العودة   > >

شذرات إسلامية مواضيع عن الإسلام والمسلمين وأخبار المسلمين حول العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
  #57  
قديم 01-26-2012, 01:19 AM
الصورة الرمزية احمد ادريس
احمد ادريس غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,366
افتراضي

سالم مولى أبى حذيفة

رضي الله عنه

" الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك "
حديث شريف
من هو؟





كان رقيقا وأعتق ، وآمن باللهوبرسوله إيمانا مبكرا ، وأخذ مكانه بين السابقين الأولين ، هذا هو الصحابي سالم بنمعقل أو سالم مولى أبى حذيفة ، لأنه كان رقيقا ثم ابنا ثم أخاً ورفيقاً للذي تبناهوهو الصحابي الجليل أبو حذيفة بن عتبة ، وتزوج

سالم ابنة أخيه ( فاطمة بنتالوليد بن عتبة ) ، ولذلك عُدّ من المهاجرين
فضله
كان سالم -رضي الله عنه- إماماً للمهاجرين من مكة الىالمدينة طوال صلاتهم في مسجد قباء و كان فيهم عمر بن الخطاب وذلك لأنه أقرأهم ،وأوصى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه قائلا ( خذوا القرآن من أربعة عبدالله بن مسعود ،وسالم مولى أبى حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل )
وعن عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت ( احتبستُ على رسول اللهصلى الله عليه وسلم فقال ( ما حَبَسَكِ ؟) قالت ( سمعت قارئاً يقرأ ) فذكرتُمن حُسْنِ قراءته ، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم رِداءَ ه وخرج ، فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة فقال ( الحمدُ لله الذي جعل في أمتي مثلك ) وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( إن سالماً شديد الحبِّ لله ، لو كان ما يخاف الله عزَّوجلّ ، ما عصاه )

وقد كان عمر -رضي الله عنه- يجلّه ، وقال وهو على فراشالموت ( لو أدركني أحدُ رجلين ، ثم جعلت إليه الأمرَ لوثقت به سالم مولى أبي حذيفة، وأبو عبيدة بن الجراح)
كان فزعٌ بالمدينة فأتى عمرو بن العاص على سالم مولىأبي حذيفة وهو مُحْتَبٍ بحمائل سيفِه ، فأخذ عمرو سيفه فاحتبى بحمائله ، فقال رسولالله صلى الله عليه وسلم( يا أيها الناس ! ألا كان مفزعكم إلى الله وإلى رسوله ) ثم قال ( ألا فعلتم كما فَعَل هذان الرجلان المؤمنان )
الجهر بالحق
كانت الفضائل تزدحم حول سالم -رضي الله عنه- ولكن كانمن أبرز مزاياه الجهر بما يراه حقا فلا يعرف الصمت ، وتجلى ذلك بعد فتح مكة ، حينأرسل الرسول صلى الله عليه وسلم بعض السرايا الى ما حول مكة من قرى وقبائل ، وأخبرهم أنهمدعاة لا مقاتلين ، فكان سالم -رضي الله عنه- في سرية خالد بن الوليد الذي استعملالسيف وأراق الدم ، فلم يكد يرى سالم ذلك حتى واجهه بشدة ، وعدد له الأخطاء التيارتكبت ، وعندما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم النبأ ، اعتذر الى ربه قائلا ( اللهم إني أبرأ مما صنعخالد ) كما سأل ( هل أنكر عليه أحد ؟) فقالوا له ( أجل ، راجعه سالم وعارضه ) فسكنغضب الرسول صلى الله عليه وسلم
الرضاع
وقصة سالم والرضاع مشهورة ، فقد أتت سهلة بنت عمرورسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ( إنّ سالماً بلغ ما يبلغ الرجال ، وإنه يدخل عليّ، وأظنّ في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً ) فقال لهاالرسول صلى الله عليه وسلم( أرضِعيه تَحْرُمي عليه ) وقد رجعت إليه وقالت ( إني قدأرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة ) وقد قال أزواجالرسول صلى الله عليه وسلم( إنّما هذه رخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم خاصة )
يوم اليمامة
تعانق الأخوان سالم و أبو حذيفة ، وتعاهدا على الشهادةوقذفا نفسيهما في الخضم الرهيب ، كان أبو حذيفة يصيح ( يا أهل القرآن ، زينواالقرآن بأعمالكم ) وسالم يصيح ( بئس حامل القرآن أنا لو هوجم المسلمون من قِبَلِي ) وسيفهما كانا يضربان كالعاصفة ، وحمل سالم الراية بعد أن سقط زيد بن الخطاب شهيدا ،فهوى سيف من سيوف الردة على يمناه فبترها ، فحمل الراية بيسراه وهو يصيح تالياالآية الكريمة
( وكأيّ من نبي قاتل معه ربيّون كثير ، فماوهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين )
الشهادة
وأحاطت به غاشية من المرتدين فسقط البطل ، ولكن روحهظلت في جسده حتى نهاية المعركة ، ووجده المسلمون في النزع الأخير ، وسألهم ( ما فعلأبو حذيفة ؟) قالوا ( استشهد ) قال ( فأضجعوني الى جواره ) قالوا ( إنه إلى جواركيا سالم ، لقد استشهد في نفس المكان !) وابتسم ابتسامته الأخيرة وسكت ، فقد أدرك هووصاحبه ما كانا يرجوان ، معا أسلما ، ومعا عاشا ، ومعا ا ستشهدا ، وذلك في عام ( 12ه )




يتبع
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم
عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
رد مع اقتباس
  #58  
قديم 01-26-2012, 01:19 AM
الصورة الرمزية احمد ادريس
احمد ادريس غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,366
افتراضي

سعد بن الربيع
رضي الله عنه


غزوةأحد
بعد أن فرغ الناس لقتلاهم قال الرسول( من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع ؟ أفي الأحياء هو أم الأموات ؟) فقال محمد بن مسلمة الأنصاري
( أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل سعد )

فنظر فوجده جريحا في القتلى وبه رَمَق فقال له ( إن رسول صلى الله عليه وسلم الله أمرني أن أنظر ، أفي الأحياء أنت أم الأموات ؟)

قال ( أنا في الأموات ، فأبلغ رسول صلى الله عليه وسلم اللهعني السلام وقل له إن سعد بن الربيع يقول لك جزاك الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته ، وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم إن سعد بن الربيع يقول لكم إنه لا عذر لكم عند الله ان خُلِص إلى نبيكم -صلى الله عليه وسلم- ومنكم عين تطرف ) قال ( ثم لم أبرح حتى مات ، فجئت رسول الله فأخبرته خبره )

يتبع
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم
عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
رد مع اقتباس
  #59  
قديم 01-26-2012, 01:20 AM
الصورة الرمزية احمد ادريس
احمد ادريس غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,366
افتراضي

سعد بن عبادة
رضي الله عنه

" اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة "
حديث شريف
من هو؟



هو سعد بن عبادة بن دليم بنحارثة سيد الخزرج ( أبو قيس ) ، أسلم مبكرا وشهد بيعة العقبة والمشاهد كلها معالرسول صلى الله عليه وسلم سخر أمواله في خدمة الإسلام وكان يسأل الله قائلا ( اللهمإنه لا يصلحني القليل ولا أصلح عليه ) حتى أصبح مثلا بالجود والكرم ، وكان يحسنالعَوْمَ والرمي فسمي بالكامل
تعذيب قريش له
علمت قريش بأمر الأنصار ولقائهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم فلحقت بهم وأدركت سعد بن عبادة أحد الاثنى عشر نقيبا ،وأخذوه وربطوا يديه إلى عنقه بنسع رحله ، وأدخلوه مكة وهم يضربونه ، يقول سعد ( فوالله إني لفي أيديهم إذ طلع علي نفر من قريش ، فيهم رجل وضيء أبيض ، شعشاع حلو منالرجال ، فقلت في نفسي إن يك عند أحد من القوم خير فعند هذا فلما دنا مني رفع يدهفلكمني لكمة شديدة فقلت في نفسي والله ما عندهم بعد هذا من خير !

