|
شذرات إسلامية مواضيع عن الإسلام والمسلمين وأخبار المسلمين حول العالم |
|
أدوات الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
المال في التربية القرآنية
المال في التربية القرآنية ــــــــــــ (د. محمد العبدة) ــــــــ 11 / 7 / 1437 هــ 18 / 4 / 2016 م ــــــــــــ قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله في تفسير قوله تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام : " قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم " يوسف 55 , قال :" فهو قد طلب أهم ما يتوقف عليه إدارة الملك وسياسته وتنمية العمران وإقامة العدل فيه , وما أضاع ملك المسلمين وغيرهم من الشرقيين في هذه القرون الأخيرة إلا الجهل والتقصير في إدارة النظام المالي وتدبير الثروة وحفظها , سواء في ذلك الدولة أو الأمة " 1 ويتابع الشيخ حرصه واهتمامه بهذا الموضوع فيقول :" فعلم من هذا أن الاقتصاد أصل من أصول الفضائل الإسلامية , ولكن المسلمين أهملوا مراعاته , والأوربيين أعطوه من العناية ما ينبغي له " 2 وهذا فقه سديد في معرفة أهمية المال , وقد جعله القرآن الكريم قوام معايش الناس ومصالحهم , قال تعالى :" ولاتؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما .." النساء 5 وبسبب هذه الأهمية للمال وصف في القرآن بأنه خير , " إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين " , ومَن الله على الناس بأن أمدهم بالأموال والبنين . ولأهمية المال طلب من المسلمين حفظه والعناية به وتثميره , وقد جاء في الحديث الصحيح إن الله كره لكم ثلاثا , قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال " البخاري ولذلك أيضا شنع القرآن على المسرفين المبذرين , والسفه هو مرض التبزير والسفهاء هم المسرفون لفساد أخلاقهم أو لضعف عقولهم , والسفيه هو الذي لا يفتأ يعلن - كل يوم من خلال الاستهلاك الجارف وشراء أي بضاعة باهظة الثمن - احتقاره للمال ظاهريا ولكنه في الحقيقة يرصد الإعجاب من أعين الآخرين وهو في الواقع يقدس المال بطريقته الخاصة , إنه هو والبخيل وجهان لعملة واحدة . هؤلاء المسرفون يفسدون نظام المعيشة , ويكفرون النعمة بعدم حفظها ووضعها في موضع الاعتدال . كما شنع القرآن على البخل والبخلاء , وهو مرض الحرص وحب المال , قال تعالى : " إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل " وقال سبحانه :" وأحضرت الأنفس الشح " . وهذا السرف وهذا الشح لا تصلح معه دنيا ولا دين ,قال سبحانه : " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " ولهذا السبب ندد القرآن بالذين يكنزون المال ولا يستفيدون منه ولا يفيدون غيرهم فقال تعالى : " ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدده يحسب أن ماله أخلده " فالذي يكنز الذهب والفضة , يظن أن كنزه لن يخذله , ولو قطع جزء يسيرا من كنزه فكأنما قطع جزء من جسمه لا لكونه لا يملك ثروة , ولكنه يعتبرها جزء من وجوده . وقد حارب الإسلام الجشع الذي هو بطل الرأسمالية ووسيلة الربا وأكل أموال الناس بالباطل وبطريقة منهجية , طريق البورصة واصطياد الفرص في تقلبات الأسعار وشم الملايين المحتملة ولذلك ينبغي الحذر من عبادة المال كما وصفها الرسول صلى الله عليه وسلم :" تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار .." إن المال ليس شرا في الأساس , ولذلك لم يعمد القرآن إلى تجاهل أو كبت هذا المحبوب في الإنسان وهذه الطبيعة الموجودة فيه " وتحبون المال حبا جما " " وآتى المال على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " , ولكن عندما تجنح الغريزة فيصبح المال لذة بحد ذاته , ويرنو إليه صاحبه مرصودا , وعندما يصبح المال هما طاغيا , عندئذ يعمد القرآن للارتقاء بغريزة التملك , فالمال هو مال الله سبحانه والإنسان مستخلف فيه " وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه " . فالملكية في الإسلام هي ملكية انتفاع وهي وظيفة اجتماعية وهذه مزية الإسلام على سائر المناهج الاقتصادية لتحقيق العدالة الاجتماعية , وحث القرآن على الإنفاق ليحمي المجتمع الإسلامي من القلاقل والاضطرابات , فالمال كالسماد لا ينفع إلا إذا فُرد وبُسط , ولأن الفقر ي*** معه رذائل شتى , من سقوط الهمم , وفساد الأخلاق , والجهل والمرض . والفقر يكمن في الجشع الذي تنطوي عليه طبقة المترفين الأغنياء , حين تتكدس الأموال دون أن تقوم بوظيفتها الاجتماعية . --------------- 1- مجلة المنار م35 / 17 2- مجلة المنار م2 /21 -------------------------------- المصدر: ملتقى شذرات |
#2
|
|||
|
|||
جزاك الله خيراعلى الموضوع
|
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الماء, التربية, القرآنية |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع المال في التربية القرآنية | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
العودة الى التربية القرآنية | عبدالناصر محمود | شذرات إسلامية | 0 | 01-05-2016 09:25 AM |
العودة إلى التربية القرآنية | عبدالناصر محمود | شذرات إسلامية | 0 | 10-24-2015 08:19 AM |
الرؤية القرآنية للعالم | عبدالناصر محمود | دراسات ومراجع و بحوث اسلامية | 0 | 04-04-2015 08:35 AM |
وزير التربية ... تدفئة المدارس فوق طاقة وزارة التربية | Eng.Jordan | الأردن اليوم | 0 | 12-22-2014 10:08 AM |
الدقة البلاغية القرآنية | صباح الورد | شذرات إسلامية | 2 | 07-19-2014 02:40 PM |