#8  
قديم 05-30-2013, 09:02 PM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,154
29

فلا كتب المحيط بها أحاطت....ولا كتب البديع ولا المعاني
ويدفع القراء بالثناء عليهم وعلى قراءتهم، فيقول لأبي موسى: (لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داوود) ولأبي مسعود: (من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل، فاليقرأه على قراءة ابن أم عبد). وبتلك الإشادة أينع الثمر، فعبَّر بأنقى من ماء المطر، قائلا كما في صحيح الأثر: (والله الذي لا إله غيره، ما أُنزلت سورة من كتاب الله، إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آية إلا وأنا أعلم فيمن نزلت، ولو أعلم أحدًا أعلَمَ مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه).
ففي ريحها ورد....وفي طعمها شهدُ
يغني بها من لا يغني .....مغردًا ويشدو بها بين المحافل
من يشدو معشر المربين.
ذا حداؤه للموهوبين...لآلئٌ في عقود المجد تنتظمُ
تُقَبِّل النَّجم في الجوزا وتستلمُ.....إن توكيد نفعها مستحيل به البدل
والشواهد ماثلات، فبتلك اللمسات، ظهرت عبقريات وكِفايات، تُسند لها جلائل المهمات، على حداثات سنِّها، والكفاية لا سِنَّ لها.
عمُر الرجال يُقاس بالمجد الذي.....شادوه لا بتقادم الميلاد
ولى أسامة جيشًا تخفق راياته على مثل أبي بكر وعمر وأهل بدر، وعمْره لم يُجاوز الثامنة عشرة، وولى عتَّاب بن أُسيد على مكة وهو في الحادية والعشرين، وولى معاذًا على اليمن وهو دون العشرين، وخير الهدى هُدى الأمين.
صلى عليه ربنا، ما عاش شيخ وصبي.
وبعد إخوتي:
ماذا عسى أن أقول في شمائله الحسان، ولو استعرت لِسان سحبان، ومُلِّكتُ أزمَّمة البيان.
فإذا جلت المعاني تسامت.......عن قيود الأفعال والأسماءِ
يتأبَّى اللسيل الذي يصدع.......الأجبال أن يحتويه جوف إناءِ
إذا الله العزيز عليه أثنى ....بما جا في المثاني ما ثناءِ
مهما أقلْ فيه فإني عاجز عن حصر عشْر العشر من تلك الحلى، وحسبي أن أردد: (وإنك لعلى خلق عظيم) وكفى.
صلى عليه مسلمًا رب الورى....ما لمع البرق على أم القرى
وهتفت قُمريَّة على الذُّرى.
بهذا التعامل سَجَّل أتباع محمد صلى الله عليه وسلم صفحات أنظر من الدر الأزهر، والياقوت الأحمر.
تجود بوَبْلها الصافي المُقَطَّر.....كماء المُزْن بل أنقى وأطهر
إن أظلمت كانت شُعاعًا مجتلا.....أو أجدبت كانت ربيعا مُغْدقا
تحلو على تَردادها فكأنها.....سَجْعُ الحام إذا تردد أطربَ
هذا عمر رضي الله عنه، ماتمَلَّى بيانَه ذو بيان وذكاءٍ، إلا اعترته الحمايَّا. لم يرضى أن تُذكر له فضيلة والصديق في مجلس، رأى رجل في منامه أن القيامة قامت وعمر قد فرع الناس وعلاهم بسطة وشرفًا، فقيل بم علاهم؟ قيل بالخلافة والشهادة وأنه لا يخاف في الله لومة لائم. فلما أصبح ذهب لعمر، فوجد الصديق عنده، فقصَّ عليه الرأيا فانتهره عمر قائلا: (أحلام نائم! أحلام نائم!) ولما توفي الصديق، دعا الرجل وقال: (قُصّض عليَّ تلك الرأيا) قال: (أما نهرتني ورددتها علي يا أمير المؤمنين) فقال العبقري: (أما تستحي أن تذكر لي فضيلة في مجلس فيه أبو بكر) حاله:
أبو بكر أبو بكر:
يقايس بين الناس حتى إذا انتهى.....إلى قدره القيَّاس طاح المقايِسُ
إنه نفسي وروحي والجوا....ليت شعري بعده ماذا أكونُ
ولا غرابة معشر الإخوة.
