#1  
قديم 04-08-2013, 12:24 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي رسالة في صفاء القلوب ونقائها



بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد
الشيخ بدر بن محمد بن عبدالعزيز المحمود رحمه الله



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وخير البشر الغافرين، وأكثر الناس حلماً وإعراضاً عن الجاهلين. وأظهرهم صبراً على أذى السفهاء الغاشمين وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد :
فإنه لا يخفي على كل عاقل بصير مدرك للأمور حوله فشو وانتشار الشحناء والبغضاء بين المسلمين الذين سماهم الله إخوة، والإخوة يتحابون ويتوافقون ويأتلفون ولا يتباغضون أو يتهاجرون بأدنى مسبب وأتفه سبب فترى منه فشو العداوات واستطراد الفجوات عند أدنى الإساءات.
وترى انعدام واضمحلال جانب العفو عند وقوع الإساءة والحلم عن السفاهة والكظم قدر الاستطاعة وما ذاك إلا للجهالة ولكن الأكثر كان عما شُحن في القلب من قساوة، وما هو والله بصلابة، كما قد يخطأ البعض اعتقاده، وإنه مما يتحسر له المؤمن ألماً ويتفطر له الكبد كمداً وتدمى له القلوب حرقة وأسفاً حينما نجد أو نسمع مقالة بأن أخا الإسلام يهجر أخا زمالة بسبب اعتقادٍ أبعد في صوابه ، تجد الكثير من المسلمين اليوم من يهجر أخاه أياماً عديدة وأزمنة مديدة ، والله جل وعلا قد امتن على عباده بالمودة والإلفة والإخاء فقال تعالى: }وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا{ ([1])وقال تعالى: }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ{([2])والنبي rيقول: «المسلم أخو المسلم..»([3])، ولكن صدق الشاعر إذ يقول:
والجهل ذو عرض لا يستراد له




والحلم آونة في الناس معدوم([4])





وإن مما يمنع الكثير من الناس عن العفو والحلم وكف الغضب هو أنه يعتقد أن في سكوته ذلاً وإهانةً لنفسه، وأن ذلك يستبين ضعفه، وهذا كله من تسويل الشيطان الرجيم، فأقول مستعيناً بالرحمن الرحيم، اعلم أخي ****** أنك بعفوك ومغفرتك لزلل غيرك وكظم غيظك تزيد لنفسك الرفعة في دنياك وآخرتك، وتزيدها متانة وصلابة وقوة فإن الشديد ليس بالصرعة، لكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب.
وبلا ريب أخي ****** أن هذين الخلقين يحبهما الله ورسوله «إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله الحلم والأناة»([5]).
ألا تحب أخي أن يغفر الله ذنبك ويمحو خطأك }وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ{ ([6])أسأل الله أن يكون ذلك بلسان حالنا ومقالنا وتذكر أخي قوله تعالى واصفاً عباده المتقين }وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ{([7])وقوله تعالى: }وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ{([8])وغيرها من الآيات كثير.
وإني لأعفو عن ذنوبٍ كثيرةٍ




وفي دونها قطع ****** المواصل


وأحلم عن ذي الذنب حتى كأنني




جهلت الذي يأتي ولست بجاهل([9])





والكيس العاقل هو الفطن المتغافل، كما قال الشافعي ـ رحمه الله ـ : واعلم أخي ****** أن كل إنسان كائن من كان معرض للأذية من غيره إما بالفعل أو بالقول كائناً من كان، فإذا كان خير البشرية وسيد البرية قد أوذي بكلا الأمرين فكيف بمن دونه وقد قيل:
ولا ترج شيئاً خالصاً نفعه




فالغيث لا يخلو من الغثاء([10])





ومن المعلوم أن من حقوق الإخوة فيما بينهم مغفرة زلة الأخ، وقبول عذره، يقول ابن مفلح رحمه الله:
((ومما للمسلم على المسلم أن يستر عورته، ويغفر زلته، ويرحم عبرته، ويقيل عثرته، ويقبل معذرته..))([11]).
هذا مما للمسلم على المسلم فكيف مما للأخ على أخيه .
ويقول الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله: ((العفو من باب الندب وإن للإنسان أن يأخذ حقه إن رأى المصلحة في ذلك)).أ.هـ([12]).
المؤلف
شهر شعبان 1420هـ

