّبها الحاجات الثقافية والحضرية. ومع ذلك استمرَّت الجهود للحفاظ على صفاء اللغة، وعلى جعل النحو أداة فعالة تُمَكِّنُ الجميعَ من إتقانها عن طريق التعلم([127]).
وبدأت دراسة التاريخ وكتابته في خَطَّين - إسلامي وقَـبَلي: ففي المدينة اتجهت الدراسات التاريخية إلى المغازي والجماعة الإسلامية الأولى، ثم شملت تاريخ الأمة. وفي الكوفة (ثم البصرة) اتجهت الدراسات إلى نشاط الخلافة، وإلى فعاليات القبائل وشؤون الأمصار. وكان المحدّثون روّاد المغازي، في حين نهض الأَخباريون بالدراسات التاريخية في الكوفة، وشارك فيها لِحَدٍّ ما بعض النَسّابين واللغويين.
تناول الأَخباريّون في دراساتهم كلَّ جوانب التاريخ الإسلامي في كتب يتعلق كلٌّ منها بموضوع أو بفترة. وبينما يلاحظ أسلوب المحدّثين في التدقيق والإسناد في كتابة المغازي، فإن الأخباريين يشعرون باستمرار نواحي الاهتمام القبلية، وبأثر أسلوب قصص الأيام. وكان عروة بن الزبير (94/712) رائد مدرسة المغازي، واستقرّ هيكل السيرة على يد تلميذه الزهري (124/742)، بينما كَتَب الأخباريون في الجيل التالي له.
وهكذا نشأت الدراسات التاريخية في الإسلام، وتطورت في نطاق الثقافة العربية الإسلامية. أما الترجمات لِسِيَر الملوك من الفهلوية، والأخذ من الإسرائيليات، فإنها أَدخَلَت مادة ضعيفة إلى الدراسات التاريخية، ولكنها لم تأت بفكرة أو بمنهج.
وشهد القرن الثالث الهجري تبادل التأثير بين مدرستي التاريخ في المدينة والكوفة، في الأسلوب والأفق والمفاهيم التاريخية، ويلي ذلك ظهور المؤرخين الكبار بعد منتصف هذا القرن، وهم يمثّلون قمة التطور في الدراسات التاريخية في فترة التكوين([128]).
وكانت الصلات بالثقافات الأخرى شفوية ومحدودة، فهناك الإسرائيليات، وبعض اللاهوت المسيحي، وبعض الأقوال القانونية التي تسرَّبت عن طريق الداخلين في الإسلام، إضافة إلى قليل من الهلنية. وأثيرت أسئلة عن حرية الرأي، والصفات الإلهية، وخَلْق القرآن. ولا يخفى أن مسألة حرية الإرادة والاختيار – كما في كثير من القضايا الأساسية- بدأت كمشكلة سياسية في العصر الأموي، ولكن الاتصال قد يترك بعض الأثر. ويلاحَظُ تَسَلُّل بعض الآراء الدينية الفارسية في بيئة الكوفة عن طريق بعض المسلمين الجدد؛ وهذا يلحظ عند الغلاة. ولكن هذه الصلات كانت أولية، ولا يوجد ما يدل على اقتباس متعمَّد إلا في الحاجات المادية.
وأدَّى تعريب الدواوين زمن الأمويين( من أيام عبدالملك بن مروان إلى هشام بن عبدالملك) إلى إِغناء العربية، وساعَدَ على أن تصبح لغة الثقافة للمسلمين وغيرهم. وقد فتح التعريب الباب للشعوب الأخرى في المجتمع الإسلامي للمساهمة في الثقافة، وتأكد ذلك بعد الثورة العباسية.
وكان للتراث المحلّي، الإداري والمالي خاصة، أثره؛ وكان للمسلمين أن يأخذوا ما يرون ما دام لا يتعارض والمفاهيم الإسلامية، وقد أدخل المسلمون عليه ابتداءً تعديلاتٍ بضوء المبادئ الإسلامية ثم طَوَّروه وعرَّبوه، وأخيراً تمثّلوه في مجرى الحضارة العربية الإسلامية.
وإن وُجِدَت إشارات إلى بدايات أولية وفردية للترجمة زمن الأمويين، فإن العباسيين نَظَّموا الترجمة وشجّعوها في العلوم والطب والفلك، وأخيراً - من أواخر القرن الثاني- في الفلسفة. وهذه الترجمات لم تُدخِل عنصراً غريباً غير مؤتلف في الثقافة، عدا الفلسفة التي تضَّمنت أحياناً آراء ومفاهيم لا تنسجم والمبادئ الإسلامية. وحاول العلماء المسلمون أن يفيدوا من المنطق اليوناني، وأن يوفقوا بين الفلسفة والإسلام في الشكل والمضمون.
وهناك خَطٌّ آخر للترجمة – عن الفهلوية بالدرجة الأولى- تَبَنّاه الكُتّاب وبعضُ رجال الأدب، وشمل مؤلفات أدبيةً وتاريخيةً ودينية. وكان لهذه الترجمات بعض الأثر في الآراء وفي بعض الحركات الدينية السياسية الخارجة، وكانت تَتَّصل بالصراع الثقافي مع الشعوبية. وربما كان للاحتكاك والصراع الثقافي أثرٌ في تجديد الاهتمام بالتراث الأدبي العربي، وفي تأكيد جديد على العربية وصلتها بالإسلام، وفي تجديد التأكيد على العربية أساساً للعروبة.
وفي هذه الفترة لم تَعُد الرسالةُ الدينية التي حملها العرب ابتداءً قاصرةً عليهم، بل شاركهم فيها المسلمون من مختلف الشعوب، وأصبحت رسالة العرب ثقافية حضارية.

