#1  
قديم 05-22-2018, 07:29 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 55,968
ورقة في نور آية كريمة.. {رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم}


في نور آية كريمة.. {رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(أمير سعيد)
ــــــ

6 / 9 / 1439 هــ
22 / 5 / 2018 م
ـــــــــــ

كريمة.. 2013-635051137424329249-432.jpg




هي آية تلمس معانيها القلوب، وتزيد الرباط بين المؤمنين ورسولهم الرحيم متانةً ووثوقاً.
ï´؟ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ï´¾ [التوبة الآية 128].





وهو ملمح أسمى في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم يعبر عنها سطر واحد يجمع شمائل عظمى: شرف الأصل والنسب والرسالة، وشفقته الكبيرة على ما يلقاه أصحابه رضوان الله عليهم، ومن تبعهم، وحرصه على ألا يصيبهم مكروه، ورأفته العميمة، ورحمته الشاملة للمؤمنين.





بالتوكيد بدأت الآية بحرفي "اللام" و"قد" - كما قرر العلامة الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير - وبالمجيء تلت، حيث مفاجأة النبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة كمجيء الوافد إليهم، وذلك الموفد من عند رب العالمين برسالة سامية لم يأت مجهولاً، إنما جاء من الأشرف نسب.



روى مسلم في صحيحه عن واثلة بن الأسقع أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم))، فكان الانتخاب الأعظم لخير البشر صلى الله عليه وسلم، ولهذا ذكر الله المخاطبين بقوله: ï´؟ من أنفسكم ï´¾ أي ليس ملتحقاً بكم بل من أصلكم، فقد أرسله بشراً ومن أشرف العرب نسباً. وكذلك لم يقل "منكم" تأكيداً على قرب الصلة وعمقها، كالتصاق النفس بالنفس، ولهذا؛ فحري بالناس أن يتبعوه وهو كذلك من قلبهم وأشرفهم وأصدقهم يعرفون سمو أخلاقه وعظيم نسبه.





وما أروع تلك القراءة التي نقلها أبو حيان الغرناطي في التفسير المحيط عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره، وهي: بفتح الفاء ï´؟ من أنفَسكم ï´¾ من النفاسة، كدرة ثمينة لا تبارى في نفاستها وعظمتها تحمل الخير، رسالة الحق الجديرة بأن تتبع، والتي يرتبط صاحبها بوشائج عميقة مع قومه؛ فهو من بينهم وهو قد حاز شرف النسب، وشهد له معاصروه بحسن الخلق وتكامل الآداب.



أما الضمير في ï´؟ من أنفسكم ï´¾ فهو إما عائد على العرب أو على البشر جميعهم، والقول الأول يقول به جمهور المفسرين، كما يقرر الرازي في الكبير، كقوله تعالى: ï´؟ هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم ï´¾ ، والثاني يستدل به آخرون بقوله تعالى: ï´؟ أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم ï´¾.




ثم تمضي الآية الكريمة، تبين ملامح شخصية هذا النبي، النفيس نسباً وخلقاً، فمن بعد أن استفاضت سورة التوبة كلها في ذكر أحوال المنافقين، والمشقة واللأواء التي أصابت المؤمنين طوال طريقهم، ومنه ما كان في غزة تبوك (العسرة) واستفاضت أيضاً في ذكر "التكاليف الشاقة (التي لا تتوفر القدرة على القيام بها) إلا لمن خصه الله بوجوه التوفيق والكرامة، ختمت "السورة بما يوجب سهولة تحمل تلك التكاليف"، كما قال الرازي.





إن هذا النبي صلى الله عليه وسلم، وهو المأمور بأن يجاهد الكفار والمنافقين ويغلظ عليهم، ليست الغلظة طابعاً له، بل وصفه الله تعالى بالرأفة والرحمة، وهي للمؤمنين بصيغة المبالغة "رؤوف رحيم" أي كثير الرأفة كثير الرحمة، بخلاف الرحمة العامة المبذولة للعالمين بموجب الرسالة المبعوث بها للناس كافة، مثلما قرر صاحب المنار. حيث لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم فظاً غليظ القلب لانفض المؤمنون من حوله، وإنما كانت الغلظة لأئمة الكفر والنفاق، وكانت الرحمة هي عنوان الرسالة وعمومها، وكانت الرأفة والرحمة العميمة هما الصفتان اللازمتان للنبوة مع ضعفاء المؤمنين وسائر أطيافهم.





