#1  
قديم 06-08-2013, 09:36 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي الفاروق ... عمر بن الخطاب رضي الله عنه



إهداء


أهدي هذا البحث إلى آبائي المعلمين ، وإلى إخواني الطلاب ......................

وإلى كل من ضل في هذا الطريق ، ويريد أن يبحث عن شخصية يقتدي بها ..........................

فما أعظمه من رجل جمعنا الله وإياه في الجنة .
اللهم آمين















المقدمة


الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام ، وأكرمنا بالإيمان ، ورحمنا بنبيه صلى الله عليه وسلم ، فهدانا به من الضلالة ، وجمعنا به من الشتات وألف بين قلوبنا ، ونصرنا على عدونا ، ومكَّن لنا في البلاد ، وجعلنا به إخوانا متحابين . فاحمدوا الله على هذه النعمة ، واسألوه المزيد فيها ، والشكر عليها ،
فإن الله قد صدقكم الوعد بالنصر على من خالفكم ، وإياكم والعمل بالمعاصي ، وكفر النعمة ،
فقلَّما كفر قوم بنعمة ، ولم ينزعوا إلى التوبة إلا سلبوا عزَّهم ، وسلِّط عليهم عدوهم .
وأحب أن أقدم في هذا البحث شخصية عرفها الإسلام والتاريخ بالعدل وإذا ذكرنا العدل ذكرنا أمير المؤمنين " الفاروق .. عمر بن الخطاب .. " رضي الله عنه الذي فرق الله به بين الحق و الباطل وكان إسلامه فتحا وكان حكمه عدلا ولهذه الأسباب اخترت بحثي حول هذه الشخصية التي وضعت أقدامها على التاريخ ليكون نبراساً إسلامياً عربياً تتباهى بها الأمم .
وفي بحثي تعرضت إلى نسبه ومولده وإسلامه ومواقفه وموافقاته للقرآن الكريم وما روي عنه من أقوال وأفعال رضي الله عنه وأرضاه .
نسأل الله تعالى أن ينال رضاكم و يلهمنا السداد والنجاح و التوفيق .












الفاروق : عمر بن الخطاب



نسبه ومولده

هو أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل بن العزَّى بن رياح بن عبد الله قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي العدوي يجتمع نسبه مع النبي صلى الله عليه وسلم في كعب وأمه حنتمة بنت هشام
بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أخت أبي جهل .
أمير المؤمنين ، أبو حفص القرشي ، العدوي ، الفاروق .
ولد بعد الفيل بثلاث عشرة سنة ، وكان من أشراف قريش ، وإليه كانت السفارة في الجاهلية فكانت قريش تبعثه رسولا ، أو تبعثه منافرا ، أو تبعثه مفاخرا . ( 1 )

إسلامه وصحبته

أسلم في شهر ذي الحجة في السنة السادسة من النبوة ، وله سبع وعشرون سنة ،
قاله الذهبي . ( 2 )
وقال النووي : أسلم قديما بعد أربعين رجلا و إحدى عشرة امرأة ، وقيل : بعد تسعة وثلاثين رجلا وثلاث وعشرين امرأة ، وقيل : بعد خمسة وأربعين رجلا و إحدى عشرة امرأة .

وكان إسلامه بعد إسلام حمزة بأيام ، وذلك بعد خروج المسلمين إلى الحبشة في هجرتهم الأولى .


صحب النبي صلى الله عليه وسلم حتى وفاته ، وشهد المشاهد كلها ، ولقبه النبي صلى الله عليه وسلم بالفاروق ، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وهو أحد السابقين الأولين ، وأحد الخلفاء الراشدين ، وأحد أصهار النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحد كبار علماء الصحابة وزهادهم . ( 1 )
الأخبار الواردة في إسلامه

