#1  
قديم 01-06-2017, 10:23 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي ثري كندي ينفق أمولاً طائلة لإنقاذ أكثر من 200 لاجئ سوري


في أحد أيام السبت الأخيرة المثلِجة، شرع جيم إستيل في طرق أبواب جيرانه، عارضاً جرف الثلج من ممرات ومداخل المنازل مقابل المال.
n-S-large570.jpg
كان يقف وراءه مجموعةٌ من اللاجئين السوريين، الذين نزحوا إلى مدينة جيلف الكندية جنوب غرب أونتاريو. كان جيم إستيل، الرئيس التنفيذي لشركة "دانبي" للأجهزة، التي تقدر قيمتها بملايين الدولارات، يتصرَّف كما لو كان مندوب المبيعات الممثل لهذه المجموعة من اللاجئين، وساعدهم في الحصول على 50 وظيفة في إزالة الثلوج.
يُعد هذا التصرُّف، كما قالت صحيفة The Guardian البريطانية، بمثابة لمحة عن العلاقة العميقة التي تشكَّلت منذ قرر هذا المدير التنفيذي بث الأخلاق منذ عام، حيث أنفق حوالي 1.5 مليون دولار كندي ل*** 200 لاجئ سوري إلى كندا.

برنامج رعاية خاص


في صيف عام 2015، ولتأثره الشديد بالعناوين الإخبارية التي تتحدث عن الأزمة السورية التي وصفها بأنها "أكبر الأزمات الإنسانية في عصرنا هذا"، بدأ إستيل العمل لتحديد عدد العائلات التي يمكنه مساعدتها في إطار برنامج الرعاية الخاص في كندا، والذي بدأ العمل به قبل 35 عاماً بعد حرب الفيتنام، و*** أكثر من 275 ألف لاجئ إلى كندا. يسمح البرنامج لبعض المواطنين بالترحيب باللاجئين والتكفُّل بهم، طالما التزموا بتغطية نفقات السنة الأولى لإقامتهم، ومساعدة الوافدين الجدد لتسهيل حياتهم الجديدة.
قدّر إستيل، البالغ من العمر 59 عاماً، أن مبلغ 30 ألف دولار كندي يكفي لدعم أسرة مكونة من 5 أشخاص في مدينة جيلف، المدينة الصغيرة التي تقع على بعد 60 ميلاً (96 كم) من مدينو تورونتو، وأن بإمكانه دعم ما يقرب من 50 أسرة.
وفي مقابلةٍ مع صحيفة الغارديان، قال إستيل: "لم أكن أرى أن الأمر صعب. فمدينة جيلف يبلغ عدد سكانها 120 ألف شخص، و50 أسرة من اللاجئين سيكون عدد أفرادهم حوالي من 250 إلى 300 فرد، وهذا بالنسبة لعدد سكان المدينة شيءٌ بسيط جداً".
واجتمع جيم بعددٍ من المنظمات الدينية والإغاثية بالمدينة في سبتمبر/أيلول، حيث وافق الجميع على خطته الطموحة.
كان هذا هو الجزء السهل في خطته، لكن الأصعب، كما قال إستيل: كان كيفية اختيار اللاجئين الذين سيأتون إلى كندا من بين ملايين النازحين. وأضاف قائلاً: "أنت تحدد من منهم سيعيش، ومن سيموت، ومن سيأتي إلى كندا ومن لن يأتِ".

قرر إستيل أن نجاح الخطة التي وضعها يعتمد على حصول هؤلاء اللاجئين على وظائف في النهاية، وقيامهم بدفع الضرائب، والاندماج بشكلٍ ما في المجتمع الكندي. وبأخذ هذا بعين الاعتبار، فضَّل أولئك الذين يملكون أقارب وأسر في المنطقة. وقال عن ذلك: "الجزء السيئ بالخطة هو أننا لم نكن نتمكن من استقدام أم وحيدة لديها 8 أطفال، لأننا رأينا أن حياتها لن تكون جيدة هنا، ولن تستطيع الاستقرار. اخترنا العائلات بهذه الطريقة. وهذا سيئ جداً، ولكن ماذا كان بإمكاننا فعله؟".