فصل
العفو أعلى مراتب الأخلاق وأسماها
يخطئ كثير من الناس حينما لا يعد العفو وكف الأذى من مكارم الأخلاق وهو أسماها وأرقاها بل وأعلاها، فإن كل من تحلى بالعفو سمي و حسن خلقه ولا ريب ، وبهذا عرَّف كثير من السلف حسن الخلق، ومن ذلك قوله الحسن البصري رحمه الله : ((حسن الخلق الكرم والبذل والاحتمال))، وثبت عن ابن المبارك أنه قال:
((هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى))([13])، ويقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: ((حسن الخلق أن تحتمل ما يكون من الناس))([14])وقال بعض أهل العلم: ((حسن الخلق كظم الغيظ لله، وإظهار الطلاقة والبشر إلا لمبتدع أو ضال والعفو عن الزالّين إلا تأديباً...))، بل كفى بقوله عليه الصلاة والسلام قبل ذلك شاهداً «يا عقبة ألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟ تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك»([15])، وقد صرح به فقال عليه الصلاة والسلام «أبا هريرة عليك بحسن الخلق، قلت وما حسن الخلق؟ قال: تصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك»([16]).
فلهذا فإنه يجلو ويحلو للمُغضب أن يستحضر أجر حسن الخلق، وبذلك يسلو فيتذكر أنه أكثر ما يدخل الناس الجنة وأنه أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة، وأنه سبب القرب من الأنبياء والدنو منهم .
وقال تعالى : }ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ{([17])، روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال فيها: أي الصبر عند الغضب والعفو عن الإساءة، فإذا فعلو ذلك عصمهم الله وخضع لهم عدوهم([18]).
فصل
تحريم هجر المسلم
إن من علم بالوعيد الذي جاء في هجر المسلم والإعراض عنه وماجاء فيه من الوعيد والترهيب فيه هاب ذلك ورهب عن الوقوع فيه وابتعد وكان من رهبته على وجل فكيف يليق بمؤمن بالله واليوم الآخر أن يهجر أخاه أو يبغضه بسبب كلمة جرحه بها، أخذ الشيطان ينفخ بها في رأسه وقلبه حتى انفجرت فيه غلاً وحسداً وحقداً، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : «لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث..»([19])، ويقول عليه الصلاة والسلام: «فإن هجره فوق ثلاث فمات دخل النار»([20])، وقد روي في بعض الأخبار أنهما لا يجتمعان في الجنة أبداً والعياذ بالله.
و قال عليه الصلاة والسلم «لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخواناً..»([21]).
قال الإمام مالك رحمه الله (ولا أحسب التدابر إلا الإعراض عن المسلم يعرض عنه بوجهه ) أ. هـ.([22]).
ويقول ابن رجب رحمه الله معلقاً على هذا الحديث في كلام جميل بديع ( نهي المسلمين عن التباغض فيما بينهم في غير الله بل على أهواء نفوسهم، فإن المسلمين جعلهم الله إخوة، والإخوة يتحابون فيما بينهم ولا يتباغضون، وقد قال عليه الصلاة والسلام «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم» رواه مسلم، وقد حرم الله على المسلمين ما يوقع بينهم العداوة والبغضاء، كما قال تعالى: }إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ{([23])وامتن على عباده بالتآلف بين قلوبهم، كما قال تعالى: }وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا[24]{ولهذا المعنى حُرِّم المشي بالنميمة لما فيها من إيقاع العداوة والبغضاء ورخص في الكذب للإصلاح وبين الناس ) ([25]) أ.هـ.
فيا عجباً :
أيهجر مسلم فينا أخاه




سنيناً لا يمد له يمينا


أيهجره لأجل حطام دنيا




أيهجره على نُتف اللعينا





ويا أخي ****** أعلم أن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلبك فأطفأها بذكر الرحمن، والاستعاذة من الشيطان ولا تدع أخي للشيطان عليك سبيلاً،حتى لا تأخذك بأخيك الظنونا، فتزيد البغض هجراناً .

فصل
حسن الظن
وينبغي لك أخي ******، حمل ما كان من أخيك على أحسن المحامل، ولأجل ذلك نهى الشرع عن إساءة الظن وحذر منه، بل ونهى عن الأسباب الموصلة إليه، فنهى عن تناجي اثنين دون الثالث لكي لا يظن أن الكلام موجه إليه فيحزن، وقد قال عليه الصلاة والسلام: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث..»([26])، وقد قال الله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ{ ([27])، يقول إسحاق بن إبراهيم رحمه الله: (سالت أبا عبد الله، يعني الإمام أحمد عن الحديث الذي جاء «إذا بلغك عن أخيك شيء فاحمله على أحسنه حتى لا تجد له محملاً» ما يعني به؟ فقال أبو عبد الله: يقول تعذره، تقول لعله كذا، لعله كذا) ([28]) أ.هـ. وقال عليه الصلاة والسلام: «حسن الظن من حسن العبادة»([29])، ويقول ابن الجوزي رحمه الله: (متى خطر لك شيء على مسلم فينبغي أن تزيد في مراعاته وتدعوا له بالخير فإن ذلك يغيظ الشيطان ويدفعه عنك).أ.هـ.

فصل
في قبول الاعتذار
وعليك أخي ******، بقبول عُذر أخيك، إن قدم لك الاعتذار وتصديقه بما يقول، يروى عن عمر رضي الله عنه أنه قال:( لا تلُم أخاك على أن يكون العذر في مثله) ([30])، ويقول الحسن بن علي رضي الله عنهما فيما يُروى عنه:( لو أن رجلاً شتمني في أذني هذه واعتذر إليَّ في الأخرى لقبلت عذره) ([31]).
يقول الشاعر:
قيل لي قد أساء إليك فلان




وقعود الفتى على الضيم عار


قلت قد جاءنا فأحدث عذراً




ودية الذنب عندنا الاعتذار([32])





ويُروي أن أبا موسى هارون بن عبد الله قد جاء إلى رجل شتمه، لعله يعتذر إليه، فلم يخرج إليه وشق الباب في وجهه، فيال العجب من حلم هؤلاء وصفاء قلوبهم، فيا أخي:

اقبل معاذير من يأتيك معتذراً




إن بر عندك فيما قال أو فجرا


فقد أطاعك من يرضيك ظاهره




وقد عصاك من يعصيك مستتراً([33])





ويقول الأحنف بن قيس رحمه الله:( إن اعتذر إليك معتذر تلقه بالبِشْر) ([34])، ولقد جاءت بعض النصوص في التحذير والترهيب في عدم قبول العذر، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من اعتذر إليه أخوه فلم يقبل عذره كان عليه كصاحب مكس»([35]) والمكس: الضريبة والجباية التي تؤخذ بغير حق، وقال أبو الزبير وابن قانع: المكّاس: العشار.