وفي تلك الآية العظيمة، شهادة من رب العالمين بأن النبي صلى الله عليه وسلم، يعز على قلبه حقيقة ما يجده المؤمنون في طريق دعوتهم، والعنت (المشقة) التي تعرضوا لها في حياتهم، والتي سيتعرضون لها، قال قتادة: المعنى: "عنت مؤمنيكم". وقال ابن عطية في تفسيره: "أي: ما شق عليكم من كفر وضلال بحسب الحق، ومن قتل أو إسار وامتحان بسبب الحق واعتقادكم أيضا معه".





فالرسول صلى الله عليه وسلم يعز عليه ما لقيه المؤمنون من عنت في الطريق، وهو يدرك تلك المشاق التي واجهتهم، ويشفق عليهم، ويحرص على ألا يصيبهم مكروه، وهو حريص على هداية الناس كل الناس، ورغم ما قد يبدو للبعض من تكليف النبي صلى الله عليه وسلم لهم في رسالة الله سبحانه من مكاره كالجهاد وتحمل الأعباء وألوان الابتلاءات ما يُظن للذاهلين عن جوهر الأمور أنه مناقض للرحمة والرأفة، إلا أن الحقيقة خلاف هذا؛ فهذه المتاعب والتكاليف إنما هي في مضمونها الرحمة والرأفة والشفقة والراحة، ولهذا فهو صلى الله عليه وسلم يمضي بهم في كل ذلك، وهو بهم رؤوف رحيم، مشفق عليهم حريص على حصول الخير لهم في الدنيا والآخرة.





إنها شخصية النبي القائد الحكيم الرحيم المبصر لما مضى في الطريق، المستشرف لما هو آت، وإنه الكمال البشري الذي أوجزه العلامة أبو حيان الغرناطي في تفسير الآية في ستة أوصاف:

1- الرسالة، وهي صفة الكمال للإنسان بما تتضمنه من صفاته مؤهلة لها.
2- الخيار، التي جعلته أهلاً للوساطة بين الله وخلقه.
3- الذاتية، بأنه من أنفسهم، وهي صفة مؤثرة في التبليغ والفهم عنه والتآنس به. وأنه معروف بينهم بالصدق والأمانة والعفاف والصيـانة.
4- عزة مشقتهم عليه، وهو من نتائج الرسالة.
5- حرصه على هدايتهم وألا يصيبهم مكروه.
6- الرأفة والرحمة.





وعن هاتين الصفتين الأخيرتين، يقول العلامة رشيد رضا في المنار: "وصف الله تعالى رسوله بصفتين من صفاته العلى، وسماه باسمين من أسمائه الحسنى، بعد وصفه بوصفين هما أفضل نعوت الرؤساء والزعماء المدبرين لأمور الأمم بالحق والعدل والفضل، وفي الصحاح والقاموس أن الرأفة أشد الرحمة". ويقول الأصولي ابن عاشور: "الرأفة: رقة تنشأ عند حدوث ضرر بالمرءوف به. يقال: رءوف رحيم. والرحمة: رقة تقتضي الإحسان للمرحوم".





وبخلاف الرسالة؛ فإن الآية العظيمة على قصرها، قد تضمنت دستوراً واضحاً لما ينبغي أن يتصف به القائد المسلم ومن يتصدر في أمور المسلمين عموماً: استمساك بالرسالة، إدراك للمتاعب والمشقات في الطريق، حب حقيقي للمؤمنين الذين يسيرون معه، يخوض بهم المصاعب من دون أن يوردهم المهالك، يستوعب ضعفهم وبشريتهم، رأفة بضعفائهم رحمة بهم جميعاً، كما يقول صاحب المنار: "رؤوف بضعفاء المؤمنين وأولي القربى منهم، ورحيم بهم كلهم".





