#22  
قديم 02-27-2013, 10:00 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

و فيما يخص ما رُوي من أنه أي محمد بن أبي بكر- ضرب عثمان عندما دخل عليه ، فقد عثرتُ على روايتين صرّحتا بذلك ، فقالتا أنه لما دخل عليه و شدّه من لحيته ثم تركه ، أخذ مشقصا و ضربه به على رأسه[1] . لكنهما- أي الروايتان- لا يصحان ، لضعف إسناديهما[2] ، و مخالفتهما للروايات السابقة الذكر . و مع ذلك فيوجد ما يُشير إلى أنه عندما ترك عثمان لم ينصرف عنه دون تحريض ، فقد روى ابن أبي بكر الهيثمي[3] أن محمدا عندما ترك عثمان استدعى رجلا ممن كانوا معه ، فأخذ الرجل مشقصا و ضرب به رأس عثمان[4] .
و بذلك يتبين لنا أن ما قاله ابن كثير في تبرئة محمد بن أبي بكر من قتل عثمان بيده هو قول صحيح ، ، لكن ذلك لا يعني أنه لم يشارك في التحريض و الإعانة على قتله ، فذلك صحيح و ثابت في حقه .
و أما السادس أي كنانة بن بشر التجيبي- فقد عثرتُ على أربع روايات ذكرت أنه هو الذي قتل عثمان[5] . لكنها هي الأخرى لا تصح ، لأنها ضعيفة الأسانيد[6] ،و تخالفها روايات سبق ذكرها ،و أخرى تأتي قريبا .
و السابع أي محمد بن أبي حذيفة- لا يُعرف أنه جاء مع رؤوس الفتنة إلى المدينة ، و لا شارك في قتل عثمان، إلا أن الحافظ ابن عساكر روى أن محمد بن أبي حذيفة ،و كنانة بن بشر ضربا عثمان بسيفيهما فقتلاه ،و هو يقرأ في المصحف ، فسقطت قطرة من دمه على قوله تعالى : (( فسيكفيكَهُمُ الله ))[7]-سورة البقرة/137- . لكن هذا الخبر لا يصح ، لأن إسناده ضعيف[8]، و تخالفه الروايات الصحيحة و الضعيفة التي ذكرناها آنفا، و ترده أخبار أخرى صحيحة ذكرت أن محمد بن أبي حذيفة بقي بمصر ،و استولى على الحكم بها عندما غادرها عبد الله بن سعد بن أبي سرح متوجها إلى عثمان[9].
و آخرهم أي جبلة بن الأيهم[10]- الراجح أنه هو قاتل عثمان ، فقد عثرتُ على أربع روايات صحيحة الأسانيد[11]، رواها كِنانة مولى صفية أم المؤمنين-رضي الله عنها- و مفادها أن كنانة قال أنه رأى قاتل عثمان ،و هو من أهل مصر يُقال له جبلة بن الأيهم ، قتله و خرج يصيح و يقول : أنا قاتل نعثل[12]-أي عثمان- .
لكن ذلك لا يعني أن رؤوس الفتنة الآخرين أبرياء ، و إنما المقصود أن جبلة بن الأيهم هو الذي قتله بيده، و الباقون شاركوا في قتله بالتحريض،و الإعانة و الضرب . و إذا كان هؤلاء يتحملون وزر قتل الخليفة الشهيد ذي النورين عثمان بن عفان ، فهل كانت للصحابة مشاركة في قتله ؟ .
رابعا : هل شارك الصحابة في قتل عثمان ؟ :
زعمت بعض الروايات أن الصحابة بالمدينة هم الذين حرّضوا رؤوس الفتنة على الثورة على عثمان ،و كاتبوهم بالقدوم إليه لقتله ،و أنهم شجّعوهم على ذلك ،و رضوا بقتله . فهل هذا الزعم صحيح ؟ .

أولا هذا زعم باطل ، لأن الروايات[13] التي زعمت ذلك أسانيدها ضعيفة، و تخالفها روايات أخرى صحيحة الأسانيد[14] . أولها أي الضعيفة- ما ورد في كتاب الإمامة و السياسة[15] من أن رؤوس الفتنة عندما رجعوا إلى المدينة ثانية ، اخرجوا كتابا للصحابة نسبوه إليهم ، فحواه أنهم هم الذين كتبوه و أرسلوه إليهم يطلبون منهم المجيء إلى المدينة ليُخلّصونهم من عثمان الذي ظلم و بدّل السنة ،و افسد الدين و الدنيا[16] .و هذه الرواية غير صحيحة ، لأن راويها ذكرها بلا إسناد ،و هذا وحده كاف لردها كلية ، لأنها فقدت شرطا أساسيا من شروط صحة الخبر و تحقيقه ، و من ثم فهي تصبح مجرد دعوى فارغة ، و الدعوى لا يعجز عنها أحد ،و هي رأس مال المفاليسن علميا .

[1] ابن سعد: الطبقات، ج3 ص: 73-74 . و الطبري: التاري× ج 2ص: 177 .

[2] رواهما محمد بن عمر الواقدي ، و هو ضعيف كذاب. الذهبي: الميزان، ج3 ص: 194.و ابن الجوزي: الضعفاء، ج 3 ص : 87 .

[3] خبره مقبول ، لأن رجاله ثقات ما عدا وثاب، و هو معروف دون أن يُذكر فيه جرحا و لا تعديلا . الهيثمي: المصدر السابق، ج 7 ص: 231.و ابن أبي حاتم : الجرح و التعديل ، ج 9 ص: 48 .

[4] الهيثمي: نفسه ج 7 ص: 231 .

[5] ابن حجر: الإصابة، ج 5 ص: 654 .و الطبري: التاريخ، ج 2 ص:177 .

[6] الأولى رواها ابن حجر بلا إسناد ، و الثلاث الباقية في كل منها محمد بن عمر الواقدي، و هو ضعيف متروك ، متهم بالكذب.

[7] ابن عساكر: المصدر السابق، 39 ص: 408 .

[8] من رجاله : محمد بن هشام المستملي،و الحسين بن عبد الله العجلي، لم أعثر عليهما في كتب الجرح و التعديل، و قال الهيثمي عن الأول ، أنه لم يجد من ذكره ، ( مجمع الزوائد، ج 1 ص: 324 ) فهما إذن مجهولان .

[9] هذه الروايات سبق ذكرها في مبحث الكتاب المزور من هذا الفصل .