فصل
في الحث على العفو والحلم عند الغير
وينبغي لكل غافر زلّة، وقابل معذرة، أن يحتسب الأجر عند الله تعالى، ويتذكر ما جاء في ذلك من الفضل العظيم، فمن ذلك قوله تعالى مبيناً صفات عباده المتقين }وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ{([36]) وكظم الغيظ: هو إخفاء الغيظ وعدم إظهاره، فيقال كظم غيظه: أي سكت عنه ولم يظهره قال في القاموس: كظم غيظه يكظمه: رده وحبسه... ويقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: أي إذا ثار بهم الغيظ كظموه بمعنى كتموه فلم يعملوه وعفو مع ذلك عمن أساء إليهم، ويقول سبحانه: }وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ{([37])ويقول سبحانه: }وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ{ ([38])وغيرها من الآيات كثير، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا زاده عزا، وما تواضع أحد لله، إلا رفعه الله»([39]) ، وقال عليه الصلاة والسلام لأشج بن قيس «إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله، الحلم والأناة»([40]) والحلم بالكسر قال في القاموس: الأناة والعقل. ومن المعلوم قصة سعد بن مالك رضي الله عنه، عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه «يطلع عليكم رجل من أهل الجنة، فطلع رجل من الأنصار، تنظف لحيته من وضوئه، وقد علق نعليه بيده الشمال، فلما كان من الغد، قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً، فطلع ذلك الرجل على مثل حالته الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، فقال للرجل: إني لاحيت أبي فأقسمت أني لا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن تؤيني إليك حتى تمضي فعلت، قال: نعم، قال أنس رضي الله عنه الراوي: فكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الثلاث ليالي، فلم يره يقوم الليل شيئاً غير أنه إذا تعارّ تقلب على فراشه، ذكر الله عز وجل وكبر حتى صلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً، فلما مضت الثلاث الليالي وكدت أن أحتقر عمله، قلت: يا عبد الله لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجرة ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات» يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرات، فأردت أن آوي إليك، فأنظر عملك، فأقتدي بك، فلم أرك، عملت كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو ما رأيت، فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشاً، ولا أحسد أحداً على خير أعطاه الله إياه) وفي رواية: «آخذ مضجعي وليس في قلبي غمر على أحد»([41])، والغمر هو الحقد، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل أي الناس أفضل؟ فقال: «كل مخموم القلب، صدوق اللسان» قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ فقال: «هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد»([42])، ومخموم: أي نظيف، وهو من خم يخم، ومن خم البيت إذا كنسه، كما قال السيوطي رحمه الله، ويقول عليه الصلاة والسلام: «ارحموا تُرحموا، واغفروا يُغفر لكم»([43])، وليعلم أن العفو لا يكون إلا بعد القدرة، فأما من أُسيء إليه وأُوذي وهو غير قادر على أخذ حقه فعفا عنه فهذا لا يسمى عفواً، إنما يسمى عجزاً لأنه بغير إرادته كما قال الشيخ العلامة بن باز رحمه الله عندما سئل عن ذلك، ويقول أيضا عليه الصلاة والسلام: «من كظم غيضاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره أي الحور شاء»([44])، فهل بعد هذا أخي ****** يأبى قلبك أن يزيل حقده وغله، وإني لأظن أن أخي بعد هذا يذهب بحقده أدراج الرياح، وهذا الظن بالمسلمين.

فصل
في حقيقة الدنيا
وكيف لعاقل أن يحمل على أخيه ما يحمل، من أجل دار زائلة، فانية، قبيحة، لا تساوي عند الله جناح بعوضة، واستحضر في نظرك دائماً خسة هذه الدار ودنائتها وحقارتها وانقطاعها، فهي دار زائلة مضمحلة، وينبغي في المقابل النظر في الآخرة في إقبالها ومجيئها ولابد، ودوافعها وبقائها، وشرف ما فيها، والتفاوت بينها وبين دار الكدر والهم والزوال }وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى{([45])، يقول بن القيم رحمه الله: إذا تم للعبد هذان النظران آثر ما يقتضي العقل إيثاره، وأخذ فيما يقتضي الزهد فيه، فكل أحدٍ مطبوع على ألا يترك النفع العاجل، واللذة الحاضرة إلى النفع الآجل واللذة الغائبة المنتظرة إلا إذا تبين له فضل الآجل وقويت رغبته في الأعلى الفاضل، ثم قال: واعلم أنه لا ينفك العبد من أحد القسمين، فإذا آثر الدنيا على الآخرة، فإن هذا إما من فساد في الإيمان، وإما من فساد في العقل، ولهذا نبذها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وراء ظهورهم، وصرفوا عنها قلوبهم، وطرحوها، ولم يألفوها، وهجروها، ولم يميلوا إليها، وعدوها سجناً لا جنة أ.هـ.([46]).
وأخيراً أخي تذكر قوله عليه الصلاة والسلام «مالي وللدنيا، إنما أنا كراكب، قال في ظل شجرة ثم راح وتركها»([47]) وقوله عليه الصلاة والسلام «ما الدنيا من الآخرة إلا كما يدخل أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر بما يرجع»([48]) فما هذه الدنيا التي حملت في قلبك من أجلها ما حملت، و فضلت الزائل على الدائم وقدمت الأدنى على الفاضل .