فواللهإني لفي أيديهم يسحبونني إذ أوى لي رجل ممن كان معهم فقال ( ويحك ! أما بينك وبينأحد من قريش جوار ولا عهد ؟) فقلت ( بلى والله لقد كنت أجير لجبير بن مطعم بن عديبن نوفل بن عبد مناف تجّاره ، وأمنعهم ممن أراد ظلمهم ببلادي ، وللحارث بن حرب بنأمية بن عبد شمس بن عبد مناف ) قال ( ويحك فاهتف باسم الرجلين ،واذكر ما بينكوبينهما)

قال ففعلت وخرج ذلك الرجل إليهما ، فوجدهما في المسجد عند الكعبة، فقال لهما ( إن رجلا من الخزرج الآن يضرب بالأبطح ويهتف بكما ويذكر أن بينهوبينكما جوار) قالا ( ومن هو ؟) قال ( سعد بن عبادة) قالا ( صدق والله ، إن كانليجير لنا تجارنا ، ويمنعهم أن يظلموا ببلده) فجاءا فخلصا سعد من أيديهم ، فانطلق ،وكان الذي لكم سعدا سهيل بن عمرو العامري ، وكان الرجل الذي آوى إليه أبا البختريبن هشام
جوده وكرمه
كان سعد بن عبادة مشهوراً بالجود والكرم هو وأبوهوجدّه وولدُهُ ، وكان لهم أطُمٌ -بيت مربع مسطح- يُنادَى عليه كل يوم ( من أحبَّالشّحْمَ واللحْمَ فليأتِ أطمَ دُليم بن حارثة ) وكانت جَفْنة سعد تدور مع النبي صلى الله عليه وسلم في بيوت أزواجه
السلام
استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم على سعد بن عبادة فقال ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) فقال سعد ( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ) ولم يُسْمع النبي صلى الله عليه وسلم حتى سلّمَ ثلاثاً ، وردَّ عليه سعد ثلاثاً ، ولميُسْمِعْهُ ، فرجع النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعه سعدٌ فقال ( يا رسول الله ! بأبي أنت ما سلّمتَتسليمة إلا وهي بأذُني ، ولقد رددتُ عليك ولم أسْمِعْكَ ، أحببتُ أن أستكثرَ منسلامِكَ ومن البركة ) ثم دخلوا البيت فقرّب إليه زبيباً فأكل نبي الله صلى الله عليه وسلم فلمّا فرغ قال ( أكلَ طعامكم الأبرار ، وصلّتْ عليكمالملائكة ، وأفطر عندكم الصائمون )
الخلق الصالح
جاء سعد بن عبادة وابنه قيس بن سعد بزاملةٍ -ناقةيُحمل عليها- تحمل زاداً ، يؤمّان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني يوم ضلّتْ زاملتُهُ صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع ، حتى يجد رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً عند باب منزله ، فقد أتى الله بزاملته ، فقال سعد ( يا رسول الله ! بلغنا أن زاملتَكَ ضلت مع الغلام وهذه زاملةٌ مكانها ) فقال رسولالله صلى الله عليه وسلم( قد جاءَ الله بزاملتِنا ، فارجِعا بزاملتكما بارك اللهعليكما ، أما يكفيك يا أبا ثابت ما تصنع بنا في ضيافتكَ منذ نزلنا المدينة ؟) قالسعد ( يا رسول الله ! المنّة لله ولرسوله ، والله يا رسول الله للذي تأخذ منأموالنا أحبُّ إلينا من الذي تَدَعُ ) قال صلى الله عليه وسلم( صدقتُم يا أبا ثابت ، أبشِرْ فقد أفلحت ، إن الأخلاقَبيد الله ، فمن أراد أن يمنحَه منها خُلقاً صالحاً منحَهُ ، ولقد مَنَحَكَ اللهخُلقاً صالحاً ) فقال سعد ( الحمد لله هو فعل ذلك )







رايةالأنصار
يقول ابن عباس -رضي الله عنهما- ( كان لرسولالله صلى الله عليه وسلم في المواطن كلها رايتان ، مع علي بن أبي طالب رايةالمهاجرين ، ومع سعد بن عبادة راية الأنصار )
غزوةالغابة
في غزوة الغابة أقام سعد بن عبادة في المدينة فيثلاثمائة من قومه يحرسون المدينة خمسَ ليالٍ حتى رجعالنبي صلى الله عليه وسلم وبعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأحمالِ تمر ، وبعشر جزائر -ناقة- بذي قرد وكان في الناسقيس بن سعد بن عبادة على فرسٍ له يُقال له الوَرْد ، وكان هو الذي قرّب الجُزُرَوالتمرَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم( يا قيس ، بعَثَك أبوك فارساً ، وقوّىالمجاهدين ، وحرس المدينة من العدو ، اللهم ارحم سعداً وآل سعد )
ثم قالرسول الله صلى الله عليه وسلم( نِعْمَ المَرْءُ سعد بن عبادة ) فتكلمت الخزرج فقالت ( يا رسول الله ! هو نقيبنا وسيّدنا وابن سيدنا ، كانوا يُطعمون في المَحْلِ ،ويحملون في الكَلِّ ، ويَقْرون الضيف ، ويُطعمون في النائبة ، ويحملون عن العشيرة ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم( خيارُ النّاس في الإسلام خيارُهم فيالجاهلية إذا فقهوا في الدّين)
يوم الفتح
كانت شخصية سعد تتسم بالشدة والقوة ، ففي يوم فتح مكةجعله الرسول صلى الله عليه وسلم أميرا على فيلق من جيش المسلمين ، ولم يكد يصل الى مشارفمكة حتى صاح ( اليوم يوم الملحمة ، اليوم تستحل الحرمة ) فكأنه عندما رأى مكةمستسلمة لجيش الفتح ، تذكر كل صور العذاب الذي صبته على المؤمنين وكان ذنبهم أنيقولوا لا إله إلا الله ، فدفعه الى توعدهم فسمعه عمر بن الخطاب وسارع الى النبيقائلا ( يا رسول الله ، اسمع ما قال سعد بن عبادة ، ما نأمن أن يكون له في قريشصولة ) فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا كرم الله وجهه أن يدركه ، ويأخذ الراية منه ، ويتأمرمكانه
يوم حنين
أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم ما أعطى من العطايا ولم يكن للأنصار منها شيء ، حتى كثرتمنهم القالة ، وقال قائلهم ( لقي والله رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه ) وقال سعد للرسول ( يا رسول الله إن هذا الحي منالأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت ، قسمت في قومك ،وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء ) فقال الرسول صلى الله عليه وسلم(فأين أنت من ذلك يا سعد؟) قال ( يا رسول الله ما أنا إلا من قومي ) قال ( فاجمع لي قومك في هذهالحظيرة )

