ألمانيا تتجه كليا للطاقة المتجددة

ألمانيا , للطاقة , الأبجدية , تتجه , كليا

تقدم ألمانيا على تحد كبير على الطاقة المتجددة من خلال وضع أهداف طموحة لاستبدال منشآتها النووية بمصادر بديلة. قرارها بإغلاق جميع محطات الطاقة النووية بحلول عام 2022 من أحد أكبر تحديات الطاقة من أي وقت مضى من قبل الدول الصناعية.
من المهم دراسة مثل هذا الموقف لدولة صناعية كبيرة مثل ألمانيا من حيث التحول من نوع الطاقة، وكيف يمكن للدول الأخرى أن تستفيد من فهم أكبر للاستثمار في ألمانيا والالتزام باستقرار إمدادات الشبكة وتعاون القطاع. وقد أجرت أخيرا شركة UL، وهي شركة عالمية مستقلة متخصصة في علوم السلامة وتضم أكثر من قرن من الخبرة لابتكارات حلول السلامة، البحوث على أرض الواقع لفهم لماذا اتخذت ألمانيا مثل هذا الخطر الاقتصادي الكبير في مجال الطاقة المتجددة وكيف يمكن أن تساعد الطرق الجديدة والتكنولوجيات المتقدمة والمتطورة في الولايات المتحدة بأن تقدم لها يد العون في مجالات الطاقة المتجددة على نطاق واسع واعتمادها في جميع أنحاء العالم.
وقد كشفت الدراسة أن الألمان يعتقدون أن تحقيق درجة أعلى من الاستقلال في مجال الطاقة أمر مفيد للأمن القومي للبلاد، وتوفير الإغاثة من الغاز الطبيعي المستورد والقضاء على خطر الكوارث النووية، إضافة إلى الاهتمامات الوطنية حول البيئة وتغير المناخ. ودفعت هذه البيئة السياسية المركزة والثابتة نسبيا شركات الطاقة الألمانية لبدء عملية إعادة اختراع نفسها من خلال السعي وراء منتجات وخدمات جديدة.
وقال كليمنس كريمر، كبير فريق خبراء في اقتصاديات الطاقة والأسواق في ENBW، وهي شركة إمدادات الطاقة ومقرها في كارلسروه، ألمانيا،: "نحن في حاجة إلى أن نتعلم كيفية التعامل مع الزبائن بطرق مختلفة. لفترة طويلة، والشركة معروفة بتوفير الطاقة بطريقة يمكن الاعتماد عليها. واليوم، الناس لديهم متطلبات أكثر بكثير من التوقعات للمرافق العامة، بما في ذلك توفير الابتكارات في مجال الطاقة".
على مدى السنوات الخمس الماضية، إلى حد كبير تركزت جهود ألمانيا في الطاقة المتجددة على تحقيق التوازن بين شبكة الكهرباء وإبقائها مستقرة. وقد لعب ظهور محطات الطاقة الافتراضية على نطاق واسع VPPs دورا رئيسا. في الواقع، الآن هناك 30 محطة افتراضية تلعب دورا أساسيا في التقبل السريع للطاقة المتجددة في ألمانيا، لأنها تربط مجموعة واسعة من منتجي الطاقة الفردية عن طريق تكنولوجيا الاستشعار وأدوات البرمجيات المتطورة التي تساعد المنتجين الأفراد، وكثير منهم من المزارعين مع ألواح الطاقة الشمسية في حقولهم، لتسويق الكهرباء في سوق الطاقة المفتوحة. إنها أيضا بمثابة هيئة تدبير مركزية للمساعدة إضافة إلى موثوقية الشبكة. إن القدرة على توجيه الموردين للطاقة، المنتشرين في أنحاء البلاد، إما لزيادة الإنتاج لتحقيق ذروة استهلاك الكهرباء أو إيقاف الإنتاج لتجنب نظام الإفراط في الحمل قد أعطى مشغلي نظام الشبكة في ألمانيا المرونة اللازمة لضمان استقرار الشبكة لأن محطات الطاقة النووية والفحم ستكون خارجة عن الخدمة تدريجيا.
وتقدم الولايات المتحدة أيضا مساهمات كبيرة في تحولات الطاقة في جميع أنحاء العالم، ورجال الأعمال والشركات الأمريكية المبتكرة تتقدم عملية التسويق الرئيسة لتكنولوجيا البطاريات، وأنظمة التشغيل الآلي، وروابط الشبكة، ومجموعة متنوعة من أدوات تكنولوجيا المعلومات التي يمكن أن تدير نشاط الشبكة. ويجري أيضا وضع معايير ذات صلة لهذه المنتجات الخاصة بشبكة متطورة و"ذكية" وتحسينها من قبل الخبراء الفنيين في الولايات المتحدة وحول العالم. وحاليا تدرس الولايات المتحدة رؤية التحول هذه في جميع أنحاء البلاد، وكذلك التركيز على انضباط وتحقيق التوازن بين أنظمة الشبكة في مختلف أنحاء البلاد، إضافة إلى موارد البطاريات وتوزيعها عند الحاجة. ويبذل المبدعون جهدا كبيرا لتطوير وتسويق مجموعة متنوعة من التقنيات التي سوف تحتاج إليها ألمانيا في نهاية المطاف لدعم التحول الخاص بها.
وتخلص الدراسة إلى أن استقرار الشبكة، وتعاون القطاع، والتقنيات المبتكرة الجديدة سوف تقود مستقبل الطاقة المتجددة، وأن الجمع بين تسخير الخبرة الهندسية الألمانية المثبتة في استقرار الشبكة والتقدم التكنولوجي في الولايات المتحدة، سيعطي كلا البلدين وضعا أفضل لتوسيع نطاق مساعيها لتطوير أكبر لأنظمة الطاقة الموزعة.
الجدير بالذكر أن شركة UL تشجع أولئك الذين يعملون في النظام الإيكولوجي للطاقة للعمل بشكل تعاوني وعبر الحدود الدولية لمعالجة مسائل الهندسة والتكنولوجيا مع توفير مرونة أنظمة الطاقة الذكية، وبيئة واعية وحيوية اقتصاديا لتكن قابلة للحياة في المستقبل. وهي شركة عالمية رائدة مستقلة في علوم السلامة التي ناصرت التقدم لمدة 120 عاما. وهي تملك مكاتب في 46 بلدا، ويعمل فيها أكثر من عشرة آلاف من المهنيين وفق رسالتها لتعزيز العمل والمعيشة وخلق بيئة آمنة لجميع الناس. وتستخدم UL البحوث والمعايير للمضي قدما في استمرار وتلبية احتياجات السلامة المتطورة.


* نقلا عن صحيفة " الاقتصادية "

المصدر: ملتقى شذرات