#1  
قديم 03-22-2017, 11:28 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي كلما اقتربت من اللاجئين تراجع خوفك منهم


هل المناطق التي تكتظ باللاجئين مرشحة لأن يتحول سكانها لتأييد اليمين المتطرف؟
إجابة هذا السؤال بـ"نعم" تبدو أمراً بديهياً، ولكن الواقع العملي يُظهر أموراً غير متوقعة، فمن خلال تقصي تجربتين مختلفتين؛ إحداهما في ألمانيا والأخرى بلبنان؛ فإن هناك مؤشرات بأن الأحياء والمناطق التي يعيش بها لاجئون ومهاجرون لا تكون بالضرورة مناطق معادية لهم أو معاقل لليمين المتطرف.
اللاجئين n-SSSS-large570.jpg
بوش، هي بلدةٌ صغيرةٌ على حدود العاصمة الألمانية برلين، تبدو في الوهلة الأولى مكاناً مثالياً تماماً. ليست بالغة الثراء ولا تعاني الفقر المدقع، وليست غاليةً للغاية ولا بخسة الأسعار، وليست قريبةً من وسط المدينة المزدحم ولا بعيدةً إلى درجةٍ تجعل الوصول إلى الشقق السكنية المطلة على الشوارع المنمقة بالأشجار أمراً صعب المنال.
ولا تبدو البلدة مكاناً يتخيله الناس عندما يفكرون في تيار الشعبوية اليمينية المتطرفة الذي يكتسح أوروبا. لكن تحت السطح، يختلف هذا الحي الدافئ الآمن بشدة عن المناطق الصناعية الكئيبة التي يجري تصويرها كمصدرٍ للشعبوية، كما أنها تعتبر رمزاً للقوى التي تهدد بقلب السياسات الغربية رأساً على عقب، حسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
في هذا المكان الذي يبدو معقلاً للانسجام والتناغم، فاز حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف بأكثر من 22% من الأصوات في الانتخابات المحلية عام 2016- وهو أكثر من الأصوات التي حصل عليها أي حزبٍ آخر.
كاتبة التقرير أماندا توب، المحامية الحقوقية الأميركية سابقاً، سافرت إلى بوش في محاولةٍ لفهم كيف سيطرت الشعبوية اليمينية المتطرفة على كثيرٍ من أجزاء أوروبا. ووجدت علامةً على وجود قوى خفية رأى علماء الاجتماع منذ وقت طويل أن لها دوراً كبيراً في زيادة النزعة الشعبوية المنتشرة في المجتمعات الأوروبية.

"ألمانيا الحقيقية"

في مطعم للوجبات السريعة ببوش، حملت لافتته الدعائية صور الهامبرغر والسلطة والفلافل والكباب، يقف محمود كيلان، ابن عم مالك المطعم، خلف الكاشير.
عادةً ما توجِّه الأحزاب اليمينية أصابع الاتهام للمهاجرين الأتراك مثله، بزعم كونهم غير قادرين على الاندماج في المجتمع الألماني. وعند سؤاله عما إذا كان تعرض لمثل هذا النوع من المضايقات، أطلق صوتاً كالشخير.
وأجاب كيلان بأن هذا يحدث طوال الوقت. وقال إنه يتعرض لهذه المضايقات في القطار وبالشارع.
وأضاف: "ينظر الناس إليك ولا يدركون أنك تعيش هنا منذ 25 عاماً. ولا يعلمون أن لديك عملاً".
وعند سؤاله عن حزب البديل من أجل ألمانيا، هزَّ كتفيه في استنكار. وعلى الرغم من أن نهوض هذا الحزب صدم أوروبا، كان الأمر عادياً بالنسبة لكيلان؛ لأن هذه هي ألمانيا التي يعرفها.
وفي أثناء حديثنا، كان عميلٌ شابٌ في منتصف العمر، يُدعى جيكوب راف، واقفاً أمام الكاشير يستمع إلينا في إنصات. ثم اقترب منَّا وقال محذراً: "هناك العديد من اليمينيين في المكان. عليك أن تتوخى الحذر وأنت تطرح مثل هذه الأسئلة".