[10] يُوجد رجلان مشهوران بهذا الاسم ، الأول غساني دخل في الإسلام ثم ارتد عنه زمن عمر بن الخطاب، و الثاني مصري، و هو الذي نتكلم عنه في بحثنا هذا . ابن سعد : الطبقات، ج 1 ص: 265

[11] الأولى رواها ابن سعد و رجالها : احمد بن عبد الله بن يونس ،و زهير بن معاوية، و كنانة مولى صفية، و هؤلاء ثقات . ( انظر: ابن أبي حاتم: الجرح و التعديل، ج 2 ص: 75.و ابن حبان : الثقات ، ج5 ص: 339 .و العجلوني: معرفة الثقات، ج2ص: 228 .و ابن حجر: النقريب، ج 1 ص: 462 ) ز الثاني رواها إسحاق بن راهويه ، و ذكر المحقق أنها مقبولة ( مسند إسحاق بن راهويه، ق: 4-5 ، ج 1ص: 262) و الثالثة رواها ابن عبد البر، و رجالها : أسد بن موسى الأموي،و محمد بن طلحة بن مصرف،و كنانة مولى صفية ، و هؤلاء ثقات . ( الذهبي: ج10ص: 162، 163 .و العجلوني: معرفة الثقات، ج2 ص: 241 ) و الرابعة ، رواها الحاكم : المستدرك ، ج 3 ص: 114 ) ، و هي نفسها التي ذكرناها في الرواية الثالثة .

[12] هو لقب أطلقه الأشرار على عثمان بن عفان، لأنهم شبهوه برجل مصري طويل اللحية يسمى نعثلا ، و النعثل هو ذكر الضباع . الذهبي: الخلفاء الراشدون ، ص: 257 .

[13] التي عثرتُ عليها .

[14] سيأتي ذكرها قريبا إن شاء الله .

[15] هذا الكتاب منسوب لابن قتيبة (ت 276ه) ،و نسبته إليه غير ثابتة ،و الراجح أنه مكذوب عليه ، و ليس هنا مجال هذا الكتاب منسوب لابن قتيبة (ت 276ه) ،و نسبته إليه غير ثابتة ،و الراجح أنه مكذوب عليه ، و ليس هنا مجال إثبات ذلك .

[16] الإمامة و السياسة ، ج 1 ص: 52-53 .
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 02-27-2013, 10:00 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

و لأنها أيضا هي نموذج للكتب المزوّرة التي زوّرها رؤوس الفتنة على الصحابة ، و قد سبق و أن أثبتنا بالأخبار الصحيحة أن هؤلاء زوّروا كتبا على الصحابة[1] . و لأنها أيضا أن الذي رواها في كتاب الإمامة مجهول أو مشكوك فيه ، لأن هذا الكتاب غير ثابت النسبة لابن قتيبة (ت276ه) ، و مليء بالأخطاء ، لذا فالراجح أن مؤلفه مجهول مغرض كذاب[2] ، و كتاب هذه حالته لا يُوثق فيه .
و الرواية الثانية مفادها أن الصحابة خذلوا عثمان بن عفان عندما حاصره الأشرار ، و لم يُدافعوا عنه ، فلما قُتل ندموا على فعلهم ، ظنا منهم أن الأمر لا يبلغ إلى قتله[3]. و هذه الرواية إسنادها ضعيف ، لأن من رجالها : محمد بن عمر الواقدي ، و هو ضعيف متروك كذاب[4] . و أما متنها فهو الآخر ترده روايات صحيحة تثبت دفاع الصحابة عن عثمان ،و عدم تواطئهم مع الأشرار[5] .
و الثالثة ما رواه المؤرخ اليعقوبي من أن طلحة و الزبير و عائشة هم أكثر الصحابة تأليبا على عثمان[6] . و خبره هذا مردود عليه، لأنه رواه بلا إسناد ، و من ثم فهو مجرد زعم ،و الزعم لا يعجز عنه أحد ، و اليعقوبي نفسه غير ثقة ، فهو معروف بأنه شيعي متعصب ، ملأ كتابه بالأكاذيب و الأباطيل و الخرافات[7] .
و الرواية الرابعة مفادها أنه في سنه 34 هجرية تكاتب الصحابة فيما بينهم أن أقدموا إلى المدينة إن كنتم تريدون الجهاد ، فالجهاد عندنا أي في عثمان- ، فكان الناس يطعنون في عثمان و ينالون منه ،و الصحابة يسمعون ذلك و لا يُنكرونه ، و لا يذبون عنه ، إلا قلة قليلة منهم ، كزيد بن ثابت ،و كعب بن مالك[8] . و هذه الرواية هي كالروايات السابقة ، إسنادها لا يصح ، لأن فيه محمد بن عمر الواقدي ،و هو متروك ، كذاب ، يمارس التقية[9] . و متنها ترده أخبار صحيحة يأتي ذكرا قريبا .
و الخامسة مفادها أن الصحابة بالمدينة لما رأوا ما أحدث عثمان كتبوا إلى الصحابة الذين بالأمصار ، أن تعالوا إلى الجهاد في المدينة ، لتقيموا دين الإسلام ، فعادوا و قتلوا عثمان ، ثم تزعم الرواية أن عثمان قبل أن يُقتل أرسل إلى واليه بمصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح كتابا يأمره بمعاقبة وفد مصر القادم إليه ، لكن الكتاب اكتشف و عادوا إليه ناقمين[10] .

