#1  
قديم 03-29-2012, 08:20 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,372
افتراضي العلمانية عندما تنحني أمام الفاتيكان




بقلم :د.يحيى هاشم حسن فرغل
yehia_hashem@ hotmail .com
بينا في مقالين سابقين كيف تتداخل المفاهيم الدينية في بنية الدولة في الغرب وخططها السياسية مما يحول الدعوة إلى العلمانية إلى أكذوبة محسوبة ..كذبوا لأن الدولة الدينية مازالت في صلب الدولة الحديثة شديدة التطور في أوربا وأمريكا ،
ثم بينا كيف تقوم العلمانية بدورها الموضوعي في التغطية على عملية تنصير المسلمين بدءا من العراق
وركزنا الاهتمام وما نزال - على ما كان قبل ظهور مجموعة بوش والمحافظين الجدد قبيل الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، رفعا لتوهم أنها حالة عابرة ، ولم نقتصر على ملابسات خاصة بأحزاب المحافظين أو المتشددين رفعا لتوهم أنها حالة حزبية معزولة ، وأظهرنا التلاحم بين السياسة والدين في مجال الكاثوليك لكي لا يظن أنه محض نكسة في مجال البروتستنت في نموذج المحافظين الجدد - كما هو المشهور ، كما أننا لم نذهب بعيدا في التاريخ رفعا لتوهم أنها حالة ماضوية كما يود العلمانيون لنا أن نفهم

وسوف نبين في المقال الراهن نشاط كنائس الغرب في مجال السياسة نشاطا يلقى الاحترام والاعتراف والتقدير من الجماهير والرأي العام وأصحاب النفوذ على السواء والعلمانية هنا تنحني بجبهتها أمام الفاتيكان فلنبدأ من الولايات المتحدة وفي عصر الديموقراطيين في عام 1979:
وإذا كان ما قدمناه في مقال سابق أكثر عناية بالنفوذ السياسي للكنيسة البروتستانتية فسوف يكون المقال الراهن أكثر عناية بالنفوذ السياسي للكنيسة الكاثوليكية رفعا لتوهم أن الحالة خاصة بالكنيسة الأولى .

وسوف نقدم هنا شهادة فذة لمجلة التايم في تعليقها على زيارة البابا جون بول الثاني لأمريكا عام 1979 " ( خلال عام واحد قفز الحبر الأعظم إلى بؤرة الضوء كزعيم متألق يتعطش العالم غليه ، زعيم قادر على تحريك الناس ليحققوا إنجازات أكبر من تفكيرهم إنه رجل كل العصور وكل المعتقدات )
وقالت نيوزويك : ( إن الطريقة التي يثير بها الحماسة توحي وكأن الروح القدس قد ظهرت في أمريكا )
وأعلن المذيع في التليفزيون الأمريكي : عن معجزات البابا أنه في سنة واحدة أسقط عيدي أمين وأحل حاكما مسيحيا محله وأسقط بوكاسا الحاكم الأفريقي المسيحي الذي تجرأ واعتنق الإسلام .. أسقطته قوات أكبر دولة كاثوليكية في العالم )
ويقول بعض المعلقين الصحفيين عن هذه الزيارة : ( رحلة البابا عمل سياسي .. وهو لم يترك قضية سياسية إلا وتحدث فيها من المشكلة اللبنانية إلى التعايش إلى الطغيان في أمريكا اللاتينية ، والحوار بين الشمال والجنوب ، مرورا بمستقبل القدس وكامب ديفيد )

