"وولف أزاح الستار عن "ترامب

"ترامب , "وولف , لزاد , الستار

"وولف" أزاح الستار عن "ترامب": خادم كبير لإسرائيل وكل من حوله يعلم أنه لا يصلح للحكم

2018-1-5 | خدمة العصراعتمد الصحافي مايكل وولف في كتابه الذي أثار ضجة عارمة: "النار والغضب داخل بيت ترامب الأبيض" على أكثر من 200 مقابلة مع مقربين حاليَين ومقربين سابقين من ترامب وموظفين في البيت الأبيض وغيرهم، على مدى 18 شهرا، وتحدث عن الكثير من الأمور الحساسة والخطيرة التي تحرج ترامب وإدارته، ومنها شهادات من مستشاره السابق، ستيف بانون. وإن كان بعض المعلقين يرى أن "وولف" يُعرف بعدم دقته ومصداقيته في رواياته الصحفية.
وكان قد اكتسب شهرة بالغة مع نشره في العام 2008 كتاباً عن حياة ملياردير الإعلام روبرت مردوخ، والتي دفعت الأخير للعمل على العديد من الثغرات. وأشارت مجلة "نيويورك"، التي كانت أول من نشر مقتطفات من الكتاب، إلى أن "وولف" استغل قلة تجربة إدارة ترامب ليحصل على كمية كبيرة من المعلومات، إذ "لم توضع أمامه أي قيود"، حسب المجلة.
وأوردت صحيفة "ديلي مايل" أن "وولف" كان ينزل في فندق "هاي آدامس" المواجه للبيت الأبيض، ويحدد المواعيد مع موظفيه حالياً وسابقاً، واستطاع الحصول على ساعات طويلة من التسجيلات، عمل عليها ببراعة مستغلاً مهاراته المعروف بها في التقاط الأخبار وأدق التفاصيل، كما نقلت "بي بي سي".
ووفقا لتقرير "نيويوركر"، يعتمد الكتاب بشكل أساس على تسريبات بانون، كما يستلهم عنوانه "النار والغضب" من تعليق الأخير على اجتماع في "ترامب تاور" بين ترامب وكوشنير ومجموعة من الأشخاص المرتبطين بروسيا، من دون أن إبلاغ جهاز "أف بي آي" بالاجتماع.
ونشرت مقاطع من الكتاب ما استدعى رد فعل غاضب من البيت الأبيض، ومما جاء في الكتاب الذي يتحدث عن ترامب وراء الستار، أن الرئيس الأمريكي يتصرف دون العودة إلى مساعديه، وقد صُدموا عندما فصل رئيس مكتب التحقيقات الفدرالية. وهم مرعوبون أن يتصرف هكذا مع شمال كوريا إذا قرر بعقله المحدود أن يلقي قنبلة عليها.
كما إن الكتاب لا يؤكد ما يعلمه الجميع، وفقط، وهو أن ترامب لا يصلح للحكم، ولا أن كل من حوله يعلم هذا، بل إن معظم من حوله يعجزون عن السيطرة على تصرفاته. يستخدمون لفظ Idiot لوصفه أي "الأبله" أو الأحمق.
لكن ما السبب في أن من حول ما زالوا معه؟ يقول الكاتب إن ابنة ترامب "إيفانكا" تخطط لدخول البيت الأبيض كأبيها في يوم من الأيام رئيسة. وعلى هذا، فالباقون يستفيدون من وجودهم في البيت الأبيض للحصول على وظائف جيدة فيما بعد. البعض يعتقد أنه طالما لم تحدث مصيبة خلال سنة حكمه، فلم لا يستمر سنة أخرى، وفقا لما نقلته الإعلامية العربية المقيمة في الولايات المتحدة "سمر الجرَاح".
وأضافت أن قرار "ترامب" لمنع المسلمين من دخول أمريكا صُمَم ليثير غضب الناس. فقد خطط "ستيف بانون"، مستشار ترامب، أن يكون إعلان القرار يوم الجمعة حتى يثير أكبر قدر من الاضطراب في المطارات، وأن يؤثر في الناس الذين كانوا في الجو على متن طائرات، ومن ثم وقفهم عند دخول أمريكا، كما خطط أن يكون المنع يوم الجمعة لأنه قبل إجازة الأسبوع، وهذا يعني أن أكبر عدد من الناس سيتمكنون من الذهاب إلى المطار والتظاهر، وهذا ما حدث فعلا. إذ قصد الأمريكيون أكبر مطارات أمريكا للتظاهر ومساندة من يحتاج للإفراج عنه في المطارات، وأتى المحامون أيضا للمساعدة مجانا.
ما القصد من هذا؟ يقول مصدر المعلومات من داخل البيت الأبيض إن "بانون" أراد بانون أن يذهب كل ليبرالي أمريكي للمطارات لتحطيمهم ليظهروا وكأنهم مجانين ودفعهم لأقصى اليسار، وبذلك يقسم أمريكا إلى أمريكتين: أمريكا ترامبية وأمريكا ليبرالية، وبهذا يصبح الفرق واضحا بين البيت الأبيض وكل من يعارض ترامب.
وكاتب قرار حظر السفر هو "ستيفن ميلر"، الذي يصفه كتاب "النار والغضب" بأن ميزته الوحيدة هو أنه يميني متطرف وليس بقارئ ولا مثقف ولا يفهم، فأرشده له "بانون" إلى أن يستعين بالإنترنت ليصوغ القرار.
**
ومن بين ما نقله الكتاب كان شهادة أحد العاملين في حملته الانتخابية، سام نونبرغ، الذي قال إنه اضطر لتفسير أمور بدهية في الدستور لترامب. وأشار المسؤول في "فوكس نيوز"، روجر آيلز، إلى أن ترامب كان يجهل وجوه سياسية بارزة، فعندما ذُكر أمامه اسم جون بوهنر، فأجاب "من هذا؟". ونُقل عن أصدقاء آخرين شكواهم من أنه يكرر القصص نفسها بالطريقة نفسها كل 10 دقائق، بينما يفشل في التعرف على العديد من أصدقائه.