و هذا الخبر هو أيضا لا يصح ، فإسناده فيه : محمد بن إسحاق بن يسار ، و هو متهم بالكذب و يُدلّس ، قال عنه الدارقطني لا يُحتج به ،و ضعّفه يحيى بن معين ،و وثّقه مرة أخرى[11] . و متنه مُنكر ، لأنه سبق و أن أثبتنا أن الذي زوّر الكتاب الذي أظهره الأشرار ، ليس عثمان ،و لا كاتبه مروان ، و إنما الأشرار هم الذين زوّروه[12] ،و قد أثبتنا سابقا أن الذين قتلوا عثمان هم أهل مصر ،و أن جبلة بن الأيهم هو الذي قتله بيده . كما أن هذا الخبر فيه تناقض صارخ ، فهو يزعم أن الصحابة قدموا من الأمصار و قتلوا عثمان ، ثم هو من جهة أخرى يقول أن وفد مصر حصر المدينة ثم رجع إلى بلده ، و في الطريق عثروا على الكتاب فرجعوا إلى عثمان غاضبين عليه . و هذا يعني أنهم هم الذين قتلوا عثمان ، و ليس الصحابة ، فهذا تناقض صارخ يدل على تلاعب الكذابين بهذا الخبر .
و الرواية السادسة مفادها أن الأشرار لما حاصروا عثمان ، حرّضهم الصحابة على منع الطعام و الشراب عنه[13] .و هذا الخبر هو من أباطيل مؤلف كتاب الإمامة و السياسة المجهول ، فقد رواه بلا إسناد[14] ، و من ثم فهو مردو عليه ، و متنه هو الآخر مُنكر ترده أخبار صحيحة في دفاع الصحابة على عثمان ، سنذكرها قريبا إن شاء الله تعالى .
و الأخيرة أي السابعة- مفادها أن الصحابي عمار بن ياسر-رضي الله عنه أيد قتل عثمان ، عندما جاء التابعي مسروق إلى الأشتر النخعي و قال له عن عثمان : قتلتموه صواما قواما ، فاتصل الأشتر بعمار و أخبره بالأمر ، فقال عمار : إن عثمان جلدني،و سيّر أبا ذر الغفاري ،و حمى الحمى ، لذا قتلناه ، فقال له مسروق : فو الله ما فعلتم واحدة من اثنين ، ما عاقبتم بمثل ما عُوقبتم به ،و ما صبرتم ، فهو خير للصابرين ، فسكت عمار و الأشتر ، و كأنهما أُلقما حجرا[15].
و هذا الخبر هو الآخر لا يصح ، لأن في إسناده : الحسن بن أبي جعفر الجفري،و مجالد بن سعيد ، و هما ضعيفان[16] . و متنه فيه ما يدل على تحريفه و تلاعب الرواة به ، و ذلك أنه زعم أن عمار بن ياسر قال أن عثمان سيّر أبا ذر الغفاري أي أخرجه من المدينة - و هذا زعم باطل لأنه صحّ الخبر أن أبا ذر رضي الله عنه- هو الذي اختار اعتزال الناس و الخروج إلى الربّذة بضواحي المدينة،و لم يُكرهه عثمان على ذلك[17] .

[1] انظر المبحث الثاني من هذا الفصل .

[2] ليس هنا مجال إثبات ذلك ، لكن من يطالعه سيدرك ذلك بسهولة ،و قد أنجزت بحثا حوله –لم يُنشر بعد- تبين لي من خلاله أن الكتاب ليس من لابن قتيبة ، و إنما هو كتاب لمؤلف مجهول مغرض له ميول شيعية .

[3] ابن عساكر: تاريخ دمشق، ج 31 ص: 360 .

[4] سبق تجريحه .

[5] سيأتي ذكرها قريبا .

[6] تاريخ اليعقوبي، ج2 ص: 123 .

[7] من ذلك الرواية التي ذكرناها .

[8] الطبري: المصدر السابق، ج 2 ص: 644 .

[9] ابن الجوزي: الضعفاء، ج 3 ص: 87 .و الذهبي: الميزان ، ج3 ص: 184 .و ابن النديم : الفهرست ،بيروت ، دار المعرفة، 1978، ج1 ص: 144 .

[10] الطبري: المصدر السابق ، ج2 ص: 662 .

[11] السيوطي : طبقات الحفاظ ، ط1 ، بيروت ، دار الكتب العلمية ، 1403 ،ج 3 ص: 81 .

[12] انظر المبحث الثاني من الفصل الثاني .

[13] الإمامة و السياسة ، ج 1 ص: 57 .

[14] لم يذكر لكل خبر إسناده ، و إنما اكتفى في الغالب الأعم ذكر بذكر راويين زعم أنه حدث عنهما ، و هما : ابن أبي مريم ،و سعيد بن عفير ، و كان يُكرر : قال : و ذكروا .. . أنظر : الإمامة و السياسة ، موفم للنش ، الجزائر ، 1989، ج 1 : 5، 81، 84، 85 .و هذه طريقة يرفضها علم الجرح و التعديل ، هذا فضلا على أن مؤلف الكتاب مجهول ، مما يعني أن أخبار كتاب الإمامة و السياسة ، ليس لها أسانيد صحيحة .

[15] الهيثمي: مجمع الزوائد، ج 9 ص: 94-95 . و الطبراني: المعجم الكبير ، ج 1 ص: 81 .

[16] الذهبي: الميزان ، ج 6 ص: 63.و ابن الجوزي: الضعفاء، ج3 ص: 35 .و الهيثمي: مجمع الزوائد، ج9 ص: 94-95 .

[17] أنظر: البخاري: الصحيح ، حققه ديب البغا، ط3 بيروت ، دار ابن كثير، 1987، ج2 ص: 509 . و ابن سعد : الطبقات ، ج 4 ص: 226 .و الذهبي: السيّر ، ج 2 ص: 60، 67 .
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 02-27-2013, 10:01 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

و ثانيا أن مما يُبطل دعوى مشاركة الصحابة في قتل عثمان و رضاهم بقتله ، أنه توجد أخبار صحيحة[1] تنفي ذلك الزعم ، أولها أنه صحّ الخبر أن عائشة أم المؤمنين ،- رضي الله عنها- أنكرت قتل عثمان ،و نفت أية مشاركة لها في قتله ،و أنكرت أيضا أن تكون أرسلت كتبا إلى الأشرار ليثوروا على عثمان و يقتلونه ،و قد تبيّن أن رؤوس الفتنة هم الذين زوّروا تلك الكتب و نسبوها للصحابة[2] .
و ثانيها أن عائشة لما سُئلت عمن قتل عثمان بن عفان ، قالت ، : (( قُتل مظلوما ، لعن الله من قتله ))[3]. و ثالثها أنه صحت الروايات عن علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- أنه أنكر قتل عثمان ، و نفى أن يكون له أي دور في قتله ، من ذلك أنه قال يوم مقتل عثمان : (( اللهم لم أقتل و لم أمال ))[4] . و كان هو و عائشة يلعنان[5] قتلة عثمان[6] . و قد صح! الخبر[7] أنه قال : (( و الله ما قتلت عثمان ،و لا أمرتُ بقتله ،و لكن غُلبت )) . و رابعها أنه صحّت الرواية[8] عن عبد الله بن عباس- رضي الله عنه- أنه كان ينهي عن قتل عثمان ،و يُعظم شأنه[9] .
و الرواية الخامسة أنه صح الخبر[10] أن الصحابي عبد الله بن سلام- رضي الله عنه- كان ينهي الأشرار عن قتل عثمان،و يقول لهم : لا تقتلوا عثمان ، فو الله لئن قتلتموه لا تصلوا جميعا أبدا ))[11] . و عندما قتلوه قال لهم[12] : (( يا أهل مصر ، يا قتلة عثمان قتلتم أمير المؤمنين ، أما و الله لا يزال عهد متلوف، و دم مسفوح ))[13] .
و الرواية السادسة[14] مفادها أن لما حوصر عثمان في داره كان معه 700 شخص ليدافعوا عنه ، كان من بينهم كثير من الصحابة و أبنائهم ، كعبد الله بن عمر،و الحسن بن علي ،و عبد الله بن الزبير ، لكن عثمان أمرهم بعدم القتال[15] .
و السابعة صححها المحقق- مفادها أنه لما حوصر عثمان بن عفان أرسل الأنصار الصحابي زيد بن ثابت رضي الله عنه- إلى عثمان يُخبروه أنهم مستعدون للدفاع عنه بالسيف ، فأبى عثمان القتال من أجله[16] .
و الرواية الثامنة[17] مفادها أن صفية أم المؤمنين رضي الله عنها- خرجت لترد عن عثمان ، فلقيها الأشتر النخعي فضرب وجه بغلتها حتى مالت ، فقالت صفية لمولاها كِنانة : (( ردوني لا يفضحني هذا الكلب )) ، فلما رجعت وضعت خشبا بين منزلها و منزل عثمان ليُنقل عليه الطعام و الشراب ))[18] , فموقفها هذا مثال رائع لدفاع بعض أمهات المؤمنين عن الخليفة الشهيد عثمان بن عفان .
و آخرها أي السابعة أنه ثبت مما سبق ذكره أن الذين ألبوا على عثمان ، و ثاروا عليه و قتلوه ، هم رؤوس الفتنة و أتباعهم ،و ليس الصحابة رضي الله عنهم .
و الدليل الأول و القوي على عدم مشاركة الصحابة من السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار ، أنه قد صح الحديث عن رسول الله-عليه الصلاة و السلام –أنه قال لعثمان : (( يا عثمان إن الله مُقمصك قميصا ، فإن أرادك المنافقون على أن تخلعه فلا تخلعه ))[19] . فهذا الحديث الشريف نص على أن الذين ثاروا على عثمان و قتلوه هم منافقون . و الصحابة الذين ذكرناهم ليسوا منافقين بشهادة القرآن الكريم فهم الذين قال الله تعالى فيهم : ((-{وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} - سورة التوبة/100- فهؤلاء الصحابة كلهم كانوا مؤمنين مشهود لهم بالإيمان ،و ليسوا من المنافقين ، و من ثم فليسوا هم الذين ثاروا على عثمان ،و لا هم الذين قتلوه ، لأن الذين فعلوا ذلك نص الحديث على أنهم من المنافقين .

