#1  
قديم 06-12-2013, 09:56 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي العلاج النفسي الحركي


البحث في الذاكرة الحديثة، والانفعال، وكذلك الفهم الحالي لعواقب الصدمات النفسية الجسدية والجنسية، يدل على أن الاضطرابات النفسية تعبر عن نفسها في الحياة الفعلية على حد سواء والمتمثلة في الجوانب العقلية والأحاسيس والخبرات الجسدية والسلوك الحركي. هذا يؤكد الاهتمام المتزايد من العملاء والأطباء النفسيون في تلك طرق العلاج التي تأخذ في اعتبارها المعلومات عن الجسم والتعامل معه بطريقة منهجية منظمة. (Damasio 1999، van der Kolk 1996).
كما ويمكن فهم العديد من المشاكل النفسية ونتيجة لعجز في إشباع الاحتياجات النمائية الأساسية في مرحلة الطفولة المبكرة. إن الحاجة إلى رعاية والدعم والحماية، وحدود العالم، لا بد من الوفاء بها بشكل ملموس في الوقت المناسب، ومن حق القرابة، العلاقات - من ذوي الخبرة في جميع المناسبات والتفاعلات أن يقدموا المساعدة لهؤلاء الأفراد الذين يعانون من مشكلات نفسية وجسدية من أجل الوصول إلى التكيف أو التوافق السليم وخصوصاً ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من مشكلات ذات طابع جسدي. هذه الأحداث التفاعلىة لا تحدث ألم للطفل فقط بل وللمحيطين به. والتي تشمل الآثار النفسية والجسدية ثلاثة مستويات: البيولوجية( الجسدية)، والنفسية، والوجودية.
تعريف العلاج النفسي الحركي:
يعرف العلماء العلاج النفسي الحركي بأنه :"أحد وسائل العلاج الطبيعي، ويعني الاستخدام العلمي لحركات الجسم وشتى الوسائل المختلفة المبنية على أسس من علم التشريح والفسيولوجيا والعلوم التربوية والنفسية لإغراض وقائية وعلاجيه بهدف المحافظة على العمل الوظيفي وإعادة تأهيل النسيج قبل وإثناء وبعد الإصابة،وبذلك فإن العلاج الحركي يعتمد وسيلة هي الأكثر فعإلىة بين وسائل القوى الطبيعية ( الحركة) من أجل الوقاية والعلاج والتأهيل عند الإصابة أوالمرض أو الإعاقة .
ويتمثل العلاج الحركي في التمرينات العلاجية سواء كانت إيجابية أو سلبية وهى مرتبطة بعملية الانقباض العضلي، وتعد من أهم فروع العلاج الطبيعي التي تستخدم في علاج وتأهيل الإصابات الرياضية ومنع الإصابة ولها دور كبير في المحافظه على صحة اللاعب خلال مرحلة النقاهة. إذ يعد العلاج الحركي من أكثر وسائل العلاج الطبيعي فعالية إذا ما استخدم بشكل منظم ودقيق وبتوافق مع الخلل الوظيفي للجسم، حيث يعتمد العلاج الحركي التوافقات النسيجية لأجهزه الجسم كافة، ويعتمد على مفاهيم علم الحركة وقوانينه في بناء الأنظمة العلاجية لاستعاده وتجديد الوظائف الحركية والوصول إلى حاله ما قبل الإصابة أو المرض وتحديد مضاعفات الإعاقة .
إن تقوية العضلات وبلوغ المدى الحركي الطبيعي للمفاصل هو أساس العلاج الحركي، ومن ثم استخدام البرامج الوقائية بحسب نوع الإصابة أو المرض أو الإعاقة، ويكتسب استخدام الحركة أهميته خاصة بعد الاصابه لأن الكتلة العضلية تتأثر بسرعة حيث إن الألياف الحمراء تفقد صفاتها وتكسب صفات الألياف البيضاء ( سرعة التقلص ومطاوله قليله ) مع ضمور عضلي. ومن الجدير بالذكر أن عدم الحركة يقلل من ورود الإشارات العصبية وبنسبة 5- 15% وفقدان الوظائف الطبيعية للمفاصل وضعف الأربطة أضافه إلى إحداث خلل في بعض الأجهزة الوظيفية مثل قلة الحجوم الرئوية التنفسية وزيادة معدل التنفس و النبض ( حيث يزداد نبضه واحده كل يومين عند عدم الحركة ).