الهوامش



(1) انظر:
N. Poliak- L'Arabisation de LOrient sémitique, R. E. I. 1938, pp. 35-63 W.Marcais- Comment L’Afrique du nord a été Arabisee, Articles e Conférences (Paris 1961) pp. 171- 192.
R. BIACHERE- Regards sur L’acculturation des Arabo- Musulmanes Aarabica, Ш, pp. 247-65.

[2] )) الشيباني- السير، ج1، ص88، ص94- 95.

[3])) الطبري- تاريخ، س1، ص2860. البلاذري- أنساب الاشراف، ج4، ق1، ص114. قال الأحنف بن قيس أثناء الفتنة في البصرة سنة (64هـ) يرد على اقتراح الغضبان القبعثري بأن تترك تميم البصرة: "أما خروجنا من المصر فإنا لا ندع مهاجرنا ومركزنا وفيء الله علينا فنتعرب بعد الفتنة". وجاء في لسان العرب: "وكان من يرجع بعد الهجرة إلى موضعه، من غير عذر، يعدونه كالمرتد"، مادة "عرب".

[4] )) المبرد- الكامل (باعتناء أبي الفضل إبراهيم وشحاته، القاهرة 1956) ج1، ص141.

[5] )) يقول ابن سعد عن الزبرقان بن بدر، الذي ثبت على الإسلام خلال الردة: "وكان ينزل أرض بني تميم ببادية البصرة، وكان ينزل البصرة كثيراً". ويقول عن الأقرع بن حابس: "وكان ينزل أرض بني تميم ببادية البصرة". الطبقات، ج7، ق1، ص24.

[6] )) في ابن سعد، ج7، ق1، ص39: "سمعت أبي يقول: نهاني رسول الله، أو سمعت رسول الله (ص) ينهى عن التناءة، فمن أقام ببلاد الخراج فقد تنأ، فأنا أكره أن أقيم".
وجاء في اللسان:" من تنأ في أرض العجم فعمل نيروزهم ومهرجانهم حشر معهم"، مادة "تنا". وانظر: حلية الأولياء.

[7] )) البلاذري - أنساب، (خط) ق2، ص750، ص1235.

[8] )) انظر: رسائل الجاحظ (تحقيق عبدالسلام هارون)، ج1، ص10-11.

[9] )) الطبري، س2، ص1505- 6.

[10] )) البلاذري- أنساب (خط) ق2، ص750.

[11] )) في طور عابدين وآمد ورأس العين وسنجار والرها.

[12] )) انظر: Dillemann- Haute Mesopotamie Orientale (Paris 1962) PP. 34-8, 88-9.
الطبري، س1، ص827؛ الأغاني، ج2، ص140- 1.
البكري- معجم ما استعجم (باعتناء السقا، القاهرة 1954) ج1، ص23.

[13])) الطبري، س1، ص2489، ص2505. البكري- معجم، 1، ص23- 4. ابن أعثم- فتوح، ج1، ص88- 89.
Musll- Middle Euphrates (New York 1927), p. 285.

[14] )) البلاذري- فتوح، ص248، وانظر: 249.