فلما اجتمعوا أتاهم الرسول صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وقال ( يا معشر الأنصار ، ما قالةبلغتني عنكم ، وجدة وجدتموها علي في أنفسكم ! ألم آتكم ضُلالا فهداكم الله ، وعالةفأغناكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم ! ) فقالوا ( بلى ، الله ورسوله أمنوأفضل ) ثم قال ( ألا تجيبونني يا معشر الأنصار؟) قالوا ( بماذا نجيبك يا رسول الله ؟ لله ولرسوله المن والفضل !) قال صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم( أما والله لو شئتم لقلتم ، فلصَدقتمولصُدّقتم أتيتنا مكذبا فصدقناك ، ومخذولا فنصرناك ، وطريدا فآويناك ، وعائلافآسيناك ، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم في لُعاعة من الدنيا تألفت بها قوماليسلموا ووكَلْتكم الى إسلامكم ! ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاةوالبعير وترجعوا برسول الله الى رحالكم ؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنتأمرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار ! اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار) فبكى القوم حتىأخضلوا لحاهم ، وقالوا وسعد معهم ( رضينا برسول الله قسما وحظا )
يو م السقيفة
ولما قبض الرسول صلى الله عليه وسلم انحاز بعض الأنصار الى سعد بن عبادة في سقيفة بني ساعدةمنادين بأن يكون خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وخطب فيهم سعد -رضي اللهعنه- موضحا أحقية الأنصار بذلك ،ولكن لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد استخلف أبا بكر على الصلاة أثناء مرضه ، فهم الصحابة أنهذا الاستخلاف مؤيدا لخلافة أبي بكر وتزعم عمر بن الخطاب هذا الرأي

وسارعأبوبكر وعمر وأبوعبيدة بن الجراح -رضي الله عنهم- إلى الأنصار ، واشتد النقاش حولأحقية الخلافة ، وخطب أبوبكر الصديق خطبة بين فيها فضل المهاجرين والأنصار وقال فيخاتمتها ( هذا عمر وهذا أبوعبيدة فأيهما شئتم فبايعوا) فقال الاثنان (لا والله لانتولى هذا الأمر عليك ) ثم قال عمر (ابسط يدك نبايعك ) فسبقهما بشير بن سعد -رضيالله عنه- وهو من كبار الأنصار وبايع أبا بكر وتلاه عمر وأبو عبيدة ، فقام الحاضرونمن الأنصار والمهاجرين فبايعوه وفي اليوم التالي اجتمع المسلمون في المسجد وبايعوهبيعة عامة
خلافةعمر
في الأيام الأولى من خلافة عمر -رضي الله عنه- ، ذهبسعد الى أمير المؤمنين ، وقال بصراحته المتطرفة ( كان صاحبك أبو بكر -والله- أحبإلينا منك ، وقد -والله- أصبحتُ كارهاً لجوارك ) فأجاب عمر بهدوء ( إن من كره جوارجاره ، تحول عنه ) وعاد سعد فقال ( إني متحول إلى جوار من هو خير عنك ) وبهذا أرادسعد ألا ينتظر ظروفا قد تطرأ بخلاف بينه وبين أمير المؤمنين ، خلاف لا يريده ولايرضاه
وفاته
شدّ سعد بن عبادة -رضي الله عنه- الرحال إلى الشام ،وما كاد أن يبلغها وينزل أرض حوران حتى دعاه أجله وأفضى إلى جوار ربه الرحيم سنة ( 14 ه )



يتبع
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم
عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
رد مع اقتباس
  #60  
قديم 01-26-2012, 01:20 AM
الصورة الرمزية احمد ادريس
احمد ادريس غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,366
افتراضي

سعد بن معاذ


رضي الله عنه

" لقد اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ "
حديث شريف
من هو؟




سعد بن معاذ بن النعمان الأنصاري سيد الأوس فيعامه


الواحد والثلاثين أسلم ، واستشهد في عامه السابع والثلاثين


وبينهما قضى سعد بن معاذ زعيم الأنصار أياما شاهقة في


خدمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم

اسلامه



أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير الى المدينة ليعلم المسلمين الأنصار الذين بايعوا الرسول في بيعةالعقبة الأولى ، وليدعو غيرهم الى الايمان ، ويومئذ كان يجلس أسيد بن حضير وسعد بنمعاذ وكانا زعيمي قومهما يتشاوران بأمر الغريب الآتي ، الذي يدعو لنبذ دين الأباءوالأجداد وقال سعد ( اذهب الى هذا الرجل وازجره ) .. وحمل أسيد حربته وذهب الى مصعبالذي كان في ضيافة أسعد بن زرارة وهو أحد الذين سبقوا في الاسلام ، وشرح الله صدرأسيد للإسلام ، فأسلم أسيد من غير ابطاء وسجد لله رب العالمين ..



وعاد أسيد الى سعد بن معاذ الذي قال لمن معه ( أقسم ، لقد جاءكمأسيد بغير الوجه الذي ذهب به ) .. وهنا استخدم أسيد ذكاءه ليدفع بسعد الى مجلس مصعبسفير الرسول لهم ، ليسمع ما سمع من كلام الله ، فهو يعلم بأن أسعد بن زرارة هو ابنخالة سعد بن معاذ ، فقال أسيد لسعد ( لقد حدثت أن بني حارثة قد خرجوا الى أسعد بنزرارة ليقتلوه ، وهم يعلمون أنه ابن خالتك ) .. وقام سعد وقد أخذته الحمية ، فحملالحربة وسار مسرعا الى أسعد حيث معه مصعب والمسلمين ، ولما اقترب لم يجد ضوضاء ،وانما سكينة تغشى الجماعة ، وآيات يتلوها مصعب في خشوع ، وهنا أدرك حيلة أسيد ..



ولكن ماكاد أن يسمع القرآن حتى شرح الله صدره للاسلام ، وأضاءبصيرته ، فألقى حربته بعيدا وبسط يمينه مبايعا ، وأسلم لرب العالمين ، فلمّا أسلمقال سعد لبني عبد الأشهل ( كلامُ رجالِكم ونسائِكم عليّ حرام حتى تُسلموا ) .. فأسلموا ، فكان من أعظم الناس بركةً في الإسلام .


غزوةبدر


جمع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه المهاجرين والأنصار ليشاورهم في الأمر ، وكان يريد معرفة موقف الأنصار منالحرب ، فقال سعد بن معاذ ( يا رسول الله ، لقد آمنا بك وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئتبه هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة ، فامض يا رسولالله لما أردت فنحن معك ، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناهمعك ، ما تخلف منا رجل واحد ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا ، إنا لصبر في الحرب، صدق عند اللقاء ، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله ) .. فسر الرسول صلى الله عليه وسلم وقال ( سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين ، واللهلكأني الآن أنظر الى مصارع القوم )
غزوة الخندق



في غزوة الخندق اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم برأي الأنصار بكل خطوة يخطيها لأن الأمر يجري كله بالمدينة ، فكان يستشير سعد بنمعاذ سيد الأوس وسعد بن عبادة سيد الخزرج بكل الأمور التي تجد ..