وأخرج الترمذي عن ابن عمر (( أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : اللهم أعز الإسلام بأحبِّ هذين الرجلين إليك : بعمر بن الخطاب ، أو بأبي جهل بن هشام )) وأخرجه الطبراني .
وأخرج الحاكم عن ابن عباس (( أن النبي عليه الصلاة والسلام قال : اللهم أعز الإسلام بعمر بن الخطاب خاصة )) وأخرجه الطبراني .
وأخرج ابن سعد عن ذكوان قال : قلت لعائشة : من سمى عمر الفاروق ؟ قالت : النبي عليه الصلاة والسلام .
وأخرج ابن ماجه والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أسلم عمر نزل جبريل، فقال: يا محمد ، لقد استبشر أهل السماء بإسلام عمر .
وأخرج البراز والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما أسلم عمر قال المشركون : قد انتصف القوم اليوم منا ، وأنزل الله : (( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ))
وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أول من جهر بالإسلام عمر بن الخطاب
وأخرج البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر . ( 2)

ما روي عنه

روي له عن النبي عليه الصلاة والسلام خمسمائة حديث وتسعة وثلاثون حديثا .
روى عنه عثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وطلحة بن عبيد ، سعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، وابن مسعود ، وأبو ذر، وعمرو بن عبسة ، وابنه عبد الله ، وابن عباس ، وابن الزبير ، وأنس وأبو هريرة ، وعمرو بن العاص ، وأبو موسى الأشعري ، والبراء بن عازب ، وأبو سعيد الخدري ، وخلائق آخرون من الصحابة وغيرهم ، رضي الله عنهم !

هجرته
أخرج ابن عساكر عن علي قال : ما علمت أحدا هاجر مختفيا إلا عمر بن الخطاب ؛ فإنه لمَّا همَّ بالهجرة تقلَّد سيفه وتنكَّب قوسه ، وانتضى في يده أسهما ، وأتى الكعبة وأشراف قريش بفنائها فطاف سبعا ، ثم صلى ركعتين عند المقام ، ثم أتى حلقهم واحدة واحدة ، فقال : شاهت الوجوه ، من أراد أن تثكله أمه ، وييتم ولده ، وترمل زوجته ، فلْيلْقني وراء هذا الوادي ، فما تبعه منهم أحد . ( 1 )
قال النووي : شهد عمر مع رسول الله عليه الصلاة والسلام المشاهد كلها ، وكان ممن ثبت معه يوم
أحد
وأخرج عن البراء رضي الله عنه قال : أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير ، ثم ابن أم مكتوم ثم عمر بن الخطاب في عشرين راكبا فقلنا : ما فعل رسول الله عليه الصلاة والسلام ؟ قال : هو على أثري ، ثم قدم النبي عليه الصلاة والسلام وأبو بكر رضي الله عنه معه . (2 )

موافقات عمر
أخرج ابن مردويه عن مجاهد قال : كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن .
وأخرج ابن عساكر عن علي قال : إن في القرآن لرأيا من رأي عمر .
وأخرج ابن عمر مرفوعا : ما قال الناس في شئ وقال فيه عمر إلا جاء القرآن بنحو ما يقول عمر .
وأخرج مسلم عن عمر قال : وافقت ربي في ثلاث : في الحجاب ، وفي أسارى بدر ، وفي مقام إبراهيم ففي هذا الحديث خصلة رابعة . ( 1 )

كرامته
أخرج البيهقي وأبو نعيم ، كلاهما في دلائل النبوة في رواة مالك عن نافع عن ابن عمر ، قال : وجَّه عمر جيشا ، ورأس عليهم رجلا يدعى سارية ، فبينما عمر يخطب جعل ينادي :
يا سارية الجبل ، ثلاثا ثم قدم رسول الجيش ، فسأله عمر ، فقال : يا أمير المؤمنين هُزِمنا ،
فبينما نحن كذلك إذ سمعنا صوتا ينادي : يا سارية الجبل ، ثلاثا ، فأسندنا ظهورنا إلى الجبل ، فهزمهم الله ، قال : قيل لعمر : إنك كنت تصيح بذلك ، وذلك الجبل الذي كان سارية عنده بنهاوند من أرض العجم ، قال ابن حجر إسناده حسن .
وأخرج عن الحسن قال : إن كان أحد يعرف الكذب إذا حُدِّث به فهو عمر بن الخطاب . ( 2 )


الأحاديث الواردة في فضله
أخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي عليه الصلاة والسلام (( بينما أنا نائم في الجنة ، فإذا امرأة تتوضأ من جانب قصر ، قلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر ، فذكرت غيرتك ، فوليت مدبرا )) فبكى عمر ، وقال : أعليك أغار يا رسول الله ؟
وأخرج الترميذي عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( إني لأنظر إلى شياطين الجن والإنس قد فروا من عمر ))