[15] )) الهمداني – صفة جزيرة العرب (باعتناء الأكوع، دار اليمامة، ص70، ص275، ص319. البكري – معجم، ج1، ص23- 24. البلاذري – فتوح، ص182، Musil, op. cit., p. 312.

[16] )) البلاذري- فتوح، ص177.

[17] )) البكري – معجم، ج1، ص69- 71، E. I- (1)Bakr b. Wail

[18] )) الطبري، س1، ص821- 822، ص249. وانظر: س1، ص724، ص747 عن قدم العرب في العراق. البكري – معجم، ج1، ص52- 53. هذا إضافة إلى جماعة من بكر بن وائل، المبرد، ج2، ص426.

[19] )) الهمداني، ص149.

[20])) البكري- معجم، ج1، ص85- 86. ابن أعثم الكوفي- فتوح، ج1، ص88- 89. ويذكر الهمداني أنها تمتد من الابلة إلى هيت، ص169. وكان إمارة ميسين (ميسان) عند مصب دجلة يحكمها عرب وافدون من عمان وذلك قبل قيام الحيرة. كرستنسن – إيران زمن الساسانيين، ص75. وانظر: Musil, op. cit., p. 285. E. I (1) Bakr Ibn Wall

[21] )) الجاحظ – البيان التبيين (باعتناء، عبدالسلام هارون، القاهرة، 1960- 1)، ج2، ص130. البلاذري- فتوح، ص488، أنساب، ج4 ق1، ص190، ص202. الطبري، س2، ص433.

[22] )) الطبري، س2، ص434. البلاذري- أنساب، ج4، ق2، ص1156.

[23] )) الطبري، س1، ص2804.

[24] )) ن, م.، س1، ص2805. البلاذري- فتوح، ص350. ياقوت- معجم البلدان، ج1، ص492.

[25] )) البلاذري- فتوح، ص 334. الأزدي – تاريخ الموصل (باعتناء علي حبيبة، القاهرة 1976) ج2، ص183، ص313- 315، ص332، ص350. ياقوت- بلدان، ج1، ص492.

[26] )) البلاذري- فتوح، ص177.

[27] )) ن. م. ص178. ياقوت- بلدان، ج4، ص391.

[28] )) الهمداني، ص275- 276. الأزدي- تاريخ، ج2، ص332- 333، ص 314- 315.

[29] )) الطبري، س2، ص1874.

[30])) يشير البلاذري مثلاً إلى مسالح أو حاميات في الابلة والخريبة والعذيب وعين التمر وعلى أطراف الفرات الأوسط، فتوح، ص242- 3، ص246، ص254-5، ص250، ص276- 7/ ص341. وانظر: ابن سعد، ج7، ق1، ص77، ص121. أبو يوسف- الخراج (بولاق 1302) ص83- 4. المسعودي- مروج، ج2، ص240- 1.

[31] )) الصولي- أدب الكتّاب، ص75. البلاذري – فتوح، ص265. يحيى بن آدم. الخراج، ص4. أبو يوسف- الخراج، ص85.

[32] )) المسعودي- التنبيه والاشراف، ص 38. أبو يوسف- الخراج، ص23.

[33])) تاج العروس، ج2، ص270-1 (نبط)، ويسمون أيضاً الكلدانية. ياقوت – بلدان، ج1، ص247-8، ج3، ص175. المسعودي- مروج، ج3، ص95 وما بعدها.

[34] )) انظر: يحيى بن آدم- الخراج، ص 57-9.

[35] )) ن. م. ص22- 23. ابن وحشية- الفلاحة النبطية (خط- مكتبة أحمد الثالث، رقم 1989/1)، ص1-2.

[36] )) المسعودي- التنبيه، ص39.

[37])) يحيى بن آدم- الخراج، ص22، ص48. بحشل- تاريخ واسط (باعتناء: كوركيس عواد، بغداد، 1967)، ص39- 40. الطبري، س1، ص 2026، ص 2028-9، ص 2031، ص 2036.

[38])) العسكري- الأوائل، ص136. البلاذري- فتوح، ص 226 وبعدها. وانظر: أبو عبيد- الأموال، ص113 وما بعدها. الطبري، س1، ص2370.

[39] )) يحيى بن آدم، ص45، ص51. البلاذري- فتوح، ص 242- 3. أبو عبيد، ص 82- 83. قدامة بن جعفر- كتاب الخراج (باعتناء: دي خوية)، ص 145.