لقد سمع الرسول صلى الله عليه وسلموالمسلمين بأن بني قريظة قد نقضوا عهدهم ، فبعث الرسول صلى الله عليه وسلمسعد بن معاذ وسعد بن عبادة وقال لهم ( انطلقوا حتى تنظروا أحق مابلغنا عن هؤلاء القوم أم لا ؟ فان كان حقا فالحنوا لي لحنا أعرفه ، ولا تفتوا فيأعضاد الناس ، وإن كانوا على الوفاء فيما بيننا وبينهم فاجهروا به للناس ) .. فخرجوا حتى أتوهم ، فوجدوهم على أخبث ما بلغهم عنهم ، وقالوا ( من رسول الله ؟لا عهد بيننا وبين محمد ولا عقد ) .. فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه فقال له سعد بنعبادة ( دع عنك مشاتمتهم ، فما بيننا وبينهم أربى من المشاتمة ) .. ثم أقبلا علىالرسول صلى الله عليه وسلمفسلموا وقالوا ( عضل والقارة ) أي كغدر عضل والقارة بأصحاب الرجيع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم( الله أكبر أبشروا يا معشر المسلمين ) ..



تفاوض الرسول صلى الله عليه وسلممعزعماء غطفان فأخبر سعد بن معاذ وسعد بن عبادة في ذلك فقالا له ( يا رسول الله أمراتحبه فنصنعه ، أم شيئا أمرك الله به لابد لنا من العمل به ، أم شيئا تصنعه لنا ؟) .. قال الرسول صلى الله عليه وسلم( بل شيء أصنعه لكم ، والله ما أصنع ذلك إلا لأنني رأيت العرب قدرمتكم عن قوس واحدة ، وكالبوكم من كل جانب ، فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم إلى أمرما ) .. فقال له سعد بن معاذ ( يا رسول الله ، قد كنا نحن وهؤلاء القوم علىالشرك بالله وعبادة الأوثان ، لا نعبد الله ولا نعرفه ، وهم لا يطمعون أن يأكلوامنها تمرة إلا قرىً أو بيعاً ، أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له وأعزنا بك وبهنعطيهم أموالنا ! والله ما لنا بهذا من حاجة، والله لا نعطيهم إلا السيف حتى يحكمالله بيننا وبينهم ) .. قال الرسولصلى الله عليه وسلم( فأنت و ذاك ) .. فتناول سعد بن معاذ الصحيفة فمحا مافيها من الكتاب ثم قال ( ليجهدوا علينا )


اصابته


وشهدت المدينة حصارا رهيبا ، ولبس المسلمون لباس الحرب وخرج سعدبن معاذ حاملا سيفه ورمحه ، فعن السيدة عائشة أنها كانت في حصن بني حارثة يومالخندق ، وكانت أم سعد بن معاذ معها في الحصن ، وذلك قبل أن يُضرب الحجاب عليهن ،فمرّ سعد وعليه درعٌ مقلّصة قد خرجت منها ذراعه وفي يده حربة وهو يقول ( لبِّثقليلاً يَلْحَقِ الهَيْجَا حَمَلْ ..... لا بأس بالموتِ إذا حانَ الأجلْ ) .. فقالتأم سعد ( الْحَقْ يا بُنيّ قدْ والله أخرت ) .. فقالت عائشة ( يا أم سعد لوددتُ أنّدرعَ سعد أسبغ ممّا هي ) .. فخافت عليه حين أصيب السهم منه ..



وفي إحدى الجولات أصابه سهم في ذراعه من المشركين ، من رجل يُقالله ابن العَرِقة ، وتفجر الدم من وريده وأسعف سريعا ، وأمر الرسول -صلى الله عليهوسلم- أن يحمل الى المسجد وأن تنصب له خيمة ليكون قريبا منه أثناء تمريضه ، ورفعسعد بصره للسماء وقال ( اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها ، فإنه لاقوم أحب إلي أن أجهادهم من قوم أذوا رسولك ، وكذبوه وأخرجوه ، وإن كنت قد وضعتالحرب بيننا وبينهم ، فاجعل ما أصابني اليوم طريقا للشهادة ، ولا تمتني حتى تقرعيني من بني قريظة ) .. وكان بنو قريظة مواليه وحلفاءَ ه فيالجاهلية


يتبع
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم
عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
رد مع اقتباس
  #61  
قديم 01-26-2012, 01:21 AM
الصورة الرمزية احمد ادريس
احمد ادريس غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,366
افتراضي

الرسول يحكم سعد فى بنىقريظة
وأتى الرسول صلى الله عليه وسلمبني قريظة بعد الخندق مباشرة ، وحاصرهم خمساً وعشرين ليلة ، ثم حكّم الرسول صلى الله عليه وسلمسعد بن معاذ ببني قريظة ، فأتاه قومه ( الأوس ) فحملوه وأقبلوا معه الى الرسولصلى الله عليه وسلموهميقولون ( يا أبا عمرو ، أحسن في مواليك فإن الرسول إنما ولاك ذلك لتحسن فيهم ) .. حتى دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال ( قدْ آنَ لي أن لا أبالي في الله لَوْمَةَلائِمٍ ) ..
فلما أتوا الرسول صلى الله عليه وسلمقال الرسول صلى الله عليه وسلم( قوموا إلى سيدكم ) .. فقاموا إليه فقالوا ( يا أبا عمرو ، إن رسول اللهصلى الله عليه وسلمقدولاك أمر مواليك لتحكم فيهم ) .. فقال سعد ( عليكم بذلك عهد الله وميثاقه أن الحكمفيهم لما حكمت ؟) .. قالوا ( نعم ) .. قال ( وعلى من هاهنا ؟) .. في الناحية التيفيها رسول الله صلى الله عليه وسلموهومعرض عن رسول الله إجلالا له ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم( نعم ) .. قال سعد ( فإني أحكم فيهم أن تقتل الرجال ، وتقسم الأموال ، وتسبىالذراري والنساء ) .. قال الرسول صلى الله عليه وسلم( لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة ) .. ونفذالرسول الكريم حكم سعد بن معاذ فيهم ..
وفاة سعد
فلما انقضى أمر بني قريظة انفجر بسعد جرحه ، واحتضنه رسول الله صلى الله عليه وسلمفجعلت الدماء تسيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو بكر فقال ( وانكسارَ ظَهْراهْ ) .. فقال الرسولصلى الله عليه وسلم( مَهْ ) .. فقال عمر ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ..
وقد نزل جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلمفقال ( يا نبيّ الله مَنْ هذا الذي فُتِحَتْ له أبواب السماء واهتزَّ له العرش ؟) .. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلممسرعاً يجرّ ثوبه ، فوجد سعداً قد قَبِضَ ..
الجنازة
فمات سعد شهيداً بعد شهر من إصابته ، ويروى أن سعدا كان رجلابادنا ، فلما حمله الناس وجدوا له خفة فبلغ ذلك رسول اللهصلى الله عليه وسلمفقال ( إن له حملة غيركم ، والذي نفسي بيده لقد استبشرت الملائكةبروح سعد ، واهتز له العرش ) .. وقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم( لقد نزل من الملائكة في جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفاً ما وطئواالأرض قبلُ ) .. كما يقول ( أبو سعيد الخدري ) - رضي الله عنه - ( كنت ممنحفر لسعد قبره ، وكنا كلما حفرنا طبقة من تراب ، شممنا ريح المسك حتى انتهينا الىاللحد ) ..
ولمّا انتهوا الى قبر سعد نزل فيه أربعة نفر ، ورسول الله صلى الله عليه وسلمواقفٌعلى قدميه ، فلمّا وُضع في قبره تغيّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم،وسبّح ثلاثاً ، فسبّح المسلمون ثلاثاً حتى ارتجّ البقيع ، ثم كبّر رسول الله صلى الله عليه وسلمثلاثاً ، وكبّر أصحابه ثلاثاً حتى ارتجّ البقيع بتكبيره ، فسُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وسلمعن ذلك فقيل ( يا رسول الله رأينا بوجهك تغيّراً وسبّحت ثلاثاً ؟) ... قال ( تضايق على صاحبكم قبره وضُمَّ ضمةً لو نَجا منها أحدٌ لنَجا سعدٌ منها، ثم فرّج الله عنه)
فضل سعد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلمعندما رأى ثوب ديباج ( والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن منهذا ) .. وقد قال شرحبيل بن حسنة ( أخذ إنسان قبضة من تراب قبر سعد فذهب بها ثم نظرإليها بعد ذلك فإذا هي مسك !!) ..
يتبع
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم
عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
رد مع اقتباس
  #62  
قديم 01-26-2012, 01:21 AM
الصورة الرمزية احمد ادريس
احمد ادريس غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,366
افتراضي