وأخرج ابن ماجه والحاكم عن أبي ذر قال : سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول : (( إن الله قد وضع الحق على لسان عمر يقول به )) .
وأخرج الطبراني عن أبي كعب قال : قال النبي عليه الصلاة والسلام : (( قال لي جبريل : لَيَبكِ الإسلام على موت عمر )) .
أخرج البراز عن ابن عمر قال : قال النبي عليه الصلاة والسلام :(( عمر سراج أهل الجنة ))
وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال النبي عليه الصلاة والسلام :
(( ما في السماء ملك إلا وهو يوقر عمر ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر)) ( 1 )

أقوال الصحابة والسلف فيه
أخرج ابن عساكر قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : ما على ظهر الأرض رجل أحب إليَّ من عمر وقيل لأبي بكر في مرضه : ماذا تقول لربك وقد ولَّيت عمر ؟ قال : أقول له ولَّيت عليهم خيرهم .

وقال حذيفة : والله ما أعرف رجلا لا تأخذه في الله لومة لائم إلا عمر .
وأخرج ابن عساكر عن مجاهد قال : كنا نُحدَّث أن الشياطين كانت مصفدة في إمارة عمر ، فلما أصيب بُثَّت . وقال معاوية رضي الله عنه : أما أبو بكر فلم يرد الدنيا ولم ترده ، وأما عمر فأرادته الدنيا ولم يردها ، وأما نحن فتمرَّغنا فيها ظهرًا لبطن . أخرجه الزبير بن بكار .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : إذا ذكر الصالحون فَحَيهَلا بعمر ، إن عمر كان أعلمنا بكتاب الله ، و أفقهنا في دين الله تعالى . أخرجه الطبراني والحاكم .
سئل ابن عباس عن أبي بكر ، فقال : كان كالخير كله ؛ وسئل عن عمر فقال : كان كالطير الحذر الذي يرى أن له بكل طريق شَرَكا يأخذه .
وقال أبو أسامة : أتدرون من أبو بكر ، وعمر ؟ هما أبو الإسلام وأمه . ( 1)

نبذ في سيرته
أخرج ابن سعد عن الأحنف بن قيس قال : كنا جلوسا بباب عمر ، فمرت جارية ، فقالت سُرِيَّة أمير المؤمنين ، فقال : ما هي لأمير المؤمنين بسرية ، ولا تحل له ، إنها من مال الله ، فقلنا : فماذا يحل له من مال الله تعالى ؟ قال : إنه لا يحل لعمر من مال الله إلا حُلتين : حُلة للشتاء ، وحُلة للصيف وما أحج به وأعتمر ، وقوتي وقوت أهلي كرجل من قريش ليس بأغناهم ولا بأفقرهم ،
ثم أنا بعد رجل من المسلمين .
وأخرج ابن سعد عن الحسن قال : قال عمر : هان شئ أُصلِحُ به قوما أن أبدلهم أميرا مكان أمير .

وقال قتادة : كان عمر يلبس ــ وهو خليفة ــ جبةً من صوف مرقوعة بعضها بأدَم ،
ويطوف في الأسواق على عاتقه الدرة يؤدب بها الناس ويمر بالنِّكْث والنوى فيلتقطه ويلقيه في منازل الناس ينتفعون به .
وقال الحسن : دخل عمر على ابنه عاصم وهو يأكل لحما ، فقال : ما هذا قال : قَرِمنا إليه ، قال أو كلما قرمت إلى شئ أكلته ؟ كفى بالمرء سَرَفا أن يأكل كل ما اشتهى . ( 1 )
صفته
أخرج ابن سعد عن ابن عمر أنه وصف عمر فقال : رجل أبيض تعلوه حمرة طوال أصلع أشيب .
وأخرج عن عبيد بن عمير قال : كان عمر يفوق الناس طوالا .
وأخرج عن سلمة بن الأكوع قال : كان عمر رجلا أعسر ( يسر ) يعني يعتمل بيديه جميعا .
وأخرج ابن عساكر عن أبي رجاء العطاردي قال : كان عمر رجلا طويلا جسيما أصلع شديد الصلع أبيض شديد الحمرة ، في عارضيه خفة ، سَبَلَته كبيرة ، وفي أطرافها صهبة .
وأخرج ابن سعد والحاكم عن زر قال : خرجت مع أهل المدينة في يوم عيد فرأيت عمر يمشي حافيا شيخا أصلع آدم أعسر طوالا مشرفا على الناس كأنه على دابة ، قال الوافدي : لا يعرف عندنا أن عمر كان آدم إلا أن يكون رآه عام الرَّمادة ؛ فإنه كان تغير لونه حين أكل الزيت (2 )


