#1  
قديم 10-27-2016, 08:08 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,033
ورقة الإعلام الأمريكي.. آخر الهجمات على بلاد الحرمين!!


الإعلام الأمريكي.. آخر الهجمات على بلاد الحرمين!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

(أحمد أبو دقة)
ـــــــــــــــــــ

26 / 1 / 1438 هــ
27 / 10 / 2016 م
ــــــــــــــــــــــــــــــ

الأمريكي.. الحرمين!! 825102016014411.png






انتهت فترة الرفاهية في العلاقة بين واشنطن ودول الخليج وبدأت أولى إرهاصات مرحلة جديدة منذ توقيع الاتفاق النووي بين إيران و واشنطن، و أعتقد أن الإتفاق برمته كان مجرد مظلة يتم من خلالها إخفاء زواج متعة تم بين الطرفين على حساب العلاقات الأمريكية العربية المستمرة منذ عقود، عقب الإتفاق النووي ذهبت أمريكا بعيداً ومن خلال مبعوثها إلى المنطقة ورئيس دبلوماسيتها جون كيري لتوفير غطاء دبلوماسي للعمليات التي تنفذها إيران في سوريا لاستئصال أهل السنة، لغايتين أولهما القضاء على المشروع الإسلامي السني الثوري هناك و الذي سيكون في حال انتصاره بداية نهاية الدولة العلوية في سوريا و تشكيل دولة سنية مسلمة إلى جانب فلسطين، و الغاية الأخرى مساعدة الجماعات الكردية في السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي على طول الحدود التركية تصل إلى ساحل البحر المتوسط و بداية تشكيل دولة كردية تعزل تركيا عن العالم العربي و الإسلامي وعن أهل السنة في سوريا.

الأمر الثالث الذي قامت به واشنطن وليس الأخير والذي اعتبر استهدافاً مباشراً لأمن الخليج العربي الدعم المباشر الذي يقدمه الجيش الأمريكي للمليشيات الشيعية المدعومة من إيران في العراق، للسيطرة على المدن السنية وتكرار نفس التجربة التي تجري في سوريا، تحت ذريعة محاربة "داعش"، وفي هذه الخطوة مباركة لتوسيع النفوذ الإيراني في الخليج وطرد السنة العرب من العراق، الذين لطالما اعتبروا جدار الصد الأول في وجه المشروع الإيراني. لم تتوقف واشنطن عند هذا الحد في استفزاز دول الخليج وخصوصاً المملكة العربية السعودية، بل صادق الكونجرس لاحقاً على ما عرف بــ"قانون جاستا" الذي يسمح للمحاكم الفيدرالية الأمريكية باستقبال دعاوى مدنية ضد المملكة العربية السعودية من قبل "ذوي ضحايا أحداث 11/9"، و الهدف كما توضحه الخبيرة القانونية الأمريكية اليزابيث مايرز لا يتخطى كونه أحد طرق " الابتزاز" الأمريكي للضغط على حلفائها سواء لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية، فالمملكة العربية السعودية منذ بداية الربيع العربي خرجت عن المألوف من خلال تدخلها المباشر في بعض الملفات مثل مجابهة إيران في اليمن و دعم الثورة في سوريا وكذلك التحرش بها في العراق. منذ أن دخلت واشنطن المنطقة العربية وهي تعتبر المملكة العربية السعودية أحد ركائز الإستقرار فيها، وذلك ليس لقوتها النفطية، فيوجد في العراق الكثير من النفط كذلك إيران وليبيا والإمارات، لكن الموقف الذي ساعد الرياض على تحصيل هذا المكسب المؤثر في السياسة العالمية، حفظها للحرمين الشريفين في مكة والمدينة باعتبارهما أهم مقدسات دينية لأكثر من 1.6 مليار مسلم حول العالم. ربما تستطيع واشنطن إطلاق قنبلة نووية لتدمير مدينة بأكملها لكن تلك القنبلة لا تستطيع القضاء على هذه الأمة المنتشرة في أنحاء العالم. الأكثر عجباً من ذلك أنه لا يزال بعض الكتاب السعوديين ومنظري الإعلام المحلي لا يدركون أهمية بلادهم بالنسبة للمسلمين ويحاولون الحديث بلغة وطنية ونزعة قومية ركيكة لا تصلح إلا لمنظري الشيوعية في عهد جوزف ستالين!.