ويقول أحد شهود هذه الزيارة وهو باكستاني علماني يدعى أحمد الماوردي كما جاء في تحقيق مجلة الحوادث اللبنانية في 27\10\1979 ننقله بنصه لدلالته واستغنائه عن التعليق ونعتذر عن الاستغراق في وصف تفاصيل الزيارة لدلالتها على تجذر مظاهر الكنيسة بكل طقوسها وتقاليدها وغرائبها في أعماق الجماهيرالأمريكية ، رفعا لما قد يظنه البعض من كونها محض توافيق - أو تقاطعات - مرحلية بين مراكز القوة : يقول أحمد الماوردي : ( لا أصدق ما أراه كأني أعيش فيلما عن القرن الثاني عشر ، كنت أظن أني أعيش في قلب الحضارة العلمانية والمادية وفق معقل الديموقراطية ، حتى رأيتهم ينادون البابا بصاحب القداسة ، قد ثرنا على الإسلام مع أنه لا قداسة لأي فرد في الإسلام ، حتى محمد { صلى الله عليه وسلم } الذي يعتقد المسلمون أنه نبي نزل عليه ملاك من السماء .. لا يوصف بالقدسية ، بل يقول المسلمون " العصمة لله وحده " {!} وليس هناك زعيم إسلامي أو رجل دين يدعى معجزة واحدة ، وعندما قال شيخ الأزهر في مصر وكان من الصوفيين إنه رأى في المنام ولا قيد على الأحلام رسول الله { صلى الله عليه وسلم } يعبر مع الجيش المصري خط بارليف ثارت ثائرة العلمانيين والتقدميين في العالم العربي واتهموه بالخرافة والشعوذة والعودة للقرون الوسطى ، وقالوا : إنه في عصر الصواريخ الموجهة والفانتوم والوصول للقمر لا مكان للدين أو الميتافيزيق . { !! }
وفي الولايات المتحدة تخصص في كل اجتماع للبابا أماكن للمقعدين والمرضى الذين جاءوا من جميع أنحاء الولايات المتحدة في انتظار معجزة تشفيهم بعد ما عجز الطب في أرقى بلد عن شفائهم ، بل ويسأل المذيع كاردينال نيويورك عن شروط تعيين الكاردينال فيعددها ومن بينها وقوع معجزتين على الأقل .. ويسأله المذيع الذي أذاع على الهواء نزول أول أمريكي على القمر يسأل في هدوء وبدون أن تظهر على وجهه ملامح شك : و ما هي معجزاتك ؟ فيرد بتواضع شديد : شفاء سرطان في الحنجرة لأحد المؤمنين .
لقد سألت نفسي والكلام للماوردي الباكستاني - طوال هذا الأسبوع : هل نحن ضحية لعبة شديدة الخبث ، خرجنا منها بلا صواريخ ولا دين .. بل بالفقر والكفر ؟ بينما احتفظ الآخرون بدينهم ووضعوا أعلامهم فوق القمر ، لقد ذهلت وأنا أرى البابا في ثياب أفخم من الثياب التي يرتديها ملك ، ويضع تاجا على رأسه ويمسك صولجانا ، ولم تخطئ الواشنطن بوست عندما قالت إن كنيسة روما احتفظت بتقاليد ورسالة الامبراطورية الرومانية ، والبلاط الامبراطوري ، فحكومة الفاتيكان اسمها curia وهو نفس الاسم للبلاط الروماني ، أو مبنى مجلس الشيوخ الروماني ، ولقب pontife التي كانت تعني الكاهن الأعظم في الامبراطورية تحولت إلى pontiff أي الحبر الأعظم كما نقول نحن العرب )
وتابعت رسالة الباكستاني العلماني المندهش تقول : ( ما يزال الغرب يعشق الإمبراطور الإله ، وما رأيته خلال زيارة البابا يجعلني أعيد النظر في كل ما تعلمته على يد الأساتذة الغربيين وما قرأته من مؤلفات علمانية .
من كان يصدق أن " روزالين كارتر " { زوجة الرئيس كارتر رئيس الولايات المتحدة أثناء الزيارة } تقول : " جئتنا كنموذج للرؤيا التي توحد الجنس البشري ، رؤى خالقنا " فهل نحن فقط الذين كفرنا بخالقنا ؟ من كان يصدق أن إدوارد كينيدي المرشح لرئاسة أكبر دولة صناعية في العالم يركع أمام البابا لينال بركته .. ؟
أما عمدة فيلادلفيا " فرنك ريز " فقد وقف على إحدى ركبتيه حتى قاربت رأسه من ركبة البابا يتلقى البركة ، ونشرت الصورة في جميع الصحف ، واعتبرته دعاية لصالحه ضد الحملة التي تشنها ضده وزارة العدل الأمريكية لاتهامه بالقسوة ضد الملونين .
الراهبة التي كانت في انتظار البابا ما إن تسلمت قبعته حتى ظلت تقبلها ، واستغرقت في التقبيل ، فلم تحس بوصول صاحب القداسة
في الاستاد " يانكي ستاديوم " ظل الثمانون ألف أمريكي أكثر من سبع ساعات في انتظار موكب البابا حتى إذا وصل جن جنونهم ، واشرأبت الأعناق ، وحسدوا الذين تقع مقاعدهم في الصف الأمامي ، لأنهم يستطيعون لمس طرف مرافقيه وكبار الكرادلة والأساقفة في ثيابهم التقليدية ، ولكلٍّ حزامٌ من لون خاص وفقا لمرتبته في البلاط الكنسي ، ينحنون أمام البابا ، يخلعون له تاجه ، ويلبسونه الطاقية الصغيرة التي يلبسها اليهود إلا أنها بيضاء مرة وحمراء مرة وأرجوانية معظم الوقت .. ثم يلبسونه ثيابا خاصة شبيهة بلبس الأطباء في غرفة العمليات وعندما عرق الأب " دونالد هانسو " مسح البابا جبينه . وتدافع الصحفيون والمصورون يسألون الرجل عن شعوره بعد هذه اللفتة وما ذا قال له البابا فقال هانسو : " إنه ذهل وتقمصته حالة من الوجد عندما لمست يد البابا جبينه ، فنسي كل ما جرى بينه وبين البابا من حديث .
ويتقدم كاردينال أو أسقف نيويورك للبابا بالمبخرة وكنت أظنها اختفت من الغرب وبقيت عندنا في حالات الذكر المتخلفة ، ويضع البابا البخور بيده ، ويعطي الإذن بتبخير المذبح ، لطرد الشياطين والأرواح الشريرة ، التي قد تكون مختفية داخل المذبح ، مع أن رجال المباحث الجنائية والمخابرات العامة ، وحرس الفاتيكان الخاص قاموا بفحص المذبح بالأجهزة الإلكترونية والكلاب المدربة على اكتشاف القنابل والمتفجرات ، ولكنها لا تستطيع اكتشاف الشياطين .
بعد التبخير .. بدأت الصلاة ، وقد دهشت من عدد الذين يحفظون الصلاة بين شباب نيويورك ، ولو أجري امتحان في سورة الفاتحة بين شباب كراتشي أو القاهرة أو دمشق { أقول : ولكن قبل الصحوة } لسقطت الأغلبية الساحقة .
وتتتابع المراسم ويأتون بالخبز والنبيذ للمذبح .
ويتقدم من البابا أسقفان يحملان الإنجيل مفتوحا ، ويظلان واقفين والبابا يقرأ بعض الآيات دون أن يلمس الكتاب ، ثم يقرا ممثلو الأبرشيات فقرات من سفر التكوين وتردد الجماهير التراتيل بعد كل تلاوة ، والبابا يلوح بيده راسما علامة الصليب ، فهتفت جماهير نيويورك فرحة بالتلقي ، وتبدو الحسرة في أصوات وعيون الجالسين في الشرفة العليا لأنهم خارج دائرة البركة ، فتتداركهم رحمة البابا ، ويرفع صولجانه الذي يصل طوله إلى المترين إلى أعلى لتصيبهم بعض ومضات البركة ، فيهتفون ، ويشكرون .
الألوان والبساط الأحمر والثياب والحفل والمذبح الذي تكلف أربعمائة ألف دولار كلها لا توحي أبدا ببساطة الذي ولد في مذود ، ولا بصياد السمك الذي أعلن البابا أنه خليفته رقم 264
الصلاة تمت في هدوء ، البابا أغمض عينيه في انتظار " الحلول " ، البابا فتح عينيه ، حدث الحلول ، هللويا .. صاح الجميع ، ونهض البابا ، أمسك رغيف عيش صغير ، ولوح به للجماهير ، فرفعت الأضواء وتركزت العدسات على رغيف العيش ، في يد البابا وكأنه تحول إلى أحد أحجار المريخ أو قنبلة ذرية ، ثم بدأ التناول ، كان قد تم اختيار خمسة وعشرين شخصا للتناول من يد البابا شخصيا ودخول التاريخ ، وهؤلاء يحق لهم حمل وردة زرقاء في عرواتهم مدى الحياة ، ويمكن توارثها ، وانتدب أربعمائة قسيس لتوزيع القربان على الثمانين ألف .. والأصل في التناول أن يضع القمص بيده الخبز في فم المؤمن ، ولكن كنائس الولايات المتحدة أجازت أن يتناول المؤمن القربان بيده من يد القسيس ويضعه بنفسه في فمه ، واعتبر ذلك إصلاحا ثوريا .. ، وتسوية مع الأمريكيين الشديدي الهوس من الأمراض ، بعد ما حذر الأطباء من إمكانية أن تنتقل العدوى مع البركة بانتقال يد القسيس من فم لفم ، ولكني لاحظت أنهم في هذه المرة كانونا حريصين على تناول القربان في الفم مباشرة ربما بسبب المناسبة الخاصة .
ومعروف أن كل الجهود التي بذلت لجعل رجال الدين المتزوجين أو المرأة أن تشترك في هذه المراسم قد فشلت ، وأعلن البابا بصريح العبارة رفض المطلب المطروح منذ سنوات داخل الكنيسة بفتح الباب أمام الراهبات لخدمة الرب في السلك الكهنوتي ، فالمعروف أن في الولايات المتحدة مائة وخمسة وأربعين ألف راهبة يتطلعن للمساواة مع الرهبان ، ولكن لم تجرؤ على إعلان المطلب والاحتجاج المهذب على موقف البابا إلا خمسون فقط ، أي واحدة في كل ثلاثة آلاف تقريبا .. وقفن أثناء خطاب البابا وقد وضعن شارة على أذرعتهن ، وبعد صلاة استغفار طوال الليل .. ولكن أصر البابا على أن الكهانة مهنة للرجل ، وأن الله اختار الرجل لهذه المهنة ، ولو كان يريد مساواة المرأة بالرجل لما جاء بالمسيح في صورة رجل .
وقال " كلير راندال " سكرتير عام المجلس الوطني للكنائس : لقد تكلم البابا كـأن المرأة لا يمكن أبدا أن تصبح كاهنة ، وأكدد أنه فيما يتعلق بالقداسة لا يمكن للمرأة أن يكون لها نفس علاقة الرجل مع الرب ، أو كأن الرب لا يستطيع استخدام المرأة بنفس الطريقة التي يستعمل بها الرجل