سعيد بن عامر
رضي الله عنه

" لقد كان لي أصحاب سبقوني الى الله ، وما أحبأن
انحرف عن طريقهم ولو كانت لي الدنيا بما فيها "
سعيد بن عامر
من هو؟


سعيد بن عامر بن جِذْيَم بن سَلامانالقرشي ، أمه أروى بنت أبي مُعَيط أسلم قبل فتح خيبر وهاجر وشهدها ، ومنذ أسلموبايع الرسول صلى الله عليه وسلم أعطاهما كل حياته ، شهد مع الرسولالكريم جميع المشاهد والغزوات كان أشعث أغبر من فقراء المسلمين ، كما كان من أكبرأتقيائهم
جيش الشام
بلغ سعيد بن عامر أن أبا بكر يريدأن يبعثه مدداً ليزيد بن أبي سفيان ، ومكث أياماً لا يذكر أبو بكر ذلك له ، فقالسعيد ( يا أبا بكر ، والله لقد بلغني أنك تريد أن تبعثني في هذا الوجه ، ثم رأيتكقد سكت ، فما أدري ما بدا لك ؟! فإن كنتَ تريد أن تبعث غيري فابعثني معه ، فماأرضاني بذلك ، وإن كنت لا تريد أن تبعث أحداً ، فما أرغبني بالجهاد ، إيذنْ لي رحمكالله حتى ألحق بالمسلمين ، فقد ذُكِرَ لي أنه قد جُمِعَت لهم جموع كثيرة )

فقال له أبو بكر ( رحمكَ الله ، الله أرحم الراحمين يا سعيد ، فإنكما علمتُ من المتواضعين المتواصلين المخبتين ، المجتهدين بالأسحار ، الذاكرين اللهكثيراً ) فقال سعيد ( يرحمك الله ، نِعَمُ الله عليّ أفضل ، له الطّوْل والمنُّ ،وأنت ما علمتُك يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلمصدوقٌ بالحق قوامٌ بالقسط ، رحيمٌبالمؤمنين ، شديد على الكافرين ، تحكم بالعدل ، ولا تستأثر بالقسم )

فقال له ( حسبك يا سعيد ، اخرج رحمك الله فتجهّز ، فإني باعثٌ إلىالمؤمنين جيشاً مُمِدّاً لهم ، ومؤمِّرَك عليهم ) وأمر بلالاً فنادى في الناس ( ألاانتدبوا أيّها الناس مع سعيد بن عامر إلى الشام )
السلامة
وجاء سعيد بن عامر ومعه راحلته حتىوقف على باب أبي بكر والمسلمون جلوس ، فقال لهم ( أما إن هذا الوجه وجهُ رحمةٍوبركة ، اللهم فإن قضيتَ لنا -يعني البقاء- فعلى عادتك ، وإن قضيتَ علينا الفرقةفإلى رحمتك ، وأستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام ) ثم ولى سائراً

فقال أبو بكر ( عباد الله ، ادعوا الله أن يصحب صاحبكم وإخوانكممعه ، ويُسلّمهم ، فارفعوا أيديكم رحمكم الله أجمعين ) فرفع القومُ أيديهم وهم أكثرمن خمسين ، فقال عليّ ( ما رفع عدّة من المسلمين أيديهم إلى ربهم يسألونه شيئاً إلااستجاب لهم ، ما لم يكن معصية أو قطيعة رحم )

فبلغ ذلك سعيداً بعدما وقع إلى الشام ، ولقيَ العدو فقال ( رحمالله إخواني ، ليتهم لم يكونوا دعوا لي ، قد كنت خرجتُ وأني على الشهادة لحريصٌ ،فما هو إلا أن لقيتُ العدو فعصمني الله من الهزيمة والفرار ، وذهب من نفسي ما كنتأعرف من حبي الشهادة ، فلمّا أن أخبرتُ أنّ إخواني دعوا لي بالسلامة ، علمت أني قداستجيب لهم !!)
ولايةالشام
عندما عزل عمر بن الخطاب معاوية عنولاية الشام ، تلفت حواليه يبحث عن بديل يوليه مكانه ، يكون زاهد عابد قانت أواب ،وصاح عمر ( قد وجدته ، إلي بسعيد بن عامر ) وعندما جاء وعرض عليه ولاية حمص اعتذرسعيد وقال ( لا تَفْتِنّي يا أمير المؤمنين ) فيصيح عمر به ( والله لا أدعك ،أتضعون أمانتكم وخلافتكم في عنقي ثم تتركونني ؟!) واقتنع سعيد بكلمات عمر ، وخرجالى حمص ومعه زوجه
الزوجةالجميلة
خرج سعيد -رضي الله عنه- ومعه زوجتهالعروس الفائقة الجمال الى حمص ، ولما استقرا أرادت زوجته أن تستثمر المال الذيزوده به عمر ، فأشارت عليه بشراء ما تحتاج إليه من ثياب ومتاع ثم يدخر الباقي ،فقال لها سعيد ( ألا أدلك على خير من هذا ؟ نحن في بلاد تجارتها رابحة ، وسوقهارائجة ،فلنعط هذا المال من يتجر لنا فيه وينميه ) قالت ( فإن خسرت تجارته ؟) قال ( سأجعل ضمانها عليه !) قالت ( فنعم إذن )

وخرج سعيد فاشترى بعض ضرورات عيشه المتقشف ، ثم فرق جميع المال علىالفقراء والمحتاجين ومرت الأيام وكلما سألته زوجته عن تجارتهما يجيبها ( إنها تجارةموفقة ، وإن الأرباح تنمو وتزيد ) وعندما شكت وارتابت بالأمر ألحت عليه لتعرف ،فأخبرها الحقيقة ، فبكت وأسفت على المال ، ونظر إليها سعيد وقد زادت جمالا ثم قال ( لقد كان لي أصحاب سبقوني الى الله ، وما أحب أن انحرف عن طريقهم ولو كانت لي الدنيابما فيها ) وقال لها ( تعلمين أن في الجنة من الحور العين والخيرات الحسان ، ما لوأطلت واحدة منهن على الأرض لأضاءتها جميعا ، ولقهر نورها نور الشمس والقمر معا ،فلأن أضحي بك من أجلهن ، أحرى وأولى من أن أضحي بهن من أجلك ) وأنهى الحديث هادئامبتسما وسكنت زوجته وأدركت أنه لا شيء أفضل من السير مع سعيد في طريقه التقي الزاهد
شكوى أهل حمص
عندما زار عمر -رضي الله عنه- حمصتحدث مع أهلها فسمع شكواهم ، فقد قالوا ( نشكو منه أربعا لا يخرج إلينا حتى يتعالىالنهار ، ولا يجيب أحد بليل ، وله في الشهر يومان لا يخرج فيهما إلينا ولا نراه ،وأخرى لا حيلة له فيها ولكنها تضايقنا وهي أنه تأخذه الغشية بين الحين والحين ) فقال عمر همسا ( اللهم إني أعرفه من خير عبادك ، اللهم لا تخيب فيه فراستي ) ودعاسعيد للدفاع عن نفسه