[1] هذا فضلا على أن الروايات التي زعمت مشاركة الصحابة في قتل عثمان قد ناقشناها و أثبتنا بطلانها .

[2] انظر المبحث الثاني من الفصل الثاني .

[3] هذا الخبر صحيح الإسناد ، على ما ذكره الهيثمي . مجمع الزوائد ، ج 9 ص: 97 .

[4] الخلال : السنة، ج 2 ص: 328 .

[5] الخبر صحيح ، و رجاله : عبد الله بن أحمد بن حنبل ، و أبوه أحمد ، و محمد بن الحنفية ،و أبو معاوية ، الضرير، و أبو مالك الأشجعي، و سالم بن أبي الجعد ، و الثلاثة الأوائل ، ثقات ،و الباقون هم أيضا ثقات . انظر : الذهبي: السيّر، ج3 ص: 249، ج6 ص: 184، 249، ج5 ص: 108 .

[6] عبد الله بن أحمد : فضائل الصحابة ، ج1 ص: 455 .

[7] رجاله هم : عبد الرزاق بن همام ،و معمر بن راشد، و عبد الله بن طاوس ، و أبوه طاوس، الأولان ثقتان مشهوران ،و الأخيران هم أيضا ثقتان . انظر: ابن حجر: تهذيب التهذيب، ج 5 ص: 234 . و التقريب ، ج 1 ص: 281 .

[8] الخبر صحيح على ما قاله محقق تاب السنة للخلال ، ج 2 ص: 329 .

[9] نفسه ج 2 ص: 329 .

[10] صححه محقق كتاب السنة للخلال ، ج2 ص: 335 .

[11] نفسه ، ج 2 ص: 335 .

[12] الخبر صححه الهيثمي. مجمع الزوائد ، ج9 ص: 93 .

[13] الهيثمي : مجمع الزوائد ، ج 9 ص: 93 .

[14] صحيحة حسب المحقق . الخلال : نفس المصدر السابق، ج 2 ص: 334 .

[15] نفسه ، ج2 ص: 334 .

[16] نفسه ، ج2 ص: 333 .

[17] صحيحة الإسناد ،و رجالها : علي بن الجعد،و زهير بن معاوية، و كنانة مولى صفية ؛ و هؤلاء ثقات . انظر: ابن حجر: التقريب، ج 1ص: 398.و الذهبي: تذكرة الحفاظ، ج 20 ص: 342 .و العجلوني: معرفة الثقات ، ج 2 ص: 228 .

[18] علي بن الجعد : مسند ابن الجعد ، ج1 ص: 390 .

[19] أحمد بن حنبل : المسند ، ج 6 ص: 86 ، 149 . و أبو بكر الخلال : السنة ، ج 2 ص: 321 ، و 326 . و ابن ماجة : السنن ، ج 1 ص: 41 . و الألباني : الجامع الصغير ، المكتب الإسلامي ، بيروت، ج 1 ص: 1391 .
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 02-27-2013, 10:02 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