فالعلاج النفس الحركي إذن، هو علاج جديد يعمل على معالجة الصعوبات والمشكلات، سواء كان سببها عضوياً، عصبياً أو نفسياً، عبر تقنيات الاسترخاء العضلي، وتأهيل الحركة، والتعبير الجسدي أو الفني، أو من خلال الأنشطة التي تقوم على الإيقاع واللعب والتوازن والتناسق.
العلاج النفسي الحركي، هو استخدام التمارين الموجهة التي تخفف توتر العضلات. وهذا يعيد التوازن للعضلات وحرية التنقل ، وهذا يوفر الأساس الفعلي لحرية التعبير لدى الفرد بطريقة طبيعية وصحية لمعالجة الضغوط الانفعالية.
ويعرف فالون العلاج النفسي الحركي بأنه طريقة علاجية يستخدم فيها المعالج الوعي الجسدي والأنشطة البدنية، وهو حجر الزاوية في النهج الذي تتبعه مستشفيات الأمراض النفسية، في برامجها في العلاج والتشخيص لحالات كثيرة من الاضطرابات النفسية والحركية.
ويعد هذا العلاج الحركي لوسيلة للتعبير عن العلاقة بين الجسد والنفس والروح. لهذا السبب، ينظر إلى الدعم الشامل للأطفال والمراهقين باعتباره جوهر هذا العلاج؛ اللعب الحركي، وهي الوسيلة الرئيسية التي يتم من خلالها تحقيق ذلك. ويتم تكييف البرنامج العلاجي بشكل مستمر لنمو الطفل واحتياجاته.
أهداف العلاج النفسي الحركي لذوي الاجتياجات الخاصة:
إن تجسيد أهداف العلاج النفسي الحركي تتمثل في الاستفادة من مزايا القدرات الإدراكية للطفل المعاق والتي تؤكد على العلاقة الإيجابية بين هذه البرامج والنمو الإدراكي والحركي والمعرفي. وتتجلى هذه الأهداف في الآتي:
1ـ الحفاظ على فعالية الأجزاء غير المصابة في الجسم، وإعادة عمل الجزء المصاب إلى مستواه قبل الإصابة .
2ـ رفع الكفاءة الوظيفية لأجهزة الجسم وتحسين عمل الجهاز الدوري التنفسي لتعجيل الشفاء، لكي يعمل بسرعة لتوصيل الدم إلى مكان الإصابة، مما يسهل تغذية الأنسجة المصابة، ويرفع درجة حرارتها، وهذا يساعد في التخلص من الألم والتقلص، وزيادة حيوية الأنسجة المصابة.
3ـ استعادة الوظائف الأساسيه للعضو المصاب مثل، استعادة الشعور بالإحساس العصبي واستعادة الذاكرة الحركية.
4ـ يرفع مستوى التفاعلات الايضيه التي تساعد في التئام الأنسجة المصابة.
5ـ منع الالتصاق في الأنسجة الرخوة.
6ـ تقوية عضلات المنطقة المصابة ورفع كفاءتها حتى لاتتأثر وظائفها( خاصة بعد الجراحة).
7ـ سرعة التئام الكسور، ومنع تيبس المفصل القريب في المنطقة المصابة ومنع ضمور العضلات خاصة عند الكسور وبعد مرحلة التثبيت.
8ـ استرجاع مرونة المفاصل ومطاطية الألياف العضلية واستطالتها، وخاصة عند علاج الالتواء والشد العضلي والتمزق، لأن عدم التحريك يؤدي إلى قلة ورود الإشارات العصبية وفقدان وظيفة المفصل الطبيعية مع ضعف الأربطة .
9ـ الحد من المضاعفات المصاحبة للإصابة أو المرض أو الاعاقه خاصة بعد الجراحة في جراحة القلب المفتوح تعمل على التخلص من الإفرازات الرئوية التي تؤدي إلى الالتهاب والجلطة الرئوية .
10ـ تحقيق الأهداف التربوية والنفسية بالمشاركة الفعالة للمصاب في العلاج وهذا يعزز شفاؤه.
11ـ له تأثير نفسي ايجابي .

12ـ يساعد ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من مشكلات حركية، كالمكفوفين، والصم، والشلل، والعجز الحركي وتعزيز قدراتهم الحركية والتنقل بطريقة سليمة.
كما يتوجه هذا اللون من العلاج إلى كافة الأعمار وينقسم إلى:
1- التأهيل المبكر والحوافز النفس الحركية.
2- التربية النفس الحركية، وهي مهمة للاكتساب المدرسي وتتوجه لجميع الأطفال، هدفها الإحساس بالذات واكتشاف وتوظيف القدرات الجسدية، التعبير عن النفس والتواصل مع الآخرين عبر الجسد.

3- إعادة تأهيل اضطرابات النمو النفس الحركي أو الاضطرابات الحركية المختلفة،
وأهمها:
*التأخر في النمو النفس الحركي.
*اضطرابات في النضج وفي تنظيم عملية التوتر.
*اضطرابات في معرفة و/أو إدراك الجسد والتصور الجسدي.
*اضطرابات الشلل الجانبي.
*اضطرابات في تنظيم عمليتي الزمان والمكان.
*عجز في التنسيق النفس الحركي.
*اضطراب في المهارات الحركية.
*الإفراط في الحركة.
*اضطرابات الحركة الكتابية، باستثناء إعادة تأهيل اللغة المكتوبة، كما يساهم العلاج النفسي الحركي في معالجة العجز الفكري واضطرابات المزاج أو الشخصية واضطرابات تنظيم الانفعالات والعلاقات والاضطرابات النفسية والجسدية الخاصة بتصور الجسد. ويعمل المعالج النفس الحركي مع كافة الأخصائيين ، والهدف من ذلك هو التعامل مع الشخص ككل متكامل.



