والآن أجيبك يا أمة الله ..

مخدتك , الله , والآن

والآن أجيبك يا أمة الله ..
دعيني أولا أقول لك إنك في نعمة كبيرة ... هل تعلمين معنى أن ترتدي الحجاب الكامل وأنت دون العشرين، تلك والله نعمة حرمت منها الكثيرات، لو كانت هذه النعمة تشترى لاشتريتها بكل مالي .. ما أجمله من اصطفاء، في زمن أغلب نسائه غافلات يبارزن الله بمعصية التبرج والتحايل على الحجاب من أجل شهوة رخيصة، يطلّع عليك ربك فيراك أنت الصغيرة الفتية مغطاة من رأسك حتى قدميك .. يالها من نعمة أغبطك عليها ..
هل تعلمين لي صديقة كان كل مناها أن تنتقب، ولكن لم تجد عونا، وألحت على الله في الدعاء، فجاءها الفرج، ... هل تعلمين من أجل أن تغطي وجهها كانت على استعداد أن تترك الدراسة في شعبة من أكثر الشعب وجاهة في بلدنا، وقبلت بالعيش بعيدا عن الأهل وبالزواج من فقير، حتى تنعم بغطاء وجه وقرار في البيت ...
فقط أحببت أن أدلك على نعم أنت تتنعمين بها صباح مساء غيرك يلهج لسانه بالدعاء ومستعد لترك الدنيا وما فيها حتى ينعم بها ..عسى أن تتغير نظرتك لوضعك الذي تحسبينه مأساويا وما هو بمأساوي... فكل ابتلاء في غير الدين هين ..
أعلم أن الطلاق ليس بالأمر الهين وأعلم أن كسر المرأة طلاقها، لكن بالمقابل أعلم يقينا أن أمر المسلم كله له خير وأعلم أن الله قد وعد بأن يغني الطليقين من سعته .. فأبشري ..
ما دمت استخرت ومادام كان دافعك للزواج دين الرجل وخلقه، فلا تلومي نفسك ولا تكترثي لما آلت إليه الأمور ... وكوني على يقين أن هذا الذي حصل هو الخير لك في دينك ومعاشك وعاقبة أمرك .. فالله يعلم ونحن لا نعلم، لعل هذه الزيجة أنقذتني من زيجة ربما هي ناجحة بالمقاييس الدنوية لكنها فاشلة بمقاييس الآخرة، زوج يلهيني عن ديني أو ابن عاق يرهقني طغيانا كفرا ...
لا تقولي بسبب هذا حصل هذا، ولكن قولي لا إله إلا الله، فالسبب والمسبب من عند الله وما أصابك كان سيصيبك بمسبب أو بآخر .. فلا تأسي على ما فاتك ولا تفرحي بما آتاك فكلها أقدار .. إنما نفرح بتعاطينا مع أقدار ربنا إن كان خيرا شكرنا وإن كان شرا صبرنا وذلك هو الخير الذي لا يناله إلا المسلم..
.
بنتي كما قلت لك كل أذى وابتلاء في أمور الدنيا هين مادام ديننا في أمان، ونصيحتي لك أن اصبري ولا تتسرعي في مسألة الخروج والعمل لأنه بمجرد خروجك سيبدأ الابتلاء في الدين وقد تضحين بنقابك وقد تقضين يومك في معصية الاختلاط وقد تعرضين نفسك لفتنة أنت في غنى عنها وقد يصبح محكوما عليك بالخروج طيلة عمرك وهذه الأمور في ميزان العقل والشرع أعظم وأخطر من مجرد تضييق أو كلمة جارحة من معيلك تنالين بصبرك عليها مزيد أجر بفضله ومنه... فنصيحتي أن تحملي الأذى، وادفعي بالتي هي أحسن واصبري على معيلك الحالي وإن قصر أو ضيق أو قال لك كلمة جارحة واحتسبي الأجر عند الله .. واسألي الله أن يأجرك في مصائبك ويخلفك خيرا منها
ثم أذكرك كما أذكر دائما بالبنت التي تكالبت عليها المصائب وتعرضت لحرب من أقرب الناس وجاءتني تحكي مصابها، ظننتها تريد مواساة فأخذت أواسيها، فقالت لي والله يا بديعة ما يهمني كل ما يقع لي وإنما قلت لك ما قلت طلبا للنصح في الأمر كذا حتى لا أقع في محظور وإلا فأنا سعيدة مستبشرة مادام يمر يومي دون أن أعصي ربي ..
.
نعمة أن يمر اليوم دون أن تعصى إحدانا ربها لهي أعظم النعم، وتلك الصفقة الرابحة التي غفل عنها الكثيرون وما كان عليهم أن يغفلوا .. فعضي على هذه النعمة بهذه بالنواجد ولا تفرطي فيها إني لك من الناصحين
--بديعة سبيل

المصدر: ملتقى شذرات