وقد سألتني يقول الباكستاني زميلة بالجامعة عن رأيي فقلت : إنه إذا كانت هناك مهنة في العالم يجب أن تتحقق فيها المساواة بين الرجل والمرأة فهي مهنة خدمة الرب في سلك الرهبنة ، لأن كلا من الرجل والمرأة يفقد فيها الصفة المميزة ، ويتحول إلى كائن فوق الذكر والأنثى عندما يضحي بأقوى غريزة في الإنسان .
وقد سألتني عن موقف الإسلام ؟ فتذكرت صاحبي الإيراني وسوء ظنه بالإعلام الأمريكي وقلت لها : أنتم تهتمون كثيرا بالمرأة المسلمة ، وأذكر بعض ما كتب حول هل يضمن الدستور الإيراني حق المرأة في تولي منصب رئيس الجمهورية ؟ ولكني لم أقرا تعليقا واحدا على خطاب البابا في إيرلندا عندما قال : إن مكان المرأة في البيت لإنجاب الأطفال ، وتربيتهم وقال : لا تستمعن للذين يقولون لكن إن العمل والنجاح في أية وظيفة يفوق الاستجابة لصوت الغريزة في منح الحياة ورعاية هذه الحياة ، ولا وهو يقول : إن المرأة عليها الطاعة والتصديق تماما كما أطاعت مريم العذراء وصدقت الملاك جبريل
وقلت والكلام للباكستاني لقد رأيت النساء في جميع جولات البابا محتشمات ، ثيابهن تحت الركبة ، وعلى آخر الذراع ، ومعروف أنه لا يسمح بمقابلة البابا لسيدة لا تغطي رأسها ، ومشهورة حكاية جولدا مايير عندما ذهبت للقاء البابا ولم يكن لديها قبعة ، ورفضت أن تشتري قبعة من روما ، ، فطلبت من شركة العال أن تحضر لها قبعة قديمة من منزلها في القدس في أول رحلة ، ولو لم تغط رأسها لما حظيت باللقاء ولا تمت المقابلة التاريخية .
وقد سألت صديقتي الأستاذة بالجامعة أيهما أقسى على المرأة : لبس الحجاب أم حرمانها من الأنوثة كزوجة وأم ظ ولماذا تهتمون في الغرب بالحرية الجنسية للمرأة المسلمة ولا تعترضون على تحريم الجنس نهائيا على مائة وخمسين ألف امرأة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ، ومالا يقل عن خمسة عشر مليونا في العالم ؟ فلم تجد ما ترد به سوى أن الحالة الثانية تتم باختيار المرأة وإرادتها ، فقلت لها : ولكن الحرية لا تكون مرة واحدة ، بل لا بد من حق المراجعة ، ، والبابا يرفض أن يحل أي راهب أو راهبة من القسم ، وبعكس البابا بول السادس الذي أعفى عشرين ألفا لم يوقع البابا جون بول الثاني بالموافقة على طلب واحد حتى الآن . بل قال : إن السلك الكهنوتي هو اختيار أبدي ، فنحن لا نرد عطاء الله الذي قال نعم لا يحب أن يسمع لا .. .. )