واتهم "بانون"، وفقا لما نقل الكاتب، ابن الرئيس الأميركي دونالد جونيور، وصهره جاريد كوشنر، ومدير حملته الانتخابية للرئاسة، بول مانافورت، بـ"الخيانة" وبالقيام بـ"عمل غير وطني" بعقدهم لقاء مع مجموعة من المسؤولين الروس المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين، من أجل الحصول على معلومات سرية ضد منافسة ترامب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
واتهم "بانون" الثلاثة بالتورط بعمليات تبييض أموال وتلقي أموال روسية عن طريق "دويتشه بنك" الألماني، مشيراً إلى أن المحقق الخاص روبرت مولر يسعى لاصطياد هؤلاء، وتالياً ترامب، عن طريق كشف جرائمهم المالية.
وفي اتهام واضح للرئيس الأميركي، قال مستشاره السابق إنه من المستحيل أن يكون ترامب الابن قام بالتنسيق مع الروس من دون معرفة ترامب الأب.
وكتب معلقون أن الخلاف العلني الذي انفجر بين ترامب وبانون له تأثيرات سلبية عديدة، أولها أن بانون وضع نفسه في موقع الشاهد، الأمر الذي سيجبر المحقق "مولر" على الاتصال به للوقوف على أقواله بصفة شاهد، وثانيها أن القاعدة اليمينية داخل الحزب الجمهوري قد تجد نفسها مُنقسمة على نفسها، كما حصل في الانتخابات الفرعية لمجلس الشيوخ في ولاية ألاباما ذات الغالبية الجمهورية الساحقة.
ففي ألاباما، فاز روي مور، مرشح بانون، على لوثر ستراينج، مرشح ترامب، في الانتخابات التمهيدية الحزبية، لكن "مور" خسر الانتخابات أمام منافسه الديمقراطي دوغ جونز، في سباق يبدو أنه سيتحول أنموذجاً لكيفية انعكاس الصراعات داخل الحزب الجمهوري على أداء الحزب انتخابياً، وتالياً إضعافه أمام منافسيه الديمقراطيين.
**
ووفقا لما أورده الكاتب، فإن ترامب تباهى بأنه هو وصهره، جاريد كوشنر، مهندسا "التطهير السياسي" الذي حدث في السعودية، وقال "وضعت رجُلنا في أعلى القمة"، ويقصد به: ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وعندما رُقَي محمد بن سلمان إلى منصب ولي العهد اتصل به ترامب ليهنئه على "التعيين الأخير". وكتب "وولف" أن زيارة ترامب إلى السعودية كانت فرصة للهروب من واشنطن بعدما عزل ترامب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) "ولم يكن هناك وقت أحسن لأن تلاحقك عناوين الأخبار من رحلة يمكن أن تغير كل شيء".
وقد "بانون" أمام أحد مراكز البحث في واشنطن في شهر أكتوبر الماضي قائلا: "لو نظرت إلى السعودية فقد حدث تغير رئيس منذ القمة"، أي القمة العربية الأمريكية، و"أصبح نائب ولي العهد وليا للعهد. وقبل أسبوع أو أسبوعين على ما أعتقد، اعتقل ألف رجل دين أو أي عدد. ويفضل الحزب المعارض في "نيويورك تايمز" وصفهم بالعلماء الليبراليين". وكان الرئيس ترامب قد دعا محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض في مارس، فيما وصفها وولف بـ"الدبلوماسية الشرسة". وقال "بانون" في مقابلته مع "وولف" إن الأمير السعودي: "استخدم تبني ترامب له جزءا من لعبة السلطة في المملكة، ولكن بيت ترامب الأبيض ينكر أن هذا هو الحال"، وعرض ابن سلمان سلة من الصفقات وإعلانات تزامنت مع زيارة ترامب للسعودية ومنحه "انتصارا".
**
وأشارت الإعلامية العربية المقيمة في الولايات المتحدة، سمر جرَاح، أنه لم ينقل الإعلام الأمريكي، حتى هذه اللحظة، معلومات أوردها كتاب "النار والغضب" عن إسرائيل، وخاصة فيما يتعلق بالحديث دوما عن روسيا غيت! الكتاب يتحدث عن لقاء بين ترامب فور فوزه ومدير محطة فوكس السابق، روجر آيلز اليميني، المعروف بتأيده الشديد لإسرائيل، وستيف بانون.
وكان آيلز وبانون يريدان تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي، فمن غيره سيكون جيدا لإسرائيل؟ وأضاف بانون أننا سننقل السفارة في اليوم الأول للقدس، نتنياهو معنا وموافق تماما وأيضا (الصهيوني) شيلدون اديلسون، قائلا: "دع الأردن تأخذ الضفة الغربية، ودع مصر تأخذ غزة. دعهما يتعاملان معهما أو الغرق وهما يحاولان. السعودية على حافة الهاوية ومصر على حافة الهاوية، كلهم لديهم رعب من بلاد فارس".

المصدر: ملتقى شذرات