الزمهرير

الزمهرير

ﺍﻟﺰﻣﻬﺮﻳﺮ
ﻣُﺘّﻜﺌﻴﻦَ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠَﻰ ﺍﻷﺭﺍﺋﻚِ ﻻ ﻳَﺮَﻭﻥَ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻤﺴﺎً ﻭﻻ ﺯَﻣْﻬَﺮﻳﺮﺍً .
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ : ﻫﻮ ﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ،
ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺇﺫﺍ ﺃﻟﻘﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺳﺄﻟﻮﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺬﺑﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺃﻫﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﺰﻣﻬﺮﻳﺮ ﻳﻮﻣﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ
ﺍﻟﺰَّﻣْﻬَﺮﻳﺮ --- ﻭﻫﻮ ﺷﺪّﺓ ﺍﻟﺒَﺮﺩ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﺪّﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺬﺍﺑﺎً ﻟﻠﻜﻔّﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ . ﻳﻘﺎﻝ : ﺇﺯْﻣَﻬَﺮّ ﺍﻟﻴﻮﻡُ ﺍﺯﻣِﻬﺮﺍﺭﺍً، ﻭﺍﻟﻤُﺰْﻣَﻬِﺮّ : ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺣﻤﺮّﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩ،
ﻭﻗﻴﻞ : ﺍﻟﻤُﺰﻣَﻬِﺮّ : ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻟﻐﻀﺐ . ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺻﻄﻼﺡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲّ ﻣﺮّﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺪﻫﺮ « ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ » : ﻣُﺘّﻜﺌﻴﻦَ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠَﻰ ﺍﻷﺭﺍﺋﻚِ ﻻ ﻳَﺮَﻭﻥَ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻤﺴﺎً ﻭﻻ ﺯَﻣْﻬَﺮﻳﺮﺍً .
ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻗﺼّﺔ ﺍﻟﻨَّﺬﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺬﺭﻩ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻲّ ﻛﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻓﺎﻃﻤﺔ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻭﺟﺎﺭﻳﺘﻬﻤﺎ ﻓﻀّﺔ ﺃﻥ ﻳﺼﻮﻣﻮﺍ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻳّﺎﻡ ﺇﻥ ﺷُﻔﻲ ﻭﻟﺪﺍﻫﻤﺎ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﺽٍ ﺃﻟﻢّ ﺑﻬﻤﺎ، ﻓﺸُﻔﻴﺎ ﺭﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ ، ﻓﻮﻓَﻮﺍ ﺑﻨَﺬْﺭﻫﻢ ﻭﺗﺼﺪّﻗﻮﺍ ﺑﺈﻓﻄﺎﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﻳّﺎﻡ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻜﻴﻦ ﻭﻋﻠﻰ ﻳﺘﻴﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺳﻴﺮ ﻭﻗﻔﻮﺍ ﺑﺒﺎﺑﻬﻢ ﻋﻨﺪ ﺇﻓﻄﺎﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳّﺎﻡ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺭﺍﺿﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ : « ﺇﻧّﻤﺎ ﻧُﻄﻌِﻤُﻜُﻢ ﻟِﻮَﺟﻪِ ﺍﻟﻠﻪِ ﻻ ﻧُﺮﻳﺪُ ﻣِﻨﻜﻢ ﺟَﺰﺍﺀً ﻭﻻ ﺷُﻜﻮﺭﺍً * ﺇﻧّﺎ ﻧَﺨﺎﻑُ ﻣِﻦ ﺭﺑِّﻨﺎ ﻳﻮﻣﺎً ﻋَﺒﻮﺳﺎً ﻗﻤﻄﺮﻳﺮﺍً » ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻓَﻮﻗَﺎﻫُﻢُ ﺍﻟﻠﻪُ ﺷﺮَّ ﺫﻟﻚَ ﺍﻟﻴﻮﻡِ ﻭﻟَﻘّﺎﻫُﻢ ﻧَﻀْﺮَﺓً ﻭﺳُﺮﻭﺭﺍً * ﻭﺟﺰَﺍﻫُﻢ ﺑِﻤﺎ ﺻَﺒَﺮﻭﺍ ﺟَﻨّﺔً ﻭﺣَﺮﻳﺮﺍً * ﻣُﺘّﻜﺌﻴﻦَ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠَﻰ ﺍﻷﺭﺍﺋﻚِ ﻻ ﻳَﺮَﻭﻥَ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻤﺴﺎً ﻭﻻ ﺯَﻣْﻬَﺮﻳﺮﺍً .
ﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻵﻳﺔ « ﻻ ﻳَﺮَﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻤﺴﺎً ﻭﻻ ﺯﻣﻬﺮﻳﺮﺍً » : ﻻ ﻳَﺮَﻭﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﻤﺴﺎً ﻓﻴﺆﺫﻳﻬﻢ ﺣَﺮُّﻫﺎ، ﻭﻻ ﺯَﻣْﻬَﺮﻳﺮﺍً ـ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ـ ﻓﻴﺆﺫﻳﻬﻢ ﺑَﺮﺩُﻫﺎ . ﻭﻗﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻣﻬﺮﻳﺮ : ﺇﻧّﻪ ﻟﻮﻥٌ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ

المصدر: ملتقى شذرات