سياق طرف من كلامه

حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، وتزينوا للعرض الأكبر (( يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية )) من كثر ضحكه قلت هيبته ومن فرح استخف به ، ومن أكثر من شئ
عرف به ، ومن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه قل حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه ، لا تتكلم فيما لا يعنيك واعتزل عدوك واحذر صديقك إلا الأمين ، ولا أمين إلا من يخشى الله و لا تمشي مع الفاجر فيعلمك من فجوره ، ولا تطلعه على سرك ، ولا تشاور في أمرك إلا الذين يخشون الله . وكان يقول : (( لولا خوف الحساب لأمرت بكبش يشوى لنا في التنور )) وكان يخرج يطوف على البيوت ويقول : من كان محتاجا فليأتنا ، وكان يقول : (( اللهم لا تجعل هلاك أمة محمد على يدي )) ، وكان إذا مر على مزبلة يقف عندها ويقول : هذه دنياكم التي تحرصون عليها ، وكان يقول بالفانية : خير لكم من أن تضروا بالباقية ـ يعني الآخرة ، وكان يأخذ التبنة من الأرض ويقول : يا ليتني كنت هذه التبنة ، يا ليتني كنت نسيا منسيا ، وكان إذا حصل بالناس هم يخلع ثيابه ويلبس ثوبا لا يكاد يبلغ ركبتيه ثم يرفع صوته بالبكاء والاستغفار وعيناه تذرفان حتى يغشى عليه .

خلافته و فتوحاته
ولي الخلافة بعهد من أبي بكر في جمادى الآخرة سنة ثلاثة عشرة ، وفي عهده تمت الفتوح الكبرى ، ففي سنة أربع عشرة فتحت دمشق ما بين صلح وعنوة ، وحمص ، وبعلبك صلحا ، والبصرة والأبِّلةُ كلاهما عنوة ، وفيها جمع عمر الناس على صلاة التراويح، وفي سنة خمس عشرة

فتحت الأردن كلها عنوة إلا طبرية ، فإنها فتحت صلحا ، وفيها كانت وقعت اليرموك و القادسية ، وفيها مصَّر سعد الكوفة ، وفيها فرض عمر الفروض ، ودون الدواوين ، وأعطى العطاء على السابقة ، وفي سنه ست عشرة فتحت الأهواز والمدائن ، وأقام بها سعد الجمعة ، وهي أول جمعة جمعت بالعراق ، وفيها فتحت تكريت ، وفيها سار عمر ففتح بيت المقدس وخطب في الجابية خطبته المشهورة ، وفيها فتحت حلب ، و منبج صلحا وفي سنة سبع عشرة زاد عمر في المسجد النبوي ، وفيها كان القحط بالحجاز وسمي عام الرَّمادة واستسقى عمر للناس بالعباس ، ولمَّا خرج عمر يستسقي الناس خرج وعليه برد رسول الله ، وأخذ عمر بيد العباس ثم رفعها ، وقال ( اللهم إنا نتوسل إليك بعم نبيك أن تذهب عنا المَحَلَ، وأن تسقينا الغيث ) فلم يبرحوا حتى سُقوا ، فأطبقت السماء عليهم أياما ، وفيها فتحت الأهواز صلحا ، وفي سنة ثمان عشرة فتحت حلوان وطائفة من الجزيرة والموصل عنوة ، وفي سنة تسع عشرة فتحت قيسارية عنوة ، وفي سنة عشرين فتحت مصر
والمغرب عنوة ، وفيها هلك قيصر عظيم الروم ، وفيها أجلى عمر اليهود عن خيبر وعن نجران ، وقسم خيبر ووادي القرى ، وفي سنة إحدى وعشرين فتحت الإسكندرية ونهاوند عنوة وفي سنة اثنين وعشرين فتحت أذربيجان وطرابلس والمغرب والري وعسكر ، وقومس عنوة ، وفي سنة
ثلاث وعشرين كان فتح كرمان وسجستان ، ومكران من بلاد الجبل وأصبهان ونواحيها . ( 1 )
وكان من دعائه :
(( اللهم إني أسألك شهادة في سبيلك ، وموتا في بلد رسولك واستجاب له ذلك )) . ( 2 )