اختار إستيل 58 أسرة، لكنه يريد الاستمرار في *** اللاجئين في مجموعاتٍ مكونة من 50 أسرة في المرة الواحدة، لضمان تسوية الأمور بشكلٍ جيدٍ بالنسبة لكل مجموعة قبل *** الأخرى.

800 متطوع


ويُذكر أن 47 أسرة وصلوا بالفعل إلى مدينة جيلف حتى الآن، ومن المتوقع وصول 11 أسرة في الأشهر المقبلة. ومساعدة هؤلاء الوافدين الجدد، الذين سيصل عددهم في نهاية المطاف إلى ما يقرب من 225 فرداً، هو مجهودٌ واسع تقوم به المدينة كلها، إذ يتطوع أكثر من 800 فرد من سكان المدينة للمساعدة في التغلب على العقبات المتمثِّلة في استئجار أماكن ليقيم بها اللاجئون في المدينة، إذ يصل معدل الشاغر بمباني المدينة حوالي 0.6%، وكذلك مساعدة الوافدين الجدد على التكيُّف مع فصول الشتاء الكندية القارسة.

والنتيجة هي عملية واسعة النطاق، يقوم بها المتطوعون، ويدعمها فيض من التبرعات، تقدم للاجئين كل شيء ممكن، بدءاً من التدريب على العمل، وحتى حصص اللغة الإنكليزية. ويتم توفير مرشدين يتحدثون اللغة العربية والإنكليزية مع كل أسرة، لمساعدتهم في المهام التي تتراوح بين ركوب الحافلة في المدينة، وإنشاء الحسابات البنكية.
وقالت سارة السيد، التي قامت هي وزوجها محمد السيد، من مؤسسة مسلمي جيلف، بمساعدة إستيل في الإشراف على توطين عائلات اللاجئين، إنَّ الأمر "كان مدهشاً حقاً. الجميع شاركوا في الأمر، بدءاً من حكومة المدينة، إلى جميع المنظمات المختلفة الموجودة. ولدينا أشخاص من جميع مجالات الحياة، يتطوعون بوقتهم، ومجهودهم ويقدمون التبرعات".
ولكن إستيل كان هو أساس ذلك المجهود. إذ قام هو وزوجته باستضافة أسرة تلو الأخرى من الأسر الوافدة بمنزلهم، وغالباً ما يقضي وقت المساء في تفقد منازل الوافدين الجدد. كما قام إستيل بتمويل بناء منازل جديدة، وحوَّل مبنىً للمكاتب إلى مساكن، في محاولةٍ لزيادة عدد المنازل التي يمكن استئجارها في المدينة.
فضلاً عن قيامه بتأسيس برنامج خاص في شركة "دانبي" يقدم للاجئين فرصة الحصول على 3 أشهر من الخبرة في العمل ليتمكنوا من الحصول على وظائف، ويسمح لهم بالوقت الكافي للذهاب إلى مقابلات العمل، وحضور دروس تعليم اللغة الإنكليزية في المنزل مرتين أسبوعياً.

ويجري العمل والتجديدات في إحدى مراكز التسوق في وسط المدينة لإنشاء متجر تجزئة من طابقين بدعمٍ من إستيل، ليديره شاب يبلغ من العمر 31 عاماً، كان يعيش بدمشق ويعمل كتاجر سيارات.


"مازلت لا أصدق هذا!"