فقال سعيد ( أما قولهم إني لا أخرجإليهم حتى يتعالى النهار ، فوالله لقد كنت أكره ذكر السبب ، إنه ليس لأهلي خادم ،فأنا أعجن عجيني ، ثم أدعه حتى يختمر ، ثم أخبز خبزي ، ثم أتوضأ للضحى ، ثم أخرجإليهم) وتهلل وجه عمر وقال ( الحمدلله ، والثانية ؟!)

قال سعيد ( وأما قولهم لاأجيب أحدا بليل ، فوالله لقد كنت أكره ذكرالسبب ، إني جعلت النهار لهم ، والليل لربي

وأما قولهم إن لي يومين في الشهر لا أخرج فيهما ، فليس لي خادميغسل ثوبي ، وليس لي ثياب أبدلها ، فأنا أغسل ثوبي ثم أنتظر حتى يجف بعد حين وفيآخر النهار أخرج إليهم

وأما قولهم إن الغشية تأخذني بينالحين والحين ، فقد شهدت مصرع خبيب الأنصاري بمكة ، وقد بضعت قريش لحمه ، وحملوهعلى جذعة ، وهم يقولون له أتحب أن محمدا مكانك ، وأنت سليم معافى ؟ فيجيبهم قائلاوالله ما أحب أني في أهلي وولدي ، معي عافية الدنيا ونعيمها ، ويصاب رسول اللهبشوكة فكلما ذكرت ذلك المشهد الذي رأيته ، وأنا يومئذ من المشركين ، ثم تذكرت تركينصرة خبيب يومها ، أرتجف خوفا من عذاب الله ويغشاني الذي يغشاني )

وانتهت كلمات سعيد المبللة بدموعه الطاهرة ولم يتمالك عمر نفسهوصاح ( الحمد لله الذي لم يخيب فراستي ) وعانق سعيدا
زهده
لقد كان سعيد بن عامر صاحب عطاءوراتب كبير بحكم عمله ووظيفته ، ولكنه كان يأخذ ما يكفيه وزوجه ويوزع الباقي علىالبيوت الفقيرة ، وقد قيل له ( توسع بهذا الفائض على أهلك وأصهارك ) فأجاب ( ولماذاأهلي وأصهاري ؟ لا والله ما أنا ببائع رضا الله بقرابة ) كما كان يجيب سائله ( ماأنا بالمتخلف عن الرعيل الأول ، بعد أن سمعت رسولالله صلى الله عليه وسلم يقول ( يجمع الله عز وجل الناسللحساب فيجيء فقراء المؤمنين يزفون كما تزف الحمام فيقال لهم قفوا للحساب فيقولونماكان لنا شيء نحاسب عليه فيقول الله صدق عبادي فيدخلون الجنة قبل الناس )
وفاته
وفي العام العشرين من الهجرة ، لقي سعيد -رضي الله عنه- ربه نقياطاهرا

يتبع
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم
عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
رد مع اقتباس
  #63  
قديم 01-26-2012, 01:22 AM
الصورة الرمزية احمد ادريس
احمد ادريس غير متواجد حالياً
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,366
افتراضي

سلمان الفارسى
رضي الله عنه

" سلمان منا أل البيت "
حديث شريف
من هو؟
سلمان الفارسي وكنيته ( أبو عبد الله ) رجلا من أصبهان من قرية ( جيّ ) ، غادرثراء والده بحثا عن خلاص عقله وروحه ، كان مجوسياثم نصرانيا ثم أسلم للهرب العالمين ، وقد آخى الرسول صلى الله عليهوسلم بينه وبين أبو الدرداء
قبلالاسلام
لقد اجتهد سلمان - رضي اللهعنه - في المجوسية ، حتى كان قاطن النار التي يوقدها ولا يتركها تخبو ، وكان لأبيهضيعة ، أرسله إليها يوما ، فمر بكنيسة للنصارى ، فسمعهم يصلون وأعجبه ما رأى فيدينهم وسألهم عن أصل دينهم فأجابوه في الشام ، وحين عاد أخبر والده وحاوره فقال ( يا أبتِ مررت بناس يصلون في كنيسة لهم فأعجبني ما رأيت من دينهم فوالله مازلت عندهمحتى غربت الشمس ) قال والده ( أي بُني ليس في ذلك الدين خير ، دينُك ودين آبائك خيرمنه ) قال ( كلا والله إنه خير من ديننا ) فخافه والده وجعل في رجليه حديدا وحبسه ،فأرسل سلمان الى النصارى بأنه دخل في دينهم ويريد مصاحبة أي ركب لهم الى الشام ،وحطم قيوده ورحل الى الشام

وهناك ذهب الى الأسقف صاحب الكنيسة ، وعاش يخدمويتعلم دينهم ، ولكن كان هذا الأسقف من أسوء الناس فقد كان يكتنز مال الصدقات لنفسهثم مات ، وجاء آخر أحبه سلمان كثيرا لزهده في الدنيا ودأبه على العبادة ، فلما حضرهالموت أوصى سلمان قائلا ( أي بني ، ما أعرف أحدا من الناس على مثل ما أنا عليه إلارجلا بالموصل )
فلما توفي رحل سلمان الىالموصل وعاش مع الرجل الى أن حضرته الوفاة فدله على عابد في نصيبين فأتاه ، وأقامعنده حتى إذا حضرته الوفاة أمره أن يلحق برجل في عمورية
فرحل إليه ، واصطنع لمعاشه بقرات وغنيمات ، ثمأتته الوفاة فقال لسليمان ( يا بني ما أعرف أحدا على مثل ما كنا عليه ، آمرك أنتأتيه ، ولكنه قد أظلك زمان نبي يبعث بدين إبراهيم حنيفا ، يهاجر الى أرض ذات نخلبين جرّتين فإن استطعت أن تخلص إليه فافعل ، وإن له آيات لا تخفى ، فهو لا يأكلالصدقة ، ويقبل الهدية ، وإن بين كتفيه خاتم النبوة ، إذا رأيته عرفته )
لقاءالرسول
مر بسليمان ذات يوم ركب منجزيرة العرب ، فاتفق معهم على أن يحملوه الى أرضهم مقابل أن يعطيهم بقراته وغنمه ،فذهب معهم ولكن ظلموه فباعوه ليهودي في وادي القرى ، وأقام عنده حتى اشتراه رجل منيهود بني قريظة ، أخذه الى المدينة التي ما أن رأها حتى أيقن أنها البلد التي وصفتله ، وأقام معه حتى بعث الله رسوله صلى الله عليهوسلم وقدم المدينة ونزل بقباء في بني عمرو بن عوف ، فما أن سمع بخبره حتى سارع اليه

