#1  
قديم 05-19-2015, 08:54 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,036
ورقة طاجيكستان والحرب على الإسلام


طاجيكستان والحرب على الإسلام*
ــــــــــــــــ

غرة شعبان 1436 هــ
19 / 5 / 2015 م
ـــــــــــــ

طاجيكستان 710517052015015255.jpg

من المعلوم أن التيارات الفكرية والمذهبية والأديان تعيش حالة من الصراع والتنافس المستمر سواء بشكل ظاهر أم خفي، ولكن يغلب على تنافسها طابع الاختفاء، بل يكاد لا يظهر، ولعل السبب الأهم في هذا الأمر هو اتفاق تلك التيارات على اتخاذ الإسلام عدواً لها ومحاربته بكل جهد، وهذا ما يبرر الحملات الإعلامية الغربية الكبيرة على أخطاء صغيرة يقوم بها المسلمون مقابل أخطاء جسيمة يقوم بها الغرب وتكاد لا تُذكر في وسائل الإعلام.
ومن الغريب والسخيف جداً أن تجد بعض ادوات الغرب ممن يحملون هويةً مكتوب فيها مسلم؛ يحاربون الإسلام وبشكلٍ أعنف واشنع من الغرب ذاته. ففي طاجيكستان؛ اعتقد الشعب الطاجاكي بعد انهار المعسكر الاشتراكي الذي حكم البلاد 7 عقود؛ أنه قد فلت من حملات القمع والاضطهاد والإرهاب المنظم وغرس مبادئ الشيوعية ونشر الإباحية والانحلال وتذويب الشعب في المجتمع الروسي ومحو الهوية الإسلامية رغم تناقص نسبة المسلمين من 98% في بداية القرن الماضي إلى نحو 82% عام 1991م، ثم ازدادت النسبة لترتفع إلى أكثر من 90% في الوقت الحالي.
أبرز ما يميز طاجيكستان هي أنها دون غيرها من الجمهوريات الإسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفيتي تشهد موجة كبيرة من انتشار الصحوة الإسلامية بين أبناء شعبها بشكل ملفت للنظر، حيث تتمسك أغلبية أهلها بالعقيدة الإسلامية رغم المحاولات المستميتة لطمس الهوية الإسلامية من قبل المحتلين الروس وادواتهم وأعوانهم.
وتتمثل الصحوة الإسلامية هناك في انتشار حركة النهضة الإسلامية التي تأسست عام 1978م بمبادرة من الشيخ عبد الله نوري، حيث اهتمت بشؤون التربية الإسلامية وبناء المساجد، إذ تم افتتاح أكثر من 200 مسجداً في العاصمة دوشانبه وحدها، وأعادت يوم الجمعة ليصبح هو العطلة الأسبوعية بدلاً من يوم الأحد، كما افتتحت كثيراً من المساجد بعد الاستقلال، وأعادت تعميرها، فضلاً عن بناء المدارس القرآنية. ولعل هذه هي الدوافع الحقيقية التي جعلت من البلاد هدفاً للحملات الغربية التي حاولت طمس الهوية الإسلامية هناك.
تشهد طاجكستان في السنوات الــ15 الأخيرة عمليات تنصير وعلمنة، حيث تنتشر حركات التنصير والمراكز الثقافية التبشيرية وممثلي الأديان الأخرى في البلاد مثل: البهائية، والنصرانية، والزرادشتية، وتعاليم كرشنة وغيرها للوصول إلى أهدافها. وتمَّ تشريد كثير من العلماء والمفكرين المسلمين إلى الخارج، وقتل بعضهم، ويجري دعم هذه المراكز بالأموال، والتراث الديني، والوسائل التعليمية الحديثة، والحاجات الضرورية الأخرى من قبل كنائس الفاتيكان، وأمريكا، وكندا، وسويسرا، وفنلندا وغيراها.
في الواقع لا يوجد رقم دقيق لعدد من تنصروا هناك، لكن بعض التقارير تشير إلى عشرات الشباب الذين تركوا الإسلام تحت تأثير الدعم المالي والمنح الدراسية والمغريات.
وفي سياق الجهود الرسمية لفرض العلمنة، أقدمت السلطات الرسمية على اتخاذ مجموعة من الإجراءات الكارثية، فبحث البرلمان مشروع قانون حظر الأسماء العربية أو ذات الطابع العربي في طاجيكستان, وذلك بطلب مباشر من الرئيس إمام علي رحمان، على أن يسري القانون بأثر رجعي. كما قدَّمت الحكومة قائمة أسماء مقترحة من أجل إجبار الوالدين على اختيار أسماء لمواليدهم منها.