من المستفيد من العلاج النفسي الحركي:
العلاج النفسي الحركي قد يكون من المستحسن حينما يكون الشخص الطفل / الشاب المعاق لديه صعوبة في تطوير مهارات الحركيةـ الحسية، والتفاعل مع الآخرين. الأمثلة على هذه الصعوبات يمكن أن تشمل ما يلي:
1ـ مشكلات في التنسيق الحركي، مثل عدم التوازن.
2ـ الصعوبات مع السيطرة على العضلات المتوترة. على سبيل المثال التوتر الدائم لدى الأطفال الصم نتيجة لعدم التوازن الناتج عن مشكلات في الأذن الوسطى المسؤولة عن التوازن.
3ـ الصعوبات في قدراتهم الحركية الدقيقة، على سبيل المثال عند استخدام مقص، والقيام الخشب، والحرف، والبناء
4ـ صعوبة الإدراك المكاني والوقت.
5ـ مشاكل مع الكتابة اليدوية، مثل مسك قلم رصاص، ووضع الضغط قليلا جدا أو كثيرا على القلم / قلم رصاص والحركات، وعدم اليقين في تشكيل الحروف، وصعوبة تعلم كيفية الكتابة.
نشأة العلاج النفسي الحركي:
العلاج النفسي الحركي هو علاج حديث النشأة، إذ ظهر هذا المفهوم في بداية القرن مع اكتشافات شيرينجتون
sherrington ، وتطور مع فالون wallon الذي ركز على الوحدة البيولوجية والحركية للإنسان، حيث تشكل النفس والجسد وحدة متكاملة، ثم لوحظ أن بعض الصعوبات النفس الحركية ليست ذات منشأ عصبي فقط.
وفي بلجيكا وهولندا، أصبح العلاج النفسي الحركي كنوع من النشاط البدني والعلاج الجسمي، وقد اندمج بشكل جيد في الرعاية الصحية العقلية منذ عام 1965. وعلى النقيض من قبوله في معظم البلدان الأوروبية، لم يجد طريقه إلى الأدب الأنجلوسكسوني.
فقد أولت الجمعيات العالمية الاهتمام بهذا العلم منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، فقد نجد عدد كبير من التخصصات التي اهتمت بالجانب الحسي الحركي في علاج العديد من الاضطرابات النفسية، كما أن منظمة الصحة العالمية قد تبنت هذا الاتجاه في عملها. والمطلع على مواقع الانترنت يجد المئات من الأبحاث والكتب التي تحدثت عن هذا العلم، وأهميته في صحة النفسية والجسدية للأفراد، يجد الكثير من البحوث التي تحدثت عن تقنيات من علم النفس، مثل الرقص، والعلاج المهني، والعلاج الطبيعي، وعلاج الجسم، لأن الافتراض العلمي في هذه المسألة يؤكد أنه لا يمكننا الفصل بين النفس والجسد، ولكن العمل مع الفرد بكليته على أنه وحدة متكاملة. كما لا يتعلق بالرياضة البدنية، ولا بأداء عمل محدد، لكنه يتعلق بالاستقلال التدريجي لجسد الفرد بمجمله. كما يتعلق باختلاف التمارين والنشاطات التي ليست نهاية بحد ذاتها بل وسائل لبلوغ رفاهية جسدية أفضل للفرد واتصال أفضل بينه وبين المحيط.( MAZET-HOUZEL ).
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
اميركي, العلاج, النفسى


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع العلاج النفسي الحركي
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
بالفيديو.. اميركي يرفض الغناء مقابل 30 مليون.. ويذهل الجميع بتلاوته للقرآن Eng.Jordan المسلمون حول العالم 0 04-04-2014 11:53 PM
فاعلية العلاج النفسي الديني في تخفيف أعراض الوسواس القهري لدى عينة من طالبات الجامعة Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 11-15-2012 08:15 PM
اتهام جنرال اميركي بطمس فضيحة في افغانستان Eng.Jordan أخبار عربية وعالمية 0 07-31-2012 12:00 AM
foreign policy قلق اميركي من احتمال استخدام اسرائيل لاراضي اذربيجان لضرب ايران Eng.Jordan أخبار الكيان الصهيوني 0 03-30-2012 06:41 PM
حمل كتاب العلاج النفسي الحديث مهند بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 2 01-21-2012 01:36 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:39 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59