فصل
في هدي النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه والسلف الصالح وأقوالهم فيه
وتذكر أخي دائماً عفو نبينا وهو أسوتك وقدوتك محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم وسبيلهم في ذلك وفي سلوك سبيلهم الفوز والنجاة، فقد هجروا الدنيا بملذاتها وزخرفها ونعيمها، ولقد كانوا أشد الناس عفواً لعباد الله جل وعلا }وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا{ ([49])و}وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا{([50])فقد قال سبحانه }مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ{ ([51])ويقول سبحانه: }فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ{([52])وأولهم سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين إلى يوم الدين، الذي قال فيه سبحانه }وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ{ ([53])ولقد كان عليه الصلاة والسلام أشد الناس حلماً وأكثرهم عفواً وأسلمهم صدراً، وإليك يا أخي ****** بعضاً من أخلاقه ولسوف ترتوي بواحد منها، فمنها حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ فقال عليه السلام «لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على عبد ياليل بن كلالة، فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت، فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله تعالى، سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال، لتأمره بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال: يا محمد إن الله سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك فما شئت؟ إن شئت طبقت عليهم الأخشبين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أرجوا أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئا»([54]) فالله أكبر، يا له من خلق ما أعظمه، وحلم ما أعجبه، وعفو ما أوسعه، فانظر أخي ****** إلى نظرته عليه الصلاة والسلام الثاقبة الهادفة، وانظر إلى هوان الدنيا وخستها وتركه لها ولزينتها، فخذ بالعفو وأعرض عن الجاهلين يقول أبو العتاهية:
والنفس متى أتبعتها هواها




فاغرة نحو هواها فاها





وإليك أخي ****** موقف آخر من مواقفه عليه الصلاة والسلام يقول أنس رضي الله عنه: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذه بردائه جبذة شديدة فنظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أثرت بها حاشية ردائه من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مُر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله عليه الصلاة والسلام، فضحك ثم أمر له بعطاء([55])فما أعظمه من حلم وعفو وإحسان إلى فحش وقلة عرفان وهذا لا يستغرب منه عليه الصلاة والسلام، تقول عائشة رضي الله عنها : «وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه في شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم بها لله »([56])، ومن المعلوم قصته مع جاره اليهودي وموقفه مع أهل مكة يوم الفتح وغيرها كثير جداً، لكن هل من مقتد هل من ممتثل ؟ }لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا{([57])وهكذا كانت أخلاق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ففي الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحكي نبيا من الأنبياء، صلوات الله وسلامه عليهم، ضربه قومه، فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون»([58]).
فهؤلاء خير البشر وصفوتهم، قد أوذوا، وصبروا، وهم خير البشر، فكيف بمن دونهم، ولقد كان لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم من سلف هذا الأمة أروع الأمثال والمواقف التي بها يتجلى لك عِظمُ صبرهم، وشدةُ حلمهم وقوةُ اقتدائهم بنبيهم عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم، فهذا رجل يشتم ابن عباس رضي الله عنهما حبر هذه الأمة وترجمان القرآن، فصبر حتى قضى مقالته، ثم قال: يا عكرمة، أنظر هل للرجل حاجة فنقضيها ؟ فنكس الرجل رأسه واستحى، وأسمع رجل معاوية رضي الله عنه كلاماً شديداً، فقيل له لو عاقبته؟ فقال إني لأستحي أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي , ولسان حاله :
عفوت عمن لم يكن عن قتله




عفو ولم يشفع إليه بشافع


إلا العلو عن العقوبة بعدها




فقد ظفرت يداك بمستكين خاضع([59])





وسأل أبو ذر رضي الله عنه غلامه عندما رأى الشاة تيصيح ألماً فقال: من كسر رجل هذه الشاة ؟ فقال له الغلام أنا فعلته عمداً لأغيظك، فتضربني فتأثم، فقال لا أغيظن من حرضك علي غيظي فأعتقه، وشتم رجل عدي بن حاتم وهو ساكت، فلما فرغ من مقالته، قال: إن كان بقي عندك كلام فقل، قبل أن يأتي رجال الحي، لأنهم إن سمعوك تقول هذا في شيخهم لم يرضوا، ودخل عمر بن عبد العزيز المسجد ذات ليلة والمكان فيه ظلمة فمر برجل فعثر به فرفع رأسه وقال: أمجنون أنت؟ ، فقال عمر: لا، فهم به الحرس، فقال عمر: مه إنما سألني أمجنون أنت ؟ فقلت لا. ولقي رجل علي بن الحسين رضي الله عنه، فسبه فثار عليه العبيد، فقال: مهلاً ثم أقبل علي الرجل فقال: ما سُتر عنك من أمرنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحي الرجل فألقي عليه قميصه الذي كان عليه، وأمر له بألف درهم، فكان الرجل يقول بعد ذلك، أشهد أنك من أولاد رسول الله، وقال رجل لوهب بن منبه رحمه الله إن فلاناً شتمك، فقال وهب : وما وجد الشيطان بريداً غيرك، ويروى أن عمر رضي الله عنه قال كل الناس مني في حل([60]).
ويقول عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل رحمهما الله: قال أبي، وجه إلى الواثق أن اجعل المعتصم في حل، من ضربه إياي، فقلت: ما خرجت من داره حتى جعلته في حل وذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم «لا يقوم يوم القيامة إلا من عفافعفوت عنه، ويا أخي اعلم أن الإنسان لابد له من خطأ وزلل، وينبغي مقابلة ذلك بالعفو، و إلا ما كان هناك شيء اسمه عفو، يقول اليزيدي عندما أخطأ يعتذر للمأمون:
أنا المذنب الخطاءُ والعفو واسعُ




ولو لم يكن ذنب لما عرف العفو([61])





وكذلك على الإنسان أن لا يقف على أخيه عند كل زلة وخطأ في جانبه، وليقل كما قال أبو فراس:
لم أو آخذك بالجفاء لأني




