#1  
قديم 08-13-2014, 02:02 PM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 55,968
ورقة فوز أردوغان وردود الفعل المتباينة


فوز أردوغان برئاسة تركيا وردود الفعل المتباينة*
ــــــــــــــــــــــ

17 / 10 / 1435 هــ
13 / 8 / 2014 م
ــــــــــــــ

أردوغان المتباينة _8543.jpg



تسعون عاما كاملة مثلت الفارق الضخم بين النتيجتين, فشتان ما بين عام 1924م حينما أسقطت الخلافة العثمانية وبين عام 2014 حينما انتخب الشعب التركي لأول مرة رئيسا ينتمي لخلفية إسلامية – مع التحفظ على كثير من الجوانب الفكرية له – ولكنه في كل الأحوال لم يكن مرحبا به من التكتلات العلمانية التي وقفت كلها كجبهة واحدة ضد نجاحه.

ولم يكن فوزه فوزا مفاجئا بقدر ما كانت المفاجأة الكبرى في نجاحه في الجولة الأولى وحسمه للنجاح مبكرا بنسبة 52%، وهي النسبة التي جاوزت مجموع ما حصل عليه خصماه، ليعلن وزير العدل التركي فوز أردوغان ليسكون الرئيس الثاني عشر للجمهورية التركية والرئيس الأول المنتخب من الشعب التركي مباشرة، وليصبح أيضا الرئيس الأول الذي يحصل على الرئاسة بعد فوزه بثلاث حكومات متتالية خلال ما يزيد عن عشرة سنوات.

وتباينت ردود الأفعال الدولية على نجاح أردوغان حيث قابلت الصحف الأوروبية الخبر بتحفظ شديد, فقد رأت صحيفة الاندبندنت البريطانية أن فوز أردوغان – السلطان الجديد بحسب تعبير الصحيفة الشارة إلى فوزه يعيد تركيا إلى عصر السلاطين العثمانيين – سيؤدي إلى انجراف البلاد إلى حكم سلطوي استبدادي، وهو رد الفعل الذي يؤكد أن الفترة المقبلة ستسير فيه العلاقة بين تركيا والدول الأوروبية إلى صراع خفي حينا ومعلن أحيانا أخرى.

وصرحت الصحيفة بهذا التحريض على أردوغان منذ اللحظة الأولى لإعلان النتيجة فقالت: "يجب ان يبدأ حلفاء تركيا في القلق؛ لان أردوغان أصبح بإمكانه ترشيح القضاة واستنزاف قدرة المحكمة العليا على معارضته، لاسيما بعد تخطيطه للحصول على صلاحيات رئيس الوزراء من البرلمان وأخذها معه إلى القصر الرئاسي" وشبهت الصحيفة ذلك الوضع بما فعله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين, واتفقت معظم الصحف البريطانية على أن هذه الانتخابات منحت أردوغان صلاحيات أوسع من ذي قبل وضمنت وجوده على الساحة السياسية التركية لمدة خمس سنوات مقبلة على الأقل.

ذلك في الوقت الذي عبرت فيه صحيفة "لارببوبلكيا" والتي تعتبر اكبر الصحف الإيطالية وأوسعها انتشارا عن وجود احتفالات كبيرة في تركيا، فعنونت تغطيتها بـ:"نصر أردوغان سلطان أنقرة" ووصفته بأنه انتهج نهجا إصلاحيا بشكل واضح، وانه غير تركيا بشكل أثار دهشة العالم وارتفعت أرقام النمر الاقتصادي بسرعة "وهي بالفعل الخطوة الأهم التي كسب بها ثقة المواطن التركي.

وقللت الصحف الفرنسية من الفوز, فقالت صحيفة "لوموند" انه لا يزال قسم كبير يعارضه بشدة على الرغم نسبة الأصوات التي حصل عليها.

وعلى الصعيد المحلي ارتفعت سعر الليرة التركية في مواجهة الدولار في الداخل التركي، مما يدل على شعور الأتراك بان فوز أردوغان سيدفع بهم إلى وضع اقتصادي أفضل بصورة اكبر، وهو العامل الأهم الذي بنى عليه أردوغان شعبيته بمحاولة تحسين الدخل السنوي للمواطن التركي، وهي السياسة المفتقدة في كثير من دول العالم العربي والإسلامي.

وفي ردود الأفعال الإسلامية عبر باكير عزت بيجوفيتش عضو المجلس الرئاسي في جمهورية البوسنة والهرسك وهو ابن الرئيس الراحل علي عزت بيجوفيتش، عبر عن سعادته بنبأ فوز أردوغان، معتبرا ان فوز الأخير بالرئاسة هو انتصار للمسلمين في كل مكان، وخاصة بعد تحالف كل القوى العلمانية في تركيا جنبا إلى جنب مع يهود الدونمة بسيطرتهم الكبيرة على الإعلام، وبالإضافة إلى قوى مؤيدة للجيش التركي مع مؤسسات أخرى مما يطلق عليها اسم الدولة العميقة, وكان هدفهم الأول هو إسقاط أردوغان في هذا السباق الرئاسي.

وفي غزة أثار نبا فوز أردوغان مشاعر الفرح وسط أنباء لازالت تتوالى بسقوط القذائف الصهيونية, فسادت فرحة عارمة في الضفة والقطاع والقدس وال 48 بسبب مواقفه التي ثمنها الفلسطينيون وخاصة في الحرب التي لا تزال رحاها تدور عليهم, وغداة فوزه مباشرة قررت منظمة إغاثية تركية تنظيم أسطول حرية جديد لكسر الحصار الصهيوني على القطاع.

يأمل كثير من الأتراك ان يفي الرئيس التركي الجديد بوعود المصالحة المجتمعية والانطلاقة الاقتصادية التي وعد بهما أردوغان شعبه في الخطاب الذي ألقاه على أنصاره غداة إعلان النتيجة, كما يأمل المسلمون أن تعود إلى تركيا هويتها الإسلامية التي انتزعت منها حينما أسقطت الخلافة على يد أتاتورك, فهل يستطيع أردوغان التخلي عن التنازلات العلمانية التي تنازلها قبل ذلك؟ وهل يستطيع أن يعبر بتركيا ليحقق طرفي المعادلة الصعبة التي استعصت على الكثيرين في العالم الإسلامي؟

إن الأيام القادمة ستحمل الكثير من الإجابات عن هذه الأسئلة, فالتحديات صعبة جدا والتوازنات الإقليمية ضاغطة وبشدة والعالم لا يتقبل حتى الآن بروز دولة قوية تكون مرجعيتها إسلامية ولهذا فالقادم أصعب جدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أردوغان, المتباينة, الفعل, وردود


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع فوز أردوغان وردود الفعل المتباينة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أردوغان باق حتى 2023 عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 06-02-2014 08:13 AM
مؤلفات وردود .. سبيل الإسلام في الرد على الشبهات Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 01-30-2014 01:22 PM
بالصور ردود الفعل الشعبية في الأردن على ارتفاع الأسعار وإزالة الدعم الحكومي للسلع الأساسية Eng.Jordan الأردن اليوم 5 11-14-2012 10:50 AM
الضرر في الفعل الضار وفقاً للقانون الأردني Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 08-03-2012 05:19 PM
كينونة الفعل Eng.Jordan دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية 1 01-29-2012 08:55 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59