والآية جامعة، في تبيان ملامح شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، ودقيقة في توصيف مقامه صلى الله عليه وسلم، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فيما أورده الطبري لما جاءه خزيمة بن ثابت رضي الله عنه بهذه الآية والتي تليها، ولم يكن يعلمهما إلا منه قال له عمر في واحدة من أعمق العبارات وأكثرها تعبيراً عما يستجيش في قلوب الصحابة حيال النبي صلى الله عليه وسلم، وما تدركهم فطرتهم السليمة عنه: "والله لا أسألك عليهما بينة أبدا فإنه هكذا كان صلى الله عليه وسلم".





يشهد الله سبحانه من فوق سماواته العلى والمؤمنون على هذه الأرض، بعظمة النبي صلى الله عليه وسلم، وحبه للمؤمنين، وشفقته بهم، وحرصه على هدايتهم وسلامتهم، وإرشادهم لمجامع الخير لهم في الدنيا والآخرة، وتجنيبهم لما يضرهم.



إنها العظمة حين تتجسد في شخص واحد: ï´؟ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ï´¾ وهي صفات الداعية المربي، والقائد الحكيم، والرائد الأريب الذي يجمع بين الحب والرحمة والرأفة والحرص والعزة وإرادة النصح والخير لأصحابه وتابعيه.



ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-23-2018, 07:47 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 55,968
ورقة في نور آية كريمة.. {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}

في نور آية كريمة.. {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك}
ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(أمير سعيد)
ــــــ

7 / 9 / 1439 هــ
23 / 5 / 2018 م
ــــــــــــ






﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]



في خضم الابتلاء الكبير الذي مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في غزوة أحد، تجلت عظمة شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، حين يشهد القرآن له في آية كريمة برقة القلب وسعة الصدر وطيب القول في أعقاب هزيمة هزت زمرة المؤمنين وزلزلتهم، نتيجة لانكسارات متتابعة اعترتهم في معركة أحد، حيث أشير على النبي صلى الله عليه وسلم بغير ما يريد، وإذ تراجع ثلث الجيش من المنافقين قبل المعركة، وإذ لم يلتزم الرماة بأماكنهم، وإذ فر الشجعان والرسول سيد الشجعان يدعوهم في أخراهم فلا يلتفتون إليه. في أعقاب كل هذا تتبدى فرادة شخصية النبي صلى الله عليه وسلم، لينه ورحمته وحسن حديثه ورقة قلبه.



إن هذه الرحمة التي أوتيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم تكن إلا من الله سبحانه وتعالى، تنزلت عليه وعلى المؤمنين، فكان اللين والاحتواء في ظروف كانت لتزلزل وتفرق الجموع حين تتقاذف الزمرة المؤمنة الاتهامات بالتقصير والتخلي عن واجبات الحرب. قال الحافظ ابن كثير: "يقول تعالى مخاطبا رسوله صلى الله عليه وسلم، ممتنا عليه وعلى المؤمنين فيما ألان به قلبه على أمته، المتبعين لأمره، التاركين لزجره، وأطاب لهم لفظه: ﴿ فبما رحمة من الله لنت لهم ﴾، قال قتادة : يقول : فبرحمة من الله لنت لهم".



واللين سهولة الأخلاق، يقول البغوي: "أي: سهلت لهم أخلاقك وكثرة احتمالك ولم تسرع إليهم فيما كان منهم يوم أحد"، وأما الفظاظة فهي كما يقول أبو حيان الأندلسي في تفسيره المحيط: "الجفوة في المعاشرة قولا وفعلا"، والغلظ، قال أبو حيان: "يستعمل في قلة الانفعال و(قلة)الإشفاق والرحمة، والانفضاض: التفرق. وفضضت الشيء كسرته، وهو تفرقة أجزائه".





يقول صاحب المنار: "كأنه يقول: إنه كان من أصحابك يا محمد ما كان، كما دلت عليه الآيات وهو مما يؤاخذون عليه فلنت لهم وعاملتهم بالحسنى، وإنما لنت لهم بسبب رحمة عظيمة أنزلها الله على قلبك وخصك بها فعمت الناس فوائدها، وجعل القرآن ممدا لها بما هداك إليه من الآداب العالية والحكم السامية التي هونت عليك المصائب وعلمتك منافعها وحكمها وحسن عواقبها للمعتبر بها ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك لأن الفظاظة هي الشراسة والخشونة في المعاشرة، وهي القسوة والغلظة، وهما من الأخلاق المنفرة للناس لا يصبرون على معاشرة صاحبهما وإن كثرت فضائله، ورجيت فواضله، بل يتفرقون ويذهبون من حوله ويتركونه وشأنه لا يبالون ما يفوتهم من منافع الإقبال عليه، والتحلق حواليه، وإذا لفاتهم هدايتك، ولم يبلغ قلوبهم دعوتك".