[40] )) ذكر وكيع أن داود الطائي تكلم أمام الحجاج فقال له الحجاج: "الكلام كلام عربي، والوجه وجه نبطي"، مما يشعر بأن تمييز من يسلم من النبط لم يكن مألوفاً. أخبار القضاة، ج2، ص179.

[41] )) انظر: المبرد- الكامل، ج2، ص439- 440.

[42])) انظر: تاج العروس، ج2، ص231، والبلاذري- فتوح، ص279. ومدح سعد بن أبي وقاص بأنه "نبطي في جبايته".

[43])) كان عميرة كاتب أشرس بن عبدالله أمير خراسان سنة 110هـ نبطياً. انظر: البلاذري- أنساب (خط) ق2، ص252.

[44] )) انظر: رسائل الجاحظ (تحقيق عبدالسلام هارون) ج1، ص66.

[45])) اعتبرت أراضي الحيرة وبانقيا وأليس أرض صلح، وكان أهل هذه القرى يدفعون جزية مشتركة فقط. انظر: البلاذري- فتوح، ص243- 4. أبو عبيد- الأموال، ص39- 42، ص116- 118. يحيى بن آدم، ص5. واتبع نفس الإجراء مع عين التمر، البلاذري- فتوح، ص248.

[46])) كانت تغلب تدفع ضعف الصدقة، أبو عبيد، ص39- 42.

[47])) المبرد- الكامل، ج3، ص 1063- 3. ويشير البلاذري إلى نساج من بني سليم في الكوفة قال: "وان ما شهدت عسكراً قط ولا أثبت لي اسم قط في ديوان، وإنما أنا نساج" "أنساب (خط)" ق2، ص3.

[48] )) البلاذري- أنساب (خط) ق2، ص16. وانظر: يحيى بن آدم- الخراج، ص20.

[49])) البلاذري- أنساب (خط) ق2، ص3، ص822. الطبري، س2، ص1683-4. ديدنيسيوس التلمحري (الترجمة الفرنسية)، ص93.

[50])) يقول ابن سعد عن العباس بن مرداس بن أبي عامر: "وكان ينزل بوادي البصرة، وكان يأتي البصرة، وروى عنه البصريون، وبقية ولده ببادية البصرة، وقد نزل منهم قوم البصرة" ابن سعد، ج7، ق1، ص21.

[51] )) Blachere - Histoire de la Literature, t. 3, pp. 278- 7.

[52])) أبو عبيد- الأموال، ص276. أبو يوسف، ص15. ابن سعد، ج7، ق1، ص117- 8. الطبري، س1، ص 2376. البلاذري- فتوح، ص298- 299، ص382، ص419، ص480.

[53])) االبلاذري- فتوح، ص243- 4. أبو عبيد- الأموال 116. يحيى بن آدم، ص51. وأكد عمر بن عبدالعزيز على أن أهل الحيرة من يهود ونصارى ومجوس لا يدفعون إلا الصدقة بعد إسلامهم، "فمن أسلم ... فعليه في مال الصدقة". الصولي- أدب الكتّاب، ص75.

[54] )) انظر: المبرد- الكامل، ج1، ص439- 40.

[55] )) الطبري، س2، ص 1648.

[56] )) ن. م. س2، ص977.

[57] )) ن. م. س21، ص1018 قرية الاعراب.

[58] )) الأزدي- تاريخ الموصل، ج2، ص139، ص287.

[59] )) ديونيسيوس التلمحري- تاريخ، ص47، ص89، ص114، ص129.

[60] )) ن. م. ص47.

[61] )) ن. م. ص94.

[62])) انظر: الجاحظ- بيان، ج2، ص71، يقول الجاحظ: "وزعم أبو العاص أنه لم ير قروياً قط لا يلحن في حديثه، وفيما يجري بينه وبين الناس" بيان، ج3، ص109.

[63] )) يقول الجاحظ: "وقد يتكلم المغلاق الذي نشأ في سواد الكوفة بالعربية المعروفة ويكون لفظة متخيراً فاخراً، ومعناه شريفاً كريماً، ويعلم مع ذلك السامع لكلامه في مخارج حروفه أنه نبطي" رسائل الجاحظ (هارون) ج1، ص66.

[64] )) انظر: Ryckmans- Arabie Meridionale. P. 67, pp. 71-2

[65])) أبو عبيدة – النقائض (تحقيق بيفان) ص 424. تاج العروس، مادة (ولاء). وانظر: البلاذري- أنساب، ج1، ص157، ص189، 192.

