#1
|
|||
|
|||
الزمن الذي نقضيه مع أولادنا
أخي الكريم أختي الكريمة : للوقت في حياة المسلم أهميّة كبيرة ، ولذا نبّه الدين الحنيف إلى استغلاله أحسن استغلال ، وجعل يوم القيامة الجزاء على الوقت بعد السؤال . وأوقاتنا لا تكاد تتسع للمسؤوليات الملقاة على عاتقنا ، من هنا كان نجاح أحدنا مرهون في قدرته على ترتيب الأولويات ، ومدى سرعة الإنجاز ، والقدرة على اقتناص الفرص ، والأخذ من وقت الفراغ إلى وقت الانشغال ، ومن وقت الصحة إلى وقت المرض . ومن أولويات الوالدين اهتمامهما بأولادهما ، ورعايتهم الرعاية المتكاملة الجوانب والتي تكون نتيجتها إنشاء جيل متفهم للحياة ، ومقدر للمجتمع الذي يعيش فيه ، ومتعرف على مسؤولياته وقائم بها . وحتّى يتمّ هذا لا بدّ أن تنتقل الخبرات والمعلومات عبر قنوات عدّة لتصل المعارف إلى الأبناء . ولكن ترك هذا الأمر دون رعاية والديّة يجعل الأبناء يقعون في أخطاء قد يصعب تصحيحها في بنيتهم الجسمية والنفسية والفكرية . ومن هذا المنطلق كانت الرعاية الوالدية هامّة جداً ، ولا أقول إن الرعاية الوالدية يجب أن تكون آناء الليل وأطراف النهار ، لأن الحياة كثيرة المشاغل والتزامات الناس تستنفد الجهد والوقت . إلا أن تضافر عدة عوامل يجعل للدقيقة في الإشراف على الأبناء قيمة ، ومن هذه العوامل أن تسود روح المحبّة والتفاهم والاحترام . فالمحبة تجعل الصعب سهلا والتفاهم يجعل قنوات الاتصال بين الوالدين وأبنائهم منفتحة ، والاحترام المتبادل يجعل للوالدين وتربيتهما قيمة ، ويجعل للأبناء ذاتاً محترمة ومقبولة ومعترفاً بها ، وهذا ما ينشده الأبناء . إنّ وقتاً للتواصل العاطفيّ لا بدّ منه ، يبدأ بالنظرة الحانية المتفائلة ، ويزداد حسب حاجة الطفل ، فالصغير حاجته لهذا الوقت ألزم ، والمريض يحتاج إلى زيادة هذه الأوقات ، كما أنّ وقتاً للعب يجعل للحياة بهجة . وأهمية اللعب تختلف حسب المرحلة ، ولا يكاد يُستغني عنه ، فلكل جيل ألعابهم ، ومشاركة الوالدين اللعب مع أطفالهم تعني زيادة في التعلم والتواصل والمحبّة ، كما أن تخصيص وقت للهو والمرح يعني الكثير بالنسبة للأطفال والشباب ، فلا بدّ من جلسات عائلية يتخللها المرح ، ولا بدّ من نزهات تقوي أواصر الود ، وهناك وقت للحوار ، وأهميته تطال الصغار والكبار ، فكم يسعد الطفل بالتحاور معه بلهجة هادئة ، ولحظة حانية تثمر فكرة ومتعة وفائدة . ولكن حين يكبر الأولاد يصبح للحوار أولوية ، فهم بحاجة إلى معرفة أنفسهم ، ومعرفة الكون من حولهم ، والتساؤل عن عقيدتهم . وهناك وقت للعبادة يتصاحب فيه الآباء مع الأبناء في طاعة لله قد تكون : تلاوة من القرآن أو صيام نفل أو زيارة أرحام أو إكرام أيتام . ولا شكّ أنّ هذه الأوقات قد تكون للأطفال والناشئين معاً ، وقد يكون لكل فرد منهم على انفراد وذلك يحدده الموقف وتقتضيه الحاجة ، ولا بدّ من العدل في صرف الأوقات في الأحوال العاديّة . وهناك وقت لتنمية مهارة أو موهبة لمسها أحد الأبوين عند أحد الأولاد . وأخيراً فإن أحدنا إنما يسعى في هذه الحياة الدنيا ، ويستثمر ليعيش مع أسرته حياة سعيدة ، إلا أن الاستثمار الأكبر هو بناء ذوات الأبناء والعناية بهم وحمايتهم وتأمين الجو الأسري الآمن حتى نستحق بجدارة دعاءهم : ( ربّ اغفر لي ولوالدي ، ربّ ارحمهما كما ربياني صغيراً ) . المصدر: ملتقى شذرات |
#2
|
||||
|
||||
كلام جميل ولا سيما اهتمامهما بالجانب العقدي والأدب الأخلاقي، لذلك اتمنى لكل ام واب انهم يقرئونه ويطبقونه في حياتهم لانه لا شيء أثمن في هذه الحياة بالنسبة لكل الأسر من وجود أبناء صالحين نافعين لهم في حياتهم وبعد مماتهم بالدعاء ومواصلة العمل الصالح، ولا يمكن الحصول على هذا إلا بالتوجيه الإسلامي في التربية والحفاظ على الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فجزاك الله كل خير وأسدل عليكي مثبته وإحسانه.
__________________
|
#3
|
|||
|
|||
اخي الكريم
شاكرة حضوركم وتعليقكم القيم في متصفحي دمت بمحبة الله |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أولادنا, الذي, الزمن, نقضيه |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
أدوات الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع الزمن الذي نقضيه مع أولادنا | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الإصدار الأول: حكايتي مع الزمن؛ | حادية القمر | حادية القمر | 1 | 08-16-2013 10:59 PM |
بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان | يقيني بالله يقيني | شذرات إسلامية | 0 | 07-08-2012 02:25 AM |
الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك | يقيني بالله يقيني | الملتقى العام | 0 | 06-06-2012 07:08 PM |
اللعب في الزمن الضائع | جاسم داود | شذرات إسلامية | 0 | 04-20-2012 02:44 PM |
إيقاعات الزمن الراقص | Eng.Jordan | أخبار ومختارات أدبية | 0 | 02-03-2012 02:52 PM |