وقد لاحظ الألوسي في الآية مراعاة لحسن الترتيب فقال: "وذلك لأنه صلى الله تعالى عليه وسلم أمر أولا بالعفو عنهم فيما يتعلق بخاصة نفسه، فإذا انتهوا إلى هذا المقام أمر أن يستغفر لهم ما بينهم وبين الله تعالى لتنزاح عنهم التبعتان، فلما صاروا إلى هنا أمر بأن يشاورهم في الأمر إذ صاروا خالصين من التبعتين مصفين منهما، ثم أمر صلى الله تعالى عليه وسلم بعد ذلك بالتوكل على الله تعالى والانقطاع إليه لأنه سبحانه السند الأقوم والملجأ الأعظم الذي لا تؤثر الأسباب إلا به، ولا تنقضي الحاجُ إلا عند بابه".





واللافت أن الله أمر نبيه بمشاورتهم في أعقاب هزيمة جاءت بعد مشورة، يقول محمد رشيد رضا: "دم على المشاورة وواظب عليها، كما فعلت قبل الحرب في غزوة أحد وإن أخطئوا الرأي فيها فإن الخير كل الخير في تربيتهم على العمل بالمشاورة (...) فإن الجمهور أبعد عن الخطأ من الفرد في الأكثر، والخطر على الأمة في تفويض أمرها إلى الرجل الواحد أشد وأكبر"، قال ابن عطية في تفسيره: "والشورى من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام؛ من لا يستشير أهل العلم والدين فعزله واجب. هذا ما لا خلاف فيه".





والرسول ذو العزيمة التي لا تجعله يتردد من بعد، مأمور هو وأمته بالتوكل على الله عند عقد العزم وصدق التوجه، فالله يحب المتوكلين، والتوكل كما يقول القرطبي هو "الاعتماد على الله مع إظهار العجز".





والحاصل أن الآية الكريمة قد وضعت منهجاً جلياً يرسم ملامح شخصية الداعية القائد، رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن سار على دربه من الدعاة والمصلحين، يمكن استخلاصه فيما يلي:

- لين الجانب لإخوانه وأصحابه المؤمنين، وهو لين لا يبذل إلا لمن يستحقه ولا ينسحب على من سواهم.
- ينبعث لينه من رحمة لا من ضعف، وهي رحمة ربانية منضبطة بشرع الله تقود إلى الوحدة والائتلاف ولا تفضي إلى تبعثر وخور.
- فظاظة اللسان وسوء الحديث ليس من شيم الداعية المسلم ولا تنتصر دعوة به، وليس أسلوباً ناجعاً لتقويم السائرين في الطريق وعلاج أخطائهم وزلاتهم.
- غلظة القلب تنعكس على الجوارح، فلا يمكن إخفاؤها بابتسامة زائفة أو كلمات مصطنعة، وهي مفضية إلى انفضاض الناس وتذمرهم وتفرقهم، لأن غلظة القلب والفظاظة صنوان يتلازمان معاً، ويؤديان إلى تنفير الناس وكسر نفوسهم، ويقودان إلى التهور وسوء التقدير.
- الداعية القائد محب لأصحابه، يعفو عن زلاتهم، ويدعو لهم، ويستغفر لهم ويستشيرهم في أموره
- الشورى لا تعني التردد والتذبذب، بل بالنهاية لابد من قرار حازم وعزيمة لا تلين أو تتوقف.
- يحوط الموقف الصحيح توكل على الله يظهر معه عجز البشر والتجاؤهم إلى سنده الأقوى.

وبكل هذا بدت شخصية النبي صلى الله عليه وسلم من خلال تلك الآية العظيمة التي تجلت بها بوصلة النجاح والنصر والسيادة، والتي تقود إلى وحدة المسلمين وائتلافهم وتراحمهم وصدورهم عن رأي سديد.




ــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06-06-2018, 06:24 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 55,968
ورقة في نور آية كريمة.. "إنه ليحزنك الذي يقولون"

في نور آية كريمة.. "إنه ليحزنك الذي يقولون"
ـــــــــــــــــــــ

(أمير سعيد)
ــــــ

21 / 9 / 1439 هــ
6 / 6 / 2018 م
ـــــــــــ






"قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ" [الأنعام: 33]



إنه النبي صلى الله عليه وسلم ببشريته، يحزنه الافتراء عليه وهو الصادق الأمين، صاحب الخلق العظيم، وهذا الخلق يتفجر فيه معنى الشفقة والرحمة؛ فالحزن نابع من حرصٍ جعل النبي صلى الله عليه وسلم باخع نفسه ألا يؤمن به قومه وقد خبروا صدقه، وعلموا إخلاصه لهم.. هي شخصية الداعية المحب الذي يتألم من داخله من تكذيب الناس له، وتتوق نفسه إلى إيمان قومه وصلاحهم ونجاتهم.



و"قد" هنا للتوكيد، كمثل قوله تعالى: "لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم"، هذا ما اختاره محمد بن يوسف الأندلسي في تفسيره، مفنداً قول الزمخشري والتبريزي أنها للزيادة والتكثير. وقال صاحب الدر المكنون إنها "للتحقيق"، فهي إذن للتحقيق والتوكيد لعلم الله سبحانه وتعالى على صحيح الأقوال.





ولقد جاءت "نعلم" في الزمن المضارع لتبيان استمرار العلم، ومن نافلة القول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أن ربه يعلم بحزنه، لكن هذا الإخبار إنما جاء لتسلية النبي صلى الله عليه وسلم وتعزيته عما يحزنه؛ فالعلم علم إحاطة، والله يدبر الأمر، وهو الحكيم العليم، فكان الإخبار بأن ما قالوه ليس خافياً على جبار السماوات والأرض، ولهذا يقول بعض المفسرين: إن ذلك إنما كان تعزية للرسول صلى الله عليه وسلم وتسلية. أي قد نعلم ما قالوا فيك وهم إنما قالوا ذلك بسببنا ولأجلنا. ولقد كنت عظيم الجاه فيهم قبل أن أوقعنا عليك هذا الأمر وكانوا يسمونك محمدا الأمين، فإن أصابك ما يصيبك فلأجل حديثنا، وغير ضائع لك هذا عندنا.



وكان الحزن من النبي صلى الله عليه وسلم لقولهم وما يترتب عليه من كفر وجحود، في أقوال عدة لمعناه (الحزن) ذكرها الرازي في التفسير الكبير: "واختلفوا في أن ذلك المحزن ما هو؟ فقيل: كانوا يقولون إنه ساحر وشاعر وكاهن ومجنون وهو قول الحسن، وقيل: إنهم كانوا يصرحون بأنهم لا يؤمنون به ولا يقبلون دينه وشريعته، وقيل: كانوا ينسبونه إلى الكذب والافتعال".



وإنما كان الحزن لأن النبي صلى الله عليه وسلم مهتم بإيمان قومه وصلاحهم، كما قال الله عز وجل: "لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بالمؤمنين رَءُوفٌ رَّحِيمٌ" [التوبة: 128]. يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله: "قد أحطنا علما بتكذيب قومك لك، وحزنك وتأسفك عليهم "فلا تذهب نفسك عليهم حسرات"، كما قال تعالى في الآية الأخرى: "لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين" "فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا".



والتكذيب إنما كان تكذيباً للنبي صلى الله عليه وسلم، أو أنهم ادعوا أنه ناقل للكذب، بحسب قولي العلماء، ولعل ما ذهب إليه الشيخ رشيد رضا في هذا يكشف جانباً مهماً في قضية التكذيب تلك، حيث قال: "إن نفي التكذيب إنما يصدق على بعضهم كالجاحدين المعاندين دون جمهور الضالين الجاهلين، وإنما كان الجحود من الرؤساء المستكبرين ظلما وعنادا على علم ومن المقلدين جهلا واحتقارا منهم لأنفسهم بترك النظر وغلوا في ثقتهم بكبرائهم وآبائهم (...) فبعض المشركين كان يكذب النبي صلى الله عليه وسلم تكذيب الافتراء عن اعتقاد أو غير اعتقاد (...) ولم تكن كل العرب تعرف من سيرته وصدقه ما كان يعرفه معاشروه من قريش".