أوليات عمر
أول من سمي أمير المؤمنين وأجمعوا على كثرة علمه ، ووفور فهمه ، وزهده وتواضعه ورفقه بالمسلمين ووقوفه مع الحق ، وأول من كتب التاريخ من الهجرة ، وأول من اتخذ بيت المال ،
وأول من سنَّ قيام شهر رمضان ، وأول من عسَّ بالليل ، وأول من ضرب في الخمر ثمانين ،
وأول من اتخذ الدرة ، وأول من اتخذ الديوان ، وأول من حرم المتعة ، وأول من أخذ زكاة الخيل ،
وأول من نهى عن بيع أمهات الأولاد ، وأول من حمل الطعام من مصر في بحر أيلة إلى المدينة ، وأول من جمع الناس في صلاة الجنائز على أربع تكبيرات وأول من فتح الفتوح ومسح السواد ، وأول من احتبس صدقة في الإسلام ، وأول من أعال الفرائض ، وأول من مصَّر الأمصار: الكوفة والبصرة ، والجزيرة ، والشام ، ومصر ، والموصل .
وأول من قال : (( أطال الله في بقائك )) ! قالها لعلي ، وأول من قال : (( أيدك الله )) قالها لعلي
وأول من استقضى القضاة في الأمصار .
قال ابن سعد : اتخذ عمر دار الدقيق ، فجعل فيها الدقيق و السَّويق والتمر والزبيب ، وما يحتاج إليه: يعين به المنقطع ، ووضع فيما بين مكة والمدينة بالطريق ما يصلح من ينقطع به ، وهدم المسجد النبوي ، وزاد فيه ووسعه وفرشه بالحصباء ، وهو الذي أخرج اليهود من الحجاز إلى الشام ، وأخرج أهل نجران إلى الكوفة ، وهو الذي أخَّر مقام إبراهيم إلى موضعه اليوم ، وكان ملصقا بالبيت . (1 )



من مواعظ عمر

الرجال ثلاثة

قال عمر رضي الله عنه : الرجال ثلاثة :

رجل ينظر في الأمور قبل أن تقع ، فيصدرها مصدرها .

ورجل متوكل ، لا ينظر ، فإذا نزلت به نازلة ، شاور أهل الرأي وقبل قبولهم .

ورجل حائر بائر ، لا يأتمر رشدا ، ولا يطيع مرشدا .


الرجل بأمانته

قال عمر رضي الله عنه :

لا تنظروا إلى صيام أحد ولا صلاته ، ولكن انظروا إلى

صدق حديثه إذا حدَّث ، وأمانته ‘ إذا أؤتمن ، وورعه إذا أشفى . ( 1 )





العز بالإسلام

قال عمر رضي الله عنه :

إنا قوم أعزَّنا الله بالإسلام ، فلا نطلب العز في غيره .


الأمور ثلاثة

قال عمر رضي الله عنه : الأمور ثلاثة :

أمر استبان رشده فاتبعه .

أمر استبان ضره فاجتنبه .

وأمر أشكل أمره عليك ، فردَّه إلى الله . ( 1 )








أجرأ الناس


قال عمر رضي الله عنه :

أجرأ الناس ، من جاد على من يرجو ثوابه .

وأحلم الناس ، من عفا بعد القدرة

وأبخل الناس ، الذي يبخل بالسلام

وأعجز الناس ، الذي يعجز عن دعاء الله . ( 1 )



نبذ في أخباره وقضاياه
قال النووي في تهذيبه : سماه بهذا الاسم عدي بن حاتم ، ولبيد بن ربيعة حين وفدا عليه من العراق ، وقيل : سماه به المغيرة بن شعبة ، وقيل : إن عمر قال للناس : أنتم المؤمنون وأنا أميركم فسمي أمير المؤمنين .
وكان قبل ذلك يقال له : خليفة خليفة رسول الله ، فعدلوا عن تلك العبارة لطولها .