[66] )) انظر: ابن هشام- السيرة، ج2، ص149.

[67] )) البلاذري- أنساب، ج1، ص192- 3 عن عطاء خثعم والاحابيش.

[68] )) الطبري، س1، ص 2538، ص 2563. البلاذري- فتوح، ص280. الأنساب، ج4، ت2، ص107، ص112. الأنساب (خط) ق1، ص 883-4.

[69] )) الطبري، س1، ص 2538. انظر: السرخسي- المبسوط (القاهرة 1932)، ج8، ص815.

[70] )) الطبري، س1، ص 2028-9، ص 2031، ص 2122، ص 2167، 2170.

[71] )) انظر: الطبري، س2، ص 748، ص750.

[72] )) اليعقوبي، ج2 (ط. هوتسما) ص 1058. صالح العلي- التنظيمات الاجتماعية في البصرة، ص65.

[73])) البلاذري- الأنساب، ج4، ق2، ص 180، 185. ابن سعد، ج3، ق1، ص260. يقول الشيرازي عن عبدالله بن أبي إسحق أنه "مولى آل الحضرمي وهم حلفاء بني عبد شمس بن عبد مناف، والحليف عند العرب مولى". طبقات الفقهاء، ص37.

[74] )) الطبري، س2، ص834- 5. كون البعض مثل عباد بن زياد، والمختار وسليمان بن هشام بن عبدالملك، كتائب من الموالي. انظر الطبري س2، ص 523- 4. البلاذري- أنساب، ج5، ص136، فتوح، ص 336. أنساب (خط) ق2، ص43، ص36, ابن سعد، ج5، ص285.

[75] )) انظر: البلاذري- أنساب (خط) ق1، ص599.

[76])) حينما وعد أشرس أمير خراسان (110هـ) إعفاء من يسلم من الجزية وأقبل الناس على دخول الإسلام "فجاء دهاقين بخارى إلى أشرس فقالوا: ممن نأخذ الخراج وقد صار الناس كلهم عرباً!" الطبري س2، ص1505- 6.

[77] )) البلاذري- أنساب (خط) ق2، ص750.
ولما تمنى العريان صاحب شرطة خالد القسري عليه منع الموالي من استعمال العربية، أجاب مولى بلهجة ساخرة "أما الكلام فلن يتكلم إلا بالزنجية!" البلاذري- أنساب (خط) ق2، ص284.

[78])) الخصائص لابن جني، ج1، ص239- 240، أبو الطيب- مراتب، ص5 (المتعربين). انظر: الأغاني (دار الكتب) ج14، ص 288.

[79] )) لسان العرب، مادة "عرب".

[80] )) البلاذري – أنساب (خط) ق2، ص 1258، ص 177.
ومع أن الولاء لا يساوي النسب تماماً، فإنه قد يؤدي إلى الاندماج في الجماعة العربية "الإسلامية". انظر: الخلاف حول نسب إبراهيم النخفي في المبرد، ج3، ص1184. وجاء في ابن سعد على لسان سعيد بن جبير: "وقال لي ابن عباس: ممن أنت؟ قلت من بني أسد، قال: أمن عربهم أو مواليهم؟ قلت: لا، بل من مواليهم، قال: فقل أنا ممن أنعم الله عليه من بني أسد". الطبقات، ج6، ص198.

[81])) جاء في البلاذري، أن هشام بن عبدالملك سأل رجلاً من بني مخزوم (أخواله): "يا خال: أتقرأ كتاب الله؟ قال: أقرأ منه ما أقيم به صلاتي، قال: أفتروي من الآثار شيئاً؟ قال: لا، قال: أفتعرف من أحاديث العرب وأشعارهم وأيامها ما يعرفه مثلك؟ قال: لا، قال: أفتنسب قريشاً وسائر بني نزار؟ قال: لا أحسن من النسب شيئاً. قال: يا غلام ... فليس من خالنا حشمة". أنساب (خط) ق2، ص240، وانظر: الجاحظ- البيان، ج2، ص180.

[82] )) إن استعراض أسماء من ترجم لهم (من فترة صدر الإسلام) في مؤلفات مثل طبقات ابن سعد، وأخبار القضاة لوكيع، وطبقات الفقهاء للشيرازي، وتذكرة الحفاظ للذهبي، ونزهة الألبّاء في طبقات الأدباء للأنباري، يبين أن الموالي كانوا أقلية- حوالي 25-30%.