"وقع الهالة"

لا تبدو بوش للوهلة الأولى مصدراً للغضب المعادي للمهاجرين.
أولاً: هناك عددٌ ضئيلٌ للغاية من المهاجرين هنا. بينما تعج أجزاءٌ أخرى من برلين بالمهاجرين واللاجئين من أنحاء العالم كافة ليشكلوا مناطق متنوعةً ديموغرافياً، تظل بوش بلدةً معظم سكانها من البيض، على الرغم من وجود مركزٍ صغيرٍ للاجئين في منتصفها.
هذه الظاهرة يُطلق عليها علماء الاجتماع اسم "وقع الهالة": وهي ظاهرةٌ منتشرةٌ في أنحاء أوروبا، يقوم بسببها معظم الناس بالتصويت للساسة اليمينيين المتطرفين إذا كانوا يعيشون على مقربةٍ من مناطق متنوعةٍ ديموغرافياً وليس داخل هذه المناطق فعلياً.
وكتب عالما الاجتماع في جامعة ستوكهولم السويدية، جينز ريدغرين وباتريك روث، عام 2011، أن المواطنين في مثل هذه المجتمعات يكونون على مقربة من المهاجرين بما فيه الكفاية ليشعروا بأنهم معرضون للخطر، لكنهم في الوقت نفسه بعيدون لدرجةٍ لا تسمح لهم بممارسة التعاملات الودية الطبيعية مع المهاجرين للقضاء على مخاوفهم.
واكتشف إريك كوفمان، العالم السياسي في كلية بيركبيك بجامعة لندن، أن زيادة التنوع الديموغرافي يمكنه أن يقضي على ظاهرة "وقع الهالة". كان شرق لندن مركزاً للنشاط اليميني المتطرف في السبعينات، ولكن مع زيادة تنوع سكان هذه الأحياء، انخفض تأييد الأحزاب اليمينية المتطرفة فيها، وازداد بالضواحي البيضاء البعيدة عنها.
وتسير بوش أيضاً على هذا المنوال. فعلى الرغم من وصول بعض اللاجئين إلى البلدة، ليس هناك مسلمون بما يكفي ليقوم السوبر ماركت بعرض اللحوم الحلال على الأرفف. وتقع البلدة على حدود ويدينغ، أكثر مناطق برلين تنوعاً ديموغرافياً.
وفقاً لهذه النظرية، يشعر سكان بوش من البيض بالخوف، ليس بسبب تعرض حياتهم ووظائفهم للخطر نتيجة الهجرة، ولكن لشعورهم بحدوث هذا في مناطق مثل ويدينغ وقلقهم من أن يأتي الدور عليهم.

لبنان

تقدم منطقة برج حمود، الواقعة شرق العاصمة اللبنانية بيروت، نموذجاً يبدو مناقضاً لحد ما لبوش الألمانية.
ففي هذه البلدية المكتظة بالسكان (التي أسسها منذ عقود لاجئون أرمن فروا من الاضطهاد)، تبلغ نسبة اللاجئين السوريين المسجّلين خُمس عدد السكان المحليين ومن دون أن يؤدي ذلك إلى أي حوادث عنف مهمة، حسب مقالة للباحثة ماريان مادور ترجمها ونشرها معهد العالم للدراسات السياسية والاستراتيجية.