لكن إحقاقا للحق أقول : إن قلة قليلة من الصحابة المغمورين رُوي-أقول رُوي- أنهم شاركوا في التأليب على عثمان و قتله ، و هم : زيد بن صوحان، و حندب بن زهير، و عبد الله بن بديل بن ورقاء، و عبد الرحمن بن عديس ،و عمرو بن الحمق، الثلاثة الأولون اُختلف فيهم و لم تثبت صحبتهم[1] , و الاثنان الأخيران ثبتت صحبتهما ، فعبد الرحمن بن عديس رُوي أنه شهد بيعة الشجرة ، و كان على رأس وفد مصر ،و شارك في حصار عثمان .و عمرو بن الحمق يُروى أنه أسلم في حجة الوداع[2] ،و كان من بين الأربعة الذين تسوّروا على عثمان داره و شارك في قتله ، لكن هذا لم يثبت ، فقد عثرتُ على أربع روايات أشارت لذلك لم تصح أسانيدها ، فالأولى ذكرها ابن سعد ،و قال فيها أن عمرو بن الحمق كان من بين الذين أعانوا على قتل عثمان[3]، دون أن يذكر لها إسنادا .
و الثانية رواها ابن عبد البر، أشار فيها إلى أن عمرو بن الحمق كان من بين الأربعة الذين دخلوا على عثمان[4] ، دون أن يذكر لها إسنادا .و الثالثة رواها ابن سعد ، و فيها أن عمرو بن الحمق دخل الدار و طعن عثمان بعدة طعنات[5] . لكن إسنادها لا يصح ، لأن من رجاله : محمد بن عمر الواقدي، و هو معروف بأنه متروك ضعيف، كذاب يمارس التقية[6] . و الأخيرة أي الرابعة- رواها الطبري ،و فيها أن عمرو بن الحمق، كان من بين الذين دخلوا على عثمان ،و طعنه عدة طعنات[7] . و هي الأخرى إسنادها لا يصح ، لأن من رجاله محمد بن عمر ، و قد تقدم ذكر حاله .
و بذلك يتبين لنا أن الصحابة الذين من الراجح أنهم شاركوا في التأليب على عثمان هما اثنان مغموران ؛ شاركا في التحريض عليه و لم يقتلاه ، و هما ليسا من السابقين الأولي و لا يدخلان في الآية السابق ذكرها ، و موقفهما هذا إن صحّ- فهو استثناء يُؤكد ما قلناه عن عدم مشاركة الصحابة في قتل عثمان .
و أما عن سبب مشاركتهما في الثورة على عثمان ، فلعلهما اجتهدا فأخطآ ،و التبس عليهما الأمر ، بتأثير من دعايات و أكاذيب رؤوس الفتنة ، فاستزلهما الشيطان ، و صدق عليهم قوله تعالى : (( و فيكم سماعون لهم ))- سورة التوبة / 47 - ،و ربما يصدق عليهم قوله تعالى : (( منكم من يريد الدنيا ، و منكم من يريد الآخرة )) سورة آل عمران / 152 - و الله أعلم بالصواب .
و هنا يفرض علينا سؤال نفسه ، مفاده : بما أن الصحابة لم يُشاركوا في قتل عثمان ،و ما رضوا بقتله ، فلماذا لم يمنعوا الأشرار من قتله ؟ ؟ .

أولا إن أهم سبب حال دون الصحابة من منع الأشرار من قتلهم لعثمان-رضي الله عنه- ، أنه هو شخصيا-أي عثمان- منعهم من القتال عنه ،و قد كان معه 700 رجل من الصحابة و أبنائهم ،و قد طلبوا منه قتال الأشرار فلم يأذن لهم بقتالهم[8] ، لكي لا تُسفك الدماء بسببه ؛ لأنه كانت معه أحاديث نبوية- صحيحة- أوصاه فيها رسول الله عليه الصلاة و السلام- بالصبر و عدم عزل نفسه إذا طُلب منه ذلك ، فقال له في الحديث: (( إن الله لعله يُقمصك قميصا ، فإن أرادوك على خلعه ، فلا تخلعه )) ،و في حديث آخر ، أن رسول الله عهد إليه عهدا حثّه على التمسك به ، لذا عندما حاصروه أصر على موقفه و صبر على البلاء[9] . كما أنه ربما كان يأمل أن الأشرار سيرفعون عنه حصارهم دون قتال .
و ثانيا يبدو أن الصحابة الكرام كانوا يرون أن الأمر سينفرج و لا يطول ، و سيرفع الأشرار حصارهم عن عثمان بن عفان، و لا يصل بهم الأمر إلى ارتكاب جريمة قتل خليفة المسلمين .
و ثالثا إنه واضح من الروايات الصحيحة التي سبق ذكرها- أن عملية قتل عثمان تمت بالحيلة و المكر ، و ذلك أن مجموعة المجرمين الذين قتلوه تسوّروا عليه الدار ،و لم يأتوها من بابها ، في غفلة من الصحابة و من معهم- الذين كانوا يحرصونه ، فلم ينتبهوا للقتلة إلا بعد تنفيذ جريمتهم ، و إلا ما كانوا يتركونهم يدخلون عليه ليقتلوه .
و رابعا إن الأشرار كانت لهم شوكة في المدينة ،و هم في نحو 2000 أو أكثر ، مقابل أهل المدينة الذين ربما لم يكن فيهم العدد الكافي للتصدي لهؤلاء ، لأن أهلها كانوا في الحج و الثغور، الأمر الذي مكّن الثائرين من الإسراع في ارتكاب جريمتهم قبل أن تصل الإمدادات من الأقاليم لنجدة الخليفة[10] .
و أخيرا أقول : إن الخليفة الشهيد عثمان بن عفان قًتل مظلوما ،و كان قتله جريمة شنعاء، جرّت على الأمة و الويلات ، وفرّقتها شيعا و أحزابا ،و ما تزال آثارها قائمة إلى يومنا هذا ؛ و صدق من قال عن عثمان : (( هو أمير البررة، و قتيل الفجرة ،و مخذول من خذله ، منصور من نصره ))[11] .

[1] انظر: ابن عبد البر : الاستيعاب، ج 2ص: 555-556 .و ابن حجر: الإصابة ، ج 2 ص: 647 .و ابن عساكر: تاريخ دمشق، ج11 ص: 303-304 .و المِزي: تهذيب الكمال، ج 14 ص: 325 .و ابن حبان: مشاهير العلماء، ج 1 ص: 83.

[2] عنهما انظر : ابن عبد البر: نفس المصدر، ج 2 ص: 840.و ابن سعد : الطبقات الكبرى ، ج7 ص: 509 .و ابن عساكر: المصدر السابق، ج 35 ص: 109 . و المِزي: المصدر السابق ، ج 21 ص: 196 .

[3] الطبقات الكبرى، ج 6 ص: 25 .

[4] الاستيعاب، ج 3 ص: 1173 .

[5] الطبقات، ج 3 ص: 73-74 .

[6] سبق ذكر حاله .

[7] تاريخ الطبري، ج 2 ص: 177 .

[8] انظر المبحث الرابع ، و الخلال : السنة ، ج 2 ص: 338، 334 .

[9] الخلال،: السنة ، ج 2 ص: 326، 327 .

[10] ابن كثير: البداية ، ج7 ص: 197 .

[11] نفس المصدر، ج7 ص: 199 .
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 02-27-2013, 10:02 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

خامسا: مصير رؤوس الفتنة بعد قتلهم للشهيد عثمان :
التحق رؤوس الفتنة بعد قتلهم لعثمان- بجيش علي بن أبي طالب في خلافه مع أهل الشام ، فانتقم الله تعالى منهم ، بأن كان مصير معظمهم القتل ،و كثير منهم قُتل شر قتلة ، أذكر منهم 18 رأسا ، كعينات عن مصيرهم .