وأخرج ابن سعد عن شداد قال : كان أول كلام تكلم به عمر حين صعد المنبر قال : اللهم إني شديد فليِّنَّي وإني ضعيف فقوني ، وإني بخيل فسخِّني .
وروينا من غير وجه أن عمر بن الخطاب خرج ذات ليلة يطوف بالمدينة وكان يفعل ذلك كثيرا إذ مر بامرأة من نساء العرب مغلقا عليها بابها : وهي تقول :

تطاول هذا الليل تسري كواكبه وأرَّقني أن لا ضجيع ألاعبه
فو الله لولا الله تخشى عواقبه لَزُحزح من هذا السرير جوانبه
ولكنني أخشى رقيبا مُوَكلا بأنفسنا ، لا يفتُرُ الدهر كاتبه
مخافة ربي ، والحياء يصدني وأكرم بَعلِي أن تنال مراتبه

فكتب إلى عماله بالغزو أن لا يغيب أحد أكثر من أربعة أشهر
وأخرج عن عكرمة بن خالد قال : دخل ابنٌ لعمر بن الخطاب عليه وقد ترجَّل ولبس ثيابا
حسانا ، فضربه عمر بالدِّرَّة حتى أبكاه ، فقالت له حفصة : لم ضربته ؟ قال : رأيته قد
أعجبته نفسه ، فأحببت أن أصغرها إليه .
وأخرج عن معمر عن ليث بن أبي سليم أن عمر بن الخطاب قال : لا تُسموا الحكم ولا أبا
الحكم ، فإن الله هو الحكم ، ولا تسموا الطريق السكة . (1 )



موته و فيمن مات من أيامه
في آخر سنة ثلاث وعشرون لما نفر عمر من منى أناخ بالأبطح ثم استلقى ورفع يديه إلى السماء وقال :
(( اللهم كبرت سني ، وضعفت قوتي ، وانتشرت رعيتي فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط )) وأخرج الطبراني عن طارق بن شهاب ، فقبل الله دعاءه .
و ضربه أبو لؤلؤة المجوسي في صلاة الصبح في كتفه وفي خاصرته ، فسقط عمر ، وطعن ثلاثة عشر رجلا معه فمات منهم ستة ، فصلى عبد الرحمن بن عوف بالناس بأقصر سورتين وأتى عمر بنبيذ فشربه فخرج من جرحه ، فسقوه لبنا فخرج أيضا ، وكان ذلك يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة من سنة ثلاث وعشرين ، واستأذن عمر من عائشة أن يدفن مع صاحبيه ، فقالت كنت أريده لنفسي ، ولكن أذنت لعمر ، ومات بعد ثلاثة أيام ، ودفن بالحجرة النبوية يوم الأحد مستهل المحرم من سنة أربع وعشرين رضي الله عنه ، وأرضاه . ( 2 )
قال : قالت أم أيمن يوم قتل عمر : اليوم وهى الإسلام ، وأخرج عبد الرحمن بن يسار قال : شهدت موت عمر بن الخطاب ، فانكسفت الشمس يومئذ .
وقال أبو صالح السمان : قال كعب الأحبار لعمر : أجدك في التوراة تقتل شهيدا ، قال : وأنى لي بالشهادة ، وأنا بجزيرة العرب ؟
وقد مات في أيام عمر من الأعلام :
" عياش ، و بلال ، وابن مكتوم ، والبراء ، و الأشعري ، وعبد الرحمن أخو الزبير بن العوام ". ( 1 )