إنما يُكرم الكرام كريم......والأبي الجواد يهوى الأبيَّ
وكذا المجدُ سيِّد ليس يرضى.....من كريم الرجال إلا الكَمِيا
وذالكم الشيخ عبد الرزاق عفيفي، يتعامل مع طلاب العلم وذوي الحاجات تعاملا عفيفي، يجود بحسن موعظة وبُعد عن التجريح والقول العنيف، يُنفق على طلبة العلم ويُقرضهم، وبالكتب النافعة يُمدهم، ويستأجر يوم أن كان عزبًا دارًا له ولهم، ولا يأخذ شيئًا منهم، ولما تزوج كان لهم بمنزلة أبيهم، يدعوهم لبيته ويُكرمهم ويوجههم.
ومن أتى قاصدا منهم الصِّلاتِ.....يكن مِثْل الذين ومثل اللئي واللتي
فطهرهم من كل جهل وبدعة وقلدهم بالعلم أزهى القلائد، سكن أحدهم في بيته خمسا وعشرين سنة، وما أخذ منه هللة.
يعِفُّ عن الحُطام فكان.....حقًّا كما سمَّوه بالشيخ العفيفي
جزاه الله أفضل ما يُجازى به العلماءُ، من رب لطيف.
وهذا ابن هذيل والظبي، فقيها أهل السنة في الشمال الإفريقي، لما ادعى عُبيد الرافضي الباطني الرسالة، تعاملا معه بما يليق بزنديق مثله، أمر بإحضارهما فأحضرا وهو على كرسيه، وقد أوعز لأحد خدمه أن يسألهما عنه، فقال خادمه مشيرًا إليه، أتشهدان أن هذا رسول الله!.
يَرْغُو بها مثل البعير الأجربِ.
فقالا بملئ فيهما: (والله لو جاء والشمس عن يمينه والقمر عن يساره يقولان إنه رسول الله ما قلناها). فأمر بذبحهما، فلما جُرِّدا للقتل، قال للظبي: أترجع عن مذهبك؟ قال: (أعن الإسلام أرجع؟).
لا لعمري.
فبه استغنيت عن زيد وعمرو.....وِردًا فمضمون نجاح المصدرِ
بعنا النفوس والدما....وربنا قد اشترى
وذُبحا! ولرحمة الله بإذنه مضيا.
لا يستوي من سار نحو مُراده قُدُمًا....ومن يمشي إليه القهقرى
بذا تعامل الشيخ محمد الخضر حسين مع المنصب بلا مَيْن، لما قُلِّد مشيخة الأزهر، احتفظ في جيبه باستقالة محررة، وأعطى نسخة أخرى مدير مكتبه، وقال له: (إذا أحسست بضعف مني، فقدمها نيابة عني).
لا تلمني إنني من أمة.....تركب الهول ولا ترضى الدنايا
ولم يمضي سوى زمنت يسير، حتى قدم استقالته احتجاجًا على التدخل في شؤون الأزهر قائلا: (إن الأزهر أمانة في عنقي أسلمها موفورة كاملة).
ومطمح همَّتي في أن أراه.....يسامي في عُلاه الفرقدين
ولما سأله أحد مقربيه عن ملابسات استقالته، قال عن مشيخة الأزهر ما مضمونه: (يا بني إن كانت جنة فقد دخلتها، وإن كانت نارًا فقد خرجت منها والسلام).
أنا لولا همة تحدو إلى......خدمة الإسلام آثرت الحِمامَ
والجواد الكريم يبقى جوادًا....نابض الحِسِّ في إباءٍ سنيِّ
لا يُعير الحمار أي التفاتٍ....عند قلب الزمان ظهر المِجَنِّ
فهو صدر أين ما كان وإن.....جلس الأذناب في صدر الندي
ومن قبل تعامل قاض البصرة سوَّار العنبري، بما يليق بالعالم الرباني، والقاضي الأمين القوي، كتب له المنصور: (أيها القاضي انظر الأرض التي فيها خصومة بين القائد فلان والتاجر فلان، فادفعها للقائد)، فكتب القاضي: (البينة قامت على أنها للتاجر ولن أخرجها إلا ببينة) فكتب له المنصور: (والله الذي لا إله إلا هو لتدفعنها له). فكتب القاضي: (والله الذي لا إله إلا هو لا أخرجها منه إلا ببينة).