أولهم الأشتر النخعي ، دعت عليه عائشة أم المؤمنين ،و وصفته صفية أم المؤمنين بأنه كلب ،و قد اعترف لما قُتل عثمان- بأن هذه الأمة قتلت خير أهلها[1] أي عثمان- ،و الأمة التي قصدها هي أصحابه الأشرار .و عندما عينه علي واليا على مصر و أرسله إليها (سنة 37ه)، شرب في الطريق شربة عسل مسمومة فقتلته ، فقال فيه عمر بن العاص : (( إن لله جنودا من عسل ))[2]
و ثانيهم محمد بن أبي حذيفة ، كان شديدا على عثمان ، فأنكر جميله و طعن فيه ،و دعا إلى خلعه ، فلما قُتل أي عثمان- عينه علي واليا على مصر، فقتله شيعة عثمان بفلسطين سنة 36هجرية[3] . و ثالثهم محمد بن أبي بكر ، دعت عليه عائشة أم المؤمنين ،و سماه الحسن البصري بالفاسق ،و لما عيّنه علي واليا على مصر ، التقى به جيش لمعاوية فكسره و قتله ، ثم اُدخل في جوف حمار و اُحرق ، سنة 83 هجرية[4] .
و رابعهم حُكيم بن جبلة ، شارك في موقعة الجمل مع جيش علي- فقُطعت رجله ، ثم أُجهز عليه فمات ، سنة 36هجرية[5] . و خامسهم سودان بن حمران ، رُوي أن أحد غلمان عثمان قتله عندما دخل عليه يوم الدار[6] . و سادسهم كِنانة بن بشر ، قيل أنه قُتل يوم مقتل عثمان ،و قيل أنه قُتل مع محمد بن أبي بكر على يد جيش معاوية بن أبي سفيان سنة 36 هجرية[7] .
و سابعهم عمرو بن الحمق، قاتل مع علي بن أبي طالب في معاركه، و كاتب الحسين بالخروج إلى الكوفة ، فخانه و خذله ، ثم ندم و تاب ،و خرج مع المطالبين بدم الحسين ، و في سنة 50ه قتله الأمويون ،و قيل مات بسبب حية لدغته[8] . و ثامنهم عدي بن تميم دعت عليه عائشة أم المؤمنين ، و مات مقتولا على يد رجل دخل عليه داره[9] . و تاسعهم عمير بن ضابيء ، قتله الحجاج بن يوسف[10] . و عاشرهم عبد الله بن بديل الخزاعي ، دعت عليه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه- ،و قتل في معركة صفين سنة 35 هجرية[11] .
و الحادي عشر هو عبد الرحمن بن بديل الخزاعي أخ السابق- ، دعت عليه عائشة أم المؤمنين ، و قُتل مع أخيه في معركة الجمل ، و كانا في جيش علي بن أبي طالب[12] . و الثاني عشر هو عبد الرحمن بن عديس البلوي، وقع تحت قبضة جيش معاوية فسجنوه ، ثم تمكن من الفرار ، لكنه قُتل بجبل لبنان سنة 36 هجرية[13] .
و الثالث عشر هو زيد بن صوحان ، ندم على مشاركته في قتل عثمان ،و قال : (( غزونا القوم في ديارهم ،و قتلنا إمامهم ، فليتنا إذ ظلمنا صبرنا ،و لقد مضى عثمان على الطريق ))،و قُتل في معركة الجمل سنة 36ه ، و رُوي أن عائشة ترحّمت عليه ، ضمن الذين ترحّمت عليهم من قتلى المعركة[14] .
و الرابع عشر هو كميل بن زياد النخعي ، كان مغاليا في علي بن أبي طالب، قتله الحجاج بن يوسف (سنة 82ه )، عندما قدم إلى الكوفة و علِم أنه من قتلة عثمان [15] . و الخامس عشر هو شبث بن ربعي التميمي ، أصبح من رؤوس الخوارج الثائرين على علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- و كان من بين الذين أعانوا على قتل الحسين بن علي ، ثم فارق الخوارج و تاب عما كان عليه ،و تُوفي سنة 70 هجرية[16] .
و السادس عشر هو حرقوص بن زهير المعروف بذي الخويصرة ، خرج على علي بن أبي طالب ، و أصبح رأسا في الخوارج ،و قُتل معهم سنة 37 هجرية[17] .و السابع عشر هو جندب بن زهير الغامدي ، قُتل في معركة صفين سنة 37ه ، و كان في جيش علي بن أبي طالب[18] .
و آخرهم أي الثامن عشر- هو عبد الله بن سبأ المعروف أيضا بابن السوداء ، نشط بقوة في نشر ضلالاته و أباطيله بعد مقتل عثمان- بين شيعة علي ، مما جعل عليا يتصدى له و لطائفته ، فاحرق بعضهم و ردّ على ضلالاتهم ، إلا أنه اختلفت الروايات في مصير كبيرهم ابن السوداء ، فقيل أن عليا أحرقه مع أصحابه ،و قيل بل نفاه إلى مدائن كسرى جنوب بغداد -، فبقي بها إلى أن مات[19] . و ذكر شيخ الإسلام بن تيمية أن عليا أراد قتل ابن سبأ فكُلّم فيه ، فقال : لا يساكنني في بلد أنا فيه ، فنفاه إلى المدائن ، و تركه خوفا من الفتنة في جيشه من أن تغضب له بعض العشائر[20].

[1] الهيثمي: مجمع الزوائد ، ج 9 ص: 97 .و ابن الجعد : مسند ابن الجعد ، ج 1 ص: 390 .

[2] البخاري: التاريخ الكبير، ج 7 311 .و التاريخ الصغير، ج 1 ص: 95 .

[3] الذهبي: الخلفاء الراشدون ، ص: 365.و ابن حجر: الإصابة، ج 6 ص: 10-11 .

[4] الهيثمي: مجمع الزوائد، ج9 ص: 97.و الذهبي: المصدر السابق، ص: 364 .

[5] الذهبي: نفس المصدر، ص: 297 .

[6] مقتل الشهيد عثمان ، ص: 218 .

[7] نفس المصدر، ص: 219 .و ابن عساكر: تاريخ دمشق، ج50، ص: 257-258 .

[8] ابن سعد: الطبقات، ج6 ص: 25 .و المِزي: تهذيب الكمال ، ج 21 ص: 596 .

[9] البخاري: التاريخ الصغير، ج 1 ص: 95 .

[10] ابن كثير: البداية ، ج 9 ص: 9 .

[11] الهيثمي: مجمع الزوائد، ج9 ص: 97 .و ابن عبد البر: الاستيعاب، ج 3 ص: 872 .

[12] نفسه ، ج 9 ص: 97 .و نفسه ، ج 3 ص: 872 .

[13] ابن عساكر: المصدر السابق، ج 35 ص: 108 .

[14] معمر بن راشد : الجامع ، حققه حبيب الأعظمي، ط2 بيروت، المكتب الإسلامي،1403، ج 11ص: 289 . و ابن عيد البر: الاستيعاب، ج 2 ص: 556 .