واثق منك بالإخاء الصحيح


وجميل العدو غير جميل




وقبيح الصديق غير قبيح([62])





ويروى أن بعض السلف جاء إلى أخيه، فقال: غداً نتعاتب، فقال له لا، بل قل غداً نتغافر، وقد قيل:
ولست معاتباً خلاً لأني




رأيت العتب يسري بالعقول([63])





ويقول جعفر بن محمد، وكان والياً: لأن أندم على العفو أحب إلى من أن أندم على العقوبة، وإليك أخي ****** ما يروى عن عيسى عليه السلام، أنه قال: وتأمل لما قال، يقول : لا يحزنك قول الناس فيك، فإذا كان كاذباً كانت حسنة لم تعملها، وإن كان صادقاً كانت سيئة عجلت عقوبتها أ.ه ولا يكن أخي الغضب دائماً يعلوك، وتذكر أخي ما يروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: الغضب أوله جنون، وآخره ندم، ولا يقوم الغضب، بذل الاعتذار، وربما كان العطب في الغضب أ.ه ، وقيل للشعبي: بأي شيء يكون سريع الغضب، سريع الفيئة، ويكون بطيء الغضب بطيء الفيئة، فقال: لأن الغضب كالنار، فأسرعها اشتعالاً أسرعها خموداً، وإليك أخي ****** بعض أسبابه وطرق علاجه.

فصل
أسباب هيجان الغضب وطرق علاجه
اعلم رحمك الله، أن أسباب الغضب كثيرة منها العُجب فطالما كان المرء معجباً بنفسه فإنه لا يحب أن يمسه ما يقدح فيه، ولو كان لأدنى شيء، وبما أنه معجباً بنفسه فيكون مستصغراً لغيره فيصبح سريع الغضب قليل الحلم أو معدومه.
ومن أسبابه:
المزاح، والمقصود كثرته على غير اللائق، فكم من مزاح في بداية أمره انقلب إلى ضده في آخره، يقول أبو العتاهية.
ويارب جد جره المزاح([64])




...........................................





ومنه المماراة والمضاهاة، والغدر، والسب، والغش، والخيانة، وغيرها.
وأما علاجها :
فباختصار سأذكرها كما ذكرها ابن الجوزي رحمه الله يقول: فمنها أن يتفكر الأخبار الواردة في فضل كظم الغيظ، والعفو والحلم، والاحتمال كما جاء عند البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجل استأذن علي عمر رضي الله عنه: فأذن له فقال له: يا ابن الخطاب والله ما تعطينا الجزاء ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر رضي الله عنه حتى هم أن يوقع به فقال الحر بن قيس: يا أمير المؤمنين إن الله قال لنبيه: }خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ{([65])وإن هذا من الجاهلين، فو الله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه وكان وقافاً عند كتاب الله عز وجل.
والثاني: أن يخوف نفسه عقاب الله تعالى، وهو أن يقول: قدرة الله علي أعظم من قدرتي على هذا الرجل، فلو أمضيت فيه غضبي، لم آمن أن يمضي الله عز وجل غضبه على يوم القيامة، فأنا أحوج ما أكون إلى العفو، فارحم ترحم، واغفر يغفر لك .
والثالث: أن يتفكر في قبح صورته عند الغضب وأنه يشبه الكلب الضاري، والسبع العادي، وأنه يكون مجانباً لأخلاق الأنبياء والعلماء في عاداتهم لتميل نفسه إلى الإقتداء بهم ينبغي للمؤمن أن يكظم غيظه، فعند ذلك يعظمه الله تعالى، وما له وللناس، أفلا يحب أن يكون هو القائم يوم القيامة، إذا نودي ليتم من وقع أجره على الله، فلا يقوم إلا من عفا، فهذا وأمثاله ينبغي أن يمرره على قلبه.
وأخيراً يعلم أن غضبه إنما من شيء جرى على وفق مراد الله، لا على وفق مراده، فيكيف يقدم مراده على مراد الله تعالى، هذا ما يتعلق بالقلب، وأما العمل، فينبغي السكون، والتعوذ بالله، وتغيير الحال فإذا كان واقفا جلس، وإن كان جالسا اضطجع، وقد أُمرنا بالوضوء عند الغضب، لأن الغضب من الشيطان وهو من نار، وإنما تُطفأ النار بالماء كما في الحديث، وأما الجلوس والاضطجاع فيمكن والله أعلم أن يكون، إنما أُمر به ليقرب من الأرض التي خُلق منها ويتذكر أنها أصله فيذل، ويمكن أن يكون لتواضع لذله لأن الغضب ينشأ من الكبر. أ.هـ بتصرف قليل وإنما الكلام المذكور كله على الغضب الذي سببه الدنيا لا الدين، وكذلك الهجرة وغيره مما ذكر، وأيضاً لا يعني ما ذكرناه من فضل العفو وما جاء فيه، وما ينبغي أن يكون عليه حال الغضب لا يعني أن يسب المسلم ويمتهن لأنه يعفوا ويحلم، لا، هذا أمر يرده الشرع والعقل، ومن المعلوم أن الإنسان يأثم بسبه لأخيه واعتدائه عليه، كما قال عليه الصلاة والسلام، «إيذاء المسلم فسوق وقتاله كفر»([66]) ويقول عليه الصلاة والسلام «أتدرون من المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال عليه الصلاة والسلام «المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم، فطرحت عليه ثم طرح في النار»([67])، وقد ذكرنا أن العفو من باب الندب، ولقد جاءت الآيات والأحاديث بجواز أخذ الحق، وهذا معلوم، بل روي عنه عليه الصلاة والسلام أَمرُ بعض أزواجه بسب الأخرى عندما سبتها، كما عند البزار، والآيات والأحاديث تفسر بعضها بعضاً، وأخيراً ما هذه الكلمات المذكورة إلا كلمات قد قلتها، ومن قلبي أخرجتها إلى إخواني وجهتها، وعند ربي احتسبتها، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.