كأنما كان إعصارا أطاح بهم....أو صيحة فوقهم من هولها وجموا
والحق جبار، يبر صاحبه، ويكفر من جار.
ثم اقتيد القاضي وشُكيَ إلى المنصور أخرى، وأُثنيَ عليه عنده شرًّا، فطلب المنصور قدومه فقدم عليه، وبينا هو في المجلس عطس المنصور، فلم يُشمِّته، فقال: (ما يمنعك من أن تُشمّتني) قال: (قال لأنك لم تحمد الله)، قال: (فقد حمدت في نفسي)، قال: (فقد شمَّتك في نفسي)، فقال المنصور: (ارجع لعملك، إذا لم تحابني لم تحاب غيري)، فمضى وحاله لو حدى:
إنَّا بني الإسلام شُمُّ الأنوف.....لسنا نحابي رهبةً من حتوف
مهما توالت مظلمات الصروف....آثارهم يا إخوتي كالشنوف
حلل وفي تأثيرها كالسيوف، هم الخِصب للبلدان إن أخلف الحيا، ولا يُخلِف البلدان عن خِصبهم خصبُ.
متى يمَّموا للشرق يزدد شروقه....وإن يمموا للغرب فالمشرق الغربُ
لقد صيروا نفل المكارم واجبا عليهم.....فلا استحباب فيها ولا ندبُ
------------------------------------
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-30-2013, 09:04 PM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,154
29

فعاشوا سادة في كل أرض.....وعشنا في مواطننا عبدا
فيمم هديهم تظفر برُشدٍ.....فليس يضِل من قصد الهلال
أيها الجيل:
أيام عزك مُشْرقات كالضحى.....وعهود مجدك أنجمٌ تتوقّدُ
قد كنت بالقرآن صرحًا شامخا.....وقوى لها فوق الثريا مقعد
فبنيْت بالأخلاق مالم يبنه......بانٍ ولم يك بالحروب يُشيّد
خِدنا المعالي حان حان الموعدُ....اليوم يومك ليس بعد ولا غدُ
ناد المؤذن فانفظنْ عنك الكَرى....واستقبلنْ فجرًا جديدًا يولدُ
لن يُسعد الأجيال من أعمالكم.... إلا سيوف ليس فيه تمرُّدُ
أيها الجيل:
ينبوع زمزم باقٍ في تفجّرِه....ما غار من أثَرِ الأهوال والغِيَرِ
ظل من حوله الينابيع تجري....صافياتٍ وهَمُّه الوحالُ
أيها الجيل:
لا يهولنك عارض ارتفاع التبن، وانخفاض التبر، فالعاقبة للمعدن الحر.
والحر كالدر في الأعناق مكمنه......والتبن يطفو شبيها بالنفايات
قيل للحق أين كنت يوم علا الباطل؟، قال كنت تحته أجتثُّ جذوره.
كذا زبد البحور تراه يعلى....وفي القعْر اليواقيت الحسانُ
أيها الجيل:
العلمَ العلم!
العلم نور والجهالة حلك....ومن يسر فيظلمة الجهل هلك
يستحضر كلٌّ منكم وكأنه يناجيه بمثل ما كتب بديع الزمان لابن أخته، يحثه على العلم ويُهدده إن رغب عنه. يقول: (أنت ولدي مادمت والعلم شانك، والمدرسة مكانك، والقلم أليفك، والدفتر حليفك، فإن قصَّرت وما أخالك، فغيري خالك). العلم روح، والروح إن فُقدت ما تنفع الصورُ، موقوفة عودة العز القديم على أن يعمل المرئ بالآثار والسور.
أيها الجيل:
جميعًا ولا تفرقوا.
