#1  
قديم 04-24-2014, 07:37 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة إيران بين شيخوخة المجتمع وانحرافات الشباب


إيران بين شيخوخة المجتمع وانحرافات الشباب*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

24 / 6 / 1435 هــ
24 / 4 / 2014 م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وانحرافات _6179.jpg


على المستوى الاجتماعي يعاني المجتمع الإيراني من الداخل من عدة مشكلات اجتماعية خطيرة وضخمة تهدد كيانه وتدخله في أنفاق مظلمة, وهي مشكلات موجودة لا ينكرونها، ويصرح الكثير من قادتهم بخطورتها، ويحاولون إيجاد الحلول لها؛ لاستشعارهم حجم الخسائر التي يمكن أن يتكبدوها بسبب هذه المشكلات.

وعلى الرغم من أن الزيادة السكانية تعتبرها السلطات في كثير من الدول الإسلامية السنية عبئا كبيرا؛ إلا أن إيران تحاول الآن زيادة نسلها لعزوف الكثيرين عن الإنجاب والاكتفاء بالعلاقات العابثة فقط –كتقليد واضح للمجتمعات الغربية- دون أن يلتزم الشباب بالمسئولية عن تربية أبناء, فاستعانت وزارة الصحة الإيرانية بنحو 150 ألف ضابط للعمل على إقناع الأسر ذات الطفل الواحد بأهمية زيادة عدد أولادهم، وتشجيع الشباب على الزواج, كما شاركت في هذه الحملة الكليات الطبية فقدمت دورات عن أهمية الزواج والزيادة السكانية.

وبالقطع فوجود الزواج الدائم الذي يثمر أطفالا ويتسم بالمسئولية المشتركة بين الزوجين قليل في إيران, فمما الذي يضطر الشباب إلى تحمل مسئولياته وأعبائه، إذا كان يمكنهم أن يقضي كل منهم وطره بطريقة قانونية وفق القوانين الإيرانية، ويسمونها شرعية وفق شريعتهم البعيدة تماما عن الإسلام، عن طريق ما يسمونه بزواج المتعة، الذي لا ينكر وجوده بل يعتبره أكثرهم من المحامد والفضائل، بالإضافة إلى تيسير الدولة له بفتح ما يسمى – كذبا – ببيوت العفاف، وهي البيوت التي تجمع الرجل والمرأة في علاقة زواج رسمية وشرعية كما يقولون لمدة يوم واحد, والتي أقاموها من الأصل لمواجهة مشكلة أعنف وهي مشكلة الاغتصاب المنتشرة بكثرة بإيران, بل وطالب بالإكثار منها أحد نوابهم وهو النائب "علي مطهري" فطالب بتطبيق هذا المشروع بشكل واسع النطاق حتى في المدارس الثانوية والجامعات!!

فإذا كان الزواج الدائم –الشرعي الصحيح في شريعة الإسلام– قليل في إيران من حيث الأساس، إلا أنها تعاني من تفسخ في بنيانها، فوصلت نسبة الطلاق فيها إلى مستويات غير مسبوقة، فخرجت البيانات الرسمية - ونشرتها وسائل الإعلام الإيرانية - لتقول أن خُمس الزيجات في إيران انتهت بالطلاق خلال العام الماضي، وأن نسبة الطلاق في إيران قد زادت إلى 21% بالمقارنة مع 12% قبل سبع سنوات, وأن المشكلة تتفاقم في المدن الكبرى؛ حيث تزداد النسبة بصورة كبيرة فيها، حيث تصل نسبة الطلاق في العاصمة طهران إلى حوالي الثلث، مما يهدد هذه البلاد كما - يتخوفون – بالشيخوخة نتيجة نقص المواليد وارتفاع متوسط أعمار السكان.

وقال "أحمد تويسركاني" رئيس المكتب الوطني للإحصاء السكاني في تصريحات له نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا": (أن هذا الازدياد الكبير في نسبة الطلاق مردّه إلى تدخل العائلة في علاقة الزوجين وعدم احترام المترتبات المالية للزواج والفقر والمخدرات وحتى العنف الزوجي).

وبتوجيهات من مرشدهم الأعلى: طالب الحكومة ومجلس الشورى اتخاذ تدابير لزيادة عدد المواليد بهدف مضاعفة عدد سكان إيران، والمقدر حالياً من بـ77 مليون نسمة ليصلوا إلى 150 مليوناً، وبالفعل يناقش البرلمان الإيراني في الفترة الحالية إصدار قوانين جديدة وتعديل قوانين تشجع على تحديد النسل، وذلك للتحفيز على زيادة الولادات.

ولاشك أن هذه المشكلات لا تأتي منفردة فهي تعتبر بالإجمال سلسلة في حلقة من حلقات المشكلات الاجتماعية, فغالبا ما تكون مشكلة الطلاق مشكلة وسيطة تسبقها مشكلات أخرى تكون سببا لها وتلحق بها مشكلات أخرى كنتائج, ولكنها دلالة واضحة جدا على وجود مشكلات يعاني منها هذا المجتمع.

وعادة في مثل هذه الحالات والمشكلات الاجتماعية في كثير من البلدان يتم التغطية عليها في كثير من الحلول السياسية لها، بإشغال المجتمع واستهلاكه واستنفاره وجعله في حالة قريبة من حالات الحرب؛ حتى تغطي أصوات المعارك على أي أصوات أخرى, فتنتهج إيران نفس النهج، فلم تزل منذ قيام ما سميت بالثورة الإسلامية عام 1979 في حالة حرب أو استنفار للحرب دائم ومستمر.

فلن ندعي أن مجتمعاتنا سليمة تماما من المشكلات الاجتماعية, ولكننا نعرض ذلك للدلالة على أن الهيكل الذي يحاول إفساد مجتمعاتنا سياسيا واجتماعيا هو من الأصل يعاني، وان تصدير الثورة الإيرانية هو تصدير لكل هذا الانحراف العقدي والفكري والخلقي, فما التفسخ الذي تعاني منه إيران الآن والتي ستعاني أكثر منه في الأعوام المقبلة؛ نتيجة لما فعلوه من معاداة حكم الله سبحانه بإباحة الزنا ودعمه وتأييده والكذب والافتراء على الله ورسوله, ولنفهم أيضا سعيهم المستمر لنشر التشيع في أوساط أخرى عربية وافريقية، لضمان إمدادهم بدماء شابة قادرة على أن تنقذ التشيع من شيخوخته التي سببتها قضية زواج المتعة.

وأخيرا لندرك جميعا أن ما نعانيه من مشاكل يعاني مثله أو أكثر منه كل الخصوم – من داخل الأمة أو خارجها - لنزداد يقينا بقول الله سبحانه "إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا", ليكون سعي المؤمن إلى إرضاء الله أولا وأخيرا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
المجتمع, الشباب, بين, شيخوخة, إيران, وانحرافات


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع إيران بين شيخوخة المجتمع وانحرافات الشباب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إسهام مراكز الشباب في تدعيم قيم المواطنة لدى الشباب Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 3 12-27-2015 12:02 AM
المجتمع المقدسي عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 02-05-2014 08:58 AM
غــزل الشباب حفيظة الملتقى العام 0 06-27-2012 03:19 PM
دور الأسرة في أمن المجتمع Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 1 06-10-2012 12:44 PM
هجرة الشباب جاسم داود الملتقى العام 1 02-29-2012 07:41 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:04 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59