فدخل على الرسول صلى الله عليه وسلم وحوله نفر من أصحابه ،فقال لهم ( إنكم أهل حاجة وغربة ، وقد كان عندي طعام نذرته للصدقة ، فلما ذكر ليمكانكم رأيتكم أحق الناس به فجئتكم به )
فقالالرسوللأصحابه صلى الله عليه وسلم ( كلوا باسم الله) وأمسك هوفلم يبسط إليه يدا فقال سليمان لنفسه ( هذه والله واحدة ، إنه لا يأكل الصدقة )

ثم عاد في الغداة الىصلى الله عليه وسلم الرسوليحمل طعاما وقال ( أني رأيتك لا تأكل الصدقة ، وقد كان عندي شيءأحب أن أكرمك به هدية ) فقال الرسول لأصحابه ( كلوا باسمالله ) وأكل معهم فقال سليمان لنفسه ( هذه والله الثانية ، إنه يأكل الهدية )
ثم عاد سليمان بعد مرور زمن فوجد الرسول صلى الله عليه وسلم صلى الله عليهوسلم في البقيع قد تبع جنازة، وعليه شملتان مؤتزرا بواحدة ، مرتديا الأخرى ، فسلم عليه ثم حاول النظر أعلى ظهرهفعرف الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك ، فألقى بردته عن كاهله فاذا العلامة بين كتفيه ، خاتمالنبوة كما وصفت لسليمان فأكب سليمان على الرسول صلى الله عليهوسلم يقبله ويبكي ، فدعاهالرسول صلى الله عليه وسلم وجلس بين يديه ، فأخبره خبره ، ثم أسلم
عتقه
وحال الرق بين سليمان - رضيالله عنه - وبين شهود بدر وأحد ، وذات يوم أمره الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكاتب سيده حتى يعتقه ، فكاتبه علىثلاثمائة نخلة يجيبها له بالفقير وبأربعين أوقية ، وأمر الرسولالكريمالصحابة كي يعينوه ،فأعانه الرجال بقدر ماعندهم من ودية حتى اجتمعت الثلاثمائة ودية ، فأمره الرسول( إذهب يا سلمان ففقّرها ، فإذا فرغت فأتنيأنا أضعها بيدي ) ففقرها بمعونة الصحابة حتى فرغ فأتى الرسول الكريم ، وخرج معهالرسولصلى الله عليه وسلموأخذ يناوله الودي ويضعه الرسول بيده ، فما ماتت منها ودية واحدةفأدى النخيل
وأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم من بعض المغازي ذهب بحجم بيضة الدجاج وقال له ( خُذْ هذه فأدِّ بها ماعليك يا سلمان ) فقال ( وأين تقع هذه يارسول الله مما علي ؟) قال ( خُذها فإن الله عزّ وجل سيؤدي بهاعنك ) فأخذها فوزنها لهم فأوفاهم ، وحرر الله رقبته ، وعاد رجلا مسلما حرا ،وشهد مع الرسول غزوة الخندق والمشاهد كلها
غزوةالخندق
في غزوة الخندق جاءت جيوشالكفر الى المدينة مقاتلة تحت قيادة أبي سفيان ، ورأى المسلمون أنفسهم في موقف عصيب، وجمع الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه ليشاورهم في الأمر ، فتقدم سلمانوألقى من فوق هضبة عالية نظرة فاحصة على المدينة ، فوجدها محصنة بالجبال والصخورمحيطة بها ، بيد أن هناك فجوة واسعة يستطيع الأعداء اقتحامها بسهولة

وكان سلمان - رضي اللهعنه - قد خبر في بلاد فارس الكثير من وسائل الحرب وخدعها ، فتقدم من الرسول صلى الله عليه وسلم واقترح أن يتم حفر خندق يغطي جميع المنطقة المكشوفة حول المدينة، وبالفعل بدأ المسلمين في بناء هذا الخندق الذي صعق قريش حين رأته ، وعجزت عناقتحام المدينة ، وأرسل الله عليهم ريح صرصر عاتية لم يستطيعوا معها الا الرحيلوالعودة الى ديارهم خائبين
وخلال حفر الخندق اعترضت معاول المسلمين صخرةعاتية لم يستطيعوا فلقها ، فذهب سلمان الى الرسول صلى الله عليه وسلم مستأذنا بتغيير مسار الحفر ليتجنبوا هذه الصخرة ، فأتى الرسولمع سلمان وأخذ المعول بيديه الكريمتين ، وسمى الله وهوى علىالصخرة فاذا بها تنفلق ويخرج منها وهجا عاليا مضيئا وهتف الرسول مكبرا ( الله أكبر.. أعطيت مفاتيح فارس ، ولقد أضاء الله لي منها قصور الحيرة ،ومدائن كسرى ، وإن أمتي ظاهرة عليها )

