#1  
قديم 01-30-2018, 11:27 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي كاونتربنتش – “الاستراتيجية” الأميركية الجديدة في سورية .. وصفة لاستمرار الكارثة


كاونتربنتش – “الاستراتيجية” الأميركية الجديدة في سورية .. وصفة لاستمرار الكارثة

الكاتب: المركز كتب في: يناير 27, 2018
كاونتربنتش – يان أوبيرغ – 19/1/2018
معظم التغطية الإعلامية للكلمة التي ألقاها وزير الخارجية الأميركية، ريكس تلرسون، يوم 17 كانون الثاني (يناير) في معهد هوفر، تبرز فقط قوله إن الولايات المتحدة تعتزم البقاء في سورية –إلى أجل غير مسمى- في المستقبل، وإلى أن يغادر الرئيس السوري بشار الأسد المشهد.
بل إن وكالة “رويترز” تُحوِّر كل شيء ليعني أن الولايات المتحدة أصبحت الآن أكثر صبراً إزاء موضوع إزاحة الأسد.
قبل أن أواصل، فإن مما ينطوي على إشارة ذات مغزى إلى الأزمة الغربية، بما في ذلك الفساد الأخلاقي والقانوني، إلى درجة أنه يثير استغراب القليلين- ولا أحد منهم في دوائر الناتو- أن يقوم مسؤول كبير في الدولة التي تقود الغرب بما يلي:
1 – أن لا يعرب عن أي أسف عن أي شيء تم فعله حتى الآن في هذا النزاع أو في الشرق الأوسط الأوسع.
2 – أن يؤكد على بلده سيستمر فيما يجب أن تصفه المصطلحات القانونية بأنه عدوان عسكري أجنبي، وتواجد في أراضي دولة مشروعة وعضو في الأمم المتحدة.
3 – أن بلده سوف يعمل من أجل تغيير النظام (هناك أيضاً)، و؛
4 – سوف يقدم بلده مختلف أنواع المساعدات التي تفضي إلى أفول الأسد. ولنتذكر أن سورية واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية لما بعد العام 1945 -في فئة فيتنام وكمبوديا والعراق واليمن- والتي لديها كلها، وليس من باب الصدفة، ملمح حرب تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها بشكل رئيسي.
بغض النظر عما قد نعتقد به حيال سورية، فإن هذا يشكل هجوماً واسع النطاق على القانون الدولي والنظام المعياري المتضمن في ميثاق الأمم المتحدة، الذي استغرق بناؤه عقوداً من العمل الشاق والمضني، وشكل حجر زاوية أساسي للإدارة والتنمية الحضارية للنظام العالمي.
وبمقارنته بالمحاولات الأخرى الرامية إلى تقويض الأمم المتحدة -والتي كانت قد بدأت في سنوات التسعينيات في البوسنة والهرسك- فإن ما يجري هنا يجب أن يكون سبباً لقلق عميق للشعوب في الزوايا المتحضرة فعلاً من عالمنا.
كما أنه لا يُمكن أن يباع على العالم تحت عنوان مسؤولية الحماية. لكنه يثير السؤال حقاً: ألا يجب أن تكون هناك “مسؤولية الاحتجاج” -حتى بين أولئك الحلفاء الذين يبدو أن تلرسون يعتبر من المسلم به أنهم سيصطفون خلف الولايات المتحدة (وربما هم كذلك)؟
إذا كان هناك أي أحد يستطيع التحدث مع الولايات المتحدة ببعض التعقل في هذه الأيام، فإنهم يجب أن يكونوا الحلفاء والأصدقاء الذي هم في سوادهم في الناتو والاتحاد الأوروبي. ولكن هل سيفعلون؟
على الرغم من تقديمه في جامعة ستانفورد -وبذلك يفترض أن يحتوي على نوع من التحليل الأكاديمي والفكري اللائق- فقد كان عرض تلرسون من هذا المنظور بائساً بشكل لا يصدق.
