#1  
قديم 01-25-2017, 09:11 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,154
ورقة منقول.. عاجل.. الدجال قادم


منقول.. عاجل.. الدجال قادم
ــــــــــــــ

(أمير سعيد)
ـــــ

27 / 4 / 1438 هـ
25 / 1 / 2017 م
ــــــــــــ

عاجل.. mir.jpg?itok=IRoYgi9T




أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق، أو بدابق، فيخرج إليهم جيش من المدينة، من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا قالت: الروم: خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا، نقاتلهم فيقول المسلمون: لا، والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدًا، ويقتل ثلثهم أفضل الشهداء عند الله ويفتح الثلث لا يفتنون أبدًا، فيفتحون قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم، قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خالفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل".





الواقع أن ما حرك الجيش في المرة الثانية بالعودة حينئذ لم يكن سوى "شائعة"، هذا الجيش لم يكن سيئاً أبداً بل كان الأروع في الحقيقة، فلقد حظي ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم، بأن جنوده "لا يفتنون أبداً"، و"هم خيار أهل الأرض"، ويبدو أننا كأمة سنظل نقع فريسة الشائعات حتى آخر الزمان.





"الله أكبر.. فتحت..."، "... تتحرر"، ".... تحترق، تباد، تدمر"، عبارات قد تسمعها أو تقرأها بلسان أو قلم داعية أو مفكر، عبارة أخرى عجيبة أو قصة مختلقة يتذرع صاحبها وهو الدارس لعلوم الشريعة بكون محتواها "منقول".. فلا هذه فتحت أو تحررت، ولا تلك أبيدت، ولا القصة المذكورة لها أصل، ولا هذه العبارة صحيحة شرعاً.. الخ





لا مشكلة أبداً أن يقع في مثل هذا عامة الناس وجهلاؤهم ودهماؤهم، فهذا معلوم من الأمم والشعوب بالضرورة، لكن أن يكون هذا هو سبيل المفكرين والمنظرين والقادة، قادة الفكر وغيره، ومستشرفي المستقبل وواضعي المناهج والتصورات فهذا هو المؤلم.





إن منهجنا الإسلامي قام على التحري والتدقيق والتثبت؛ فاحتفظت الأمة بتراثها الخالد عبر هذا المنهج، وحرص القرآن الكريم على طلب الأدلة والبراهين في كثير من آياته في الجدل مع الكافرين، كما أمر المؤمنين بالتثبت، لئلا يصيبوا قوماً بجهالة، كما أمرهم بألا يذيعوا الشائعات ولا حتى الأمور الحقيقية التي من شأنها أن تحدث بلبلة في الصف المسلم دونما الرجوع لأولي النهى، وهذا منهج معروف بما لا يحتاج لتفصيل في هذه السطور، وهذا معلوم حتى لمعظم من تتوجه لهم هذه السطور بالنصح، لكن بما أن نعيش كثيراً حالة اغتراب بين ما نؤمن به حقيقة وما نطبقه، بين ما نتخذه منهجاً وما نمارسه؛ فإن التذكير واجب هنا لاسيما حين يترتب على هذا الاندفاع غير المفهوم إلا في سياق حالة انفصام يعيشها كثير من أهل الخير بين ما تعلموه وما يمارسونه، سقطات كثيرة نجد صداها المؤسف في حالتنا الإسلامية الراهنة.





فسقطة نراها مع وقوع كثير من الطيبين، ومنهم للأسف وجوه للناس، في فخ "عاجل" الذي تشعر معه بهذا الرجل العاقل وذاك الحكيم، وقد أصابته حالة "سكر" واضطراب حين يحس بأنه سيقدم خبراً أو معلومة عاجلة لمتابعيه؛ فيندفع بتهور يفقد معه أبسط قواعد التحري والتدقيق التي ربما يجلس يدرسها لمحبيه!





وسقطة نراها مع استخدام بعض الخبثاء لأهل الصلاح في نشر أخبار كاذبة نيابة عنهم، استغلالاً لضعف الكثيرين أمام "طُعم" التفرد والحصرية والخصوصية والمعرفة ببواطن الأمور!





وسقطة نراها في تحول كثيرين منا لطرق عبور لقصص عجيبة وحكايات وعظية ما أنزل الله بها من سلطان، لا هي حصلت، ولا هي تحوي مدلولاً شرعياً قويماً؛ فتضيع معها أوقات وتبتذل معها الدعوة ويهان فيها الوعظ ويتدنى.





وسقطة نراها في الوقوع في حبائل الشيطان الذي أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب لكنه بعدُ لم يأيس ولن يفعل فيما يتعلق بالتحريش بين المسلمين، وفي إثارة النعرات وفصل المسلمين بأوهام حدود التراب واستعلاء الأوطان والشعوب الواقعة جميعها أو تكاد تحت نير الاستعباد الخارجي، فيما تحارب طواحين الهواء مع إخوانها.. هذا أيضاً تحت لافتة "منقول".. "عاجل"!





سقطة نعاينها مع من يمررون من حيث لا يدركون تغييباً للعقول والأفهام بعيداً عن القضايا المهمة والخطيرة للأمة بحرفهم بسيل جارف من الأخبار الباطلة "المنقولة".. أو "العاجلة"، حتى غدت تلك السياسة من أنجح الوسائل التي يخدر بها المتسلطون عقول المسلمين باختلاق قضاياً ومشكلات لتكون ملهاة للناس عن مشكلاتهم واستحقاقات مراحلهم الآنية والمفصلية.





بالله، لا تستهينوا بمثل هذه السقطات؛ فدونكم بالحديث الجمع جيش، والجيوش من شأنها الانضباط والخضوع لتوجيهات القادة لا الشائعات، ويوصف بأنه "من خيار أهل الأرض يومئذ"، فهو ليس حشداً من الدهماء والسوقة، وهو بعد منتصر في معركة عظيمة، فتح عاصمة الدنيا، القسطنطينية، وتوابع المعركة لم ينته بعد، فالغنائم هائلة تأخذ الألباب بعيداً عن الأخبار البعيدة، وهم "لا يفتنون أبداً"، مع هذا لم يُلتفت لمصدر الصوت، إذ لم يكن الصوت صادراً إلا عن شيطان يصرخ في الجيش.. نفذ سهم الشائعة وأصاب وجهة الجيش فحركه بسبب خبر "باطل".. منقول.. عاجل!









ـــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
منقول.., الخيال, عاجل.., قادم


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع منقول.. عاجل.. الدجال قادم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
منقول تجربة أحد الأخوات في علاج التمزق العضلي Eng.Jordan رواق الثقافة 0 12-01-2016 03:50 PM
قصتي من الصفر الى 4500 شهريا بدون وظيفة للأمانة منقول Eng.Jordan الملتقى العام 0 11-18-2015 03:30 PM
التقويم الشهري للفواكه والخضروات منقول للفائده Eng.Jordan الزراعة 0 11-12-2015 04:02 PM
منقول .. أضاعت الصبر بدر أخبار ومختارات أدبية 2 06-06-2012 01:52 AM
انا يا قدسنا قادم صلاح ريان نثار الحرف 10 05-02-2012 08:16 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:40 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59