العودة   > >

مقالات وتحليلات مختارة مقالات ..تقارير صحفية .. تحليلات وآراء ، مقابلات صحفية منقولة من مختلف المصادر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #1  
قديم 08-24-2013, 07:32 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,193
ورقة حوار حول الأحداث مع كندي أسلم حديثا


حوار حول الأحداث مع كندي أسلم حديثا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

(د. صلاح الصاوي)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ


· قال لي صاحبي وهو كندي مسلم وحديث عهد بالإسلام: لقد تأملت جبهة صاحبكم قائد الانقلاب فوجدتها حبهة رجل يقيم الصلاة! إن آثار السجود تبدو في جبهته! فبادرته، وما الغرابة في ذلك؟


فقال: هل لدينا اختلاف في الدين من جنس الاختلافات الكنسية التي بين الطوائف النصرانية ؟ في ماضينا المسيحي كانت خلافاتنا في ربنا! في طبيعة الرب الذي نعبده: هل هل هي لاهوتية بحتة؟ أم ناسوتية بحتة؟ أم طبيعة مزدوجة؟ ومن أجل ذلك كانت جذوة الخلافات بيننا متقدة، خضبت تاريخنا بنجيع الدماء! فالرب الذي يعبده البروتستانت يختلف عن الرب الذي يعبده الكاثوليك مثلا! فهل لدينا في ديننا نحن خلاف من هذا القبيل؟!


فأجبته وقد ازداد عجبي: ليس في ديننا شيء من ذلك! ولكن ما علاقة ذلك بالانقلاب والانقلابيين؟


فقال لي: كيف استطاع بعد أن تلوثت يده بدماء الركع السجود أن يدخل بعد ذلك إلى المحراب ليقف بين يدي نفس الرب الذي يعبده هؤلاء، يناجيه ويسجد له؟ كيف أطاقت نفسه ذلك؟ وبأي شيء اعتذر لربه عندما وقف بين يديه عن قتل أوليائه؟ والراكعين الساجدين من عباده؟


فأجبته: لقد نقلت حضارة الغرب إلينا الفصل بين الدين والسياسة، فلا عجب أن يسجد بين يدي الله في الصباح في باب الديانة، وأن يريق دماء الساجدين من أمثاله في في المساء في باب السياسة، فتلك قضية وتلك قضية أخرى!


فقال لي: من أجل هذا فارقت دين آبائي وأجدادي، واعتنقت الإسلام، لكي لا أعيش هذه الثنائية البغيضة؟ لكي تأتلف روحي وجسدي! ويصطلح ضميري مع واقعي!


فقلت له: لعله قد نقلت إليه معلومات مشوشة عن مؤامرات كبرى يخطط لها هؤلاء المصلون، أو أخبر عن مخازن سلاح وذخيرة تحت قبو مسجد رابعة، أو غيره من أماكن التظاهر، فأراد أن يدفع الفتنة عن الوطن بتحمل هذه المفسدة! أو أن يفتدي الأكثرية بالتضحية بالأقلية، كما تبتر جزءا معتلا من جسد لتسلم بقيته! أو لعله قد أفتي بمشروعية ذلك من بعض أئمة السوء!


فقال لي: لو كنت تتحدث عن رجل آخر، غير المدير السابق للمخابرات لصدقتك! إن المخابرات قد دربوا على أن يقرأوا ما وراء التلال، وأن يفحصوا ما بين السطور، وأن يتأملوا ما وراء الخبر، فمثل هذا الفرض إنما يروج على مدني في الشرق، أو صحفي في دولة من دول العالم الثالث! أما أن تزعم لي أن مدير المخابرات يقع في هذا الوهم فمعذرة إذا لم أصدقك، لأنني ببساطة شديدة احترم عقلي! وما مثل هذا إلا مثل الولايات المتحدة عندما اجتاحت العراق بحثا عن أسلحة الدمار الشامل! ولكن الفرق أن في الغرب آليات محاسبة لاحقة أثبتت أن هذا كان أكذوبة كبرى! وذريعة لأمر قد بيت من قبل! ولكن كم تتوقع أن ننتظر من عقود الزمن، حتى نسقط هذه الفرية من ذاكرتنا، ودواوين تاريخنا؟!


أما قولك لعله أفتاه بعض أئمة السوء بذلك، فأقول: لقد تركنا أئمة السوء في الدين المحرف، ويسوءني أن نراهم في الدين الحق! ومع هذا فلو أباحت الضرورة الانقلاب - وهي لا تبيحه - هل تبيح اجتياح المعتصمين السلميين بآلة القتل الحبارة، فتحاصرهم الطائرات من فوقهم، توجه إليهم زحات الرصاص الحي، والأسلحة عن أيمانهم وعن شمائلهم التي تحصد الأرواح حصدا بتوجيهها إلى الرؤوس والصدور؟!

