#1  
قديم 04-27-2017, 08:51 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,033
ورقة برامج الدعوة بالسعودية بين الواقع والمأمول


برامج الدعوة بالمملكة العربية السعودية بين الواقع والمأمول
ــــــــــــــــــــــــــــــ

(محمد الشاعر)
ـــــــــ

غرة شعبان 1438 هـ
27 / 4 / 2017 م
ــــــــــــــ

بالسعودية 054fe84eb1f90b.jpg?itok=xmtf61FD




الدعوة إلى الله تعالى أحسن القول وخير العمل بنص كلام الله تعالى في القرآن الكريم : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } فصلت/33 , والأحاديث في فضل وثواب من يدل الناس على الخير ويهديهم إلى الطريق القويم ويدخلهم في الدين الحنيف أكثر من أن تحصى , ففي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى عليا رضي الله عنه حين أعطاه الراية يوم خيبر فقال : ( ........ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ ) صحيح البخاري برقم/3009







ومع التطور الهائل الذي طرأ على حياة الناس ومعاشهم في العصر الحديث , كان لا بد لوسائل الدعوة إلى الله تعالى وطرائق الدعاة إلى دين الله ورسالته الخاتمة أن تواكب ذلك التطور , سواء من خلال تنويع وسائل إيصال المعلومة الدعوية إلى أكبر شريحة ممكنة من المسلمين , أو من خلال ابتكار برامج دعوية تساير متطلبات الحياة العصرية التي يعيشها الناس .







فعلى الرغم من أهمية الدروس العلمية والدعوية في المساجد التي اعتاد العلماء والدعاة إلى الله إقامتها أسبوعيا او حتى يوميا , إلا أنها مع تعقد ظروف الحياة وزيادة أعباء تكاليف العمل واختلال موازين أوقاتها , بل وكثرة مشاغل الناس الدنيوية وملهياتها .....لم تعد كافية لتحقيق الغاية المرجوة منها دعويا وتعليميا , وهو ما دفع الغيورين على دين الله تعالى , والحريصين على تبليغ رسالته الخاتمة إلى عموم المسلمين للعمل على استخدام تقنيات العصر الحديث للوصول إلى أماكن تجمّع المسلمين , والدخول إلى كل بيت من خلال وسائل الإعلام والاتصال الحديثة , بل و إلى كل مسلم من خلال هاتفه المحمول لتبليغه الدعوة .







والحقيقة أن المطلع على البرامج الدعوية التي تشرف عليها مكاتب الدعوة في محافظات المملكة السعودية وأحيائها , والمتتبع للجهود المشكورة التي يبذلها القائمون على هذه المكاتب....يمكنه أن يلاحظ تنوعا في وسائل الدعوة إلى الله تعالى , ومواكبة لتقنيات العصر الحديث , وابتكارا في المشاريع والعناوين .







وكي يكون الكلام ذا مصداقية ومستندا إلى دليل وإثبات , سأتناول فيما يلي بعض النماذج والعناوين لمجموعة من المشاريع والبرامج الدعوية التي حفلت بها مواقع مكاتب الدعوة والإرشاد بالمملكة .







فعلى سبيل المثال لا الحصر يمكن للقارئ الكريم أن يقرأ على موقع "المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالمعابدة" الكثير من تلك البرامج والمشاريع منها :



برنامج أقبل : برنامج يستهدف الشباب بدعوتهم إلى الله وذلك بإقامة ملتقيات دورية في أماكن تجمعات الشباب وحثهم على إقامة الصلاة والاهتمام بها وتعديل السلوكيات الخاطئة لديهم .


ويهدف البرنامج لاستقطاب 300 شاب لكل لقاء , وحمايتهم من الأفكار المنحرفة , وتأهيلهم ليكونوا قدوة في منازلهم وأحيائهم وأماكن دراستهم , ناهيك عن تصحيح أخطائهم السلوكية , واستغلال أوقاتهم وطاقاتهم بما يعود عليهم وعلى مجتمعهم بالنفع والفائدة .



برنامج تبصير الجاليات : ويستهدف جميع الجاليات الموجودة ضمن منطقة المكتب الدعوة من فئة : العمال والأسر المقيمة والحجاج والمعتمرين من جميع الجنسيات وخصوصا منها : الأوردية والأثيوبية والصومالية والبنغالية .


ويهدف البرنامج - الذي يستمر حتى نهاية هذا العام - إلى نشر العلم الشرعي بخمس لغات , وغرس القيم والأخلاق الفاضلة في أوساط الجاليات , وتقوية أواصر الأخوة بين الدعاة وأفراد الجاليات , ونشر العلم الصحيح في أوساط الحجاج والمعتمرين .



وتفيد إحصائيات هذا البرنامج أن 25 ألفا قد استفادوا من دروس ودورات هذا البرنامج التي بلغت 250 درسا و15 دورة , ناهيك عن إصدار مذكرتين مختصرتين لكل جالية تتضمن أهم ما احتواه البرنامج لتكون في متناول كل فرد من تلك الجاليات .