ثم رفع المعول ثانيةوهوى على الصخرة ، فتكررت الظاهرة وبرقت الصخرة ، وهتف الرسول صلى الله عليه وسلم( الله أكبر .. أعطيت مفاتيح الروم ، ولقدأضاء لي منها قصور الحمراء ، وإن أمتي ظاهرة عليها ) ثم ضرب ضربته الثالثةصلى الله عليه وسلمفاستسلمت الصخرة وأضاء برقها الشديد ، وهلل الرسول صلى الله عليه وسلموالمسلمون معه وأنبأهم أنه يبصر قصور سورية وصنعاء وسواها منمدائن الأرض التي ستخفق فوقها راية الله يوما ، وصاح المسلمون ( هذا ما وعدنا اللهورسوله ، وصدق الله ورسوله )
فضله
قال النبي صلى الله عليه وسلم(ثلاثة تشتاقُ إليهمالحُور العين عليّ وعمّار وسلمان )
حسبه
سُئِل سلمان - رضي الله عنه - عن حسبه فقال ( كرميديني ، وحَسَبي التراب ، ومن التراب خُلقتُ ، وإلى التراب أصير ، ثم أبعث وأصير إلىموازيني ، فإن ثقلت موازيني فما أكرم حسبي وما أكرمني على ربّي يُدخلني الجنة ، وإنخفّت موازيني فما ألأَمَ حَسبي وما أهوَننِي على ربّي ، ويعذبني إلا أن يعودبالمغفرة والرحمة على ذنوبي )
سلمانوالصحابة
لقد كان إيمان سلمان الفارسي قويا ، فقد كان تقيزاهد فطن وورع ، أقام أياما مع أبو الدرداء في دار واحدة ، وكان أبو الدرداء - رضيالله عنه - يقوم الليل ويصوم النهار، وكان سلمان يرى مبالغته في هذا فحاول أن يثنيهعن صومه هذا فقال له أبو الدرداء ( أتمنعني أن أصوم لربي، وأصلي له؟) فأجاب سلمان ( إن لعينيك عليك حقا ، وإن لأهلك عليك حقا ، صم وافطر ، وصلّ ونام ) فبلغ ذلكالرسول صلى الله عليه وسلم فقال ( لقد أشبع سلمان علما)
وفي غزوة الخندق وقف الأنصار يقولون ( سلمان منا ) ووقف المهاجرون يقولون ( بل سلمان منا ) وناداهم صلى الله عليه وسلم الرسولقائلا ( سلمان منا آل البيت )
فيخلافة عمر بن الخطاب جاء سلمان الى المدينةزائرا ، فجمع عمر الصحابة وقال لهم ( هيا بنا نخرخ لاستقبال سلمان ) وخرج بهملإستقباله عند مشارف المدينة
وكان علي بن أبي طالب يلقبه بلقمان الحكيم ، وسئلعنه بعد موته فقال ( ذاك امرؤ منا وإلينا أهل البيت ، من لكم بمثل لقمان الحكيم ؟أوتي العلم الأول والعلم الآخر ، وقرأ الكتاب الأول والكتاب الآخر ، وكان بحرا لاينزف )
عطاؤه
لقد كان - رضي الله عنه - فيكبره شيخا مهيبا ، يضفر الخوص ويجدله ، ويصنع منه أوعية ومكاتل ، ولقد كان عطاؤهوفيرا بين أربعة آلاف و ستة آلاف في العام ، بيد أنه كان يوزعه كله ويرفض أن ينالمنه درهما ، ويقول ( أشتري خوصا بدرهم ، فأعمله ثم أبيعه بثلاثة دراهم ، فأعيددرهما فيه ، وأنفق درهما على عيالي ، وأتصدق بالثالث ، ولو أن عمر بن الخطاب نهانيعن ذلك ما انتهيت )
الامارة
لقد كان سلمان الفارسي يرفضالإمارة ويقول ( إن استطعت أن تأكل التراب ولا تكونن أميرا على اثنين فافعل )
في الأيام التي كان فيها أميرا على المدائن وهوسائر بالطريق ، لقيه رجل قادم من الشام ومعه حمل من التين والتمر ، وكان الحمل يتعبالشامي ، فلم يكد يرى أمامه رجلا يبدو عليه من عامة الناس وفقرائهم حتى قال له ( احمل عني هذا ) فحمله سلمان ومضيا ، وعندما بلغا جماعة من الناس فسلم عليهم فأجابوا ( وعلى الأمير السلام ) فسأل الشامي نفسه ( أي أمير يعنون ؟!) ودهش عندما رأى بعضهميتسارعون ليحملوا عن سلمان الحمل ويقولون ( عنك أيها الأمير ) فعلم الشامي أنه أميرالمدائن سلمان الفارسي فسقط يعتذر ويأسف واقترب ليأخذ الحمل ، ولكن رفض سلمان وقال ( لا حتى أبلغك منزلك )
سئل سلمان يوما ( ماذايبغضك في الإمارة ؟) فأجاب ( حلاوة رضاعها ، ومرارة فطامها )
زهدهوورعه
هم سلمان ببناء بيتا فسألالبناء ( كيف ستبنيه ؟) وكان البناء ذكيا يعرف زهد سلمان وورعه فأجاب قائلا ( لاتخف ، إنها بناية تستظل بها من الحر ، وتسكن فيها من البرد ، إذا وقفت فيها أصابترأسك ، وإذا اضطجعت فيها أصابت رجلك ) فقال سلمان ( نعم ، هكذا فاصنع )
زواجه
في ليلة زفافه مشى معه أصحابه حتى أتى بيت امرأتهفلما بلغ البيت قال ( ارجعوا آجركم الله ) ولم يُدخلهم عليها كما فعل السفهاء ، ثمجاء فجلس عند امرأته ، فمسح بناصيتها ودعا بالبركة فقال لها ( هل أنت مطيعتني فيشيءٍ أمرك به ) قالت ( جلستَ مجلسَ مَنْ يُطاع ) قال ( فإن خليلي أوصاني إذا اجتمعتإلى أهلي أن أجتمع على طاعة الله ) فقام وقامت إلى المسجد فصلّيا ما بدا لهما ، ثمخرجا فقضى منها ما يقضي الرجل من إمرأته
فلمّا أصبح غدا عليه أصحابه فقالوا ( كيف وجدتَأهلك ؟) فأعرض عنهم ، ثم أعادوا فأعرض عنهم ، ثم أعادوا فأعرض عنهم ثم قال ( إنّماجعل الله الستورَ والجُدُرَ والأبواب ليُوارى ما فيها ، حسب امرىءٍ منكم أن يسألعمّا ظهر له ، فأما ما غاب عنه فلا يسألن عن ذلك ، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( المتحدث عن ذلك كالحمارين يتسافران فيالطريق )
عهدهلسعد
جاء سعد بن أبي وقاص يعود سلمان في مرضه ، فبكىسلمان ، فقال سعد ( ما يبكيك يا أبا عبدالله ؟ لقد توفي رسول صلى الله عليه وسلم اللهوهو عنك راض ) فأجاب سلمان ( والله ما أبكي جزعا من الموت ، ولاحرصا على الدنيا ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهدا ، فقال ( ليكن حظ أحدكم من الدنيا مثل زادالراكب ) وهأنذا حولي هذه الأساود - الأشياء الكثيرة - !) فنظر سعد فلم ير إلا جفنةومطهرة قال سعد ( يا أبا عبد الله اعهد إلينا بعهد نأخذه عنك ) فقال ( يا سعد اذكرالله عند همك إذا هممت ، وعند حكمك إذا حكمت ، وعند يدك إذا قسمت )
وفاته
كان سلمان يملك شيئا يحرص عليه كثيرا ، ائتمنزوجته عليه ، وفي صبيحة اليوم الذي قبض فيه ناداها ( هلمي خبيك الذي استخبأتك ) فجاءت بها فإذا هي صرة مسك أصابها يوم فتح جلولاء ، احتفظ بها لتكون عطره يوم مماته، ثم دعا بقدح ماء نثر به المسك وقال لزوجته ( انضحيه حولي ، فإنه يحضرني الآن خلقمن خلق الله ، لايأكلون الطعام وإنما يحبون الطيب ) فلما فعلت قال لها ( اجفئي عليالباب وانزلي ) ففعلت ما أمر ، وبعد حين عادت فإذا روحه المباركة قد فارقت جسده ،وكان ذلك وهو أمير المدائن في عهد عثمان بن عفان في عام ( 35 ه ) ، وقد اختلف أهلالعلم بعدد السنين التي عاشها ، ولكن اتفقوا على أنه قد تجاوز المائتين والخمسين

يتبع
__________________
العبد ذو ضجر والرب ذو قدر والدهر ذو دول والرزق مقسوم
والخير أجمع فيما اختار خالقنا وفي اختيار سواه اللوم والشوم
عَنْ الْمَرْءِ لَا تَسْأَلْ وَسَلْ عَنْ قَرِينِهِ * * * فَكُلُّ قَرِينٍ بِالْمُقَارَنِ يَقْتَدِي
إذَا كُنْت فِي قَوْمٍ فَصَاحِبْ خِيَارَهُمْ * * * وَلَا تَصْحَبْ الْأَرْدَى فَتَرْدَى مَعَ الرَّدِي

http://a2.sphotos.ak.fbcdn.net/hphot..._6762576_n.jpg
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
موسوعة, الله, الصحابة, رضوان, عليهم


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع موسوعة الصحابة ( رضوان الله عليهم )
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ورد الصحابة رضي الله عنهم صباح الورد شذرات إسلامية 0 07-11-2014 10:32 AM
سلمة بن الأكوع .. بطل المشاة .. رضوان الله عليه ام زهرة شخصيات عربية وإسلامية 0 04-23-2013 05:58 PM
منزلة الصحابة رضي الله عنهم عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 3 04-12-2013 02:35 PM
محبة الصحابة لرسول الله جاسم داود شذرات إسلامية 0 10-05-2012 01:06 AM
ألقاب الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين... صباح الورد شذرات إسلامية 4 06-29-2012 03:21 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:42 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59