[15] ابن حبان : المجروحين، ج 2 ص: 221 .و ابن سعد: الطبقات ج6 ص: 197 . و ابن حجر: الإصابة ، ج 5ص: 653 .

[16] الذهبي: الميزان ، ج 3 ص: 361 . و السيّر ، ج 4 ص: 150 .

[17] الطبري: التاريخ ، ج 2 ص: 544، ج3 ص: 122 .

[18] المِزي: المصدر السابق، ج 5 ص: 141-142 .

[19] ابن تيمية: الصارم المسلول، ج 3 ص: 1100-1101 .و أبو عبد الله الذهبي: صدق النبأ ، ص: 78، 79 .

[20] الصارم المسلول ، ج3 ص: 1101 .
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 02-27-2013, 10:03 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

و يبدو أن الرأي القائل بنفيه إلى المدائن هو الأرجح ، لأنه صحّ الخبر أن عليا كان يشتكي من عبد الله بن سبأ ،و يعترف بعجزه في قتله ، فكان يقول: (( من يعذرني من هذا الحميت ، الذي يكذب على الله و رسوله ، لو لا أن لا يزال يخرج عليّ عصابة تنعي عليّ دمه كما اُدعيت عليّ دماء أهل النهر أي معركة النهروان مع الخوارج- لجعلت منهم ركاما ))[1].
و لأنه أيضا أنه رُوي أن ابن سبأ كان ما يزال حيا عندما قُتل علي بن أبي طالب سنة40ه ، فقد سبق و أن ذكرنا أن الجاحظ روى أن جرير بن قيس ذهب إلى المدائن بعد مقتل علي- فوجد بها ابن سبأ ما يزال حيا ، و أخبره بموت علي ، فأنكر أن يموت[2] .

كما أن الطائفة السبئية استمرت في نشر ضلالاتها و تجميع نفسها بعد مقتل علي- ،و كان لها أتباع منذ القرن الأول الهجري و ما بعده [3] ، مما يشير إلى أنه كان لابن سبأ دور في ذلك التجميع و النشاط ،و هذا يعني أن عليا لم يقتله .
و بذلك يتبين- مما ذكرناه- أن معظم رؤوس الفتنة قُتلوا مباشرة بعد قتلهم للشهيد عثمان ، بين سنتي : 36-38ه ، فانتقم الله تعالى منهم ، فلم يمهلهم و لا أهملهم ،ولا تمتعوا بالدنيا التي كانوا يرجونها ، إلا قلة قليلة منهم تابت و رجعت عن غيها ، لكن ابن سبأ وأصحابه استمروا في نشر ضلالاتهم و أباطيلهم ، تنفيذا لخطة مرسومة سلفا .
سادسا: المكر و التخطيط ، الأسباب و الآثار :
يتبين للباحث في حوادث الثورة على عثمان و قتله ، أن رؤوس الفتنة ما كانوا يتحركون خبطة عشواء ،و إنما كانت لهم قياداتهم و خططهم و مكائدهم ، و أهدافهم المبيتة ، ففيما تمثل ذلك ؟ و ما هي مظاهره و آثاره ؟ .

أولا[4] إنهم استخدموا وسائل اتسمت بالمكر و الخداع ، و التزوير و التدليس ، فخدعوا العوام ،و استمالوا المغفلين و الطامعين و الحاسدين ، و هيجوا الجميع و حرّضوهم على الخليفة و ولاته . و كانوا في تحركاتهم يتنقلون بين الأمصار تنسيقا لخططهم و تنفيذا لها ، و عندما قرروا تنفيذ جريمتهم خرجوا في ثلاثة وفود من مصر و البصرة و الكوفة ، خرجوا كلهم في وقت واحد متظاهرين بالخروج إلى الحج و توجهوا كلهم إلى المدينة لا إلى مكة .
و عندما وصلوا إلى المدينة و استجاب لهم الخليفة كرّوا راجعين إلى أوطانهم ، لكنهم سرعان ما عادوا كلهم في وقت واحد إلى المدينة رغم اختلاف اتجاهاتهم لينفذوا جريمتهم ، متذرعين بحكاية الكتاب المزوّر ، الذي أثبتنا أنهم هم الذين زوّروه .
و يتضح للناظر في الثائرين على عثمان ، أنهم كانوا على ثلاثة أصناف ، أولها عوام مخدوعون ،و ثانيها رؤساء طماعون حسادون مخادعون ، و ثالثها منافقون زنادقة مكارون ،و العوام المخدوعون هيجهم ما كان يُروّجه الرؤساء و المنافقون من أكاذيب على الخليفة و ولاته .

و وجود السبئية -فكرا و طائفة -دليل قاطع على وجود المكر و التآمر و التخطيط الشيطاني لضرب الدين و الدولة ،و البلاد و العباد ، لأن ما رَوّجت له السبئية من ضلالات و أباطيل و كفريات ، هو أمر غريب كلية عن المجتمع الإسلامي ، و لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يقول مسلم صادق الإيمان بتلك الأفكار ، خاصة و أن ذلك العهد كان قريبا من نور النبوة ،و الصحابة الكرام ما زالوا على قيد الحياة ، لأن تلك الأفكار السبئية تتناقض مع الإسلام و التاريخ الصحيح جملة و تفصيلا ، فدل كل ذلك على وجود السبئية التي بثت بين أتباعها النفاق و الزندقة ،و الرفض و الغلو ،و الكفر و الإلحاد ، تنفيذا لخطة غاياتها مرسومة سلفا .


[1] انظر ؟ ثانيا من الفصل الأول .

[2] انظر ثانيا من الفصل الأول .

[3] سبق تناول هذا الموضوع في المبحث الثاني من الفصل الأول .

