محاربة الإرهاب ذريعة بكين لتبرير اضطهاد الإيغور

لتبرير , محاربة , الإيغور , الإرهاب , اضطهاد , ذريعة , بكين

محاربة الإرهاب ذريعة بكين لتبرير اضطهاد الإيغور

الصين لا تريد التراجع عما تراه برنامجا حقق نجاحا باهرا في محاربة الأفكار الدينية المتشددة رغم المخاوف العالمية وانتقادات منظمات حقوقية.


الاثنين 2019/01/07

زيارات حكومية لتنويم العالم
بكين – تواصل السلطات الصينية تبرير اضطهادها لأقلية الإيغور المسلمة تحت مسوغات الحرب الواسعة التي تشنها بكين ضد الإرهاب والجماعات المتطرفة في البلاد.

وقال مسؤولون في إطار زيارة نادرة سمحوا بها لوسائل الإعلام، إن الصين لن تتراجع عما تراه برنامجا حقق نجاحا باهرا في محاربة الأفكار الدينية المتشددة في إقليم شينجيانغ رغم المخاوف العالمية التي أثارها لكنها ستقلل عدد المشاركين فيه.

وكانت بكين قد واجهت انتقادات من منظمات حقوق الإنسان بسبب ما يصفونها بأنها عمليات احتجاز جماعية ومراقبة لصيقة لأقلية الإيغور التي يغلب عليها المسلمون وغيرها من الجماعات المسلمة التي تعتبر شينجيانغ موطنها. وفي أغسطس قالت هيئة حقوقية تابعة للأمم المتحدة إنها تلقت تقارير ذات مصداقية تفيد أن مليونا أو أكثر من الإيغور والأقليات الأخرى في الإقليم الواقع في أقصى غرب الصين محتجزون في ما يشبه “معسكر احتجاز هائل”.

وفي الأسبوع الماضي نظمت الحكومة زيارة لثلاث من هذه المنشآت التي تسميها مراكز تدريب مهني لمجموعة صغيرة من الصحافيين الأجانب. ورفض مسؤولون كبار من بينهم شهرت ذاكر حاكم الإقليم وأرفع مسؤول من الإيغور في المنطقة ما وصفوه بأنها “أكاذيب تنطوي على افتراء” عن هذه المنشآت.

وقال شهرت ذاكر في أورومتشي عاصمة الإقليم إن هذه المراكز “فعالة للغاية” في تقليل التطرف.وأضاف “بمرور الوقت عدد الناس المشاركين في آلية التدريب سيقل شيئا فشيئا”، قائلا إنه ليس بوسعه ذكر عدد الموجودين في هذه المراكز على وجه التحديد.

وتابع “مليون شخص رقم مخيف. مليون شخص في آلية التوعية ليس هذا واقعيا. هذه شائعة محضة”، مشددا على أن هذه المنشآت مؤقتة.وقال ديلكسات راكسيت المتحدث باسم مؤتمر الإيغور العالمي إن الحكومة الصينية تستغل التطرف ذريعة لحبس الناس. وأضاف “ما يحاولون تحقيقه هو القضاء على هوية الإيغور”.

وأخذت الحكومة الصحافيين إلى ثلاثة مراكز في كاشجار وهوتان وكاراكاكس وكلها في الجزء الجنوبي من الإقليم الذي يغلب عليه الإيغور، حيث وقع جانب كبير من أعمال العنف التي شهدها الإقليم في السنوات الأخيرة.

وفي فصل سمحت السلطات للصحافيين بزيارته شرح مدرس بلغة الماندرين أن عدم السماح بالغناء أو الرقص في حفل زفاف أو بالبكاء في جنازة من علامات الفكر المتطرف. وقال جميع من تحدثوا للصحافيين إنهم جاؤوا برغبتهم بعد أن سمعوا عن المراكز من المسؤولين الحاليين.

وقالت بازالايبوتوي في مركز هوتان إنها حضرت منذ خمس سنوات تجمعا دينيا غير قانوني في بيت أحد جيرانها قيل لها فيه إنه يجب على النساء تغطية وجوههن. وقالت بعد أن أمضت عاما في المركز “في ذلك الوقت أصابتني عدوى الفكر المتطرف لذلك ارتديت النقاب”.

وفي مركز كاشجار قال شخص يدعى عثمانيان إنه شارك في التحريض على الكراهية العرقية ولذلك اقترحت عليه الشرطة في القرية الذهاب إلى مركز التوعية. وأضاف “تحت تأثير الفكر المتطرف عندما كان غير المسلمين يأتون إلى متجري لم أكن أرغب في خدمتهم”. وقال المقيمون في المراكز إن بإمكانهم “التخرج” عندما يصلون إلى مستوى معين في تعلم لغة الماندرين والمعرفة الخاصة بمكافحة الفكر المتطرف والوعي بالقانون.

Thumbnail
وأثار الوضع في شينجيانغ قلقا في العواصم الغربية. وكتب ما لا يقل عن 15 سفيرا غربيا رسالة إلى رئيس الحزب الشيوعي في الإقليم تشين تشوانغو وهو أرفع مسؤول في شينجيانغ طلبوا فيها الاجتماع معه لبحث مخاوفهم. وسبق أن قالت الولايات المتحدة إنها تدرس فرض عقوبات على تشين ومسؤولين آخرين وشركات صينية لها صلة بما يتردد عن انتهاكات الحقوق في شينجيانغ.

وقالت مايا وانغ الباحثة لدى منظمة هيومن رايتس ووتش في هونغ كونغ إن من الضروري زيادة الضغوط الدولية، مضيفة أن “مجرد إحساسهم بأنهم يحتاجون لترتيب جولة يمثل علامة على أن الضغط يؤتي ثماره”.

وقال شو هايرونج رئيس الحزب الشيوعي في أورومتشي “كل التقارير ملفقة” في ما يتعلق بالتغطية الخارجية للإقليم. ونفى وجود أي مخاوف بشأن العقوبات الأميركية.”.

وتقول الحكومة إن هدفها هو أن يصبح الإيغور جزءا من المجتمع الصيني العام. وقال شهرت ذاكر إن الناس في بعض مناطق جنوب شينجيانغ لا يستطيعون حتى قول أهلا باللغة الصينية.

وفي أورومتشي تعرض صور ولقطات فيديو مؤلمة لما تقول الحكومة إنها هجمات في شينجيانغ، الذي يغلق في العادة أمام الجمهور. وقال شي لي نائب رئيس الدعاية في لجنة الحزب الشيوعي في شينجيانغ “بالفهم الأعمق فقط يمكنكم أن تتفهموا الإجراءات التي أخذناها اليوم”. وفي كاشجار وهوتان وكاراكاكس كانت الحواجز الأمنية الكبيرة لا تزال باقية حول محطات البنزين. وتنتشر مراكز صغيرة للشرطة في المناطق السكنية.

وقال جانغ يي قائد أحد هذه المراكز إن المراكز تقدم خدمة عامة أشمل. ويقدم المركز الذي زاره الصحافيون منشورات عن مجموعة واسعة من الموضوعات منها كيفية التحول من جنس إلى آخر بما يتفق مع القوانين.

وقال زارك زوردون نائب رئيس الحزب في كاشجار وهو من الإيغور في شمال الإقليم حيث يعيش كثيرون من عرق الكازاخ إن “الاستقرار أفضل حق من حقوق الإنسان”. وأضاف “يجب أن يتعلم الغرب منا كيفية التغلب على التطرف ورفض ما يقال عن الاعتداء على الإيغور”.

المصدر: ملتقى شذرات