وتابع الباكستاني ملاحظاته : ( لقد أدهشني أن البابا وجه قيادات المجتمع الأمريكي بتعاليم بولس المتوفى منذ عشرين قرنا فأعلن تحريم منع الحمل ، وحرم الطلاق ن كما حرم الإجهاض قائلا : " نحن ننطق بلسان الرب " " نحن الذين بموجب الحق الإلهي نعلن حدود القانون المسيحي " " ولقد أوضح سانت بول العلاقة بين العدالة والحقيقة في قوله " إن كل القيم والأخلاقيات والحريات يجب أن تخضع وترتبط بتعاليم الكنيسة "

وتساءلت : - هكذا يقول الماوردي الباكستاني المندهش - " كيف تصلح تعاليم سانت بول لتوجيه مجتمع غزا الفضاء وبنى ناطحات السحاب التي اسر البابا قلوب الجماهير بذكر اسمها باللغات التسع التي يتقنها ولا تصلح تعاليم القرآن والنبي والخلفاء الذين أقاموا دولة وأداروا مجتمعا متعدد الجنسيات والأديان ، ويمتد من المحيط إلى المحيط ن بينما لم يمارس القديس بول أية مسئولية سياسية أو اجتماعية ولا حتى كانت له أسرة .. كيف تصلح تعاليمه لتوجيه المجتمع الأمريكي ولا تصلح تعاليم الخلفاء لتوجيه المجتمع الباكستاني الذي لا يزال يعيش في القرن العاشر !! )