[83] )) يروي الأعمش عن هلال بن يسار: "قال: قدمت البصرة فدخلت المسجد فإذا أنا بشيخ أبيض الرأس واللحية، مستند إلى إسطوانة في حلقة يحدثهم، فسألت من هذا؟ فقالوا: عمر بن الحصين" (ت سنة 53هـ) ابن سعد، ج7، ق 1، ص5.

[84])) انظر: ابن سعد، ج6، ص51- 52، ص54، ص55، ص173، ص192، ص219، ص236. الطبري س2، ص1966.

[85])) في الذهبي- معرفة القراء الكبار (القاهرة 1976) ج1، ص46 "فكنا نتعلم القرآن والعمل به". وانظر: ص48، ص73- 74. وانظر الشيرازي- طبقات الفقهاء (باعتناء إحسان عباس، بيروت 1970) ص43، ص44، ص46، ص51.

[86])) البلاذري- أنساب (خط) ق2، ص755، ص761. وانظر: ابن سعد، ج4، ق2، ص27. الذهبي- القراء الكبار، ص34، ص44، ص46، ص51.

[87] )) البلاذري- أنساب، ج5، ص26.

[88] )) الشيرازي- طبقات الفقهاء، ص81، وانظر: البلاذري- أنساب (خط) ق2، ص755، ج5، ص26. ابن سعد، ج6، ص4، ص5، ص7، ص8، ص63، ج7، ق1، ص163. السجستاني- المصاحف (تحقيق جفري)، ص13- 15. الأصبهاني- حلية، ج11، ص94. الذهبي- القراء الكبار، ج1، ص34، ص 38-9.

[89])) وقد رشحهم أبو موسى لشرف العطاء، ابن سعد، ج7، ق1، ص89، واقترح سعد بن أبي وقاص جعلهم في ألفين، البلاذري- فتوح، ص56. جاء رسول مصعب بن الزبير إلى عمرو بن النعمان ابن مقرن (في البصرة) بمال فقال له: الأمير يقرئك السلام ويقول: إنا لم ندع بالكوفة قارئاً إلا وقد ناله معروفنا، فاستعن على نفقة شهر رمضان بهذا. فقال: وعلى الأمير السلام، قل له إنا والله ما قرأنا القرآن لنطلب به الدنيا، ورده عليه". البلاذري- أنساب، ج5، ص286.

[90])) انظر مثلاً: الطبري، س1، ص3273، س2، ص1006، ص1072، ص1076- 7. ابن سعد، ج6، ص46، ص127، ص204، ص216، ص53، ج7، ق1، ص65. البلاذري- أنساب (خط)، ق2، ص30-31، ص54. المبرد- الكامل، ج3، ص1127، الذهبي- القراء الكبار، ج1، ص62- 63، ص79.

[91])) الطبري، س1، ص2092، البلاذري- أنساب (خط)، ق2، س53. ابن سعد، ج7، ق1، ص114، ص140، ج7، ق2، ص21، ص171. وانظر: الذهبي- القراء الكبار، ص68.

[92] )) ابن سعد، ج6، ص223- 224. الذهبي- القراء الكبار، ج1، ص44- 5.

[93])) ابن سعد، ج6، ص4، ص74، ج7، ق1، ص114، الأصبهاني- حلية، ج2، ص 98- 99. الذهبي- القراء الكبار، ج1، ص56، ص62- 3، ص75، ص79.

[94])) ابن سعد، ج6، ص5، ص63. الذهبي- تذكرة الحفاظ (دار المعارف العثمانية 1333- 34) ج8، ص106. وانظر: الشيرازي- طبقات الفقهاء، ص80، ص81، ص82- 83، ص79. الذهبي- القراء الكبار، ص54.

[95] )) ابن سعد، ج2، ق2، ص128، 129.

[96] )) انظر: الذهبي- القراء الكبار، ج1، ص53، ص54، ص56، ص62- 63، ص93.

[97] )) انظر: الطبري، س1، ص2212.
Bravamann- Spiritual Background of Early Islam, pp. 169 off, pp. 176off.

[98] )) أبو زهرة- المذاهب الفقهية، ص27 وما بعدها، ص29 وما بعدها. وانظر:
Schacht- Origins of Muhammadan Jurisprudence (Oxford 1959), pp. 25 off., pp 82 off.
Schacht- Introduction to Law, pp. 16 off. P. 233, p. 237, p. 247

[99] )) Schacht- IntroductiontoLaw, pp. 16 off.P. 233. p. 237. p. 247


[100])) انظر: فؤاد سزكين- تاريخ التراث العربي، ج1، ص226، وما بعدها، ص254، ص260، ص271 وما بعدها.