إذا افترقت أهواء قوم تشتتوا.....ولم يرجعوا إلا بعارِ التخاذل
أيها الجيل:
لا تأبهن بالجاهل المتعالم.
وتشبَّثن بالحق إن حباله.....طولى ومرساها هداية عاصمِ
فليعلمن بَلْعام أن ثغاءه......مهما ثغى سيعود أحرف راقِمِ
الزم طريق الهدى وإن قل السالكون، واحذر طريق الظلالة ولا تغتر بكثرة المفتونين، (ما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين). لست وحدك في الطريق، أنت في طريق سلكه الأنبياء والصالحون، فاثبت عليه لتسعد بصحبتهم في عِلّيين، واستمر في مقامة الباطل مستعينًا برب العالمي،ز
ثبت أساسك لا تترك فيه خللا....البيت يسقط إن لم تثبت الطُّنُب
وإذا الفتنة شالت بالذنب.....أسْمَِعن من كان فيها ذا خبب
إن ماء البحر غَيْرُ النهر.....ليس للعلقم في أفواهنا نكهة الشد وبرد الكوثرِ
لن تُحجب الشمس بالغربال فانزجروا.....يا من تريدون دسَّ السم في الدسمِ
كم رام شِرعتنا من قبل ذو صَلَفٍ....ما كان يفرق بين الصقر والرخَمِ
وعاد بالخزي مصفوعًا على الصممِ
فهذا الحق ليس به خفاء.....فدعني من بنيات الطريقِ
أيها الجيل:
إذا صَرْصرَ البازي فلا ديك يصرَخُ....ولا فاخت في أيكه يترنَّمُ
يُحكى أن ديكا صحب كلبا يوما ما، فلما جن عليهم الليل عند شجرة، صعد الديك ليبيت في أعلاها، وبات الكلب عند جذعها، فلما كان الفجر صفق الديك بجناحيه كعادته وصاح، فسمعه الثعلب فأقبل سريعا فرأى الديك فوق الشجرة، فقام يهذي بروقية العقرب أن انزل لنصلِّيَ جماعة-وهو إلى ***** أقرب-، قال الديك: نعم! وإلى أن أنزل، نبه الإمام هاهو ذا خلف جذع الشجرة، فنظر الثعلب فإذا كلب كاسر، فولَّى كأمس الدابر، أجبن من صافر، وأوثب من طامر بن طامر، فقال الديك: ارجع! بلا يفوتنك أجر الصلاة في الجماعة. قال: لقد انتقض وضوئي وسأذهب لأتوضأ.
وعاد من حيث بدا، فقهقه الديك وحدى:
تعدوا الثعالي على من لا كلاب له.....وتتقي صولة المسأسد الضاري
لا يُفْهم العالم غير القوة.
كثرت لغات العالمين وهذه......أوفى بيانًا في اللسان وفي الفمِ
هاهم أعداء الله يُحاصرون في غزة إخواننا، ويَعيثون بقدسنا، ومن مكَّن لهم فيها يرون أن أسر جُندي صهيوني في ميدان المعركة جريمة حرب، ولا يرون في قتل آلاف المدنيين، واسخدام الفسفور لإبادتهم جريمة تُذكر، إنهم عُمْيٌ عن الإنصاف صم، أفيُنتظر حلّ أو عون منهم.
وطالب العون منهم عند شِدّته.....كطالب الثلج من إبليس في سقرِ
إنه عالم شاذ، فاسق الذوق، يولول ويصيح، ويتظاهر بالرحمة والشفقة لموت كلب أو كلبة، ولا يأبه لملايين تموت بسلاحه، ولا غرابة، فكل جنس يرحم أبناء جِنسه، ولكن:
ومن هان يومًا على نفسه.....يكون على غيره أهونا
عدونا لا يؤمن إلا بالقوة، وأمتنا في مجموعها قوة، والاجتماع على التمسك بعرى الدين رأس القوة، والدين يدعو لادخار القوة: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة). كل مُشكلة بين الذئب والخروف، لا يكون حلُّها إلا من لحم الخروف، وإذا عُرِف الذيب، وجب أن نعد له العصى، والحرية والحقوق لا تُستجدى.