مشروع المصليات المتنقلة : فكرة هذا المشروع هي : إقامة شعائر الصلوات في المنتزهات العامة والحدائق التي يرتادها الناس بكثرة أيام الإجازات الأسبوعية والفصلية والصيفية وغيرها, وذلك بسيارات خاصة ومجهزة بالمستلزمات اللازمة مثل: مكبرات الصوت ومياه الوضوء وفرشات الصلاة وغيرها.


ورؤية المشروع والهدف الأساسي منه هو : محافظة المجتمع على أعظم شعيرة في دين الله الخاتم , ودعوة المسلمين للالتزام بأداء الصلوات الخمس في وقتها جماعة , وترسيخ قيمة تعظيم قيمة الصلاة في النفوس .



برنامج اترك أثرا : وتقوم فكرة هذا البرنامج على تفعيل دور المصلى المتنقل في التواصل مع المصلين الزوار عن طريق تقديم الهدايا والمطبوعات الدعوية , وبمشاركة عدة فرق تطوعية وشراكات دائمة مع جهات خيرية أخرى ذات العلاقة .


يهدف البرنامج - الذي يستمر حتى نهاية العام الهجري الحالي واستفاد منه حتى الآن 3670 شخصا – إلى تفعيل دور المصليات المتنقلة , وترك أثر طيب وجميل في نفوس المصلين , وخلق أجواء إيمانية تسودها الأخوة والألفة والمحبة .



ولا يمكن إغفال برامج ومشاريع المكاتب الدعوية الأخرى بالمملكة , ومنها على سبيل المثال برامج ومشاريع المكتب التعاوني للدعوة بحي الروضة بالعاصمة الرياض , ومن أهمها :



برنامج جوال الخير : وهو عبارة عن فريق متخصص في إنتاج ونشر جميع المواد التي تعمل على الهاتف الجوال من تطبيقات ومقاطع صوتية ومرئية وغيرها , ومن أهم إصداراته : روائع العبر الذي هو عبارة عن 1000 دقيقة شاملة شيقة من تلاوات وكلمات دعوية وقصائد وأناشيد , وكذلك الإصدار الشامل لجوال الخير الذي يتضمن مقاطع صوتية ومرئية وملاحظات وكلمات دعوية .




مشروع السيارة الدعوية : وهي عبارة عن سيارة متنقلة تجوب حدود حي الروضة لإيصال المواد الدعوية للراغبين في دعوة سائقيهم وعمالتهم المنزلية وزملائهم في العمل ....وغيرهم إلى الله تعالى .




مشروع الحقيبة الدعوية : وشعارها : "كن داعية إلى الله تعالى حيثما كنت وأينما ذهبت" , وفكرة المشروع : حقيبة جلدية فاخرة تحوي "72" كتيبا بلغات متعددة , يستفيد منها حاملها أينما حل وارتحل , ويقدم من خلالها الخير والعلم والنور لمن يقابلهم .




لا يمكن لمنصف إلا أن يشيد بهذه البرامج والمشاريع الدعوية , ويثني على أصحاب الفكرة فيها والداعمين لها ماديا ومعنويا بالخير , فهي تمتاز بمحاولة مواكبة متطلبات العصر ومقتضياته ما أمكن , وبالابتعاد ما أمكن عن الرتابة والتقليد في وسائل وأساليب وطرق الدعوة ....إلى التجديد والاجتهاد والإبداع والتحديث .







ومع ذلك فإن المأمول أن لا تقف عجلة الابداع في البرامج والمشاريع الدعوية بالمملكة عند هذا الحد , بل تستمر وتتطور بما يتناسب مع عظيم ما تقوم به من عمل وصفه الله تعالى في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنته بأنه من أعظم وأنبل وأكثر الأعمال ثوابا وجزاء عند الله , و من المعلوم أن التوقف عن مواكبة ما يشهده العالم المعاصر من تقدم مستمر هو في الحقيقة تراجع وتقهقر وتخلف .




ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الدعوة, الواقع, بالسعودية, برامج, والمأمول


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع برامج الدعوة بالسعودية بين الواقع والمأمول
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دور المدرسة في التربية الإعلامية الواقع والمأمول Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 2 11-12-2018 02:08 PM
مجتمع متدين بطبعه.. الواقع والمأمول حنان الجزائرية مقالات وتحليلات مختارة 0 06-20-2015 05:15 PM
صنع الدواوين الضائعة الواقع والمأمول Eng.Jordan دراسات و مراجع و بحوث أدبية ولغوية 0 06-30-2013 01:53 PM
رسالة المعلم بين الواقع والمأمول Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 1 03-02-2013 11:36 PM
صعوبات التعلم بين الواقع والمأمول Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 11-01-2012 07:58 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 11:42 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59