#1  
قديم 01-15-2017, 09:03 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,033
ورقة السياسة السعودية وسوريا


السياسة السعودية وسوريا
ــــــــــــ

(منذر الأسعد)
ـــــــ

17 / 4 / 1438 هــ
15 / 1 / 2017 م
ــــــــــــ

السياسة السعودية


هل وقعت السياسة السعودية إزاء مأساة الشعب السوري في أخطاء؟
--------

تقتضي الإجابة المنصفة تتبع أبرز المحطات في هذه السياسة وبيان موضع خطئها إذا كان هنالك أخطاء حقاً! وأما الإجابة المبدئية العامة والتي لا تنحاز إلى أحكام مسبقة وغير موضوعية فخلاصتها أن ذلك ممكن لأن السياسة يقوم على أمرها بشر غير معصومين ومهما اجتهدوا في تقصي الحق والتزام الحقيقة، فقد يقعون في اجتهادات غير صائبة، تماماً كالمجتهد المؤهل في ميدان الفقه : له أجران إذا أصاب وأجر واحد إذا أخطأ، فهو معذور بل مأجور!



لكن المصيبة أن يتجنى على السياسة السعودية نفرٌ من السعوديين، لا يتكلمون عن خطأ عابر أو هامشي، وإنما يتهمون جوهر هذه السياسة بأنها خاطئة زاعمين أنها ليست معركتهم أصلاً!



هم متحذلقون لا يتكلمون بالجرأة التي تبدو عليها أسئلتي، التي تعمدتُ أن أصيغها بمضمونها الفعلي وليس بتعابيرهم المراوغة!



الكذبة المزدوجة
=======

تناثر كلام هؤلاء الرهط في ندوات لم تحظَ بتغطية إعلامية واسعة- وربما كان ذلك مقصوداً!-، ثم جاء الصدع بالدعوة المريبة على لسان
صحفية لبنانية معروفة الاسم والتوجهات، وضعتْ نفسها وصياً على الشعب السعودي وشعوب مجلس التعاون معه، وأصدرت " الفرمان" الآتي نصه:

((إيران تعتبر حلب فوزاً لها وانتكاسة للدول العربية الخليجية المعارضة لها، بالذات للسعودية. مواقف دول مجلس التعاون الخليجي متباينة، شعوبها منشغلة بمستقبلها وطموحاتها ولا تريد الانجرار إلى الحروب في البقع العربية من سورية إلى ليبيا - وحتى اليمن. لذلك، هناك ذلك المقدار من الضبابية في المواقف الخليجية الرسمية والشعبية وهناك انفصام وانفصال عن المنطقة العربية غير الخليجية. سواء كان بعض الأدوار الخليجية في الدول الملتهبة خطأ أم لا، فما يريده الخليجيون الآن هو الحفاظ على تلك الواحة الباردة في خضمّ اللهيب. أما شعوب الدول التي تلقّت الوقود وسكب الزيوت عليها، فإنها تشعر بأنها ضحية الاستخدام الخاطئ والمسيء الذي أدّى إلى أفغنتها وتمزيق نسيجها البنيوي. فما هو المشهد أمامنا؟))!



فالشعوب الخليجية ترفض-ضمناً- سياسات حكوماتها التي قادتها إلى "حروب" لا تعنيها، بل إن الشعوب المتضررة التي تلقت "الوقود" وسكب الزيت عليها، تتهم تلك البلدان بأنها "استخدمتها" استخداماً خاطئاً أدى إلى أفغنتها وتمزيق نسيجها البنيوي!



كنت أقرأ هذه السموم وأعود إلى اسم الكاتبة واسم الصحيفة، لئلا أكون واهماً، فمحتوى هذه السهام الحقود جعلني أشعر أنني أصغي إلى دجال العصابة الأسدية في الأمم المتحدة بشار الجعفري، ولكن بعد عملية جراحية في لسانه لمنعه من البذاءات الفاقعة والشتائم السوقية!! أو الشبيح شريف شحادة بعد إعادة صياغة هرائه، لكي تصبح السلعة قابلة للبيع في المجتمع السعودي الذي يمقت هؤلاء وكل ما يتصل بوحشية نظامهم وكراهيته للسوريين ولسائر المسلمين.