وما أُخذ اغتصابًا لن يعود إلا غلابًا....وما عدا ذاك لا يزيدنا إلا وهنًا
ليس إلا الجهاد طِبًّا لصهيون، فطغيانهم تمادى وزادِ، أفلس المنطق السليم مع القوم وبات الكلام لغوًا مُعادًا، وإذا لم يكن من الحرب بُدّ فمن الحزم أن نُعِدّ العتاد، ومن لم يكن أسدًا في العرين، تداعت ظباع على أكلهِ.
أيها الجيل:
هات يا شمُّ فِعالاً كالجمانِ....نحن توْق للفعالِ الحِسان
العمل للدين مسئولية جميع الموحدين، ليس في ميدان الصراع مع الأعداء مقاعد للمتفرجين، كلّ عليه أن يبذل الطاقة، ويَعْقل الناقة، من الحراب إلى المِحراب، ذو القلم بقلمه وحاله:
لا خير في الأقلام إن.....أضحت حُلِيّا كالأساور
ولي قلم في أنملي إن هززته.....فما ضرني أن لا أهز المهندا
وذو اللسان بلسانه وإن عجز فبسنانه.
فأن لا أكن فيكم خطيبا فإنني.....بسيفي إذا جد الوغى لخطيب
وذو المال بماله وحاله:
إن لم أجُرَّ بها الخميس فطالما.....جهّزت فيها بالنوال خميسًا
ترك الإنفاق في سبيل الله سماه الله تهلكة، (وأنفقوا في سبيل الله ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة)
وما بالتمني تُنال المنى....ولا بالترجِّي تُنال العلا
من يطلب العز لا يبخل بموجود....بل يقطع البيد بعد البيد للبيد
أيها الجيل:
النصر بالدين والمبادئ، والطاعة لله رب العالمين، ما نُقاتل الناس بعدد ولا عُدة، وإنما نُقاتلهم بهذا الدين. لما قيل لنور الدين الشهيد: (لا تخاطر بنفسك، إن قُتلت ذهب الدين) قال: (هذه إساءة أدب مع الله، من حفظ الدين قبل نور الدين).
هو الدين مهما طغى باطل.....له النصر يومَ النزال الأخير
أيها الجيل:
قُبْحًا لمن نبذ الكتاب وراءه.....وإذا استدل يقول قال الأخطلُ
ديننا الوضاء ثارت حوله، غُبرة من شبهات المبطلين، من يدِ ترميه في في وضح الضحى، ويدِ ترميه من خلف الدجون. الغارات شعواء، شُبهات وأهواء، ما لها إلا العلماء، يا أيها العظماء يا علماءنا، رصدًا لحركة الثائرين على الدين، وصرعًا لباطلهم بالحق المبين، في حبل الوتين.
هزوا من كهفها ورقيمها.....أنتم لعمر الله أعصابُ القُرى
أي مُلاَّحَ السفينة في العواصف العاتية، العاصفُ عارض، والسلامة أصل، والأصلا لا يعتد بالعارض، أنتم ربانها والناس في ليل جهل وضلال ومجون.
فإن غاب مُلاّح السفينة وارتمت......بها الريح يوما دَبَّرْتها الضفادعُ
ومن بات ضيْفًا بالضفادع نازلاً.....فإكرامه منهن بالطين أو بالماء
أيها الجيل:
من خان أول منعم عليه لن يفِيَ للأصحاب.
ضارع الأبرار بعمل التوَّاب الأواب.....فالفعل لمضارعته الإسم فاز بالإعراب
(واصبرنفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) وانظر لنفسك من تُصاحب يا أبيّ. ليس الصحيح دواءه كالأجربِ، الصحبة رقّ، فالتكن لذي خلق ودين وصدق، وإياك أن تكون لعصبة النزق والحمق.