ثم بعد ذلك هل تجيز الضرورة حرق الجثث؟ وعدم التصريح بدفنها، إلا لمن يوافق على أن قتيله قد مات منتحرا! ويوقع على ذلك؟! هل تريد أن تقنعني أن عالما أفتاه بذلك؟ وهل تبقى بعد ذلك حرمة لمثل هذا العالم؟ أو لمؤسسة ينتسب إليها؟ ولا أريد أن أقول لدين ينتسب إليه؟! فحاشا للإسلام العظيم أن تكون له أدنى صلة بمثل هذا الفجور! وهو الدين الذي جعل الفجر في الخصومات من خصال النفاق وعلاماته!


هل فكر قائد انقلابكم، وهو يجلس بين أولاده في لحطات استرخاء، أنه عندما يعطي أوامره بالقتل، فإن اليد التي ستضغط على الزناد ستزرع جراحات غائرة في قلوب غضة بريئة؟! وستطوي في ظلمة القبور آمالا لأطفال صغار! كانوا يحلمون أن يعيشوا في كنف آبائهم؟! وأن يكون لهم مستقبل في وطن حر، تصان فيه كرامة الحياة والأحياء؟! هل أمن أن تسري إليه دعوة مظلوم بليل، فتقتلعه من بين أولاده لتلقي به في نفس الظلمة التي ألقى بها الآخرين؟! وتحرق قلوب زوجته وأولاده الأربعة بنين وبنات قصاصا عادلا لما أحرقه من قلوب يتامى آخرين وأرامل؟!


أما كان بوسع قائد انقلابكم، وقد أمسك بأزمة الأمور بآلته العسكرية، أن يرتب مخرجا سلميا يحفظ به للثورة صفاءها وجمالها! ويعفي به نفسه من تبعه هذه الدماء التي تنوء بحملها السموات والأرض؟!


فقلت له: يقول الإعلام إنه حاول ذلك! ولكن المعتصمين أبوا عليه ذلك بتصلبهم وعنادهم، فلم يجد أمامه سوى الحل الأمني للأزمة؟


فقال: ولكن الواقع كان بخلاف ذلك! فقد وصلت الوفود الغربية إلى حل أباه قائد الانقلاب بطرا وصلفا، ومن أجل ذلك كانت استقالة البرادعي الذي لم يشأ أن يلوث تاريخه، وشرف الجائزة التي يحملها، بالمشاركة في منظومة تغرق شعبها في بحر من الدماء!
وهب أن قائد الانقلاب لم يصل مع القوم إلى تفاهم حاضر، فماذا عليه لو أعطى مزيدا من الصبر، ليوفر على نفسه وعلى كرامة جيشه وسمعته تبعه هذه الدماء؟ أليس هو القائل: قطعت يد تمتد من الجيش إلى المصريين! ترى هل كان هؤلاء كنديين؟! أم مصريين؟! أم هبطوا إلى مصر من كوكب آخر؟


لو جلس فريقكم ووزير دفاعكم وقائد انقلابكم لحظة تأمل بعد صلاة الفجر، وبعد أن يمسح جبهته من آثار السجود! وينتهي من ورده اليومي! واستعرض شريط الأحداث، في مصلاه، وسأل نفسه هذه الأسئلة ترى كيف يكون جوابه؟


أيصدق وهو المدير السابق للاستخبارات أن الشعب قد ثار ضد الدكتور مرسي لخلعه؟ أم أنه قد ثُور عمدا مع سبق الإصرار والترصد؟ نعم كان لمرسي من الأخطاء ما يجعل فريقا من الناس ينقمون عليه، أما أن تتحول النقمة إلى انقلاب، فلا شك أن هذا هو الذي خطط له الانقلابيون منذ اليوم الأول لولاية هذا الرئيس البائس المظلوم!


وإذا كان الشعب هو الحكم فلماذا استجاب لنداء من خرج من الشعب يوما واحدا؟ ولم يستجب لمن خرج منه ما يزيد على شهر ونصف؟! والأعداد هي الأعداد بل تزيد؟!


أينكر في لحظات خلوته وتأمله، وهو يختم صلاة الفجر! أنه استكتب قادة جبهة الإنقاذ، وحركة تمرد، ليكتبوا إليه في قيادة الجيش، التماسا بالتدخل لإنقاذ الموقف؟ وعلى ذلك شهود من الأحياء؟! ومن قبل ذلك رب الأرض والسماء!
أيصدق أن رئيسكم المعزول قد فشل في إدارة الدولة؟ أم أنه أفشل عمدا مع سبق الإصرار والترصد؟ ولا يعني هذا الإقرار بنجاح مرسي، بل كانت له ولحزبه أخطاء قاتلة، ولكن فرق بين أن تكون فاشلا أو مخطئا، وأن تكون قاتلا أو مجرما؟!
هل لو كان السيسي مكان مرسي، وفعل به وبدولته ما فعل بمرسي، هل كان سينجح في فتيل أو قطمير؟ أم أنه كان سيواجه نفس المصير؟!