وفي بولندا وجدنا الشعب البولندي في مطلع عام 1979 يستعد لاستقبال البابا في أرض آبائه وأجداده استقبال الفاتحين ، واشتركت السلطة في الاستقبال الرسمي ، وكانت هتافات المستقبلين : ": نريد الله في مدارسنا ، نريد الله في منازلنا ، الله هو ربنا "
وتعدى البابا في خطبه المواعظ الدينية وأشار إلى أن زيارته هي لكل شعوب أوربا الشرقية بمن في ذلك المسيحيون في الاتحاد السوفيتي { الذي لم تكن جهود البابا قد أثمرت في إسقاطه بعد !! } وقال : " إن المسيح لا يقبل أن يكون الإنسان أداة إنتاج فقط .. فعلى العامل ورب العمل والدولة والكنيسة نفسها أن يتذكروا أنه لا يمكن فصل المسيح عن عمل الإنسان "
وحركت هذه الزيارة من جديد وأكدت على أن إيمان الشعب لا يزال حيا على الرغم من ثلاثين عاما من الإلحاد الرسمي .
وأصبحت الكاثوليكية بعد أحداث بولندا مصدرا لعدم الاستقرار بالنسبة لأنظمة ما سمي الستار الحديدي ، حتى ليخيل للعالم أن التاريخ أخذ يعود إلى الزمن الذي كانت فيه المسيحية دليل عمل ثوري ووسيلة لقلب الطغيان ، والفاتيكان أصبح هاجسا يسكن في بيوت الأنظمة الدكتاتورية في أوربا الشرقية على حد ما جاء في الأخبار في 29 \ 6\ 1987 - وذلك قبل أن تثمر جهوده في تفكيك المنظومة كلها بالتعاون مع المخابرات الأمريكية والعالمية .

وفي أمريكا الجنوبية عاد جون بول الثاني إلى مواصلة جولاته حيث كانت ما زالت هناك بقايا نظم عسكرية تحكم بغير إرادة شعبية وتسيطر على مصائر هذه الشعوب . الأخبار في 29 \ 6\ 1987 وهو قد مهد لهذه الزيارات بالتحدث إلى الصحفيين وهو في طريقه لزيارة شيلي فقال : " إن على الكنيسة هناك مشاركة الشعب في كفاحه من اجل الديموقراطية "
ثم المح البابا إلى الدور الذي لعبته الكنيسة في الفيلبين وأدت إلى إسقاط نظام الدكتاتور ماركوس ، وقال : " إن الكنيسة في شيلي تلعب دورها في حشد القوى المعتدلة في تحالف يواجه حكومة رئيس شيلي الديكتاتورية " إلا أنه حرص في ذات الوقت على القول : بأنه " ولأن الأديان تحمي البشرية من العدوان عليها فإنها على الجانب الآخر لا تقر الالتجاء إلى أسلوب العنف في استخلاص حقوق البشر ، ذلك لأن " الديموقراطية الحقة " قادرة على أن تكون البديل للعنف بكل صوره سواء جاء هذا العنف من هذا الجانب أو ذاك " !!
ولقد أجمع المراقبون آنذاك على أن البابا وهو يدعو للالتزام بالديموقراطية الكاملة فإنه لا يتجاوز حدوده ، ذلك لأن الدكتاتورية وفقا لتحليلهم تولد العنف ، والعنف يولد الأحقاد والانقسامات الدموية ، أما الديموقراطية هكذا زعموا فهي كفيلة ب***** المشاركة الشعبية الحرة في اتخاذ القرارات الخطيرة والمحققة للسلام الاجتماعي الذي تحرص عليه كل الأديان ! ولقد أكد البابا على أن الشعب هو صاحب الحق في اختيار رئيسه في انتخابات مفتوحة يتقدم إليها من يشاء بلا قيود أو اشتراطات . فالديموقراطية لا تفرض رئيسا ، وهو بهذا الاتجاه المعلن على جماهير شيلي وفقا للمعلقين قد أيد المعارضة هناك ، والتي تطالب بأن تجري انتخابات الرياسة بين العديد من المرشحين لهذا المنصب الحساس .

وفي هذه الأثناء كان رجال الدين في بعض دول أمريكا الجنوبية نموذجا للعمل السياسي إذ تحول بعضهم إلى ثوار ميدانيين ، وفي خلال مؤتمر الأبرشيات اللاتينية الذي عقد في منطقة مادلين في جمهورية كولومبيا سنة 1968 برز تيار قوي يطالب الكنيسة بالدفاع عن الطبقات الفقيرة ومعارضة الأنظمة الدكتاتورية . وكان على رأس هذا التيار أسقف السلفادور الذي تمكن في فترة لاحقة من أن يحول الكنائس إلى أماكن تجمع لانطلاق المظاهرات والمطالبة بسقوط النظام العسكري والاستيلاء على أراضي الإقطاع .. إلى حد أن أخذت الأوساط الحكومية تطلق عليه تسمية " آية الله روميرو" تشبيها له بآية الله الخوميني
ووصل به الأمر في بعض مواقفه الثورية أن كان يدعو رجال الجيش إلى ( عدم الامتثال للأوامر المخالفة لشريعة الله والكنيسة ) ويقول : انتبهوا إلى وصية الله ولا تقتلوا وفقا لأوامر الطغاة ) وانتهى به الأمر في صدامه مع الحكومة العسكرية إلى تصفيته جسديا )