وأما الجحود؛ فإنكار الشيء، قال ابن عطية: "الجحود إنكار الشيء بعد معرفته ، وهو ضد الإقرار. فإن كانت نزلت في الكافرين مطلقا، فيكون في الجحود تجوز، إذ كلهم ليس كفره بعد معرفة، ولكنهم لما أنكروا نبوته، وراموا تكذيبه بالدعوى الباطلة، عبر عن إنكارهم بأقبح وجوه الإنكار، وهو الجحد تغليظا عليهم وتقبيحا لفعلهم، إذ معجزاته وآياته نيرة، يلزم كل مفطور أن يقر بها ويعلمها. وإن كانت نزلت في المعاندين، ترتب الجحود حقيقة."



وعند التأمل، يلحظ أن هذا المعنى تركز عليه سورة الأنعام، معنى الجحود ونكران ما في القلب؛ فالجحود كما يقول أهل اللغة هو نفي ما في القلب، ففي السورة ذاتها: "الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم"، وفي قوله تعالى: "بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه.."، فالجحود والإعراض والتكذيب هي ديدن كثيرين ممن يدركون حقيقة صدق هذه النبوة، وكمال هذه الرسالة، ثم تحول نفوسهم الخبيثة دون إيمانهم بها والخضوع لله سبحانه وتعالى. هذا المعنى ومثله الذي أرشد إليه الله عز وجل في سورة تجادل في كثير من آياتها شبهات الكفار بتنوعاتهم، تخط للمؤمنين طريقاً بيناً لا اعوجاج فيه: "وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين".




هذه المعركة التي يظنها بعض الصالحين مع الباطل محصورة في عالم الأفكار وحدها، هي في حقيقتها ليست كذلك.. يبين الله في غير آية هذه المعنى، وتؤكده آيات تلو آيات: إن الجحود والإعراض والاستنكاف ليس وليد القناعات الفكرية وحدها، إن النفس ما لم تكن راغبة في الحق، يقودها قلب تواق للحق لا ينسكب الإيمان فيها وفيه. إن كثيراً من الصالحين والمصلحين يتعجبون من نكران بعض المثقفين للحق رغم وضوحه، ذاهلين عن حقيقة هذه المضغة التي إن صلحت صلح الجسد كله، مثلما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم؛ فما بقيت هذه المضغة فاسدة فلا جدوى من كثير من النقاشات والجدل في تفاصيل لم تنشرح لقبول أصولها تلك القلوب الفاسدة. إن اشتباكات كثيرة في عالم الفكر تحصل بين أهل الخير والشر، ولا يدرك معها الأولون أن الآخرين لا يكذبونهم، لكن شواغلهم الدنيوية وحرصهم عليها وعلى حطامها يحول دون إظهار استسلامهم للحق ومعانيه والمضي في طريقه؛ فلا يفرغون من شبهة إلا استولدوا غيرها وطرحوها على أهل الحق لاستهلاك جهودهم، وحرفهم عن طريق دعوتهم وإصلاحهم.


ــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-12-2018, 06:36 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 55,968
ورقة في نور آية كريمة {وإنك لعلى خلق عظيم}

في نور آية كريمة {وإنك لعلى خلق عظيم}
ـــــــــــــــــــــ

(أمير سعيد)
ــــــ

27 / 9 / 1439 هــ
12 / 6 / 2018 م
ـــــــــــــ






هي شهادة إذن من خالق الأكوان بعظمة خلق النبي صلى الله عليه وسلم ورفعته، حيث يأتي التأكيد على اتصاف النبي صلى الله عليه وسلم بعظمة الخلق ممن يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير سبحانه.



