|
شذرات إسلامية مواضيع عن الإسلام والمسلمين وأخبار المسلمين حول العالم |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
فَـقُـلـتُ : اسـتغـفـروا ربّـكـمْ
مقــالـة ( فَـقُـلـتُ : اسـتغـفـروا ربّـكـمْ ) نوح 10 : . الاسْـتغفارُ هُوَ : [ سَـيّدُ العِبادَةِ ] وَ لَـهُ وَقْـتُـهُ المُفَضَّلُ ، فَأفْضَلُ الاسـتغفارِ مَا كانَ وَقْتَ السَحَرِ : ( وَ الـمُـسـْتَغـفِرِينَ بِالأَسْـحَـارِ )[ آل عمران 17 ] ، ( وَ بِالأَسْـحَـارِ هُـمْ يَسْـتَغْـفرونَ )[ الذاريات 18 ] . وَ بالاسـتغفارِ يَحلُّ الإنسانُ مَشاكِلَهُ في الحياةِ ، لأنَّ لِلاسْـتغفارِ [ خَواصاً هامَّـةً جِـداً ] . . نتـائـجُ الاسـتـغـفـار : 1 _ لاَ يتعذَّبُ الإنسانُ في حياتِهِ أبَداً لاَ جِسْمياً وَ لاَ نَفْسياً : ( وَ مَـا كَـانَ اللّـهُ - مُـعـَذِّبَهُـمْ - وَ هُـمْ يَسْـتَغْـفِرونَ )[ الأنفال 33 ] ، جَاءَتْ بالصيغَةِ الاسـميّةِ : ( مُعَذِّب ) ، للدَلاَلَةِ عَلى الشُموليَّةِ ، فالاسْتِغْفارُ يُنْجي مِنْ [ كُلِّ أنْواعِ العَذَابِ ] في الدنيـا . 2 _ تَنْفَتِحُ عَليهِ كلُّ أبوابِ الخيرِ وَ البَرَكَةِ : ( فَـقُـلْـتُ اسْـتَغْـفِروا رَبَّكُـمْ إنّـهُ كَـانَ غَـفّاراً يُرْسِـلِ الـسَـمَـاءَ عَـلـَيْكُـمْ مِـدْرارا ًوَ يُمْـدِدْكـُمْ بِأمْـوالٍ وَ بَنيـنَ وَ يَجْـعَـلْ لَـكُـمْ جَـنّاتٍ وَ يَجْـعَـلْ لـَكُـمْ أنْهاراً )[ نوح 10 ] ، فَماذا يُريدُ الإنسَـانُ في دنياهُ أكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ . 3 _ يَزيدُ الإنسَانَ وَ المجْتَمَعَ قُوّةً ذاتيّةً : ( يَا قَـومِ اسْـتَغْـفِروا رَبَّـكُـمْ ثـمَّ تُـوبُـوا إلـيْـهِ يُرْسِـلِ الـسَـمَـاءَ عَـلَـيْكُـمْ مِـدْراراً وَ يَـزِدْكُـمْ قـوّةً إلـى قـوّتِـكٌـمْ )[ هود 52 ] . 4 _ يَكْفَلُ الاستغْفارُ للإنسَانِ الحياةَ السَعيدَةَ الممتِعَةَ : ( وَأَنِ استغْـفِروا ربَـكـمْ ثُمَّ توبوا إلَـيْهِ يُمَـتِّعْـكُـمْ مَـتَاعَـاً حَـسَـنَاً إلـى أَجَـلٍ مُـسَـمَّـى وَ يُؤْتِ كُـلَّ ذي فَضْـلٍ فَضْـلَـهُ )[ هود 3 ] ، فالاسْـتِغْفَارُ يُبْقي أجَلَ الإنْسَانِ إلى [الأجَلِ المُسَمَّى ] الذي كـتبَه الله لـه ، وَ يُنْجِيهِ منَ الموت بالحوادث أو المرض أي : [ الأجَلِ المُقْضى ] . . وَ نَتَائِجُ الاسْتغفار هذه ، مضْمونَةٌ بإذْنِ اللهِ وَ فَضْلِهِ وَ كَرَمِهِ : ( وَ مَـنْ يَعْـمَـلْ سُـوءاً أوْ يَظْـلِـمْ نَفْسَـهُ ثُمَّ يَسْـتَغْـفِرِ اللّـهَ ، يَجِـدِ اللَّـهَ غَـفُوراً رَحـيمـاً )[ النساء 110 ] ، وَ خاصّةً للأوّابين الراجعونَ لِلهِ : ( فَإنَّهُ كَـانَ لِلأوَّابيـنَ غَـفُوراً )[ الإسراء 25 ] ، ( وَ الـذينَ إذا فَعَـلـوا فَاحِـشَـةً أوْ ظَـلَـمُـوا أنْفُسَـهُـمْ ذَكَروا اللّـهَ فَاسْـتَغْـفَروا لِـذُنُوبِهِـمْ وَمَـنْ يَغْـفِر ُ الـذُنُوبَ إلاّ اللّـهَ )[ آل عمران 135 ] ، وَ مَا عَدا الشِرْك باللهِ : ( إنَّ اللـهَ لا يَغْـفِرُ أنْ يُـشْـرَكَ بِـهِ )[ النساء 48] ، فإنَّ اللهَ بِكَرَمِهِ يَغْفِرُ جميعَ الذنوبِ : ( إنَّ اللـهَ يَغْـفِرُ الـذنُـوبَ جَـمـيعـاً )[ الزمر 53 ] ، لأنّ الشِرْكَ ليْسَ ذَنْباً ، وَ لَكنّهُ ظلْمٌ عَظيمٌ : ( إنَّ الـشِـرْكَ لَـظـلْـمٌ عَـظـيـمٌ )[ لقمان 13 ] ، فَمَا عَلَيْنا إلاّ الإسْـراعُ بِطَلَبِ المَغْفِـرَةِ : ( وَ - سَـارِعـوا - إلـى مَـغْـفِـرَةٍ مِـنْ رَبِّـكـمْ )[ آل عمران 133 ] ، فَجَميعُنا لَسْنا معْصومِينَ عَنِ الخَطَأ ، وَ قدْ خَلَطْنا عَمَلاً صالِحاً بِآخَرَ سَيّئاً ، وَ اللهُ بِكَرَمِهِ قَدْ وَعَدَنا بالمغْفِرَةِ : ( وَ آخَـرونَ اعْـتَرَفـوا بِذنوبِهِـمْ خَـلـَطُـوا عَـمَـلاً صَـالِـحـاً وَ آخَـرَ سَـيّئـاً عَـسَـى اللّهُ أنْ يَتُوبَ عَـلَـيْهِـمْ إنَّ اللّهَ غَـفورٌ رَحـيمٌ )[ التوبة 102] ، و عسـى : هنـا [ توكـيديّة ] و ليستْ [ احتماليّة ] لأنهـا منَ الخالق . . الـحـديثُ الـشـريف : عـنْ شَـدَّاد بنِ أوْس رضي الله عنه عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ : [ سَـيِّدُ الاستغْفارِ أنْ تَقول : اللهُمَّ أنْتَ ربّي ، لا إلهَ إلاَّ أنْتَ ، خَلَقْتَني وَ أنا عَبْدُكَ ، وَ أنا عَلى عَهْدِكَ وَ وَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ ، أعُـوذُ بِكَ مِنْ شَـرِّ مَا صَنَعْتُ أبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَليَّ ، وَأبوءُ لَكَ بِذَنْبي ، فاغْفِـرْ لي ، فإنَّهُ لا يَغْفِـرُ الذنوبَ إلاَّ أنْتَ ][ أخرجه البخاري ] ، وَ عنْ أبي بَكرٍ رضي الله عنه ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قَدْ علَّمَـهُ أنْ يقولَ : [ اللهُم إنّي ظَلَمْتُ نَفْسي ظُلْماً كثيراً وَ لا يَغْفِـرُ الذنوبَ إلاَّ أنْتَ ، فاغْفِرِ لي مَغْفِـرَةً مِنْ عِنْدِكَ وَ ارْحَمني إنَّكَ أنْتَ الرحيمُ ][ رواه البخاري في الصلاة ] . . الاسـتغفـارُ عـند الرسول الكـريم : إنّ الاسـتغفـارَ عـند الرسول صلى الله عليه و سـلّم ، سـواءٌ فـي حيـاته أم بعـد انتقـالـه للـسماء ، لـه [ خُـصُوصـيّةٌ خاصّـة ] ، و لـه أهـمـيّةٌ بـالـغـة ، لقولـه تعـالى : ( وَ لَـوْ أنَّـهُـمْ إذْ ظَـلَـمُـوا أنْفُسَـهُـمْ - جَـاؤوكَ - فَاسْـتَغْـفَروا اللَّـهَ وَ اسْـتَغْـفَرَ لَـهُـمُ الرَسُـولُ لَـوَجَـدوا اللَّـهَ تَوّابَاً رَحِـيمَـاً )[ النساء 64 ] ، وَهَذَا يُبَيِّنُ الأهَميَّةَ البالِغَةَ لِزِيارَتِهِ صلى الله عليه و سـلّم . ( وَ مَـا كَـانَ اللَّـهُ - لِـيُعَـذِّبَـهُـمْ - وَأنْتَ فِيهِـمْ وَمَـا كَـانَ اللَّـهُ - مُـعَـذِّبَـهُـمْ - وَهُـمْ يَسْـتَغْـفِرونَ )[ الأنفال 33 ] ، و نُلاحـظُ أن كلـمة : [ عـذّبَ ] ، قد جاءت في المرّة الأولى بالصِيغَةِ الفِعْليّـةِ : ( يُعَذِّبُ ) للدَلاَلَةِ على أنَّ وُجُودَ الرسُولِ صلى الله عليه و سلم هُوَ [ حَالـةٌ مُؤَقَّتَـةٌ ] و غير دائمة ، بينـمـا جاءت في المـرّة الثـانية بالصيغَةِ الاسمية : ( مُعَذِّبُ ) للدَلاَلَةِ على الـدَوامِ ، سَـواءٌ بِوُجُـودِ الرَسُـولِ ، أو بَعْـدَ وفاته . . وَ الإسْـتِغْفارُ يُؤدّي لِبُلُوغِ [ بَوَّابَةِ اللُّطْفِ ] : ( اللّـهُ لَـطِـيْفٌ بِعِـبَادِهِ )[ الشورى 19 ] ، فَتَأْتي الحَياةُ الطيِّبَةُ : ( فَلَـنُحْـيِيَنَّهُ حَـيَاةً طَـيِّبَةً )[ النحل 97 ] ، وَعكْسُ اللُّطْفِ يَأتي القَهْـرُ : ( وَ هُـوَ الـقَـاهِـرُ فَوْقَ عِـبَادِهِ )[ الأنعام 18 ] ، فَتَأتي المَعيْشَةُ الضَنْكُ : ( فَإنَّ لَـهُ مَـعِـيْشَـةً ضَـنْكَـاً )[ طه 124 ] . . غُـفـرانُ الله : إنَّ نِيَّـةَ اللّهِ [ بِـالغُفْـرانِ ] ، أسْـرَعُ مِنْ نِيَّـةِ الإنْسَـانِ [ بِـالـتَوبَـةِ ] ، فَمَـا مِنْ أَحَدٍ نَوى التَوْبَةَ إلاَّ [ سَـبَقَهُ اللّـهُ ] بِنِيَّـةِ الغُفْـرانِ ، وَ [ أرْضَـى إلى اللّـهِ أَنْ يَغْفِـرَ مِنْ أنْ يُعَـاقِبَ ] ، لأنَّ اللّهَ سُبْحَانَهُ [ لَيْسَ لَهُ أيُّ غَايَةٍ ] أوْ هَدَفٍ بِعَذابِ الناسِ : ( مَـا يَفْعَـلُ اللّـهُ بِعَـذَابِكُـمْ إنْ شَـكَـرْتُمْ وَآمَـنْتُمْ )[ النساء 147 ] . إنَّ جَهَنَّمَ أشْبَهُ مَا تَكُونُ [ بِسَلَّةِ مُهْمَلاَتٍ ضَيِّقَةٍ ] وَ مُغْلَقَةٍ لِلكَوْنِ ، وَسَيُجْمَعُ فيهَا كُلُّ شَيْءٍ خَبيثٍ ، لِيَعُمَّ السَلاَمُ كُلَّ الوُجُودِ فِي جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَمَاواتُ وَ الأَرْضُ : ( لِـيَمِـيْزَ اللَّـهُ الـخَـبيثَ مِـنَ الـطَـيِّبِ وَ يَجْـعَـلَ الـخَـبيثَ بَعْـضَـهُ عَـلـى بَعْـضٍ فَـيَرْكُـمَـهُ جَـمِـيعَـاً فَيَجْـعَـلَـهُ فـي جَـهَـنَّمَ )[ الأنفال 37 ] ، فَهيَ إذَاً [ مِحْرَقَةُ نِفَايَاتٍ ] لِكُلِّ مَا هُوَ فَاسِـدٌ في الكَوْنِ . . يقول عليّ بن أبي طَالبٍ كـرّم الله وجـهه : [ عَجِبْتُ لِمَنْ يَقْنُـطْ وَ مَعَـهُ الاسْـتِغْفارُ ] . و يقولُ الشاعرُ : كُلُّ مَنْ ألْقَـاهُ يَشْـكُو دَهْـرَهُ .... لَيْـتَ شِـعْري ، هَـذِهِ الدُنْيـا لِمَـنْ ؟!!!!!!!!!! . ( وَ قُلِ : الـحَـمْـدُ لِلَّـهِ الـذي لَـمْ يَتَّخِـذْ وَلَـدَاً ، وَ لَـمْ يَـكُـنْ لَـهُ شَـريـكٌ فـي الـمُـلْـكِ وَ لَـمْ يَكُـنْ لَـهُ وَلِـيٌّ مِـنَ الـذُلِّ وَ كَـبِّرْهُ تَـكْـبيراً )[ الإسراء 111 ] . ( هُـوَ الـحَـيُّ لاَ إلـهَ إلاَّ هُـوَ فَادْعُـوهُ مُـخْـلِـصِـينَ لَـهُ الـدِينَ : الـحَـمْـدُ للَّـهِ رَبِّ الـعَـالَـمِـينَ )[ غافر65 ] . فـآخـرُ دعـوانـا : ( إنِ الحمـدُ للّـه ربِّ العَـالَمـين ) يونس 10 . . لكـم خالص المـحبـة و التـقدير و الاحتـرام ، و بـاركَ اللـه بكم و عليكـم و أسعدكم في الدنيا و الآخـرة ، مع خالص تحياتي و شكري لمشاعركم الرقيقة ، و ســلِمتْ أياديكم البيضــاء لتعليقاتكم الكريمة التي تـدلّ على ذوقـكم و كَـرَم أخــلاقكم ، و رزقكم اللـه جنّــات النعيم و جعلكم عباده المقـرّبـين ، و صلى الله و سلم على رسوله الكريم و على آلـه و صحبه أجمعين علي منصور الكيالي.. المصدر: ملتقى شذرات
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل " |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
اسـتغـفـروا, ربّـكـمْ, فَـقُـلـتُ |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|