وفي أحسن الأحوال، فإن ذلكم الدجل المخاتل يشبه شنشنة أوغاد مراكز البحوث المعلبة في الغرب، والتي يقوم عليها عصابيون فاشيون دمويون مهووسون من صهاينة وصليبيين!دأبوا على تشويه السعودية وشن حملات أباطيلهم على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وربط ضلالات الخوارج الجدد من داعش وأفراحها بهذه الدعوة الإصلاحية في تحريض رخيص ودنيء ضد المسلمين كافة!



من يقرأ هذا الدجل المدسوس بعناية فائقة، يستحضر اتهامات هولاكو العصر للسوريين بأنهم ثاروا على ظلمه الموروث ونهبه المستشري، بتأثير دول أخرى على رأسها: المملكة وقطر وتركيا!



وهذه فرية مزدوجة فهي تحتقر الشعب السوري الذي خرج بالملايين في تظاهرات سلمية رائعة، ففاجأ الطاغية وفاجأ العالم كله، بما فيه تلك الدول.. كما تفتري على البلدان الثلاثة كذباً فجاً..



ولأن القوم مردوا على الكذب ورضعوه بدل حليب أمهاتهم –وليس معه- فقد طمسوا حقيقة أن هذه الدول –تحديداً- حاولت كل منها على انفراد عبر الزيارات غير المعلنة والقنوات الخاصة إسداء نصائح ثمينة للوريث القاصر، حرصاً عليه من أن تجرفه ثورة شعبه إذا تصاعدت.. فصعَّر خده ورد عليهم بكبره ونرجسيته المعروفَين ..



وكانت هذه الدول صادقة في مساعيها، فهي دول لا تحب الثورات ولا التغييرات الجذرية، وتركيا كانت مستفيدة من تنازلات سفاح الشام فوائد لا تُحصى!! فكيف تتآمر بلدان عاقلة على نفسها؟





"تفريس" الشام لا يعنينا
==========

تمضي الكاتبة بموجب الوكالة الحصرية التي منحتها إياها شعوب مجلس التعاون لتقول:
((ستضمن إيران لنفسها الجغرافيا التي تريدها في سورية وتوصلها مع «حزب الله» في لبنان. إنه جزء من ذلك «الهلال الفارسي الشيعي» الذي أراده المحافظون الجدد في الولايات المتحدة ليربط إيران بإسرائيل في علاقة تهادنية بحيث يكون أحد القواسم المشتركة بينهما ذلك العدو العربي. لذلك، فإن إسرئيل لا تحتج على الإنجازات الجغرافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي لا ترى في ذلك تهديداً لها، وإلا لسمعنا دوي احتجاجها في كل مكان.
الدول الخليجية أيضاً لا تبدو مذعورة أبداً إزاء الامتداد الإيراني عبر العراق وسورية ولبنان إلى البحر المتوسط. فهي واثقة في أن ذلك الشق المتعلق بالمنطقة الشرقية السعودية في الهلال الفارسي لن يرى النور تحت أي ظرف كان. أما ما يحدث في الجغرافيا غير الخليجية، فإنه ليس أولوية خليجية. هكذا كان جليّاً في جولة خليجية شملت قمة مجلس التعاون في البحرين ومؤتمر مؤسسة «فكر» في أبو ظبي التي عقدت تحت عنوان «التكامل... هدفاً»، والمقصود التكامل العربي)).



فسلخ خامنئي للشام من قلب العالم العربي لا يعني الخليجيين، الذين يقطنون القطب المتجمد الجنوبي!



