#1  
قديم 01-11-2012, 02:53 PM
الصورة الرمزية جاسم داود
جاسم داود غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: سوريا
المشاركات: 1,456
سؤال غثائية واقع


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

غثائية واقع


سيل يجرف غثاء، مثالٌ لا أبلغ منه في تصوير واقع المسلمين اليوم.
ليس لهم حضور ولا شهود, كثرة عددية ولكن لا مهابة، غثائية في سذاجة التفكير، وضعف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقلة المعرفة بالأعداء، وقلة الاستعداد.. هذا بشكل عام، رغم وجود الخيرية في كثيرٍ من الأفراد والهيئات والجماعات.


أسباب كثيرة لهذه الغثائية، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أشار إلى السبب الأول والسبب الأهم لهذا المرض الذي يصيب الأمة رغم الكثرة العددية التي لا تجدي شيئًا ولا تنفع شيئًا؛ إنه الوهن وسببه: حب الدنيا وكراهية الموت.


هل معنى هذا أن لا يباشر المسلم الدنيا، ويملك المال والقوة لإقامة الدين وإقامة العدل، مع أن هذا مطلوب شرعًا، أم التحذير هو في الحرص على الحياة -أي حياة- ولو كانت حياة الذل والخنوع، وتفضيل هذا العيش الذليل والرضا به خوفًا من الموت والتعرض للمخاطر؟!


ولا شك أن هذا هو المقصود بالتحذير، وقد جاء في الحديث أن "الغنى غنى النفس". إذن، فالفقر هو فقر القلب عندما يذله الحرص.
المذموم في حب الدنيا هو الجشع والاكتناز، والترف، وحب المظاهر والعلو في البنيان، والتلذذ بالمطاعم والملابس "تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار".
وجاء في الحديث الطويل في صحيح مسلم عند ذكر أهل النار، فذكر منهم "الضعيف الذي لا زَبْر لهالذين هم فيكم تبعًا لا يبغون أهلاً ولا مالاً".
فهذا الصنف من البشر قانعٌ بسكوته، ذليل ومسبوق وتابع، وفارٌّ من المسئولية.
ونحن نرى في كل يومٍ أمثال هذه الشخصية التي لا تحمل همًّا ولا هدفًا، يتعب في الدنيا وليس له همٌّ في الآخرة.
إن كراهية الموت شيء طبيعي، والإنسان يحب البقاء، ولكنه لو بقي فسيكون أمامه مطالب أخرى لا تنتهي، فلا بد في النهاية أن يكون له هدفٌ في النهاية يسعى له، هدف سامٍ يحيا من أجله ويموت من أجله.

الناس في هذه الحياة يتنافسون، الكافر والمسلم . ولكنَّ الرابح هو الذي يبيع نفسه لله، ويحرِّرها من الموبقات والمهلكات.

طريق واحد للتغلب على كراهية الموت، هو نبذ التشبث بالحياة, والتعلق بها، والكفّ عن النظر إليها كما لو أنها باقية مخلدة، وأنها شيء ثمين يجب أن تمتلكه.

وطريق واحد لإبعاد الخوف من الموت هو التفكير في الحياة الكريمة، حياة العمل الجاد لإحياء الأمة وتحرير النفس من شهوة تكديس الأشياء؛ فالحياة العزيزة لا تكون إلا لمن أكرم نفسه وأعزها، والموت أحب إليه من أن يعيش مهيمنًا آلاف السنين.



دمتم برعاية الرحمن وحفظه

المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
غثائية, واقع


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع غثائية واقع
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
واقع القدس عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 1 08-22-2015 07:11 AM
غثائية واقع .. عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 04-19-2015 07:01 AM
واقع المسلمين اليوم عبدالناصر محمود الملتقى العام 0 01-18-2015 02:33 PM
واقع البطالة في الجزائر Eng.Jordan بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 06-25-2013 10:42 AM
واقع عفن!!! صباح الورد الملتقى العام 0 10-23-2012 09:17 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:39 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59