في مرحلة أكثر خطورة من سابقاتها، صعدت وسائل الإعلام الأمريكية من احتكاكها بالجمهور المحلي في المملكة العربية السعودية، من خلال نشر استطلاعات رأي ومقالات وتقارير هدفها التلاعب بالرأي العام المحلي في المملكة. أخر تلك المنشورات استطلاع رأي نشرته صحيفة نيويورك تايمز كان نصه كالآتي:" نود أن نتواصل مع النساء السعوديات. أخبرونا عن حياتكم وطموحاتكم وآرائكم في المجتمع السعودي". في عام 2015 وبحسب خبر نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية قتل في الولايات المتحدة 1100 امرأة، هل انتهى الإعلام الأمريكي من الدفاع عن حقوق الأمريكيات وجاء للسعودية للدفاع عن حقوق النساء في السعودية؟! أم أنه لوبي جديد يستهدف المملكة من الداخل؟!!.

هذا الاستطلاع لم يكن الأول ولن يكون الأخير، فمنذ بدأت الثورية السورية والتدخل السعودي في اليمن لطرد الحوثيين، وحملات إعلامية ممنهجة تستهدف المملكة عبر الإعلام الغربي الموجه، وبإمكان القارئ الدخول على وسائل إعلام مثل (روسيا اليوم، بي بي سي، سي أن أن، راديو الحرة، موقع أمنستي)، وسيحصل على الكثير من الأخبار والتقارير التي تسيء إلى المملكة بطريقة أو بأخرى والكثير منها يتناول أحداث محلية هامشية فقط بهدف الإساءة وتوجيه الرأي العام.

بالعودة إلى الاستطلاع التي نشرته نيويورك تايمز وبالتمعن في الأسئلة المطروحة والتي تركز على نوعية المشاكل التي تعيشها النساء وكذلك الأماكن التي يقمن فيها ومطالبة الصحيفة ببيانات خاصة للمشاركات مثل أرقام للتواصل وأسماء، فهي أسئلة استخبارية بالدرجة الأولى هدفها تشكيل قاعدة بيانات قد تستخدم بصورة سلبية جداً ولا ينصح بالتعاطي معها أبداً..
من أبرز النتائج التي خلصت إليها عقب التحولات التي تشهدها المنطقة، وخصوصاً التقارب التركي السعودي و الدعم الذي يقدمه الطرفان للثورة السورية و الوقوف في وجه المشروع الإيراني في المنطقة، فإن أمريكا تدرك جيداً أن سلطتان يحكمان المجتمع في أي دولة في العالم، لا سيما في البلاد العربية، الأولى هي سلطة القانون و الثانية هي سلطة الدين، و الدولة التي لا يوجد سلطة للدين فيها على المجتمع فإنها تسقط بصورة سريعة جداً و تنتشر فيها الصراعات بشكل كبير والنماذج كثيرة من حولنا، لذلك تركز واشنطن و حليفتها الجديدة إيران في المملكة العربية السعودية و العالم العربي على التشكيك في مبادئ وقيم دينية أساسية في المجتمع و تشجيع فئات بعينها في المجتمع على التمرد عليها، سواء من باب مساعدة الأقليات أو " الحرية وحقوق الإنسان"، و لكن الحقيقة هي توجيه الرأي العام باتجاه نطريه الفوضى و التي تعتمد بشكل أساسي على تشكيك الناس في كل القيم التي تضبط حركة المجتمع وتحدد مسؤولياته و واجباته. المملكة العربية السعودية هي العقبة الوحيدة أمام مشروع التوحش الإيراني الأمريكي المشترك في المنطقة، ومثلما أن الإيرانيين لديهم طموحات بهدم الكعبة فإن الغرب المسيحي لديه نفس الطموح، وكذلك الكيان الصهيوني الذي يستثمر هذا الجهد جيداً للحفاظ على استقراره وبقاءه. لذلك في الختام أود التأكيد على أن المرحلة تقتضي التلاحم والمجابهة وما يجري أكبر بكثير من مجرد استطلاع رأي في "نيويورك تايمز" أو مشروع تصالح بين واشنطن وطهران، بل إن ما يجري مشرد شظايا حمم بركانية بانتظار الانفجار الكبير.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الأمريكي.., الحرمين!!, الهجمات, الإعلام, بلاد


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الإعلام الأمريكي.. آخر الهجمات على بلاد الحرمين!!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محاولات لا تتوقف لتغريب بلاد الحرمين عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 12-15-2015 08:00 AM
حماية بلاد الحرمين من الفكر المتطرف عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 11-28-2015 07:56 AM
الإعلام الأمريكي الرسمي.. يتشيع!! عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 06-02-2015 09:43 AM
الإعلام الأمريكي وشارلي ايبدو عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 01-19-2015 09:17 AM
ازدواجية المعايير في الإعلام الأمريكي عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 09-19-2013 07:11 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:47 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59