#1  
قديم 01-14-2014, 10:56 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي حق العودة بين التفريط والعجز


أ.د. يوسف رزقة

من مخيمات اللجوء الفلسطيني، داخل فلسطين وخارجها، نشأت المقاومة الفلسطينية. ارتبطت النشأة بالمخيمات، وارتبطت بحق العودة. من أجل العودة حمل الفلسطينيون السلاح ، وقاوموا العدو الصهيوني. في المنظمة الدولية قرارات صريحة ومحددة تطالب بإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم.

لم تُعِد القرارات الأممية اللاجئين، ولم تتمكن المقاومة الفلسطينية من إعادة اللاجئين إلى وطنهم وممتلكاتهم. الأمر الواقع فرض نفسه على اللاجئين، ولكن اللاجئين متمسكون بحقهم في العودة، ويرفضون التنازل عنه، وفي الوقت نفسه يمارسون حياتهم في المخيمات، والمنافي، وينتظرون الظرف المناسب الذي يساعد في إعادتهم إلى وطنهم.

يقولون في القانون : إن حق العودة حق فردي، غير قابل للتصرف، ولا يجوز فيه التفويض،ولا يملك رئيس السلطة ولا غيره من الملوك والرؤساء العرب الحق في التصرف بهذا الحق ، أو التفاوض مع العدو على إسقاطه ، أو انتقاله. ومن ثمة يرفض الفلسطينيون مقولة عباس ، ومقولة المبادرة العربية: (حل متفق عليه؟!). لأنها مقولة دبلوماسية مخادعة تستهدف التمهيد للتنازل عن حق العودة ، ومن ثم وجدنا فيما تسرب عن خطة جون كيري في الشق السياسي، ما يفيد البحث في حق العودة من خلال ( التوطين، والتعويض، والعودة إلى غزة والضفة). ولا يوجد حديث عن العودة إلى فلسطين المحتلة في عام ١٩٤٨ م. ووجدنا في المقابل طلبا إسرائيليا للاعتراف بيهودية الدولة، والأغرب من ذلك وجدنا تفهما أمريكيا لمطلب يهودية الدولة، بينما يقول المفاوض الفلسطيني هذا شأن إسرائيلي داخلي، ولا يعنينا كفلسطينيين، بينما هو في الجوهر يعنينا بشكل مباشر لأنه يقضي على حق العودة، ويهدد حقوق الفلسطينين داخل حدود ١٩٤٨م.

إن ما حدث للاجئين في الأردن، والعراق، ولبنان، وما يحدث لهم الآن في سوريا، جدير بأن يعيد حق العودة الى منزلته، ومكانته التي كانت له عند بدايات انطلاقة الثورة الفلسطينية في الستينيات. حيث كان حق العودة جوهر العمل الفلسطيني، وكان اللاجئون هم وقود الثورة ، وهم ضحاياها.

بالأمس نال الفلسطيني حقوق المواطن السوري، واليوم فقد الفلسطيني كل حقوقه، وبات رجلا غريبا، ومتهما، ولا مانع من قصف مخيمه بالبراميل المتفجرة، ولا مانع من حصاره لأشهر ، فهو لا يملك شهادة الولاء اللازمة للحياة وللمواطنة. ولأن هذه الحياة المتقلبة ضربت الفلسطيني، في كل مخيمات اللاجئين في الأردن ولبنان والعراق، وسوريا، وجب على القيادة الفلسطينية إعادة الاعتبار الى حق العودة، لا التمادي بالتنازل عنه، تحت سيف الأمر الواقع، أو رفض اسرائيل للتعامل مع هذا الحق.

إنه في ضوء التصرف الخاطئ ، والمبتسر للسلطة، والذي يهدددنا بتنازلات مؤلمة في باب حق العودة، لا نجد بديلا فلسطينيا تقوم عليه المعارضة الفلسطينية الرافضة للتفاوض لمنع التنازلات، الأمر الذي قد يعني ضياع حق العودة بين تفريط المفاوض، وعجز الفصائل المعارضة والرافضة للتنازلات. صحيفة فلسطين
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
التفريط, العودة, بين, والعيش


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع حق العودة بين التفريط والعجز
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إحياء ثقافة حق العودة Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 1 03-01-2014 09:12 PM
اللاجئون الفلسطينيون وحق العودة Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 12-24-2013 03:48 PM
التنازل عن حق العودة جريمة Eng.Jordan مقالات أردنية 0 11-05-2012 11:23 AM
مؤامرة على حق العودة! Eng.Jordan أخبار الكيان الصهيوني 0 06-18-2012 12:08 PM
التفريط في الخير تراتيل شذرات إسلامية 0 03-06-2012 12:36 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:37 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59