[101] )) انظر: ابن حجر- تهذيب، ج12، ص99، طلب عمر بن عبدالعزيز من أبي بكر بن حزم كتابة "ما كان من حديث رسول الله أو سنة ماضية أو حديث عمرة". اليافعي- مرآة الجنان، ج1، ص261. الدوري – علم التاريخ عند العرب، ص 100- 101. الرامهرمزي- المحدث الفاضل (بعناية محمد عجاج الخطيب) ص423، ص430.

[102] )) سزكين، ج1، ص229- 230.

[103])) انظر: ابن سعد، ج2، ق2، ص124. الطبري- تفسير، ج7، ص129، ابن حجر- الإصابة (القاهرة 1939)، ج2، ص140. ألف ابن عباس كتاب لغات القرآن (نشر باعتناء المنجد، القاهرة 1964).

[104])) انظر: الجاحظ- الحيوان، ج1، ص343. وعرف مجاهد (ت 104/ 722) باستعمال الرأي. سزكين، ج1، ص176، وما بعدها. جولد تسيهر- المذاهب الإسلامية في تفسير القرآن، ص75 وما بعدها، ص 68- 88.

[105])) سزكين، ج1، ص197 وما بعدها، بروكلمان- تاريخ الأدب العربي، ج4، ص173 وما بعدها.

[106])) انظر: بلاشير- تاريخ الأدب العربي. شوقي ضيف- التطور والتجديد في الشعر الأموي (ط5، 1973).

[107])) الجاحظ- البيان، ج1، ص19. انظر: السيوطي- المزهر، ج2، ص 376. الزبيدي- طبقات النحويين (باعتناء أبي الفضل إبراهيم، القاهرة 1954)، ص 14. الأنساب، ج4، ق1، ص181. أبو الطيب - مراتب، ص5.

[108])) يقول أبو الطيب: "إن أول ما اختل من كلام العرب فأحوج إلى التعليم الإعراب، لأن اللحن ظهر في كلام المولدين والمتعربين بعد عهد النبي". مراتب النحويين (أبو الفضل إبراهيم، القاهرة 1957)، ص5. وانظر: السيوطي- المزهر، ج2، ص376. والزبيدي- طبقات النحويين (باعتناء أبي الفضل إبراهيم، القاهرة 1954)، ص14.
ويروي السيرافي أن أبا الأسود قال لزياد: "إني رأيت العرب قد خالطت الأعاجم وتغيرت ألسنتهم .." انظر: أخبار النحويين البصريين (باعتناء كرنكو) ص 17- 18. وانظر: البلاذري- أنساب، ج4، ق1، ص189 عن اللحن أيام زياد. وبشير بحشل، تاريخ واسط، ص46 إلى الاختلاط في الكوفة والبصرة. ويتحدث المبرد عن عدد من العرب البارزين ممن عرفوا بلكنتهم الأعجمية (مثل عبيدالله بن زياد، وزياد الأعجم) الكامل، ج2، ص 585- 6. وانظر: الزبيدي- طبقات، ص14. وكان زياد يقول: إذا لم يجد أحدكم سعة لتزوج من يرغب فيه لموضعة فليتزوج سبية". البلاذري- أنساب، ج4، ق1، ص181.

[109] )) الطبري، س1، ص2803- 4.

[110] )) الزبيدي- طبقات النحويين، ص1-2.

[111] )) انظر: فوك- العربية، ص29- 30.

[112] )) انظر: عبدالعال سالم مكرم- القرآن الكريم وأثره في الدراسات النحوية، ص48 وما بعدها. ابن النديم- الفهرست، ص5،
Haywood- Arab Lexicography, p.25 off.
الزبيدي- طبقات، ص13- 14، السيوطي- المزهر، ج2، ص398. الداني: نقط المصاحف (دمشق 1960) من 132- 3. وينسب البعض نقط الإعجام إلى نصر بن عاصم (89/707)، انظر: المصاحف للسجستاني، ص168. الذهبي- معرفة القراء الكبار، ج1، ص 49، ص 58. وجاء في الذهبي: "قال خلف بن هشام: كنت أحضر بين يدي الكسائي وهو يقرأ على الناس وينقطون مصاحفهم بقراءته عليهم". معرفة القراء الكبار، ج1، ص101، وانظر ص 102. أبو الطيب- مراتب، ص8.