على الرغم من قوله إنه سوف يقدم “سياقاً تاريخياً وسياسياً عريضاً”، فإنه لم يكن هناك عرض ولا تاريخ ولا سياق. وفي الحقيقة، بمجرد كلمات قليلة لاحقاً، يبدأ بهذه الطريقة التي تعرض إطار العمل لباقي ما سيقوله:
“لحوالي 50 عاماً تقريباً، عانى الشعب السوري في ظل دكتاتورية حافظ الأسد وابنه بشار الأسد. وطبيعة نظام الأسد خبيثة، مثل طبيعة راعيته إيران. فقد روج إرهاب الدولة. وقام بتمكين المجموعات التي تقتل الجنود الأميركيين، مثل تنظيم القاعدة. ودعم حزب الله وحركة حماس. كما قمع المعارضة السياسية بعنف…”.
وواصل تلرسون على نفس المنوال.
إذا كانت هذه أفضل تاريخ وسياق وتحليل للنزاعات الكامنة والمسوغات لكل العنف في سورية، والتي يستطيع أكبر مسؤول في السياسة الخارجية الأميركية تحشيدها، فإن بوسع المرء أن يثير سؤالين على الأقل: ما الشيء الناقص بشكل رهيب، وضيق التفكير والخادم للذات لدى العالم الأكاديمي الأميركي في هذا الحقل؟ أو، هل أن ذلك العالم الأكاديمي ممتاز بالفعل، وإنما لا يتم الاستماع إليه مطلقاً في دوائر صنع القرار، ولماذا ألقى تلك الكلمة في جامعة؟
لا أعرف ما هو الجواب، ربما مزيج من الاثنين؟ لكنني كأستاذ في دراسات السلام والنزاعات، سوف أطلب من طالب في الجامعة يكتب مقالة عن التاريخ وتحليل النزاعات، أن يقرأ بضعة كتب أكثر، وأن يعود لي ببحث مُراجَع. ولن أسمح لذلك الطالب بأن ينجح في الامتحان.
من الجدير ملاحظة أن نص الكلمة يُظهر أن الجمهور ليست له فرصة لطرح الأسئلة، أو بخلاف ذلك مناقشة المتحدث. وبعد كلمة تلرسون، ثمة محادثة واحدة فقط جرت بينه وبين وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، كوندوليزا رايس. وهذا شأن غير اعتيادي في جامعة حيث يجب أن يسود النقاش الحر.
ثانياً، لا يوجد شيء يلمح إلى أن تلرسون يتوافر على فهم للكيفية التي تكون بها “لإستراتيجيته” الخاصة بسورية صلة بسياسة أكثر شمولية لكامل منطقة الشرق الأوسط ككل.
إنه لا يذكر -ربما نقول أنه لأسباب مفهومة- أن لدى الولايات المتحدة بعض السياسات والأهداف الأخرى لتواجدها المستقبلي في سورية، مثل بناء قواعد دائمة -في نوع من السباق على القواعد العسكرية مع روسيا- ودعم القوات الكردية في الجانب السوري من الحدود مع تركيا -ثاني أكبر قوة عسكرية في الناتو، والغاضبة بطبيعة الحال، والتي تصف الأكراد بأنهم جيش إرهابي مستعد للقتال.
سوف يدفع ذلك تركيا أقرب إلى روسيا، ومن الممكن توقع أن تدير تركيا ظهرها تماماً لأوروبا وتغادر الناتو.
لقد رأينا مثل هذا من قبل بطبيعة الحال. إنه يتعلق بالقواعد (قل، مثل كوسوفو)؛ ويتعلق بالسيطرة على الموارد (قل، مثل العراق)؛ وهو حول تغيير النظام (قل، مثل صدام حسين ومعمر القذافي)؛ كما إنه يتصل بالمعتقد الاستثنائي بأن “بلد الله” الخاص حصل على تفويض من الله لصنع سلام الإمبريالية الأميركية في كل مكان -بغض النظر عن عدد المرات التي تصرفت فيها بجنون أصلاً، وبغض النظر عن عدد الأبرياء الذين قتلو وجرحوا في العملية.