فإنها بحق زمرة الشيطان سبط الخِنْزَبِ....بها من كان داعيا أصبح شيخ الطرب
كذالك الأصحاب إما ريح عود طيِّبِ....وقد يكون الصحب سُمّا مثلَ سُمِّ العقربِ
تجنبوا أصحاب سوءٍ واسمعوا نُصح النبي، صلى عليه ربنا ما عاش شيخ وصبي
ربِّ نشأَ اليوم تبعثه غدا....إن لليل وإن طال لفجرًا
محفلُ الأجيال مُحتاج لصوتك، فبالوحي أشعل طُورك، ونادِ مسمعا كما نادى إقبال قبلك:
أين يا رباه في الدنيا النديم.....نخل سيْناء أنا أين الكليم
أنت الطهور على الأدران فانْدَفِقِ...أشرق ومزِّق ظلام الليل واتلقِ
وكن بلبلاً لا يعافُ النشيد....إذا ما ظمِئْتَ وإن ما استقيت
أبن عن ما بصدرك لا تدعه....غِناءً أو أنينًا أو عويلاً
وحذاري من تَحوُّل نغمتك إلى هدم فتكون دعيًّا، فشتان بين بكاء ثكلى ونائحة مستأجرة عَقْرى.
وإن كان هذا الدمع يجري صَبابةً.....على غير ليلى فهو دمع مُضيَّعُ
--------------------------------------------
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-30-2013, 09:06 PM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,154
29

أيها الجيل:
من سمع بالدجال فالينأى عنه، احذر الهوى وأهله، في موقع أو قناة أو كتاب أو صحيفة، فالشُّبَه خطافة والقلوب ضعيفة، أغمض عن ما سطروه عينيك، وظم عن مواقعهم يديك، وأَصْمٍم عن سماع أقوالهم أذُنَيْك، لأن لا يَغمسوك في ضلالهم فيُهلكوك.
إن السلامة مِنْ سَلمى وجارتها....أن لا تمرَّ بواديها على حالِ
أمة الله:
ياربة الخِدر صان الله عِفتها.....لا تسمعي لدعات الشر أختاه
لا تخدعنَّك غربان وإن نعقت......بين الزهور فصَوت الشرّ مفضوحُ
إن الحملة على العفاف والفضيلة شعواء، والحربَ ضروس عمياء، من مطاي العدوِّ وأيديه الطائشة في إشاعة الفحشاء، قاتلهم الله، أغيظيهم بالاستمساك بوحي الله، وقولي لهم بملئ الفم: لا والله!
إني لشمَّا على الأنذال لوجعلوا......رَضوى لأنفي خُشاشًا لم يقودوني
مبادئي لا أتلقاها من منتدىً خِداج، ولو سُمِّي تدليسًا باسم تاج الفضيلة والسياج، وبَرْبَرَ فيه لتقويض الحياء كُلُّ مستعارٍ ذي ثُآج، فدون مرامهم حز الوداجِ، مبادئي من معينٍ عذب ثجاج، يقول: (لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما). (فاسألوهن من وراء حجاب). (وقل للمؤمنات يغضضن). (ويحفظن). (ولا يضربن). (يُدنين). (فلا تخضعن). (وقلن). (وقرن). (ولا تبرجن). (وأطعن الله). هذا كتاب الله.
نموت على مبادئه ونحيا....على خُطُواته متمسكينَ
أعلني يا بنت خديجة وفاطمة وعائشة، إن كانت الحقوق والحُرّية التي يُنادى بها، أن أكون كالغربية، فتعسًا لها من حرية، وللمنادي بها من شقيِّ وشقِية. إن كانت فُرص العمل ميْدانًا للاختلاط بالرجال، وهدفًا لخائنة الأعين والألسن إيذاءً وتحرّشًا، فالموت جوعا أشرف من عِرض يُمس من أجل المال، لا بارك الله بعد العِرض في المالِ، حينها سيرجع كُلُّ دَعِيٍّ حقير، يُجرجر أذياله صاغرًا، ويخسأ كل أجير وضيع، ويُصعق كل عميل ذَنَب، (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميْلاً عظيمًا).
ويا ولي أمر الفتى والفتاة: (كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه...).