الفهرس
مقدمة5
تمهيد6
فصل: العفو أعلى مراتب الأخلاق وأسماها9
فصل: تحريم هجر المسلم11
فصل: حسن الظن. 14
فصل: في قبول الاعتذار16
فصل: في الحث على العفو والحلم عند الغير. 18
فصل: في حقيقة الدنيا22
فصل: في هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والسلف الصالح وأقوالهم فيه24
فصل: أسباب هيجان الغضب وطرق علاجه30
الفهرس. 33


([1]) سورة آل عمران الآية رقم (103) .

([2]) سورة الحجرات الآية رقم (10) .

([3]) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب الجمعة باب الطيب للجمعة برقم (2442)(6/227) ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب باب تحريم ظلم المسلم وخذله واحتقاره وذمه وعرضه وماله برقم (6706)(8/10).

([4]) هذا البيت لعلقمة بن عبدة الفحل؛ انظر: ديوانه (1/8)، وخزانة الأدب (11/317) ، والمفضليات (401) البيت رقم (36).

([5]) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان باب الأمر بالإيمان بالله ورسوله وشرائع الدين والدعاء إليه برقم(126)(1/36).

([6])سورة النور الآية رقم (22) .

([7])سورة آل عمران الآية رقم (134).

([8])سورة الشورى الآية رقم (43) .

([9])الآداب الشرعية (1/ 311)، وغذاء الألباب شرح منظومة الآداب (1/ 205).

([10])الآداب الشرعية (1/ 311).

([11]) الآداب الشرعية (1/305).

([12]) من فوائده وتعليقاته على رياض الصالحين مشافهة.

([13]) أخرجه الترمذي كتاب البر والصلة باب ماجاء في حسن الخلق (4/363) برقم (2005) عنه رحمه الله بسند حسن.

([14]) أخرجه البيهقي في الشعب (8081) والألباني في الترغيب (1218).

([15]) أخرجه أحمد (17467) و (1789) ، والحاكم 4/161 ، والبغوي (3443) والطبراني الكبير من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه ، والحديث جاء عند أحمد بإسنادين أحدهما جيد ، وقال الهيثمي في الزوائد 8/188: أحد إسنادي رجال أحمد ثقات ، ومراده طريق ابن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن عن فروة عن مجاهد عن عقبة رضي الله عنه ، وجاءت للحديث شواهد تعضده أيضا من حديث على ومن حديث عباده وكعب بن عجزه وغيرهم.

([16]) أخرجه البيهقي في الشعب وفيه انقطاع بين الحسن وأبي هريرة رضي الله عنه ، قال العراقي في الإحياء 2/1758 : أنه من رواية الحسن عن أبي هريرة ولم يسمع منه . أ.هـ والحديث السابق يشهد له فهو حسن.

([17]) سورة المؤمنون الآية رقم (96) .

([18]) أخرجه البخاري معلقاً (4441) ووصله الطبري في تفسيره 11/30544، والبيهقي في الكبرى (كتاب النكاح) 7/45 وأورده في الدرر المنثور 7/327، وذكره البغوي في تفسيره 4/102 ، وذكره علي بن أبي طلحه في صحيفته (439) ، والصواب أنه مرسل لأن على ابن أبي طلحه لم يسمع من ابن عباس ولم يدركه ، قال دحيم : لم يسمع التفسير من ابن عباس . وقال ابن حبان في الثقات: روى عن ابن عباس ولم يره انتهى.. وفيه كلام يسير لا يضر ، وقال بعض أهل العم أخذه عن طريق الوجادة ولكن الأثر فيه علل أخرى:
أ- أن في سنده عبد الله بن صالح الجهني كاتب الليث ، قال فيه الإمام أحمد : كان أول أمره متمسكاً ثم فسد في آخره ، وليس هو بشيء ، وكان يذمه ويكرهه ، وقال النسائي فيه : ليس بثقة . وقال الحاكم أبو أحمد : ذاهب الحديث ، وقال بن حبان : منكر جداً ، يروي عن الأثبات ما ليس من حديث الثقاب ، قال الحافظ في التقريب 2/3399 : صدوق كثير الغلط ، ثبت في كتابه ، وكانت فيه غفلة.
ب- وفيه أيضا معاوية بن صالح الحضرمي قال في التقريب 1/6786 : صدوق له أوهام.

([19]) متفق عليه.أخرجه البخاري في كتاب الاستئذان باب السلام للمعرفة وغير المعرفة برقم (5883)(5/2302) وأخرجه مسلم في كتاب البر والصلة باب تحريم الهجر فوق ثلاث بلا عذر شرعي برقم (2560)(4/1984) .

([20]) أخرجه أبو داود (4914) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بإسناد صحيح ، رجاله كلهم ثقات ، قال المنذري في الترغيب 3/4006 رواه أبو داوود والنسائي بإسناد على شرط البخاري ومسلم ، وقال العراقي في الإحياء 1/2086 رواه أبو داوود بإسناد صحيح.

([21]) أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب باب تحريم الظن والتجسس والتنافس والتناجش ونحوها برقم (2563)(4/1985) وأخرج نحوه البخاري بزيادة ونقص.