[113])) السيرافي- أخبار، ص21 وما بعدها. السيوطي- المزهر، ج2، ص 400. الذهبي- القراء الكبار، ج1، ص 73-5، ص 84، ص101، ص106، شوقي ضيف- المدارس النحوية، ص18.

[114])) معرفة القراء الكبار، ص101. وانظر: الزبيدي- طبقات، ص2. أبو الطيب- مراتب، ص 24، ص 25، ص 26، ص 127، ص 165. السيوطي- المزهر، ج2، ص302.

[115] )) وهكذا وقف أبو عمرو بن العلاء وتلميذه يونس بن حبيب إلى جانب السماع. وانظر: السيرافي- أخبار، ص25، ص33- 40. شوقي ضيف، ص 157- 161.

[116])) تتمثل نظرة الكوفة في القول: "كل ما كان لقبيلة قيس عليه"، السيوطي – المزهر، ج1، ص 758. انظر: أحمد أمين- ضحى الإسلام (ط7، القاهرة 1935)، ج2، ص283 وما بعدها. شوقي ضيف، ص157- 161.

[117] )) قال عاصم بن أبي النجود الأسدي (القارئ): "من لم يحسن من العربية إلا وجهاً واحداً لم يحسن شيئاً". الذهبي- معرفة القراء الكبار، ص75. انظر: شوقي ضيف- المدارس النحوية، ص19، ص 157- 158.

[118] )) انظر البلاذري- أنساب (خط) ق2، ص836- 37، عن المفضل الضبي.

[119])) الجاحظ- بيان، ج1، ص311، والمرزباني- مختصر، ص36- 37، ص25. بلاشير- تاريخ الأدب العربي، ج1، ص123، وانظر: نهاد الموسى- أبو عبيدة معمر بن المثنى (رسالة دكتوراه خطية)، ص 82 وما بعدها.

[120])) أبو الطيب- مراتب، ص39- 40. الذهبي- القراء الكبار، ج1، ص 83 وما بعدها. السيوطي- المزهر، ج2، ص401. يقول السيرافي عن يونس بن حبيب: "وقد سمع من العرب كما سمع من قبله ... وكانت حلقته بالبصرة ينتابها أهل العلم وطلاب الأدب وفصحاء الأعراب والبادية". أخبار النحويين البصريين، ص23- 24.

[121])) انظر: المخزومي – مدرسة الكوفة، ص79 وما بعدها. شوقي ضيف المدارس النحوية، ص155 وما بعدها. بروكلمان- تاريخ الأدب، ج2، ص128، ص179 وما بعدها.

[122] )) أبو الطيب- مراتب، ص 30-1.
Haywood, op. cit.p. 24 off., p. 68 off.

[123] )) ذكر المبرد: "قال معاوية يوماً: من أفصح الناس؟ فقام رجل فقال: قوم تباعدوا عن فراتية العراق وتيامنوا عن كشكشة تميم وتياسروا عن كشكشة بكر، ليس فيهم غمغمة قضاعة ولا طمطمانية حمير"، الكامل، ج2، ص 581.

[124] )) الجاحظ- البيان، ج2، ص206، وانظر: ج1، ص368.

[125] )) بحشل- تاريخ واسط، ص26.

[126] )) بحشل- تاريخ واسط، ص26.

[127] )) انظر: Fuck- Arabiya (Paris 1955), P. 9 off.

[128])) انظر: الدوري- بحث في نشأة علم التاريخ عند العرب. روز نتال- علم التاريخ عند المسلمن. جب- دراسات في حضارة الإسلام، مقال: التاريخ.
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الثقافة, العراق, العربية, الإسلامية, إلى, نشأة, نظــرة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع نشأة الثقافة العربية الإسلامية .. نظــرة إلى العراق
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مفهوم علم الثقافة الإسلامية عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 07-16-2016 09:59 AM
خصائص الثقافة الإسلامية عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 1 05-24-2014 09:54 PM
التحديات التي تواجهها الثقافة الإسلامية ام زهرة بحوث ودراسات منوعة 0 12-03-2013 09:42 PM
الثقافة العربية الإسلامية في داغستان Eng.Jordan أخبار ومختارات أدبية 0 12-17-2012 10:18 PM
نشأة فكرة المصارف الإسلامية Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 06-20-2012 12:26 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 06:16 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59