#1  
قديم 06-12-2015, 06:55 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة ضحايا تعنت الكنيسة


ضحايا تعنت الكنيسة، قنابل موقوتة لن تصمت طويلا*
ــــــــــــــــــــــــــــ

25 / 8 / 1436 هــ
12 / 6 / 2015 م
ـــــــــــ


http://taseel.com/UploadedData/Pubs/Photos/_18415.jpg

عادة ما يتعمد النصارى التكتم على مشكلاتهم الداخلية فيجتهدون كل الاجتهاد في جعلها داخل كنائسهم وأديرتهم دون أن تطفو على السطح؛ اعتقادا منهم أن إخفاء المشكلات عن الناس احد أهم الحلول التي تراها الكنيسة، وخاصة الكنيسة المصرية التي تعتبر أن خروج هذه المشكلات للرأي العام نوعا من الفضح واقرب للخيانة للعهد الكنسي.

ولكن مشكلة رفض الكنيسة لإعطاء النصارى تصريحا بالطلاق طفت على السطح لأنها دمجت عدة مشكلات معا، الأولى أنها تجبر الراغبين في الطلاق من النصارى على عيش كل طرف مع من لا يقبل باستمراره في حياته، والثانية حرمانه من أي زواج آخر لتحكم عليه حكما أبديا بالتشديد والتضييق والتحكم في حياته، والثالثة أنها تشجع برفضها على زيادة معدلات الانحراف الجنسي والسلوكي والخلقي للنصارى إذ منعت عنهم الزواج وتركتهم لممارسة الفحشاء.

وتتعالى صيحات الغضب والتذمر بين النصارى من الكنيسة المصرية وأصبحت أزمة كبيرة حينما وصلت الاحتجاجات إلى داخل المقر البابوي الرئيسي للأقباط الأرثوذكس بالقاهرة، حيث احتج وتظاهر عدد من الأقباط للمطالبة بمنحهم الحق في الزواج الثاني.

ففي أثناء ما يسمى بـ"العظة الأسبوعية"، وهي اللقاء الذي يجتمع فيه تواضروس الثاني بابا النصارى الاورثوذوكس في مصر في مقره داخل الكاتدرائية المرقسية، احتشد عدد من المحتجين للمطالبة بحل أزمتهم وقاموا بترديد الهتافات المنادية بمطالبهم التي يصفونها بالعادلة والإنسانية، فتدخلت قوات الأمن لفض الاحتجاج، وألقت القبض على عدد من المتظاهرين وزاد الهرج والمرج فرفع البابا عظته وانسحب خارج الكاتدرائية.

وأصدرت الكنيسة بيانا بلسان القس بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة جاء فيه " إن بعض الأشخاص أثاروا الشغب بصورة لا تليق باحترام الكنيسة وهيبة بيت الله"، "وبرغم محاولات بعض الآباء احتواء الموقف والعمل على تهدئتهم فإنهم تمادوا في هذا الهياج، دون استجابة منهم، مما جعل قداسة البابا يتوقف وينهي العظة التعليمية الأسبوعية وغادر الكاتدرائية إلى المقر الباباوي".

وقالت الناشطة القبطية ماجي مجدي "إن الأجهزة الأمنية أفرجت عن الأقباط المحتجزين بتهمة التجمهر في مقام العبادة بعد اتصالات أجراها البابا مع مسؤولين" ، لكنها – بحسب الجزيرة - انتقدت موقف البابا والكنيسة من الشباب المحتج، وقالت "إن الأمر كان يتطلب سماع رجال الدين شكوى الراغبين في الزواج الثاني"، واستطردت "البابا لديه مشاغل سياسية تلهيه عن سماع ودراسة مشاكل رعايا الكنيسة".