([22]) الموطأ 2/326.

([23])سورة المائدة الآية رقم (91).

[24] سورة آل عمران الآية رقم (103)


([25]) جامع العوم والحكم ص329

([26]) متفق عليه.أخرجه البخاري في كتاب الآداب باب ماينهى عن التحاسد والتدابر برقم (5717)(5/2253) ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب باب تحريم الظن والتجسس والتنافس والتناجش ونحوها برقم (2563)(4/1985) .

([27])سورة الحجرات الآية رقم (12) .

([28])الآداب الشرعية والمنح المرعية (1/318) .

([29]) أخرجه الإمام أحمد (7615) ، (7693) / (8962) ، (9969) ، وأبو داود (4316) والترمذي (3533) وحسنه ، وابن حيان (631) والحاكم 5/7678 وصححه علي شرط مسلم ووافقه الذهبي وفيه سمرة بن نهار ليس من رجال مسلم ثم رواه أيضاً 5/7731 وصححه وتعقبه الذهبي بضعف صدقة بن موسى وأخرجه أيضا القضاعي في مسند الشهاب (973) وعبد الحميد في مسنده (1425) ، وإسناده حسن إن شاء الله تعالى ، وقد أعل بمهنأ بن عبد الحميد وتجهيل أبو حاتم له ومهنأ هذا قد وثقه أبو داوود وابن حبان وقال فيه الذهبي ثقة ، وكذا قال الحافظ في التقريب ، وقد توبع أيضاً ، فقد تابعه عليه عفان بن مسلم ، وبهز بن أسد ، وعبد الرحمن بن مهدي وغيرهم ، كما عند أحمد وغيره .وفي سنده سمير بن نهار ويقال شتير بن نهار ذكره ابن حبان في الثقات2/1675 ، وذكره البخاري في الكبير 4/201 ، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 2/234 ، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا ، وقال فيه أبو نضره : كان من أوائل من قص في هذا المسجد ، وقال الحافظ في التقريب 1/645 : صدوق من الثالثة ، وقال الذهبي في الميزان 2/234: نكره . وقد روى عنه محمد بن واسع وأبو نضره وهما ثقتان فيكون ذلك توثيقا أيضا منهما وأبو نضره من أهل بلده ، فقد قال فيه كما تقدم : كان من أوائل من قص في هذا المسجد ، فيكون تذكية له وهو أعلم به من غيره ، وقد حسن حديثه البوصيري وكذلك الترمذي وصحح حديثه الحاكم ووافقه الذهبي ، وقد رمز له السيوطي له الصحة ، فيكون حديثه حسن ، وقد ذكر في الكنز 3/848 شاهداً له من حديث أنس أخرجه بن عدي في الكمال والخطيب في تاريخ بغداد.

([30])الآداب الشرعية والمنح المرعية (1/319).

([31])نفس المرجع السابق.

([32])الآداب الشرعية (1/ 319).

([33])الآداب الشرعية (1/ 319).

([34])نفس المرجع السابق.

([35]) أخرجه أبو داود في المراسيل (521) وابن ماجة (3718) ، وابن حبان في روضة العقلاء (183) وأبو نعيم في معرفة الصحابة جـ (ق 140/أ) والطبراني في الكبير 2/275 ، 2756 والبغوي في معجم الصحابة ق 39 / ب ، وفي سنده غبن جريح وهو مدلس ، وقد عنعنه وفيه أيضا جوذان وهو مختل في صحبته ، ورجح جمع من أهل العلم وهو الأقرب أنه لا صحبة له ، قال أبو حاتم : ليست له صحبة وهو مجهول ، وقد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين ، ولكنه أيضا ذكره في كتاب الصحابة ورجح أبو داوود إرساله فرواه في المراسيل وقال البوصيري في الزوائد 7/209 : رجاله ثقات إلا أنه مرسل..) وقد جاءت للحديث شواهد تعضده وتقويه ، فقد جاء له شاهد عند الطبراني في الأوسط 8/8644 ، من حديث جابر وفيه إبراهيم بن أعين وهو ضعيف ، وقد رواه أيضا من حديث جابر بلفظ : من تتصل إليه فلم يقبل لم يرد على الحوض) وفيه علي بن قتيبة وهو ضعيف من حديث جابر ، وجاء له شاهد من حديث أبي هريرة عند الحاكم 4/154 بلفظ «من أتاه أخوه متنصلا فليقبل ذلك محقا أو مبطلا ، فإن لم يفعل لم يرد على الحوض». وفي سنده سويد أبو حاتم وهو ضعيف ، وقد قال البوصيري في الزوائد 7/7209: ... وقد روي هذا الحديث عن جماعة من الصحابة منهم جودان عند أبي داوود وابن ماجة رواه الطبراني والحاكم وصححه من حديث أبي هريرة ، ورواه الطبراني وغيره من حديث عائشة وابن عباس) ، قلت وقد عزى في الكنز 3/7031 ، حديث عائشة لأبو الشيخ وذكر له شاهد من حديث علي عزاه لأبي نعيم ، فالحديث حسن بشواهده.

([36]) سورة آل عمران الآية رقم (134) .

([37]) سورة الشورى الآية رقم (37) .

([38])سورة الشورى الآية رقم (43) .

([39]) رواه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب باب استحباب العفو والتواضع برقم (2588)(4/2001).

([40]) تقدم.