هل يُعْقَلُ أن إعلامية بخبرتها وموقع عملها، تجهل ألفباء الجغرافيا السياسية، إذا كان التغريب المطلق قد ألغى من خريطتها الذهنية أن قلب العالم الإسلامي لن يسمح بمحو المسلمين من جواره، ومحا من وحياتنا كلمة العروبة بمعناها الحضاري الثقافي لا العرقي العنصري؟



هل تتصور هذه المخلوقة بجدية أن النخب الخليجية –السياسية والعلمية والإعلامية- لا تدرك المغزى الإستراتيجي للتواصل الجغرافي المراد إنشاؤه بين الكيان الصهيوني والكيان الصفوي؟



يوجد أفراد حمقى يزعمون أنهم على شيء، يرفعون مثل هذه الرايات الخبيثة، ويحاولون إثارة العامة بأن الاهتمام الجيوبولتيكي بالأمن في محيط الدول أنه يستنزف الموارد في حروب –بحسب تسميتها المسمومة المكشوفة- ونحن أحق بها!



لكن هؤلاء المنبوذين لا يحصلون على تأييد أكثر الناس بساطة، لأنه يرى روسيا تأتي بخيلها ورجلها آلاف الأكيال بحثاً عن مصالح آثمة لها، فكيف يستهتر لبيب بمصالحه العليا في الجوار الذي يريد العدو اختطافه ليتخذ منه رأس جسر لاقتحام البلد المتهاون في حماية أمنه الوطني؟



عداء ثابت
=====

يبقى الرأي العام بفطرته السليمة عقبة صعبة المرتقى أمام هؤلاء الخبثاء.. فالإنسان العادي هنا لا يحتاج إلى مطالعة تاريخ بعيد عمره آلاف السنين، وإنما تكفيه عناوين الأحداث الكبرى التي عايشها بنفسه إن كان في سن الكهولة، أو عايش تبعاتها الراهنة إن كان شاباً..



يبدأ الشريط المجوسي الأسود من استهداف السعودية في الإلحاد في بيت الله الحرام، ويمر على محطات قبيحة مثل نقل المتفجرات إلى المسجد الحرام الذي احترمه كفار مكة وصانوه عن مثل هذه الموبقات، مروراً بتفجيرات إرهابية في الخُبَر وغيرها من المدن ..



وجهود الصفويين المحمومة لـ"تدويل الحرمين" وزعزعة الأمن وإنشاء شبكات التجسس واستضافة قادة تنظيم القاعدة الإرهابي، وزرع ميليشيات الحوثي وتسليحها، وتهديد البحرين والكويت مرة بعد مرة ..وتهديدات رموز الحرس الثوري وقادة قطعان جحش (الحشد الطائفي القذر) للمملكة !



وأما المثقفون الأنقياء فيعلمون علم اليقين ما يجري في البحر الأحمر من تحالف سري عميق الأغوار، بين ملالي قم وحاخامات تل أبيب، وإقامة قواعد لتدريب الإرهابيين في جزر أرتيرية مستأجرة!



فإذا أخفق المجرمون في تضليل العوام والنخبة الواعية، فهل يظنون حقاً أن صانع القرار سيتأثر بهرطقاتهم؟ شخصياً :أجزم أنه لم يسمع بهم !







ــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
السياسة, السعودية, وسوريا


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع السياسة السعودية وسوريا
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
السياسة الأردنية في مرمى وثائق "ويكيليكس السعودية" Eng.Jordan مقالات أردنية 0 06-21-2015 02:44 PM
الغرب وسوريا.. دموع التماسيح! عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 01-30-2014 09:10 AM
تركيا وسوريا يقيني بالله يقيني مقالات وتحليلات مختارة 0 07-24-2012 05:14 AM
الجمهورية العربية المتحدة ...مصر وسوريا Eng.Jordan رواق الثقافة 0 04-17-2012 11:29 PM
ميثاق الدفاع المشترك بين مصر وسوريا 20 / 10 / 1955 Eng.Jordan رواق الثقافة 0 04-17-2012 11:23 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:25 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59