الخاتمة


وفي الختام ندعو الله أن يتقبل عملنا هذا خالصا لوجهه الكريم وأن يجعله في موازيين أعمالنا وأن
تكون هذه الشخصية التي كان يرى الرأي فينزل به القرآن وكما أخرج ابن عساكر عن علي قال : إن في القرآن لرأيا من رأي عمر ، ولا ريب أن أمير المؤمنين لو خيَّر بين البساطة الصادقة وكل ما في الدنيا من زينة وزخرف ، لما آثر على التواضع والبساطة شيئا .
وإن الرجل الذي عاش حياته متفوقا ، وكانت أيامه فوق الأرض موكبا مستمرا من الانتصارات والسعادة ــ منذ أن فتى يصارع الفتيان في سوق عكاظ ، فيظفر بهم وينتصر عليهم إلى أن أسلم فكان إسلامه فتحًا ثم هاجر فكانت هجرته نصرا ، إلى أن صار أميرًا للمؤمنين تتهاوى تحت ضرباته أركان العالم القديم كله .
هذا الرجل ، صاحب هذه الحياة الحافلة دوما ، الظافرة أبدا ... كان أروع انتصاراته وأبهاها وأبقاها الورع الذكي الجليل الذي أعطى دنيا الناس كافة ، ودنيا الحكام خاصة قدوة لا تبلى ، ولا هي يوما بناصلة .
ونحمد الله أن أنعم عليَّ بمعرفة حياة هذه الشخصية الفذة .
وإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي .




قائمة المحتويات
الإهداء صـــــ1 ــــــ

المقدمة صــ2ـــــ
نسبه ومولده
إسلامه وصحبته صــ3ـــ
الأخبار الواردة في إسلامه صـــ 4ــــــ
ما روي عنه
هجرته صــــ5ـــــ
موافقات عمر
كرامته صـــــ6ــــــ
الأحاديث الواردة في فضله
أقوال الصحابة والسلف فيه صــــ 7ـــ
نبذ في سيرته صـــ8ـــ
صفته صــ9ــــ
سياق طرف من كلامه صـــ10ـــ
خلافته وفتوحاته صــ11 ـــ
أوليات عمر صـــ12ــــ
من مواعظ عمر صــ13ـــــ + صــــ 14ـــــ + صـــ15ــــ
نبذ في أخباره وقضاياه صـــ16ـــ
موته و فيمن مات من أيامه صـــ17ــــ
الخاتمة صــــ18ــــــ
الفهرس صــــــ19 ـــــ
المصادر والمراجع صــــ20 ـــــ

( 1 ) تاريخ الخلفاء . لجلال السيوطي

( 2 ) مواعظ الصحابة . لصالح الشامي

( 1 ) تاريخ الخلفاء . لجلال السيوطي

( 2) تاريخ الخلفاء . لجلال السيوطي

( 1 ) تاريخ الخلفاء . لجلال السيوطي

(2 ) تاريخ الخلفاء . لجلال السيوطي

( 1 ) تاريخ الخلفاء . لجلال السيوطي

( 2 ) خلفاء الرسول . لخالد الخالد

( 1 ) تاريخ الخلفاء . لجلال السيوطي

( 1) تاريخ الخلفاء . لجلال السيوطي

( 1 ) تاريخ الخلفاء . لجلال السيوطي

(2 ) تاريخ الخلفاء لجلال السيوطي

( 1 ) تاريخ الخلفاء . لجلال السيوطي

( 2 ) مواعظ الصحابة . لصالح الشامي

(1 ) تاريخ الخلفاء . لجلال السيوطي

( 1 ) مواعظ الصحابة . لصالح الشامي

( 1 ) مواعظ الصحابة . لصالح الشامي

( 1 ) مواعظ الصحابة . لصالح الشامي

(1 ) تاريخ الخلفاء . لجلال السيوطي

( 2 ) تاريخ الخلفاء . لجلال السيوطي

( 1 ) تاريخ الخلفاء . لجلال السيوطي
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الخطاب, الفاروق, رضي, عمر, عنه


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الفاروق ... عمر بن الخطاب رضي الله عنه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من قصص عمر بن الخطاب رضي الله عنه صابرة شذرات إسلامية 2 06-25-2016 04:55 PM
قصة الفاروق عمر بن الخطاب صباح الورد شذرات إسلامية 0 07-17-2014 09:56 PM
أختُ الفاروق فاطمة بنت الخطاب Eng.Jordan شخصيات عربية وإسلامية 0 03-03-2013 08:38 PM
عندما قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 11-14-2012 10:09 PM
رحيل الفاروق جاسم داود شذرات إسلامية 2 04-24-2012 11:43 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59