وقال يوسف، الشاب اللاجئ الذي تحدث تحت اسمٍ مستعار خوفاً على عائلته في سوريا: "ما زلت لا أصدق هذا". فبعدما أعرب عن تحمّسه لتشغيل المتجر، وفر إستيل له المال اللازم، وأخبره بأنه يمكنه امتلاك المتجر. وعلَّق يوسف قائلاً: "لم يكتفِ فقط بأن أحضرني لمدينته، بل فعل ما هو أكثر".
الجدير بالذكر أن يوسف هرب من سوريا مع بداية الحرب، وانتهى به الحال في القاهرة. وحاول مراراً الهرب لأوروبا، لكن الخوف دائماً ما كان يمنعه. لكن، وبعد سماعه عن مشروع إستيل من ابن عمه في كندا، قام على الفور بملء طلب الالتحاق، آملاً في أن تصبح كندا هي مقصده القادم بعد فشله في الذهاب لأوروبا.
شعر يوسف بالصدمة فور معرفته أنه قد تم اختياره، وقال عن تلك اللحظة: "بحثت فوراً عن اسمه في جوجل، إذ كنت أسأل نفسي من هذا الشخص الذي سيدفع 1.5 مليون دولار لأناسٍ غرباء لم يقابلهم من قبل؟".
عندما وصل يوسف إلى كندا في يوليو/تموز، حرص على مقابلة إستيل، وقال: "شكرته لكرمه الشديد. وأخبرته بأنه لم يكن هناك شخصٌ من قبل كريماً معي إلى هذا الحد بخلاف والديّ".
بدا امتنان يوسف الشديد تجاه إستيل وهو يصفه: "يقود إستيل سيارة صغيرة، وهو شخصٌ متواضعٌ للغاية"، مشيراً إلى سيارة إستيل من طراز "تويوتا بريوس"، وأكمل حديثه ضاحكاً: "لو كنت مليونيراً مثل جيم إستيل، لم أكن سأقود سيارةٍ كتلك التي يملكها". مع كل ما يملكه من أموال، فهو يهتم فقط بالقضايا الإنسانية".
اما إستيل فيرى أن ما يربحه من هذا الاستثمار هو رؤية هذه العائلات تستقر في كندا، وقال عن ذلك: "لا يوجد شيءٌ أكثر إرضاءً لي من ذلك". ويُذكر أن أكثر من نصف العائلات التي وصلت إلى كندا حصلت بالفعل على فرص عمل، وتدفع إيجار منازلها بنفسها حالياً، فضلاً عن سعادتها بشراء احتياجاتٍ كأول تلفزيون لها في كندا.
ورغم ما قام به إستيل من عملٍ نبيلٍ، فإنه لا يقبل الثناء على ما قام به، ويقول: "لست أرى أنني قد فعلت شيئاً كبيراً، وأنا مندهشٌ من عدم قيام الأشخاص الآخرين بنفس العمل. لم أرغب في أن أتقدم في العمر وأقول لنفسي في المستقبل إنَّني شاهدت ما يحدث ولم أفعل شيئاً، لذا قررت القيام بهذا الدور البسيط".
- هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية،

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أمولاً, لادن, لإنقاذ, أكثر, ينفق, سوري, طاولة, كندي


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع ثري كندي ينفق أمولاً طائلة لإنقاذ أكثر من 200 لاجئ سوري
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنقرة تستعد لمنح 300 ألف لاجئ سوري جنسيتها عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 07-10-2016 06:25 AM
رجل أعمال ينفق بليون دولار لإنقاذ المليونيرات من أهوال يوم القيامة حنان الجزائرية الصور والتصاميم 0 06-18-2015 02:04 PM
1.7 مليون لاجئ سوري بلا أغذية عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 12-03-2014 07:40 AM
لاجئ سورى يتبرع بـ «خيمته» لأردني Eng.Jordan الأردن اليوم 2 07-16-2014 01:12 AM
الجزائر شرقت بسبب 197 لاجئ سوري عبدالناصر محمود أخبار عربية وعالمية 0 12-09-2013 07:54 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 07:23 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59