وما أعظمها من شهادة، وما أبهاها حين تأتي في مقابل وصف بغيض اختلقته "النخبة" القرشية الكافرة، التي خضعت من قبل لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في وضع الحجر الأسود في مكانه قبل البعثة عرفاناً برجاحة عقله؛ فإذا الغيظ يعمي أبصارها ويضل قلوبها فتقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه مجنون! فيجيئها الرد صاعقاً بعد نفي ذلك: ﴿ وإنك لعلى خلق عظيم ﴾.



هو ذاك الخلق، الذي يحدو إلى الإيمان برسالة صاحبه، تماماً مثلما استنتج هرقل، وهو الرجل الذي عركته دواهي السياسة ودروبها حين سأل أبا سفيان بن حرب، أكان يكذب قبل البعثة، فأجابه أن لا؛ فقال: "ما كان ليذر الكذب على الناس ليكذب على الناس".



إن هذه العظمة بحد ذاتها من كبريات دلائل النبوة، التي تستدعي من العقلاء أن يتنسموا هذا العبير، ويتأسوا بصاحبه الخلوق، الذي يفوق في الخلق حسنه إلى عظمته، وهي مرتبة أعلى وأسمى. أوليست قد قالت عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلقه كما في صحيح مسلم: ((كان خلقه القرآن))؟! بلى، إن من تنعكس عليه الرسالة هكذا بكل ما أتت منه من أحكام وأخلاق وآداب، لهو قمين بأن يكون حاملها إلى الناس جميعاً؛ فإذا كانت الرسالة عظيمة؛ فحق أن يكون المبعوث بها صاحب الخلق العظيم الفريد. يقول الحافظ ابن كثير: " ومعنى هذا أنه عليه السلام صار امتثال القرآن أمرا ونهيا سجية له، وخلقا تطبعه، وترك طبعه الجبلي، فمهما أمره القرآن فعله، ومهما نهاه عنه تركه. هذا مع ما جبله الله عليه من الخلق العظيم، من الحياء، والكرم والشجاعة، والصفح، والحلم، وكل خلق جميل".



هذا ملمح بارز لشخصية النبي صلى الله عليه وسلم، وهي لازمة لكل داعية صادق يحمل هم دعوة الله الخاتمة، يبلغها للناس أن يكون هكذا أو قريباً متأسياً بصاحب هذا الخلق العظيم الفريد، وإلا حصل الانفصام بين الخطاب وصاحبه، وتدنى تأثير كلماته، وأخفقت دعوته وضل طريقه.



ولقد اختلف المفسرون في الخلق العظيم، فذكر الماوردي ثلاثة أوجه:

"أحدها: أدب القرآن، قاله عطية.

الثاني: دين الإسلام، قاله ابن عباس وأبو مالك.

الثالث: على طبع كريم، وهو الظاهر. وحقيقة الخلق في اللغة هو ما يأخذ به الإنسان نفسه من الآداب سمي خلقا لأنه يصير كالخلقة فيه"، وذكر الشوكاني أنه قيل: "هو القرآن، روي هذا عن الحسن، والعوفي. وقال قتادة: هو ما كان يأتمر به من أمر الله وينتهي عنه من نهي الله". وزاد البغوي أنه: "قيل: سمى الله خلقه عظيما لأنه امتثل تأديب الله إياه بقوله: ﴿ خذ العفو ﴾ الآية".



والخلق – كما قال الطاهر بن عاشور - في اصطلاح الحكماء: "ملكة أي: كيفية راسخة في النفس أي: متمكنة من الفكر تصدر بها عن النفس أفعال صاحبها بدون تأمل. فخلق المرء مجموع غرائز أي: طبائع نفسية مؤتلفة من انطباع فكري: إما جبلي في أصل خلقته، وإما كسبي ناشئ عن تمرن الفكر عليه وتقلده إياه لاستحسانه إياه عن تجربة نفعه أو عن تقليد ما يشاهده من بواعث محبة ما شاهد".



وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تجسيداً لمعنى الخلق العظيم، ولقد تمكن هو من ذلك الخلق العظيم ولهذا جاءت "على" في الآية لتؤكد على هذا التمكن مثلما يقول أهل اللغة، قال صاحب أضواء البيان: "الخلق العظيم أرقى منازل الكمال في عظماء الرجال"، وقال البيضاوي: "وإنك لعلى خلق عظيم إذ تتحمل من قومك ما لا يتحمل أمثالك"، وقال أبو حيان الغرناطي: "قيل: سمي عظيما لاجتماع مكارم الأخلاق فيه، من كرم السجية، ونزاهة القريحة، والملكة الجميلة، وجودة الضرائب. ما دعاه أحد إلا قال لبيك، وقال: ((إن الله بعثني لأتمم مكارم الأخلاق))، ووصى أبا ذر فقال: ((وخالق الناس بخلق حسن)). وعنه صلى الله عليه وسلم: ((ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من خلق حسن)). وقال: ((أحبكم إلى الله تعالى أحسنكم أخلاقا))". قال عائشة رضي الله عنها: ((ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله عز وجل)) رواه مسلم، وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: "أف" قط، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلته؟ وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، ولا مسست خزا، ولا حريرا، ولا شيئا كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت مسكا ولا عطرا كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم".



قال الطاهر بن عاشور في معنى الخلق العظيم ودلالاته: "الخلق العظيم: هو الخلق الأكرم في نوع الأخلاق وهو البالغ أشد الكمال المحمود في طبع الإنسان لاجتماع مكارم الأخلاق في النبي صلى الله عليه وسلم فهو حسن معاملته الناس إلى اختلاف الأحوال المقتضية لحسن المعاملة، فالخلق العظيم أرفع من مطلق الخلق الحسن (...) ولا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أكبر مظهر لما في شرعه قال تعالى ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها وأمره أن يقول وأنا أول المسلمين. فكما جعل الله رسوله صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم جعل شريعته لحمل الناس على التخلق بالخلق العظيم بمنتهى الاستطاعة.



واعلم أن جماع الخلق العظيم الذي هو أعلى الخلق الحسن هو التدين ، ومعرفة الحقائق ، وحلم النفس ، والعدل ، والصبر على المتاعب ، والاعتراف للمحسن ، والتواضع ، والزهد ، والعفة ، والعفو ، والجمود ، والحياء ، والشجاعة ، وحسن الصمت ، والتؤدة ، والوقار ، والرحمة ، وحسن المعاملة والمعاشرة .



والأخلاق كامنة في النفس ومظاهرها تصرفات صاحبها في كلامه، وطلاقة وجهه ، وثباته ، وحكمه ، وحركته وسكونه ، وطعامه وشرابه ، وتأديب أهله ، ومن لنظره ، وما يترتب على ذلك من حرمته عند الناس ، وحسن الثناء عليه والسمعة.



وأما مظاهرها في رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي ذلك كله وفي سياسيته أمته، وفيما خص به من فصاحة كلامه وجوامع كلمه".



لقد حاولت "النخبة القرشية" أن تنال من النبي صلى الله وعليه وسلم، فوصفته بالجنون، فجاء الرد صاعقاً بإثبات عظمة خلقه، فانهارت تلك الشائعة وآلاتها رغم صدورها عن وجهاء قريش الذين كانوا يشكلون رأيها العام، ويصوغون به عقول البسطاء، أمام قوة منطق الأخلاق الذي دحض كل التخرصات وزلزل أركان الباطل، فلم يعد التاريخ يتوقف طويلاً أمام تفاهة تلك الشائعة الرخيصة، بل حفظ ذلك الخلق الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، واقتدى به صحابته الكرام؛ فغزوا العالم بنبل أخلاقهم وسموها، وانهارت أمام تجسيدهم لتلك الشريعة الغراء في سلوكهم كل عقيدة أرضية فاسدة، وتفككت حياله كل منظومة أخلاقية بالية.





ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
أنفسكم, خريس, عليه, عليكم}, عزيز, عنتم, {رسول, كريمة..


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع في نور آية كريمة.. {رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم}
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم كاملة ابوعلى شذرات إسلامية 0 04-06-2014 10:02 PM
بالفيديو .. بداية نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم علاء سعد حميده دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 01-14-2014 07:43 AM
أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم علاء سعد حميده دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 11-15-2013 04:21 PM
صاحبةُ سرِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة بنت عمر Eng.Jordan شخصيات عربية وإسلامية 0 03-03-2013 08:23 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:25 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59