كما أنه لا يذكر أن الولايات المتحدة اختارت، في ظل إدارة ترامب، أن تعزز وتدعم الفريق الإسلاموي الأصولي- الصهيوني الأساسي، بدعم الدول الأصولية وإسرائيل الجديد، للوقوف ضد إيران التي يُنظر إليها على أنها تهديد كبير للولايات المتحدة، والعالم والمنطقة. لكنها ليست كذلك -لسوء طالع هذه النظرة.
من الواضح في ذلك أن هذه الإدارة/ الدولة العميقة التي كانت لتكون بخلاف ذلك منقسمة على نفسها وتتصارع داخلياً، هي الآن موحدة أساساً في شيء واحد: كراهية إيران. وإيران هي الموضوع الوحيد الذي يحتفظ الرئيس ترامب بنفس وجهات النظر حياله منذ حملته الانتخابية وحتى الآن وهو سيد البيت الأبيض الأميركي.
وزيادة على ذلك، لا تقدم إدارة ترامب على فعل شيء سوى تقويض رفاه الشعب الإيراني (ودعم قطاعي المتشددين والفاسدين) بالعقوبات التي ما تزال سارية من خلال آليات مالية. والخروج دائماً بتصورات غير عقلانية للبلد والتهديد الدائم بأن الخيارات مطروحة على الطاولة.
وسوف يذهب ذلك إلى خطأ فادح بجنون أيضاً. عاجلاً أو آجلاً .
يمكن قول الكثير عن كلمة تلرسون. ولو أنها لم تصدر عن أقوى قوة عسكرية في العالم –لكنها حالياً تفقد كل موازين القوة الأخرى- لما اكترث أحد بقرائتها. لكن عليكَ أن نفعل!
من المحزن أن كلمته تكشف عن جحيم مطوَّل لنظرائنا من الكائنات البشرية في سورية -وبمشاكل مفتوحة النهاية- لإيران وشعبها.
إن فلسفتها للاستقرار بالسلام العسكري زائفة بأقصى ما يسعه الزيف. فالسلام يعني بالنسبة لها الحرب، الحرب مفتوحة النهاية.
وبعد، هل يمكن قول أي شيء جيد عنها؟ ربما يمكن القول فقط بأن هذا النوع من السياسة سوف يصبح في خاتمة المطاف المسمار الشهير في نعش الإمبراطورية الأميركية. وبعد ذلك، سوف تصبح الجمهورية الأميركية والعالم مكانين أفضل بكثير.
ولكن، ألن يكون من الأفضل لنا كلنا لو تكشفت تلك القطعة من التاريخ عن طريقة سلمية ونزيهة فكرياً وأخلاقياً بدلاً عن استمرار الحرب المفتوحة حتى النهاية؟
*نشر هذا المقال تحت عنوان :
The New US Syria “Strategy”, a Recipe for Continued Disaster
ترجمة عبد الرحمن الحسيني – الغد – 27/1/2018

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
لاستمرار, الأميركية, الجديدة, الكارثة, سورية, وصفت, “الاستراتيجية”, كاونتربنتش


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع كاونتربنتش – “الاستراتيجية” الأميركية الجديدة في سورية .. وصفة لاستمرار الكارثة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الانحدار نحو الكارثة الإنسانية عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 01-05-2016 08:45 AM
خطة أمريكية مبتكرة لاستمرار التفوق العسكري في القرن 21 Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 11-16-2014 10:49 AM
الكارثة الصعبة التى لم يتحملها جنود "جولاني Eng.Jordan أخبار الكيان الصهيوني 0 08-17-2014 02:46 PM
شركه صهيونية للترويج للسلطة الجديدة في مصر وتحسين صورتها في الولايات المتحدة الأميركية Eng.Jordan شذرات مصرية 0 10-25-2013 11:12 PM
خيمتان كبيرتان لاستمرار الصلاة بعد رمضان عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 08-03-2013 04:23 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:31 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59