أيصدق وهو المدير السابق للاستخبارات أن أزمة البنزين والسولار كانت بسبب سياسات مرسي الفاشلة؟ أم أنها افتعلت له عمدا لإفشاله، مع سبق الإصرار والترصد؟ واختفت في ساعة واحدة من نهار عندما أعلن عن عزل مرسي، بل عندما بدأ التهديد بذلك؟! حتى الوزير المسئول عن هذه الأزمة لم يغير في الحكومة الانقلابية الجديدة؟!


أيصدق قائد انقلابكم أنه قاد الانقلاب ليعيد مصر لكل المصريين، وقد أقصى من المشهد السياسي منذ اليوم الأول لانقلابه من يمثلون ما يزيد على نصف المصريين؟ ومزقهم شر ممزق، فباتوا في أيام قلائل ما بين قتيل وجريح وسجين وطريد؟ أهذه هي الديموقراطية التي ما برح إعلامه ينعق بها، ويدعو إليها، ويدافع عنها، ثم يكونون أول كافر بها؟! ألم يسلم قياد الدولة للحداثيين والعلمانيين، والموتورين؟ ويقتل أحلام ما يزيد على النصف من المصريين؟! ويجهض آمالهم في دولة نظيفة ذات مرجعية إسلامية؟
هل يستطيع أن ينكر أن ما عابه على مرسي من أخونة الدولة، قد انتقل على يديه إلى ما هو أسوء منه؟! إلى علمنة الدولة وعسكرتها! هل يستطيع في لحظة تأمل أن ينكر ذلك؟!


هل لو فعلت الشرطة في زمانه عشر معشار ما تفعله اليوم، هل كان سيجرؤ بلطجي على قطع الطريق واستباحة المارة؟ أم أنها أعطت نفسها إجازة مفتوحة مدتها أربع سنوات؟ واختفت عمدا لإفشاله مع سبق الإصرار والترصد؟
هل سأل نفسه مرة إن كان قد ظلم رئيسه، أو خان عهده؟! وهل تذكر مرة أن للكون إلها يحكمه؟ وأنه ما من يد إلا يد الله فوقها؟! ولا ظالم إلا سيبلى بأظلم؟


ترى هل يؤمن قائد انقلابكم والعسكريون في بلادكم بالبعث بعد الموت؟! وأن الله سيجمع الأولين والآخرين إلى ميقات يوم معلوم؟! ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين؟!


هذه الجوقة الإعلامية التي ملأت الدنيا ضجيجا في تصيد أخطاء مرسي! ما بالها اليوم؟ لا نحس منها من أحد، ولا نسمع لها ركزا؟ أين برامج الساخرين والناقدين من كبار الصحفيين، ألا يوجد في حكم العكسر ما يقتضي النقد ولو على استحياء؟


ألم تر إلى هؤلاء اللبراليين والعلمانيين وهم يخونون مبادئ اللبرالية والعلمانية! هل سمعت بلبراليين يتحالفون مع العسكر! أو بعلمانيين يتحالفون مع الكنيسة؟! هذه نسخة شائهة مزيفة لكل من العلمانية واللبرالية، أو طبعة مصرية خاصة للعلمانية واللبرالية تبرأ منها العلمانية واللبرالية في بلادها الأصلية!


صدقني أيها الأخ ******: لولا أنني عرفت الإسلام قبل أن أعرف المسلمين، لكنت اليوم في عداد المرتدين!


وقد كنت أرتب لهجرة إلى مصر لتعلم الإسلام واللغة العربية، في رحاب الأزهر، ولكنني لويت عنان القصد، فلعل لله في القوم نقمة لم تبلع نهايتها بعد! ولا أريد أن تصيبني معهم! ثم فارقني محدثي!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مصمم, الأحداث, حديثا, يوم, حوار, كندي


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع حوار حول الأحداث مع كندي أسلم حديثا
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نائب برلماني كندي غير مسلم يقرّر صوم رمضان كله Eng.Jordan أخبار منوعة 0 06-09-2016 01:06 AM
نائب برلماني كندي غير مسلم يقرّر صوم رمضان كله Eng.Jordan أخبار منوعة 0 06-09-2016 12:58 AM
حوار البنادق ينسف حوار الفنادق عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 05-23-2015 08:30 AM
مسلم كندي تبرع بحذائه لفقير وعاد لمنزله حافياً .. صورة Eng.Jordan المسلمون حول العالم 0 04-26-2014 11:09 AM
طبيب كندي يغتصب 21 مريضة تحت تأثير المخدر Eng.Jordan أخبار منوعة 0 11-22-2013 02:20 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59