وعندما زار البابا جون بول الثاني المكسيك عام 1979 وحاول تهدئة خواطر الفقراء فيها بقوله : ( إن المسيح أيضا ولد فقيرا ومات فقيرا ، وإن الله يحب الفقراء ) فوجئ بمنشورات يوزعها رجال الدين بأنفسهم جاء فيها أن كون ( المسيح ولد فقيرا ومات فقيرا لا يعني أن على الفقراء القبول باستغلال الأثرياء لهم ، لأن المسيح ثار على الأثرياء )

وفي نيكاراجوا خاض بعض رجال الدين معارك عسكرية وهم يرتدون أثوابهم الكهنوتية ، كالأب غاسبار غاسيا الذي قتل في الجبهة عام 1978 ، والأسقف مانويل سالاتزار الذي كان يجوب الأرياف محرضا المزارعين على الانضمام إلى الثوار

وفي الأرجنتين كان العديد من الكهنة الشبان العاملين في المصانع والمزارع الذي يكرسون معظم أوقاتهم للعمل على تغيير النظام ، وعلى رأسهم المطران ميخائيل هساين ، والأمثلة على ثورة رجال الدين في أمريكا اللاتينية عديدة مجلة الحوادث في 4\5\ 1980 العدد 1222

و لقيت زيارة البابا جون بول الثاني أيضا من مظاهر الابتهاج خلال زيارته لأربع دول أفريقية ( نيجيريا بنين الجابون غينيا ) ما شجع على طرح فكرة عقد مجمع للكنيسة السوداء بغية وضع أسس للعمل الكنسي وتحديد دور الكنيسة ، انطلاقا من " الحاجيات الحقيقية للمجتمعات الأفريقية التي تتطلب الإجابة المباشرة على التساؤلات الأساسية الآتية :
هل الكنيسة الأفريقية كنيسة للفقراء أم هي كنيسة الأغنياء ؟ وما هو الموقف الواجب على الكنيسة أن تتخذه في مواجهة النظم القمعية في أفريقيا ؟ وهل يكفي الطرح الرعوي الطوباوي لنصرة الإنسان الأفريقي الرازح تحت أثقال التخلف والتسلط والمجاعة والاستغلال ؟ وهل الرد على هذه التحديات ينحصر في التبشير وزرع مفاهيم الإيمان ؟
وهذه الفكرة قبل أن تطرح كانت موضع بحث مطول في أوساط بعض رجال الدين منذ سنوات سابقة ، إلى حد أن الكاردينال " زونفرانا " وهو من فولتا العليا كان قد اتخذ موقفا شديدا من السيطرة الخارجية عندما قال عام 1969 : 0 يجب أن نسمع رأينا بكل صراحة ، لا يجوز لنا أن نبقى تابعين للخارج ، إن على أفريقيا أن تمسك زمام أمرها بيدها وأن تحدد أولوياتها الأفريقية )
وتابعه الأب جان مارك إيلا فدعا إلى وجوب ممارسة تعاليم المسيح وليس الاكتفاء بالتحدث عنها ، وممارسة نقيضها حين قال : ( إن مهمات الإنجيل في القارة السوداء تقضي بالتصدي لقوى المال التي قررت أن تجعل من هذا المحيط البشري الأفريقي احتياطيا من " العبيد " واليد العاملة الرخيصة ، فبالنسبة للكنيسة المسالة يجب أن تكون واضحة صريحة : الإنجيل يجب أن يكون دليل التحرر للمضطهدين " )
وقد لاحظ الكهنة المتمردون في أفريقيا تناقضا في مواقف البابا جون بول الثاني الذي لم يكن يخفي التزامه بقضايا العمال البولو نيين ، ويكرر وقوفه الصريح إلى جانبهم بينما يدعو العمال الأفارقة " إلى عدم اللجوء إلى الإضرابات ، لأن الإضرابات وسيلة غير عادية لا يجب اعتمادها إلا للدفاع عن حقوق الإنسان "
وهنا يتساءل الأب إيلا : " هل حقوق الإنسان مصانة في أفريقيا لكي يدعو الحبر الأعظم العمال إلى عدم الإضراب ؟ ولماذا لا يدعو الحبر الأعظم كهنة أفريقيا إلى الالتزام بقضايا شعوبهم كما يدعو لذلك كهنة بولونيا ( انظر تحقيقا لمجلة " الحوادث اللبنانية بعنوان " الكنيسة في أفريقيا تطالب بالاستقلال لمواجهة النظم القمعية ، نشر بتاريخ معاصر لتك الأحداث والزيارات البابوية )