([41]) أخرجه أحمد (12703) والنسائي في اليوم والليلة (869) ، والبغوي في السنة 13/112-114، والبيهقي في الشعب (6607) والأصبهاني في الترغيب (2247) والبزار وغيرهم، والحديث إسناده صحيح على شرط الشيخين كما عند أحمد والنسائي من طريق معمر عن الزهري عن أنس رضي الله عنه، قال الهثيمي في المجمع 8/78، رواه أحمد والبزار بنحوه ورجال أحمد رجال الصحيح ، وكذلك أحد إسنادي البزار، إلا أن السياق لابن لهيعة).

([42]) أخرجه البيهقي في الشعب (4216) وابن ماجة (4216) والخرائطي في مساؤى الأخلاق (772) وغيرهم وإسناده جيد وقد صححه البوصيري في الزوائد.

([43]) أخرجه أحمد (6549)، والحميدي في المنتخب (320) والبخاري في الأدب المفرد (380) وإسناده جيد رجاله رجال الصحيح غير حبان بن زيد ولا بأس به، وفي سند البخاري ضعف ، فيغنى عنه سند الإمام أحمد والحميدي.

([44]) أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي (209) وابن ماجة (4186) والبيهقي في الشعب (6149) وسنده جيد من طريق عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ عن أبيه.

([45]) سورة الأعلى الآية رقم (17)

([46]) الفوائد ص 141.

([47]) أخرجه أحمد (3525) ، (2608) وأبو يعلى (5207) والترمذي (2483) وابن ماجة (4109) والحاكم 4/7929 وابن أبي عاصم في الزهد 181 ، ووكيع في الزهد (3525) من حديث ابن مسعود وإسناده حسن من طريق وكيع عن المسعودي وقد سمع منه وكيع قبل الاختلاط ، كما قال الإمام أحمد رحمه الله : سماع وكيع من المسعودي قديم ، وأبو نعيم أيضا . وهذا الطريق عند بعضهم دون بعض ، كما عند وكيع في الزهد وعند أحمد وأبو يعلي في إحدى الروايتين ، وقد جاء أيضا للحديث شاهد من حديث أبن عباس كما عند بن حبان والحاكم 4/7928 ، وابن أبي عاصم في الزهد 183 ، فهو حديث صحيح ، وقد أخرجه أيضا البيهقي في السن 3/391 ، والشعب 10415 ، وأبو الشيخ في الأمثال 297 وغيرهم).

([48]) أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة برقم (2858) (4/2193) وغيره، وقد وهم محقق كتاب الفوائد محمد الخشت ، فلم يعزه لمسلم وقد رواه ، وهذا ليس من صنيع أهل الحديث كما هو معروف.

([49])سورة النساء الآية رقم (122).

([50])سورة النساء الآية رقم (87).

([51])سورة الفتح الآية رقم (29).

([52])سورة المائدة الآية رقم (54).

([53])سورة القلم الآية رقم (4).

([54]) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب بدء الخلق باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه برقم (3059)(3/1180) وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير باب ما لقي النبي صلى الله عليه و سلم من أذى المشركين والمنافقين برقم (1795) (3/1420).

([55]) متفق عليه أخرجه البخاري كتاب الخمس باب ما كان للنبي صلى الله عليه و سلم يعطي المؤلفة قلوبهم وغيرهم من الخمس ونحوه برقم(2980)(3/1148) وأخرجه مسلم في كتاب الزكاة باب إعطاء من يسأل بفحش وغلظة برقم (1057)(2/730) .

([56]) متفق عليه أخرجه البخاري كتاب الآداب باب قول النبي صلى الله عليه و سلم ( يسروا ولا تعسروا ) برقم (5775)(5/2269) وأخرجه مسلم في كتاب الفضائل باب مباعدته صلى الله عليه و سلم للآثام واختياره من المباح أسهله وانتقامه لله عند انتهاك حرماته برقم (2327)(4/1813) .

([57])سورة الأحزاب الآية رقم (21) .

([58]) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء باب }أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم { برقم (3290)(3/1282) وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد والسير باب غزوة أحد برقم (1792)(3/1417) .

([59])الآداب الشرعية (1/ 372).

([60]) هذا الأثر فيه ضعف ، كما قال ذلك بن مفلح لأنه من رواية مجالد عن الشعبي.

([61])الآداب الشرعية (1/ 372).

([62])الآداب الشرعية (1/ 311).

([63])الآداب الشرعية (1/ 322).

([64])الأغاني (4/ 40).

([65])سورة الأعراف الآية رقم (199).

([66]) متفق عليه أخرجه البخاري في كتاب الإيمان باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لايشعر برقم(48)(1/27) ومسلم في كتاب الإيمان باب بيان قول النبي صلى الله عليه و سلم سباب المسلم فسوق وقتاله كفر برقم (64) (1/81)

([67]) رواه مسلم في صحيحه كتاب البر والصلة باب تحريم الظلم برقم (2581) (4/1994)
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-11-2013, 03:56 PM
ام زهرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: العراق
المشاركات: 6,886
افتراضي

جعلكم ا لله نبراسا لا ينطفي نوره
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
القلوب, رسالة, شفاء, ونقائها


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع رسالة في صفاء القلوب ونقائها
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صفاء الروح زهير شيخ تراب الشاعر زهير شيخ تراب 0 12-14-2015 02:52 PM
شفاء لما في الصدور صابرة شذرات إسلامية 1 06-11-2015 04:10 AM
ماء الكمأة شفاء للعين Eng.Jordan رواق الثقافة 0 11-18-2012 11:08 PM
حكاية شفاء... صباح الورد الملتقى العام 4 09-16-2012 08:28 AM
الطريق إلى شفاء القلوب جاسم داود شذرات إسلامية 1 06-16-2012 03:07 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:17 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59