وتشرح هذه المقالة، بناءً على دراسة إثنوغرافية شاملة، الاستقرار الاجتماعي الذي ساد من خلال تسليط الضوء على آليات التنظيم والرقابة، وعلى إدارة تدفق اللاجئين من قِبل الجهات الفاعلة المحليّة، ودور اللاجئين أنفسهم في عملية الاستقرار.
وترجع الباحثة هذا التعايش بين سكان المنطقة واللاجئين إلى امتلاك المنطقة تاريخاً طويلاً من الترحيب، فعندما وصل أول اللاجئين السوريين إلى برج حمّود، فعّل السكان المتنوعون مع المنظمات المحلية ممارسات ترحيبية قديمة خاصة بالمنطقة سبق أن حدثت معهم وتكررت مراراً في تاريخ البلدة.
إذ يقول فاروج، وهو أرمني مالك متجر وساكن منذ مدة طويلة في برج حمّود: "نحنا (نحن) أيضاً كنّا لاجئين!".
إضافة إلى ذلك، لم تتردّد المجتمعات المحلية في الموافقة على دور المضيف بما أنها كانت قادرة على الاستفادة من ذلك على المستوى الفردي؛ إذ اعتُبِر اللاجئون مستأجرين محتملين، أو عمّالاً بأجر رخيص، وزبائن، حيث قررت كثير من محلات البقالة الصغيرة توسيع أنشطتها واشترت آلات اسبريسو. كما أضافت نصف دزينة من كراسي بلاستيكية على الأرصفة وبدأت ببيع القهوة مقابل 500 ليرة لبنانية (نحو ثلث دولار).
وكانت المجتمعات المحلية حريصة على تشغيل قوى عاملة رخيصة: وظّفت محلات خضراوات وفواكه، وكذلك الكراجات، عمالاً سوريين.
ولكن المقالة تلفت إلى أنه بالإضافة للأرباح الخام، فإن استضافة اللاجئين ربطت أيضاً السكان المحليين مع الوافدين، كما تذكّرت صوفيا، وهي أرمنية سكنت الحي منذ وقت طويل: "ليس مجرد التعايش القسري، إنه مثل تفاعل. نحن نعمل معاً. إنها ليست صداقة. أنا لا أتحدّث عن الزواج المختلط. لكنني أتحدث عن الاحترام".
يجادل هذا المقال بأن الاستقرار السلمي للاجئين في برج حمود له علاقة بهذه العملية من "الملاحظات من قرب للآخرين، والتي تتضمن التنصت غير المقصود من قِبل السكان واللاجئين وكأنها أشبه بدراسة غير رسمية.
كل السكان في برج حمود يؤدون هذه اللحظات من الملاحظات، سواء كان السكان الأرمن الكبار في السن أو اللاجئون اليافعون.
حتى إن مدبرة منزل برتغالية أخبرت الكاتبة في أحد المرات بأنها "دائماً تستمع إلى الناس بينما تنتظر الحافلة". ونتيجة لذلك، يحدث تعايش أكثر سلاسة بين اللاجئين والسكان الذين يحوّلون "المضيف" غير المعروف و"اللاجئ" غير المرغوب فيه إلى جار مألوف.
هويةٌ سلبية
أما في داخل بلدة بوش التي كانت تقع بألمانيا الشرقية السابقة، تقول كورنيليا رويتر، التي تعمل هي وزوجها هيغن كوهني قسيسييْن بكنيسة البلدة: "إن بعض رعاياها أصابهم الخوف من فكرة وصول المزيد من اللاجئين إلى بوش.