وهاهي شهادة من الأستاذ جلال الدين الحمامصي عن ممارسات البابا جون بول الثاني السياسية التي توضع على أعلى مستويات الممارسات السياسية في العالم فيقول ( قال أحد أساتذة العلوم السياسية إن هناك ثلاثة من الزعماء يتسابقون بجدية أكثر من غيرهم نحو رسم وتحديد خطوط مستقبل العالم القريب والبعيد معا ، في نظمه السياسية والاجتماعية ، وهؤلاء الساسة هم البابا جون بول الثاني الذي ينادي بالتطبيق الديموقراطي في كل مكان ، والزعيم ميخائيل جوربا تشوف الذي يقود شعبه إلى تحول خطير ، السيدة مارجريت تاتشر لالتزامها خلال توليها بمواقف محددة لا تحيد عنها ولا تخفي الحقائق عن شعبها في التزامها بديموقراطية بريطانية راسخة
والبابا جون بول يرتكز على قوة الكنيسة في بعض البلدان في مواجهة النظم الديكتاتورية التي لا تراعي حرمة حقوق الإنسان بل وتدوسها بأقدامها وجبروتها العسكري لتحقيق الاستقرار لذاتها ، والبابا بول الثاني لا يتردد في مواجهة هذه النظم عن قرب ، وفي مواقع نفوذها ، فيخاطب الجماهير المغلوبة على أمرها ، ولا ينسى وعظ حكامها بالتمرد على شيطان السلطة الذي يدفعهم إلى عدم احترام الإنسان أو الالتزام بحقوقه في كل المجالات ) الأخبار 29\6\1987

وقد جاءت أنشطة البابا على النحو السابق في سياق ما قرره المجمع السكسوني الثاني الذي عقد في 11 / 10 / 1962 حتى 8 / 12 / 1965 ، من قرارات امتزج فيها الطابع الديني بطابع السياسة العالمية ، وتعد قرارات هذا المجمع كما تقول الأستاذة الدكتورة زينب عبد العزيز أستاذة الحضارة بجامعتي الأزهر والمنوفية سابقًا في كتابها بعنوان " حرب صليبية بكل المقاييس " - ملزمة لكافة أصحاب القرار من ملوك ورؤساء في مختلف البلدان المسيحية والكنائس المختلفة واعتبرت المؤلفة هذا المجمع مجمعًا هجوميًّا لا توجد سابقة له في الحياة المجمعية والكنسية، وأهم حدث في تاريخ الكنيسة في القرن العشرين، وصدرت أعماله تحت عنوان " مجموعات قدسية " عن دار نشر " دوسير " الفرنسية وكان أهم القرارات التي اتخذها:
& تبرئة اليهود من دم المسيح ، وجاءت هذه التبرئة بعد ألفي عام من إدانة اليهود في كل قداس أحد في كافة كنائس العالم على أنهم " قتلة الرب " !! .
& اقتلاع اليسار في عقد الثمانينات ، وجاء ذلك بعد تحالف الفاتيكان مع الولايات المتحدة حيث عبر البابا يوحنا الثاني عن مخاوفه أن تتجه البلدان الشيوعية إلى الإسلام بعد هدم عقيدتها السياسية .
& اقتلاع الإسلام في التسعينات، حيث تكررت في هذا المجمع عبارة " لابد من تنصير العالم " . و " أن المسيح هو خاتم الرسل " .
& توصيل الإنجيل إلى كافة البشر : حيث توجه البابا يوحنا بولس الثانى عام 1982 إلى مدينة " شانت يقب " وهى آخر مدينة وصل إليها الإسلام في أسبانيا، وأول مدينة سقطت في حروب الاسترداد النصرانية ليعلن مقولته المشهورة " لابد من إعادة تنصير العالم "
كذلك تم إنشاء قمر صناعي هو " لومن 2000 " لإمطار الإنجيل على العالم .
& توحيد كافة الكنائس تحت لواء كاثوليكية روما، في محاولة لامتصاص الكنائس المنشقة وتوحيدها تحت لواء روما ؛ لأن ذلك السبيل الوحيد للتخلص من المسلمين الذين فاقت أعدادهم الكاثوليك في العالم .
وأكدت المؤلفة في الفصل الثاني من كتابها أن قرار المجمع الفاتيكاني الثاني بتنصير العالم كان مسألة لا رجعة فيها، وهو إصرار يلتقي مع تعصب السياسة الأمريكية وإصرارها على قيادة العالم، وهذا يعنى إخضاع العالم لنظام سياسي واقتصادي واحد بزعامة أمريكا ، ونظام ديني واحد بزعامة كاثوليكية الفاتيكان .