ورغم أن هذا القرار الذي تتشبث به الكنيسة مع النصارى بحظر الطلاق إلا لعلة الزنا ومنع أي طلاق غيره ليس تشريعا سماويا وليس من النصرانية في شيء، فهو قرار من البابا السابق للنصارى "الأنبا شنودة الثالث" أصدره عام 2008 مخالفا به كل تعاليم من سبقوه حيث ألغى العمل بلائحة الأحوال الشخصية للأقباط الأرثوذكس الصادرة عام 1938 التي وضعت أسبابا تسمح بالطلاق غير فعل الزنا، فتمسك به النصارى إلى اليوم واعتبروه دينا متبعا لا يجوز لهم تغييره ولا الحيد عنه.

فقالت رابطة "منكوبي الأحوال الشخصية للأقباط" – وهي الرابطة التي أقامها الأقباط لمواجهة طغيان كنيستهم، قالت أن الكنيسة: "لا تعترف بالتطليق إلا لعلة الزنا، بالمخالفة لجميع قرارات البطاركة السابقين للبابا شنودة، الذين سمحوا بالزواج الثاني، وقدمت الرابطة مذكرة لقطاع التشريع بوزارة العدل المصرية مطالبة بالزام الكنيسة بـ "تنفيذ الأحكام القضائية بالطلاق، وتشريع قانون مدني لزواج الأقباط".

ولا تزال أصداء هذه الأزمة تتصاعد في الأوساط القبطية لجمود الكنيسة عن تقديم آية حلول ولكون هذه القضية تصطدم مع الفطرة الإنسانية، ولن تهدا هذه الأزمة حتى ترضخ الكنيسة لمطالبهم، وستسمح لهم بالطلاق وبالزواج الثاني، وهذا افتئات من الأصل على الحق الإلهي في التشريع، فالله عز وجل له الخلق وله الأمر، فلم يجعل التشريع في يد البشر حتى لا يتحكموا بأهوائهم في مصائر العباد فيمكنهم منحهم الحق في الحياة أو قتلهم هما وغما وكمدا.

ومن هنا نتيقن بالتجربة الحية الواقعة التي قال في مثلها ربنا سبحانه "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"، فالتشريع الإسلامي حق وهو لا يصدم مع الفطر الإنسانية، فالطلاق وان كان مكروها إلا انه جائز في الإسلام، فالإسلام يحترم إرادة الاختيار التي قد تتغير بالتجربة الحياتية لان مجرد الشعور بفقد إرادة الطرفين في استمرار العلاقة يفقدها أكبر معني لها وهو الإرادة الذاتية لهما في تكوين وبقاء العلاقة بينهما ولهذا فطلاقهما هنا بعد استنفاذ كافة الوسائل للصلح والتقريب بينهما، فطلاقهما حينئذ يكون الحل الأقل إضرارا على الأفراد وعلى المجتمع.

إن هذا الكبت الذي تفرضه الكنيسة على رعايا لن ينتج إلا انفجارا، وما نراه من تغيير وتبديل بين الطوائف النصرانية إلا حيلة يحتالون بها على الكنيسة، رغم أنها تضيق حاليا باجتماع رؤساء الطوائف مع بعضهم البعض، فليس في الكون راحة ولا سعة إلا في التشريع الإسلامي الذي راعى الجوانب النفسية والمادية والروحية للإنسان، فلا مشرع إلا الله سبحانه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الكنيست, تعنت, ضحايا


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع ضحايا تعنت الكنيسة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
76 ألف قتيل ضحايا النصيريين 2014 عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 01-05-2015 09:14 AM
ارتفاع ضحايا إيبولا عبدالناصر محمود الملتقى العام 0 10-12-2014 07:05 AM
أكثر من ألف شخص ضحايا الحرب عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 06-25-2014 08:26 AM
من هم ضحايا تفجيرات بوسطن؟ Eng.Jordan أخبار منوعة 0 04-17-2013 02:44 PM
مراكز لتأهيل ضحايا المرأة ! عبدالناصر محمود الملتقى العام 0 01-19-2012 08:40 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:32 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59