وجاء قرار حظر الأسماء ذات الطابع العربي بناءً على اقتراح من قبل، مقدمٌ من وزارة العدل لتعديل قانون الأحوال الشخصية.وفي سياق ذي صلة؛ منعت سلطات مدينة "دوشانبي" التجار من استيراد وبيع الملابس الإسلامية السوداء للنساء للمسلمات- التي لا تتصل بالحضارة الطاجيكية حسب تعبير الحكومة.
أما في يتعلق بمحاربة الدين والحد من العبادة وممارسة الشعائر الدينية؛ قررت لجنة الشؤون الدينية في طاجكستان منع الشباب -من هم أقل من35 عاما- من أداء فريضة الحج, هذا في ضوء زيادة أعداد المقبلين على أدائها وخاصة من فئة الشباب .كما قررت الحكومة منع ارتداء الحجاب عموماً والتحذير من ارتدائه داخل المؤسسات التعليمية تحت دعاوى المحافظة على اللباس الطاجيكي ومنع اتداء ملابس ليست من الحضارة الطاجيكية.
وحتى الصلاة المكتوبة لم تسلم من الهجمة الشرسة على الهوية الإسلامية، حيث منعت السلطات الصلاة في الأماكن العامة, وقررت إشراف الشرطة بشكل مباشر على صلاة الجمعة بدعوى محاربة محاولات التعبئة والتحريض والاحتجاج أو تنظيم المظاهرات ضد الحكومة.
ويقضي القانون الذي أقره البرلمان بحظر الصلاة لمن هم دون سن الـ18 عاما في المساجد وذلك في محاولة لما تصفه السلطات كبح «التطرف الديني» ومنع انتشار الاصولية الدينية في البلد الذي تسكنه غالبية من المسلمين.
لم يعد للحرية الشخصية مكان، ولم يعد لقوانين حقوق الإنسان مكان في البلاد، حيث قامت الحكومة بمنع إعفاء اللحية لدى للرجال, وقررت مطاردة أصحاب اللحى وأجبرتهم على حلقها عنوة, وأغلقت الكثير من المساجد في العاصمة "دوشنبه" وغيرها بذريعة عدم تسجيها لدى الجهات الحكومية المختصة، فضلاً عن إغلاقها عدد من المساجد في اماكن مختلفة من البلاد.
وفي ضوء ما سبق؛ يمكن القول إن طاجيكستان مقبلة على موجات تغريب وعلمنة وتنصير لم يسبق لها مثيل، المستفيد الأوحد منها هو الغرب رغم أنها تتم بواسطة الأدوات الطاجيكية نفسها، وهذا يستلزم وقفة جادة من الدول العربية والإسلامية الأخرى مع الشعب الطاجيكي، سياسياً وإعلامياً ومالياً، وهذا ما بدا واضحاً من خطاب مندوب السعودية الدائم في الأمم المتحدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{م:البيان}
ـــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الإسلام, والحرب, طاجيكستان


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع طاجيكستان والحرب على الإسلام
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الذئاب المنفردة والحرب الدينية عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 11-22-2014 08:09 AM
البشمركة الكردية والحرب على "داعش" عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 10-14-2014 07:58 AM
طاجيكستان: قوة مؤثرة أم متأثرة بلعبة النفوذ الإقليمية؟ Eng.Jordan مقالات وتحليلات مختارة 0 06-09-2013 09:42 AM
طاجيكستان: امرأة تحرق زوجها بسبب الغيرة Eng.Jordan أخبار منوعة 0 11-25-2012 11:04 PM
سماحة الإسلام وأخلاق الإسلام سعاد بن علو شذرات إسلامية 1 06-10-2012 12:08 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:53 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59