واعتبرت المؤلفة الحرب الأمريكية على العراق نموذجًا للتبشير الجديد، واستندت فيما ذهبت إليه على ما أعلنته الصحافة الغربية، ومنها صحيفة لوموند الفرنسية في أبريل 2003 في مقال تحت عنوان " المبشرون المهديون في شاحنات الجيش " وقالت إن المبشرين يعسكرون على أبواب العراق .

ومن عجائب الأمور أن العلمانيين المستغربين في بلادنا بعد أن كان بعضهم يرقص إعجابا بتمرد الغرب على سلطان الكنيسة إذا به ينحني إجلالا أمام نشاط الكنيسة في ميادين السياسة التي ذكرناها كأنما هم يتحركون بالروموت كونترول من الجهات التي استلبتهم .
يقول الكاتب الصحفي والباحث الإسلامي الأستاذ فهمي هويدي تعليقا على هذه الظاهرة : ( كنت أقول إن مثقفينا انبهروا بالغرب حينما تمرد على سلطان الكنيسة ودعا إلى فصل الدين عن السياسة ، وهاهم أنفسهم اليوم { حوالي 1988 } يطلون علينا منبهرين بالغرب حينما ألقي بالدين في قلب العمل السياسي والنضالي في ظل دعوات لاهوت التحرر ولاهوت التنمية .
في انبهارهم الأول كانوا يرددون أن ما لقيصر لقيصر وما لله ينبغي أن يظل لله ، وهاهم في انبهارهم الثاني يباركون ويرددون مقولة الأب كوتيرز أنه لابد من الربط بين ملكوت الله وبناء العالم ، وأن المحبة الإنجيلية تفرض على الكنيسة الانحياز إلى جانب حركات التحرير السياسي والاقتصادي
لأن الكلام أتى من الغرب ولم يأت من الشرق فقد بدا حكمة تطرب لها الآذان وتصيخ لها الأسماع والأفئدة ، حتى غدا تديـًّن العمل النضالي والسياسي في أمريكا اللاتينية نموذجا يتطلع إليه الجميع بكل الإعجاب ويلاقي كل الإطراء ، وينصح أمثالنا بدراسة تلك التجربة الفذة والتعلم منها واحتذائها ) . الأهرام 8\3\1988

****

لقد بينا تداخل المفاهيم الدينية في بنية الدولة في الغرب وخططها السياسية بما يدحض دعاوى العلمانية في استبعاد الدين من أجل التقدم قدوة بالغرب في زعمهم
وبينا أنه في علاقة الغرب بنا كانت حروبهم معنا دينية ، ليس ذلك فحسب في حروبهم التاريخية المتقادمة ضدنا في الحروب الصليبية ، أوفي حروبهم ضد المسلمين في الأندلس ولكن في حروبهم التنصيرية ضد المسلمين في عقر دار العصر الحديث عصر التنوير والحداثة وبينا في المقال الراهننشاط كنائس الغرب في مجال السياسة نشاطا يلقى الاحترام والاعتراف والتقدير من الجماهير والرأي العام وأصحاب النفوذ على السواء
هذا هو التلاحم الصريح بين الدولة والدين في دول تصدر العلمانية إلينا عن طريق مكاتب السمسرة الثقافية
وكما يقول الأستاذ فهمي هويدي : ( إنه لعبث منكور وخطيئة لا تغتفر أن يتجه البعض في العالم إلى توسيع نطاق القاعدة الإيمانية لتشمل التنمية والتحرر بينما تنطلق بعض الأصوات عندنا داعية إلى تقليص تلك القاعدة ، بل وعاملة بدأب مدهش على تقويضها وتفريغها في كافة عناصر الحياة والفاعلية التي تتوافر لها كي يظل الإيمان في حدود محيط القلب والروح والقيم الخلقية الفردية )
هكذا دسوا فينا العلمانية بإبرة ملوثة بفيروس الإيدز الثقافي ، وبعد أن اطمأنوا إلى ما قامت به من تصفية دمائنا أعلنوها دينية : في الولايات المتحدة ، وأعلنوها دينية في الاتحاد الأوربي ومهدوا لذلك بأن أعلنوها دينية في الكيان الصهيوني
والله أعلم
عن صحيفة الشعب المصرية الالكترونية


المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أمام, العلمانية, الفاتيكان, تنحني, عندما


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع العلمانية عندما تنحني أمام الفاتيكان
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لن نسمح بوجود مجموعة إسلامية عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 01-09-2016 08:30 AM
أكاديمي استرالي يشكك بوجود المسيح التاريخي Eng.Jordan أخبار منوعة 0 12-19-2014 06:25 PM
بابا الفاتيكان يعترف: "لوبي" للشواذ جنسيًّا في قلب الفاتيكان Eng.Jordan أخبار منوعة 0 06-14-2013 12:31 AM
العلمانية التركية و العلمانية المصرية : توافق أم تطابق ؟! عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 06-13-2013 09:38 AM
ملأى السنابل تنحني بتواضعٍ Eng.Jordan الملتقى العام 0 01-09-2012 06:57 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59