[4] ما نذكره في هذا المبحث لا نوثّقه لأنه مجرد استنتاجات من معطيات سبق ذكرها .
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 02-27-2013, 10:03 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

كما أنه يتبين للمتتبع لتحركات رؤوس الفتنة و أتباعهم ، أنهم كانوا مصرين على أفكارهم ،و لم ينفع معهم الترغيب و لا الترهيب ، فسيّرهم عثمان إلى الشام ، ثم أعادهم إلى بلدانهم ،و استجاب لمطالبهم عندما جاءوا إلى المدينة ، فعادوا إلى بلدانهم ثم كروا راجعين إليها بكتابهم المزوّر، و حاصروا عثمان ، فلم يهدأ لهم بال حتى قتلوه شهيدا ، فهذا الإصرار دليل على وجود رؤوس ماكرة منافقة ، تُخطط و تُوجه ،و تغير أساليبها حسب الظروف المحيط بها ، لتحقيق أهدافها الدنيئة المبيتة سلفا .
و نحن في إبرازنا لظاهرة الكيد و التآمر في الثورة على عثمان ، لا نبالغ في تضخيم ذلك و لا نلغيه ، لأنه من الخطأ تجاهله و تقزيمه ، و من الخطأ أيضا نفخه و تجعيده و تضخيمه ،و إنما مقصودنا إثبات أن الثورة على عثمان و فنله ، لم يكن عملا عشوائيا ،و إنما كان له رؤوس ماكرة متآمرة استغلت الظروف الاجتماعية و السياسية لصالحها، مستخدمة في ذلك مختلف الوسائل المًُتاحة لها .
و ظاهرة المكر و التآمر على المسلمين حقيقة تاريخية ثابتة ، منذ بداية الدعوة الإسلامية إلى يومنا هذا ، فقد سجل القرآن الكريم -في آيات كثيرة - تآمر المشركين و اليهود على المسلمين ، و في تاريخنا شواهد كثيرة تثبت ذلك بالأدلة القاطعة ، كحركة الردة ،و الزنادقة، و الزنج، و الرواندية ،و البابكية ،و الحروب الصليبية ،و الغزو المغولي،و الاستعمار الغربي و الشيوعي للعالم الإسلامي ،و ضياع فلسطين من يد المسلمين ، و الغزو الثقافي و الاقتصادي و الإعلامي الحديث ، كل ذلك يُثبت أن التآمر و الكيد للمسلمين هما حقيقتان ثابتتان ، لكنهما لم يهزما المسلمين عندما كانوا أقوياء ، و هزماهم عندما تركوا دينهم ، فضعفوا و تفرّقوا و تكالب عليهم اليهود و النصارى و الهندوس و غيرهم .
و ثانيا ربما يُقال : إن هذا البحث ركّز على رؤوس الفتنة و أعمالهم و مصيرهم ،و لم يتطرق لأسباب ثورة هؤلاء على الخليفة عثمان ، فربما كانت لهم أسباب و أعذار موضوعية في ثورتهم عليه. و أقول : هذا اعتراض منطقي صحيح ، لكنني أشير هنا إلى أنني تتبعت أعذار و مزاعم و مبررات هؤلاء في ثورتهم على عثمان- رضي الله عنه- ، فوجدتُ أنهم اتهموه بأنه خصّ أقاربه بالإمارة ،و ولى منهم من لا يصلح لها . و أنه كان عاجزا عن إدارة شؤون الدولة ، و لم يحقق العدل الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي بين رعيته . و هذه المزاعم و الاتهامات و الأعذار أفردتها بالبحث نقدا و تحقيقا و تمحيصا[1] ، فتبين لي بالأدلة القاطعة و الشواهد الصحيحة ، أنها مزاعمهم زائفة باطلة مفتعلة ، و أن عكسها هو الصحيح ، بمعنى أن أحوال البلاد و العباد كانت في حالة جيدة يسودها العدل و الإخاء . و تبيّن من جهة أخرى أن الأسباب الحقيقة في الثورة على عثمان و قتله تعود أساسا إلى نفوس رؤوس الفتنة المريضة، الذين بعضهم أعماهم الحسد و الطمع ،و آخرون كان دافعهم المكر و الكيد و التآمر على الإسلام و المسلمين[2] .
لكن ذلك لا يعني أن المجتمع كان خاليا تماما من المشاكل ، و إنما المقصود أن تلك المشاكل كانت عادية لا يكاد يخلو منها مجتمع ، و لا تصل بالناس إلى الطعن في الخليفة ،و الثورة عليه و قتله ، و نشر الأفكار الضالة ، كل ذلك ما كان ليحدث لو لا وجود رؤوس الفتنة الأشرار .
و ثالثا إن الثورة على عثمان-رضي الله عنه- كانت لها أثار خطيرة على الأمة و فكرها ، فأدت إلى قتل خليفة المسلمين ظلما و عدوانا ،و أدخلت الأمة في حروب و فِتن على امتداد العصر الإسلامي ، و ما تزال آثارها قائمة إلى يومنا هذا . كما أنها كانت سببا في إنهاء دولة الخلافة الراشدة ، فقسّمت الأمة سياسيا ، ثم قُتل علي بن أبي طالب بسببها ، فانهارت الخلافة الراشدة باستشهاده ، بعدما كانت قد تصدّعت بمقتل الخليفة عثمان بن عفان .
و تمثّل خطرها الفكري في نشرها للزندقة و الإلحاد و التطرّف و الغلو ، عن طريق الفكر السبئي الذي ساهم بقسط كبير في تحويل الخلاف السياسي إلى خلاف فكري عقائدي مذهبي ، مما أدى إلى انقسام الأمة إلى طوائف متناحرة ، من شيعة و خوارج و سنة .

و ختاما لهذا الفصل يتبين أن رؤوس الفتنة نجحوا في تأليب طائفة من المسلمين على عثمان و ولاته ،و جروهم إلى المدينة لحصاره و قتله ، مستخدمين في ذلك المكر و التآمر ، و التخطيط و التزوير ،و التدليس و تضخيم الهنات ، و الكذب على الصحابة ، انطلاقا من نواياهم الخبيثة و أهدافهم الشيطانية الدنيئة ، فكان مصير معظمهم أنهم لم يتمتعوا بالدنيا التي طلبوها ،و لم يعيشوا بعد الخليفة الشهيد إلا قليلا ،و قتلوا شر قتلة ، فكانت جريمتهم وبالا عليهم و على الأمة .

[1] انظر كتابنا : الثورة على سيدنا عثمان بن عفان، -دراسة في الأسباب الظاهرة و الخفية- ، ط1 الجزائر، دار البلاغ، 2003.

[2] للتوسع في ذلك انظر كتابنا : الثورة على سيدنا عثمان بن عفان .
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الثورة, الخليفة, الشهيد, الفتنة, رؤوس, على, عثمان, عفان


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع رؤوس الفتنة في الثورة على الخليفة الشهيد عثمان بن عفان
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
على درب زيد وعبدالله وجعفر ..مؤتة تقدم الشهيد تلو الشهيد Eng.Jordan الأردن اليوم 0 03-03-2016 11:27 AM
بين موقف عثمان بن عفان وموقف الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 07-20-2013 06:14 AM
تحميل كتاب سيرة ذي النورين عثمان بن عفان Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 12-30-2012 02:35 PM
وقفة مع عثمان بن عفان رضي الله عنه جاسم داود شذرات إسلامية 0 02-24-2012 12:28 AM
الفتوحات الإسلامية في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه احمد ادريس شذرات إسلامية 0 01-26-2012 01:50 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59