#1  
قديم 12-11-2016, 03:48 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,410
افتراضي موسكو عندما تحاول بيع واشنطن «ورقة» الموت!


الحياة :محمد مشموشي


يبدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كمن يحث الخطى لدخول البيت الأبيض قبل أن يدخله الرئيس الأميركي المنتــخب دونالد ترامب، في 20 كانون الثــاني (ينــاير) المقبل. هدف بوتين أن يضع «ورقة حلب» على الطاولة الرئاسيــة في المكتب البيضوي، قبل أن يجلس إليها «صديقــه» الجديد في واشنطن، وحتى قبل أن يطّلع هذا عـــلى أية ورقة أخرى في ملف سياسات بلاده وعلاقاتها الخارجية. وهدف بوتين هذا، من بين أمــور أخرى، هو الذي جعله يستخدم حق النقض («الفيتو») ضد مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو الى «هدنة إنسانية» في حلب المدمرة، بحجة أنه لا ينص على انسحاب المسلحين من المدينة.


فليس في ذهن قاطن الكرملين، وهو يودّع «صديقيه» اللدودين باراك أوباما وجون كيري، سوى أن يضع الإدارة الأميركية الجديدة أمام «أمر واقع» سوري، وإقليمي ودولي من وجهة نظره، يعتقد أنه سيكون نقطة قوة له في علاقاته المقبلة معها. ولأنه استثمر الى آخر مدى، وبنجاح كبير، سياسات أوباما - كيري اللامبالية (في الواقع، الانسحابية) من المنطقة، فهو يرى في ما أطلقه ترامب في حملته الانتخابية، وانعزاليته الظاهرة عن مشاكل العالم، مدخلاً الى اعتراف أميركي ناجز وسريع بما حققه في حلب، وبالتالي في سورية والمنطقة كلها. ولعله من هنا، وللمرة الأولى منذ تدخّله العسكري في سورية في أيلول (سبتمبر) 2015، استخدم وزيرا دفاعه وخارجيته عبارات أقل ما يقال فيها أنها غير سياسية، وحتى سوقية: يخرج المسلحون من حلب أو يبادون عن بكرة أبيهم؟!


ليس ذلك فحسب، بل إن بوتين تعمّد في الفترة الأخيرة، وفي سياق مقاربته الأميركية ذاتها، تصعيد لغته السياسية في شأن ليبيا التي، كما يبدو، يعتبرها «عزيزة» على ترامب، على خلفية ما وصف بـ»سقطات» منافسته في الانتخابات الرئاسية، وزيرة الخارجية يومها هيلاري كلينتون، بعد اغتيال السفير الأميركي فيها كريستوفر ستيفنز في 2012. فبدلاً من كلامه على عدم السماح بتكرار «تجربة ليبيا» الأميركية، كما اعتاد على القول منذ سنوات، خرج بوتين قبل أيام بمطلب تقديم اعتذار أميركي علني وصريح عن تلك العملية. وغني عن البيان أنه، بمثل هذا الأسلوب، يعتقد أنه يقدم ما يشبه «أوراق الاعتماد» الى ترامب في حربه على الحزب الديموقراطي والإدارة السابقة، بقدر ما يحاول استغلال الإدارة الجديدة الى أقصى حد.


هل هكذا تكون السياسة الدولية؟ بل هل هذه سياسة أصلاً، فضلاً عن أن تكون سياسة خارجية تمارسها قوة كبرى، وفي القرن الحادي والعشرين في شكل خاص؟


المهم في الحال الراهنة، أن ما يعتبره بوتين «انتصـــاراً» كاملاً له ولحليفيه في حلـــب (بشار الأسد وعلــي خامنئي) يبدو معروضاً للبيع، أو حتى للمساومـــة، مع إدارة أميركـــية لا يتحدث الأميــــركيون، كما الأوروبيون والعالم كـــله، عنها إلا وهم يغطـــون أنوفـــهم هروبـــاً من الرائحــة الكريهـــة... إن فـي مجال العلاقات بين البشر والتمييز العنصري وحقوق الإنسان، أو في ما يتعلق بالأخلاق وأساليب تكديس الثروة والتهرب من الضرائب.


فلم يعد خافياً أنه ليس لدى بوتين، الضابط السابق في «ك.ج.ب» السوفياتية، في ممارسته السياسة الداخلية في بلاده كما في علاقاته مع دول العالم الأخرى، إلا ما تعلمه من هذه المدرسة في الاستخـــبارات ومارسه في ألمانيا الشرقية وغيرها، وإلا عمــلياً القتــل والاعتقال والتعذيب للناس، وعروض البيــع والشراء وتبادل المنافع مع البلدان وأجهزة الاستخبـــارات الأخرى. وعلى رغم غيوم التوجه الى حل سيــاسي، التي أطلقها في الأجواء، قبـــل تدخله الحربي في سورية وبعده (وظن البعض بها خيراً، كما حال كاتب هذه السطور)، فسيرة سياسات الرجل منذ ما يقارب ستة أعوام، وعمليات قـــواته الجوية والبحرية والبرية في خلال العام ونصف العام الماضية، تقول بما لا يدع مجالاً للشك، أن أهدافه في سورية، وربما في المنطقة كلها، لا تختلف في شيء عن أهداف حليفيه في دمشق وطــهـــران: هو، بحجة إنهـــاء وحدانية القطب وإرساء تعدديـــة في النظـــام الدولــي تفسح في المجال لدور روسي وحتى صيني وأميركي لاتيني فيه، والآخران، بذريعة مقاومة ما يسميانه «الاستكبار العالمي» بما فيه الصهيونية وإسرائيل في شكل خاص.


لكن، هل ينجح الرجل في ما يفعله... ليس في سورية والمنطقة فقط، إنما في أوكرانيا وما يسمى «الكومنولث السوفياتي» السابق و«دول البريكس» أيضا؟


غالب الظن، أن الرائحة الكريهة التي يهرب منها الأميركيون والأوروبيون حالياً، بعد انتخاب ترامب رئيساً لأكبر وأغنى وأقوى دولة في العالم، لن تكون مختلفة عن المآل الذي سينتهي إليه ما يعتبره بوتين «انتصاراً» له في سورية... وربما حتى في واشنطن إذا ما صدقت توقعاته عن «صديقه» الجديد في البيت الأبيض.
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
موسكو, الموت!, بدائل, عندما, واشنطن, «ورقة»


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع موسكو عندما تحاول بيع واشنطن «ورقة» الموت!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
واشنطن تعلق محادثاتها مع موسكو بشأن سورية عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 10-04-2016 07:15 AM
الموت لأهل السنّة ، الموت لليمن عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 11-08-2014 08:16 AM
واشنطن تحاول تجديد المفاوضات عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 09-03-2014 06:44 AM
موسكو قلقة من احتمال قيام واشنطن بعمل عسكري في سوريا ام زهرة أخبار عربية وعالمية 0 08-26-2013 09:44 PM
بدائل يقيني بالله يقيني أخبار ومختارات أدبية 2 03-02-2012 12:38 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59