وأرجعت كورنيليا وزوجها أسباب هذه المخاوف بشكلٍ جزئيٍ إلى مشكلةٍ أعمق: وهي رغبة الكثيرين داخل هذا المجتمع في الحصول على هويتهم والإحساس بانتمائهم، لكنهم يعجزون عن الوصول إلى ذلك.
بعد الحرب العالمية الثانية، أصبح تعريف الهوية الألمانية أو مجرد الاحتفاء بها نوعاً من المحرمات؛ إذ يراها الكثيرون خطوةً في اتجاه القومية التي سمحت بظهور النازيين في المقام الأول. وتغير هذا الموقف نوعاً ما خلال كأس العالم لكرة القدم 2006، حيث قام الألمان الذين كانوا يستضيفون البطولة برفع أعلامهم دون توقف واحتفلوا بفخرهم الوطني.
تقول كورنيليا: "لكن ما زال هناك شعور بالنقص يترك الكثيرين يشعرون بفراغٍ داخلي". وهذه الفجوة في تعريف الذات لم تترك للكثيرين وسيلةً للتعبير عن أنفسهم سوى من خلال الأشياء التي تناقض طبيعتهم، وهو ما يوصف اصطلاحاً باسم "الهوية السلبية".
وفسَّرت كورنيليا ذلك قائلةً: "يمكنك أن تقول (أنا لست مسلماً)، لكن معظم الناس لا يمكنهم أن يقولوا (أنا مسيحي)"، أو التعبير بأي مصطلحٍ يصف الهوية الإيجابية.
أخذ زمام السيطرة
ليس تحريم الهوية الألمانية مسألةً جديدة. لكن الأحداث الأخيرة جعلتها أكثر إيلاماً من أي وقتٍ مضى.
اكتشف إيمو فريتش، العالم السياسي في جامعة لايبتزغ الألمانية، أن الناس يشعرون بفقدانهم السيطرة، لذلك يسعون للحصول على هويةٍ قويةٍ تُشعرهم بأنهم جزءٌ من جماعةٍ قوية.
ويرى فريتش أن تعريف الذات بشيءٍ قويٍ وقادر على إحداث التغيير، مثل أمةٍ قوية، هي فكرةٌ جذابةٌ للغاية.
وتقول كورنيليا إن الكثير من الناس في بوش يشعرون بفقدانهم السيطرة؛ إذ رأوا أن أزمة اللاجئين كانت علامةً على فقدان ألمانيا قدرتها على فرض القوانين فوق حدودها. كما أن وجود مركزٍ محليٍ للاجئين، على الرغم من إيوائه بضع المئات من الناس فقط، *** للمواطنين إحساساً بازدياد الخطر.
هذا الشعور بفقدان السيطرة هو ما خلق فرصةً سانحةً لحزب البديل من أجل ألمانيا، الذي يعد باستعادة الروح الوطنية الألمانية. وتقول كورنيليا إن الساسة اليمينيين المتطرفين، مثل بيورن هوك، المنتمي إلى الحزب، يعرفون جيداً كيفية استغلال مسألة تحريم الهوية. وأضافت: "أمثال هوك يضغطون على وترٍ حساسٍ في هذه المسألة. وهو يعرف كيف يصوغ كلماته بصورة جيدة".
وخلال لقاء أجريته معه، أخبرني هوك بأنه يعتقد أن مسألة الهوية هي "قضية" ألمانيا اليوم.
وبعدها بدقائق، قال هوك أمام حشدٍ يبلغ المئات من المؤيدين: "إن الألمان هم الشعب الوحيد في العالم الذي قام ببناء نصبٍ تذكاري ي*** العار في قلب عاصمته"، في إشارةٍ إلى النصب التذكاري للقتلى اليهود في أوروبا من ضحايا الهولوكوست.
وأضاف هوك خلال لقائنا: "ألمانيا بحاجةٍ لعلاقةٍ إيجابيةٍ مع هويتنا؛ لأن الأساس الذي يُمَكِّنُنا من التقدم هو الهوية. وأساس وحدتنا هو هويتنا".
تهديد للأطفال
كلما اقتربت من مركز اللاجئين في بوش، أصبحت اللافتات المناهضة للهجرة أكثر وضوحاً وعدائية. وتُظهر لافتات حزب البديل من أجل ألمانيا، المُمَزَّقة والمتناثرة في الشوارع، رجالاً داكني البشرة بابتساماتٍ عريضةٍ وأيدٍ تمسك بحفنة من عملات اليورو.
ولا تخلو الأجواء من التهديدات، حيث يُعكِّر صفو جدران أحد مباني مركز اللاجئين بعض آثار الحروق التي خلفها هجومٌ تخريبيٌ مُتعمَّدٌ وقع مؤخراً.
ويقول جوليان ويلهون، مدير المركز، إن السلطات لم تستدل بعد على طريقة وقوع الجريمة. لم يُصب أحدٌ في الحريق، لكن يبدو أن الهجوم كان يستهدف بث الرعب في القلوب، وأشار المحققون إلى أن الحريق وقع عمداً داخل غرفةٍ تحتوي على عرباتٍ مخصصةٍ للأطفال. ولم يتبقَّ منها سوى رمادٍ وبعض العجلات المتفحمة.
ورغم ذلك، عبَّر الكثير من سكان بوش الذين يعيشون قرب المركز عن تفاؤلهم بجيرانهم اللاجئين، خلال المقابلات الصحفية. وأشاروا إلى المنظور إلى الآخر لنظرياتٍ مثل "وقع الهالة" قائلين: إن التعامل مع أناسٍ مختلفين يُقلِّل من المخاوف التي تتسبب في تأجيج ردود الفعل الشعبوية.
كان مارتين أورثمان يقوم بتمشية كلبه، ساني، في الحديقة المجاورة لمركز اللاجئين. وقال أورثمان إن نظرته للاجئين أصبحت إيجابيةً بعد أن بدأ عمله حارساً أمنياً في مركزٍ للاجئين ببلدةٍ مجاورة.
وعلى الجانب الآخر من الشارع/ قابلت إيلينا سالو، التي تعيش على بُعد بضعة مبانٍ من مركز اللاجئين، في أثناء توجهها إلى المنزل بصحبة ابنتها الصغيرة. وقالت إيلينا إنها لا تمتلك "شعوراً حقيقياً" تجاه مركز اللجوء أو "البديل من أجل ألمانيا"، لكنها عاشت تجارب جيدةً مع اللاجئين.
وأضافت إيلينا: "نلتقي أحياناً في ملعب البلدة ويلعب الأطفال معاً".

