#1  
قديم 01-20-2016, 12:04 PM
الصورة الرمزية صابرة
صابرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,880
افتراضي {أَلْهاكُم التكاثُر، حتى زُرْتُم المقابر}


مقالة في منتهى الروووعة
..لحظات قد تغير مجرى حياتك
للكاتبة نوف الحازمي
بعنوان (الفضاوة)
من الفضاوة
تصويرالمنازل بالأثاث الفاخر ...
الأطفال الكاملي الجمال ...
الهدايا الثمينة ...
رحلات السفر الخيالية ...
الصحون الغريبة...
وانجذاب الناس كالمغناطيس لهذه الحسابات .
لم يكن أحد يشعر أن هذا هو مرض (الإستهلاكية)، ينتشر بالتدريج كعدوى قاتلة ولا يُصيب إلا أولئك الفارغين الذين ليس لديهم مايتميَّزون به سوى مايملكونه من مادة فقط !!
ليس هناك فِكر، ولا ثقافة، ولا أهداف، ولا هوية....
المصحف تضعه فقط قرب المسابح والمبخرة الفاخرة لصورة إحترافية في يوم الجمعة أو رمضان ...
الكتاب أصبح مجرد ديكور تضعه الفتاة قرب وردة وكوب اللاتيه .. لِيُظْهِرها بمظهر المثقفة.
هذه الإستهلاكية المقيتة التي جعلت الناس يتنافسون بشدة على الشراء كمخلوقات مُبَرمجة:
لنشتري ...
لنتنافس ...
مَنْ أفضل؟
من يملك مادة أكثر؟
أثاث ...
صحون ...
ملابس ...
حقائب ...
سيارات ...
سفر ...
مطاعم ...
هدايا ...
هي أحد أذرع الفكر الرأسمالي المتوحش الذي يرى أن الإنسان مجرد آلة، يجب أن يعيش ليعمل ويستهلك ويتلذذ فقط،
لا مجال لديه للتفكير ...
للدين ...
للقيم ...
للأهداف ...
للثقافة ...
الأهم هو أن يستهلك ...
الفكر الرأسمالي يبرمج عقول الناس على أنّ سعادتهم في الشراء ...
وقيمتهم في الشراء ...
وهدفهم في الحياة هو الشراء ...
بدون أن تشتري وتمتلك أكثر وأغلى ... أنت لاشيء!
الرأسمالية الأمريكية تحاول وبقوة أن تبرمجنا على هذه الرسالة .. عبر الإعلانات ...
الأفلام ...المسلسلات...
تَرسُم لنا دائما صورة البطل السعيد الغني حتى في أفلام الكرتون،
والبطلة أميرة تمتلك كل شيء ...
القصر ...
والملابس ...
والأحذية...
والأطعمة ...
السعاده المطلقة ...
الإعلانات توصل هذه الرسالة أيضاً:
مجوهرات كارتيير هي قيمتك ...
ساعة الروليكس بالألماس هي تَمَيُّزك ...
قلادة تيفاني هي رمز الحب ...
نسمع عبارات مثل :
دلِّلي نفسكِ ...
رفِّهي نفسكِ ...
أنتي تستحقين ...
هذا صوت مزمار الشيطان الذي يُخدِّر العقول!
نعم يُخدر الشعوب والأمم ويمنعها من أن تصحو لتفكر بمصالحها الحقيقية.
مَنْ الذي يستفيد من استهلاكنا المحموم؟
إلى أين تذهب هذه الأموال؟
إلى الشركات العملاقة التي تمتص جيوبنا من جهة ، ثم ترسل لنا المزيد من الرسائل الماكرة من جهات أخرى ...
ونبقى نحن ندور داخل فلك الإستهلاك ...
نشتري ..
ونَعْرِض ...
يرانا غيرنا ويغار ويُقلِّد ويشتري ...
ونراهم ونغار ونقلد ونشتري! ...
وهكذا نتضايق ونشعر بأن حياتنا قد مَلَأتها القيود والرسميّات حتى تمضي بنا الحياة وننسى صوتاً ندياً يقول لنا:
{أَلْهاكُم التكاثُر، حتى زُرْتُم المقابر}
دمتم سالمين

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
المقابر}, التكاثُر،, زُرْتُم, {أَلْهاكُم


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع {أَلْهاكُم التكاثُر، حتى زُرْتُم المقابر}
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اكتشاف مخطوط مفقود لابن الساعي بعنوان المقابر المشهورة والمشاهد المزورة Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 06-24-2014 11:35 AM
خيري شلبي أديب المقابر Eng.Jordan أخبار ومختارات أدبية 0 02-02-2012 09:59 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59