#1  
قديم 06-03-2015, 01:30 PM
الصورة الرمزية صابرة
صابرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,880
افتراضي كي يحبك الودود


(19)شرح اسم الله الودود
كثيراً ما تصلني أسئلة متعلقة في حب الله
تتراوح مابين : كيف أحبه ؟
وكيف أعرف أنه يحبني؟
و هل هذا القدر يعني حبه؟
لذلك قررت أن تكون تدوينة اليوم مختصة باسم الله الودود
اللغة:
الودود في اللغة من صيغ المبالغة
والود بمعنى المحبة
والودود قد يأتي على معنى المعية و المرافقة والمصاحبة كلازم من لوازم المحبة.
*أسماء الله للرضواني
الدليل:
ورد في القرآن مرتين:
١. (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) البروج ١٣-١٤
٢. (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ)٩٠ هود
أقوال العلماء:
١.قال ابن جرير: ( ودود ) ذو محبة لمن أناب وتاب إليه يوده ويحبه.
٢. قال السعدي في تفسيره: (الودود)الذي يحب أنبياءه ورسله وأتباعهم،
ويحبونه فهو أحب إليهم من كل شيء، قد امتلأت قلوبهم من محبته،
ولهجت ألسنتهم بالثناء عليه، وانجذبت أفئدتهم إليه وداً وإخلاصاً
وإنابة من جميع الوجوه) انتهى كلامه رحمه الله.
هيا بنا ؛
لنتأمل سوياً معنى اسم الله الودود..
- الله الودود هو الذي يحب عبده المقبل عليه
- الله الودود هو الذي يعتني بك العناية التي لا مثيل لها
- وهو الذي يحميك مما يضرك ويحمي قلبك مما يفسده
- الودود هو الذي إن سألته أعطاك وإن استعذت به أعاذك
- هو الذي يجبر خاطرك حال حزنك وكسرك
- وهو الذي يتولى أمور دينك و دنياك وآخرتك أيضاً
- الودود هو الذي يغمرك بلطفه ، وأحن عليك من أمك..
- وهو الذي -إن أحبك- عشت في نعيم الدنيا و الآخرة!
إننا حين نشرح اسم الله الودود فنحن نشرح الحب المتبادل بين الودود و عباده
حيث أنه في كل قلب بشري حاجة لأن يعيش الحب فيُحِب ويُحَب
و من عرف الله وامتلأ قلبه بحبه فقد أعطي الخير كله
إذ أن حب الله والتعلق به يغني القلب عن الكثير من المحاب
بل و يجعل كل محبة أخرى في تبعات محبته سبحانه وتعالى
هنا يأتي السؤال الذي يشغل القلوب والعقول :
كيف يحبني الله؟
وماذا أفعل كي يحبني الله؟
كتب ابن القيم فصل مهم في هذا الجانب عن الأسباب الجالبة للمحبة،
والموجبة لها، وهي عشرة، سأذكرها بشرح مبسط لي:
السبب الأول:
قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه، وما أريد به،
كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه.
- قد تأتيك رسالة ممن تحب و تتمعن فيها و تحفظها لديك
لأنك تحبه!
لكن القرآن كاملاً هو رسالة جديرة بالتأمل والتدبر
- عد للتفسير وحاول أن تتعايش مع القرآن
“كي يحبك”.
السبب الثاني:
التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض، فإنها موصلة إلى درجة المحبوبية بعد المحبة.
- لذا لاتكتفي بفرائضك وضف عليها النوافل حباً وتقرباً لله،
قالت لي إحداهن:
كنت في السوق فراودتني نفسي أن لا أصلي السنة
فرأيت إحدى الأخوات التي تبدو ظاهريا أقل التزاماً مني قد أنهت صلاتها
وشرعت في النافلة فاستحييت و أحببت أن لا أترك نافلتي
- لذا أدِّ نافلة صلاتك أو صيامك بحب
“كي يحبك”.
السبب الثالث:
دوام ذكره على كل حال، باللسان والقلب والعمل والحال، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر.
- حين نحب شخصاً ما فإننا لا شعورياً نذكره كثيراً
و المحب لله -كذلك- تراه دائماً يكثر من الأذكار،
قالت لي إحداهن : بدأت قرباً وحباً لله من الذكر
فقد كنت امرأة بعيدة عنه فأكثرت من الذكر حتى قربني إليه
ثم أصبحت أدعو إليه
- لذا أكثر من ذكره
“كي يحبك”.
السبب الرابع:
إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى.
- هنا يكمن الاختبار: هل تحب الله أم تحب هواك ؟
- ماذا ستختار حين يأمرك هواك بسماع الأغنية و يأمرك ربك بعدم سماعها؟
- اختر رضاه
“كي يحبك”.
السبب الخامس:
مطالعة القلب لأسمائه وصفاته، ومشاهدتها ومعرفتها،
وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها، فمن عرف الله بأسمائه وأفعاله، أحبه لا محالة.
- هل قلبك يطالع أسماءه الحسنى وصفاته ويشاهدها ويعرفها؟
- هل تكثر من تعلمها ؟
- هل أنت شغوف بها ؟
- هل أنت مطبق لها في واقعك؟
- أكثر من تعلمها ودعها محور حياتك
“كي يحبك”.
السبب السادس:
مشاهدة بره وإحسانه، وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته.
- كل يوم يمر عليك لا يخلو من كرمه و نعمه و عطاءه
هل تشعر بنعم الله؟ هل تعددها و تذكرها؟
- شاهدها بقلبك
“كي يحبك”.
السبب السابع:
وهو من أعجبها: انكسار القلب بكليته، بين يدي الله تعالى،
- حين تكون في خلوتك مع ربك،
هل تشعر بانكسارك وذُلك وضعفك له؟
إن كنت كذلك فأكثر، وإن لم تكن فكُن
“كي يحبك”.
السبب الثامن:
الخلوة به وقت النزول الإلهي، لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب
والتأدب بأدب العبودية بين يديه، ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
- ماذا تفعل في الليل؟
هل تنام الليل كله ؟
أو تكلم من تحب؟
- ضع في ليلك وقتاً لربك و اختلي به
فهو في نزول للسماء الدنيا
“كي يحبك”.
السبب التاسع:
مجالسة المحبين الصادقين، والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقي أطايب الثمر
أم أنك تشعر أنهم معقدين و غير مرحين؟
احذر من هذا الشعور
وتخير قرب أهل الصلاح
“كي يحبك”.
السبب العاشر:
مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل.
- بكل صراحة ؛
مالذي يبعدك عن الله؟
ابحث عما يبعدك وتعامل مع السبب بحكمة،
فإن سليمان عليه السلام عندما شغلته الخيل عن الصلاة ذبحها
فعوضه الله ماهو خير منها حيث سخر له الجن والريح
لذا اقطع أي سبب يقطعك عن الله وثق بأن الله سيعوضك بما هو أخير منه
- باعد قلبك عما يحول بينه و بين الله
“كي يحبك”.

1.gif

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الوجود, يحبك


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع كي يحبك الودود
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النظام النحوي (1) ام زهرة دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية 0 10-28-2013 03:15 PM
من هو أبو الحسن الندوي؟ Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 06-30-2012 11:13 PM
كيف يحبك الله -متجدد- رحيل شذرات إسلامية 8 04-08-2012 02:13 PM
كيف يحبك الله... صباح الورد شذرات إسلامية 2 01-11-2012 12:21 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:08 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59