وأشارت المقابلات الصحفية التي أجريتها إلى نظرية الاتصال بين أفراد المجموعة الداخلية (وهي نمطٌ للتواصل المباشر في علم الاجتماع يُميِّز العلاقة بين الأفراد المنتمين إلى المجموعات الداخلية المختلفة)؛ إذ وجدت الدراسات أنه عند تواصل الناس مباشرةً مع أفرادٍ من جماعةٍ عرقيةٍ أو وطنيةٍ بعينها، يميلون إلى أن يكونوا أكثر تسامحاً مع هذه الجماعة ككل.
ويشير هذا إلى أن التواصل المستمر مع المهاجرين يقلل من التأييد الذي تحصل عليه الأحزاب الشعبوية اليمينية، عن طريق القضاء على مشاعر الخوف التي يُعتبر وقوداً لحملاتهم.
وإذا كان هذا حقيقياً، فهو يشير إلى أن قبضة حزب البديل من أجل ألمانيا لم تعد مُحكَمةً في بوش، وأنهم أصبحوا أضعف مما تشير إليه انتصاراتهم الانتخابية الأخيرة. لكن مثل هذا التواصل يستغرق وقتاً طويلاً حتى تظهر آثاره، بينما يتمتع الحزب بلمعان نجمه أكثر فأكثر.
قد يختفي تأييد اليمين المتطرف مع الوقت. لكن حتى يحدث ذلك، سيظل المهاجرون إلى ألمانيا والساسة الأوروبيون تحت وطأة ضغوطاتٍ هائلة.
ضجيج الطلاب
وكان هناك تجربة مماثلة في برج حمود اللبنانية؛ إذ واجهت منظمات المجتمع المدني المحلية شكوى نتيجة الضجيج الصادر من الطلاب اللاجئين، فتم حلها بجعل أطفال السكان الأصليين يشاركون في الأنشطة.
كما يؤكّد الإخصائيون الاجتماعيون والسكان حقيقة أن وصول زوجات العمّال السوريين الذين هاجروا قبل الأزمة السورية وأطفالهم الصغار كان له تأثير إيجابي على الأمن العام في الحي.
ففي العديد من الأبنية، حلّت الحياة العائلية محل التوترات القديمة التي اعتادت أن تحدث بين السكان والعمال الشباب.
ولكن برج حمود ليست جنة اللاجئين، قد تأثرت بالنظرة السلبية التي انتشرت عن اللاجئين السوريين في لبنان؛ بل طبقت إجراءات لحظر تجولهم ليلاً كغيرها من البلدات المسيحية وإن كان بشكل أكثر مرونة، كما أن استضافة السكان المحليين حملت طابعاً انتقائياً، فكل طائفة لبنانية تستضيف نظيرتها السورية، فالأرمن اللبنانيون يستضيفون الأرمن السوريين، والشيعة يستضيفون الشيعة وهكذا.
وتخلص مقالة ماريان مادور إلى أنه عبر النظر إلى بعضهم، يمارس السكان الحضر في برج حمود، والمقيمون منذ مدة طويلة واللاجئون السوريون، ما سمّاه إيليا أندرسون (E.Anderson) "الإثنوغرافية الشعبية"، وفيها، تشجّع الأماكن العامة الخارجية على التعلّم من الآخر، عبر إيجاد فضاءات للتفاعلات المتكررة والصغيرة. وتساعد هذه التفاعلات المتكررة على إدراك الآخر.
ففي برج حمود، يعيد اللاجئون السوريون التواصل مع الحياة العادية ويكتسبون ألفة مع حيهم الجديد؛ بسبب الفضاءات العامة المتاحة لهم. فهم يشاركون في إثنوغرافية شعبية مع زملائهم السكان ويتعلمون من وعن بعضهم البعض. وهذا يسهم في تخفيف حدة التوتر في العلاقات بين المجموعات السكانية المتنوعة جداً. يُمنح السوريون في برج حمود إغفالاً مهذباً ومن ثم يؤخذون في إطار متدفق لعلاقات اجتماعية سلمية.
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
منهم, اللاجئين, اقتربت, تراجع, خوفك, كلما


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع كلما اقتربت من اللاجئين تراجع خوفك منهم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كلما أحزنك زوجك..اذهبي إلى حبيبك صابرة البيت السعيد 0 12-27-2015 08:26 AM
«هنيبعل».. إجراء يفعله الجيش الإسرائيلي كلما خطف أحد جنوده Eng.Jordan أخبار الكيان الصهيوني 0 08-03-2014 10:44 AM
محمود عباس يطرح على الفلسطينيين خيارات اللاجئين منهم Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 03-09-2014 07:34 PM
بريطانية تخلع كتفها كلما عطست Eng.Jordan أخبار منوعة 0 01-19-2013 12:07 AM
هل اقتربت النهاية في دمشق؟ Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 12-28-2012 06:50 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59