#1
|
||||
|
||||
دولة مستقلة لمسلمي أفريقيا الوسطى
إعلان دولة مستقلة لمسلمي أفريقيا الوسطى* ــــــــــــــــــــ 23 / 10 / 1435 هــ 19 / 8 / 2014 م ــــــــــــــ يمكن القول بأن حال المسلمين في أفريقيا الوسطى يمكن اعتباره أفضل وأصدق تعبير واقعي ودقيق عن أحوال المسلمين في العالم منذ بداية القرن العشرين, فهو حال مأساوي لا يمكن وصفه أو توقع أن تسير فيه الأمور إلى التحسن, وهو بذاته نفس المأساة التي تعيشها الأمة الإسلامية منذ عقود طويلة. فالحادث المتجدد في أفريقيا الوسطى هو بنفسه الحادث المتكرر في حياة المسلمين بعد فترات الاحتلال الغربي, تبدأ بمحاولات شعبية يُدفع فيها ثمن التحرر من العدو الخارجي المحتل الذي يذيقها الويلات، ثم الحصول على الاستقلال وبدئ الحياة في دولة وليدة مع شريك من ديانة أخرى أو عرق آخر، ما أن يلتقط أنفاسه حتى ينقلب عليهم ويستقوي بالعدو الأجنبي على أبناء بلده من المستضعفين المسلمين فيحاربهم ويقمعهم ويقتلهم ويطردهم, ثم ينتقل المسلمون للمرحلة الأخيرة حيث يتمكنون – بعد مزيد من الدماء- من إقامة دويلة أو شبه دويلة ضعيفة تجمع المسلمين فقط، وللأسف يتحكم فيها في الميدان السياسي الجنرالات العسكريون بالقوة والبطش ويتحكم فيها في الميدان الفكري والثقافي العلمانيون, بينما يختلف المسلمون مع بعضهم البعض ويحارب بعضهم بعضا ويتناحرون فيما بينهم؛ لتضيع كل الجهود هباء ولتضيع كل الدماء التي دفعت من اجل التحرر والتخلص من الظلم, فيصبح المسلمون يتقلبون بين عدة نيران كالمستجير من الرمضاء بالنار. ذلك هو ملخص الحكاية التي لم تتغير وشهدها ويشهدها العالم الإسلامي مرارا وتكرارا بنفس التفاصيل، وكأننا لا نتعلم من أخطائنا, وشهدناها في كثير من الدول أو الدويلات ليتم تقسيم المقسم وتجزيئ المجزأ مرة بعد مرة لتتفتت جهود المسلمين، بينما يتجمع عدوهم في تكتلات سياسية واقتصادية وكيانات اجتماعية ليزدادوا قوة ولنزدد ضعفا – كمسلمين – بمرور الأيام, فهل وجدت أو ستوجد سيناريوهات أخرى تحدث مع المسلمين في زماننا؟ اجتمع عدد من المسلمين, اجتمعوا وبذور الفرقة ممدودة إليهم ضاربة أطنابها بينهم على هيئة سبع فصائل لاشك أنها ستختلف وستتناحر بعد أجل سيطول أو يقصر, اجتمعوا ليعلن قائد عسكري قيام دويلة شمال أفريقيا الوسطى لتجمع المسلمين فيها ليحكمهم حكم عسكري تحت مسمى دولة لائكية "علمانية". ففي بيان منسوب للجنرال نور الدين آدم الذي يشغل منصب نائب الأول لتنظيم السيليكا المسلم وهو تنظيم عسكري وسياسي أعلن فيه عن إنشاء دولة لائيكية حرة ومستقلة ومنفصلة عن أفريقيا الوسطى, كما أعلن عن تشكيل حكومة مؤقتة لإدارة هذه الدولة سيتولى هو منصب وزير الدولة للدفاع الوطني والأمن الوطني. وذكر الجنرال أن هذه الخطوة اتخذت بسبب "الإبادة الجماعية التي خطط لها ودبرت ونفذت من قبل المليشيات المسيحية لقتل المسلمين وتدمير المساجد وانتهاك حرمة مقابر المسلمين وحرمة المصاحف". وتعد هذه الخطوة هي مفاد فكرة تقسيم أفريقيا الوسطى إلى شمال مسلم وجنوب مسيحي، وهي الفكرة التي لم يكن لها قبول من المسلمين قبل ذلك، واضطروا إلى الهجرة الجماعية للشمال للهرب من البطش المسيحي في الجنوب. وعلى الرغم من أن المليشيات التي قتلت المسلمين في أفريقيا الوسطى كانت مليشيات الانتي بلاكا المسيحية، وان القتل والتهجير كان دينيا بحتا وان التهجير كان على الهوية؛ إلا أن فكرة بناء الدولة لم تقدم إلا منتجا عسكريا علمانيا، وهو البديل الوحيد المقبول غربيا لأي دولة أو دويلة تجمع المسلمين لتقوم هذه الإدارة بعد ذلك بقمع المسلمين، والقيام بنفس الدور الذي قام به المحتل أو الشريك غير المسلم، لتظهر على السطح مشكلة أخرى وهي مشكلة مسلمي دولة أفريقيا الوسطى الشمالية مع الحكم المتسلط والقهر الفكري العلماني. فهل من جديد على الساحة الإسلامية ؟ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ *{التأصيل للدراسات} ـــــــــــ المصدر: ملتقى شذرات |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لمسلمي, مستقلة, أفريقيا, الوسطى, جولة |
يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع دولة مستقلة لمسلمي أفريقيا الوسطى | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
القتل ثمن البقاء أو الهروب من أفريقيا الوسطى | عبدالناصر محمود | مقالات وتحليلات مختارة | 0 | 04-13-2014 07:44 AM |
حرب الموارد في أفريقيا الوسطى | عبدالناصر محمود | مقالات وتحليلات مختارة | 0 | 02-28-2014 07:52 AM |
هل أفريقيا الوسطى على شفا حرب طائفية؟ | عبدالناصر محمود | مقالات وتحليلات مختارة | 0 | 01-12-2014 08:28 AM |
التأسيسي التونسي: "تونس دولة حرة مستقلة و الإسلام دينها" | عبدالناصر محمود | أخبار عربية وعالمية | 0 | 01-06-2014 09:37 AM |
بي بي سي : الزعتري "دولة مستقلة" فيها حكومة و وزير كهرباء و رئيس بلدية | Eng.Jordan | الأردن اليوم | 0 | 07-30-2013 10:13 PM |