فطفل الفارسيِّ له مُلات....بِأفعال التَّمَجُّس دَرَّبوه
وينشأ ناشئ الفتيان فينا....على ما كان عوده أبوه
إن التهاون في اختلاط الصغار، يؤول إلى اختلاط الكبار، وبذالك يكون الدمار، تذوب الغَيْرة، وينعدم الحيا، ويتأنث الفتى وتسترجل الفتاة، وتتناسل الأخطار، (والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته).
وخِيسُ الليْثِ محذور الوِلاجِ....لا يدخل الغربان وَكْرَ الهيْثمِ
فإن خنعت حُمات الوكر أضحت.....نساء الحي تحلف بالطلاق
أيها الجيل:
من يزرع الريح، يحصد الزَّوْبعة.
مهما استطال بجُنْده العادي.....الظلوم مآله لهزيمةٍ ومذلةِ
العدل ينصر أهله، والبغي يِصْرع خِدنه، (والله يُملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته).
قل لمن يأبى إلى الحق استماعًا.....هكذا يُقتلع البغي اقتلاعًا
هكذا ينتفظ المظلوم حتى يرحل الظالم أو يبدي انصياعًا، ليت من يُسرف في الغفوة يصحوا، ليرى صَرْح الهوى كيف تداعى.
وتُونس فانْظرنْ تزدد يقينًا.....فما الخبر المُعنعنُ كالعِيانِ
أيها الجيل:
عبر فيما نرى أو نسمع.
إنها فأس هوت في غابة......حولها أعناق دوحٍ خُضَّعُ
الأسى ساورهم والفزع......ولسان الحال حان المصرعُ
فأجابت دوحة لا تفزعوا
لا يَرُوعَنَّ الحديد الصُّلب في.......أرضنا ينحطُّ أو يرتفع
فهو ما لم يلقى من أعوادنا.... عضدًا يُسعِدُهُ لا يقطع
قلت: مرحى حِكمة لو ساغها.....خائنُ أوطانهم لارتدعوا
المنافقون خِنجر في الظهر، لا يُوسَّد لهم أمر، ولا يُؤتمنون على سر، من ائتمنهم فقد خان وخالف صريح الكتاب والأثر: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودُّوا ما عنتم* قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر) فاحذرهم!
فأعمالهم دلَّت على أنهم حُمْرُ....فإصلاحهم هدمٌ وتثقيفهم عمًى
طهارتهم رِجسٌ، ومنطقهم هُجْرُ، فلو قيس إبليس بهم وهو شيخهم، لكان لهم شران وهو له شر.
أيها الجيل:
دع ذكر عنترة العبسي وعَبْلَته....وذكر قيْسٍ وما لاقى وليلاه
واطلب رضى الله فيما أنت فاعله.....من يطلُبنْ ذاك فالجنات مأواه
على أرض فلسطين ******ة، رأى أحد الدعاة في القرن الماضي، فتًى يحمل بندقية، وروح الجهاد بادية على قسماته الأبية فقال: (ما اسمك؟)، فأجاب: (قيس) فقال مداعبًا له: (فأين ليلاك؟)، قال: (ليلاي في الجنة).
هواها في الفؤاد هوًى أصيلُ....وكلُّ هوًى سواها مُستعارُ
فكن قيس الهدى تظفر بليلى، متى تظفر ستنسى كل خودٍ مخدَّرة مُفَلَّجة الثنايا، رَداحٍ بَظَّةٍ حور عَروبِ، بِقَوْسِ لحاظها شَهْدُ المنايا، ليس قيسًا كلُّ من لم يحترق في حب ليلى.
أخيرًا يا أيها الجيل:
تِلكم شذرات جِياد، من تعامل خير العباد، فحُزْها وكن عارفًا قدرها، وأثنِ على الله كل الثنا، وصنها ولو في سواد العيون، وإياك تَنْبذُها بالعرى، فإنْ تُلقي ذا الوَكَفِ جد بها، فيا حبذا حبذا حبذا.
ضاقت الوقْفة، ولم تتم الصفقة، وخلاصة القول معشر الإخوة: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة).
إِي وربِّ العاديات، في الضحى والموريات، والمغيرات صباحًا ومساء كالبُزات، إننا دون هُداهُ هَمَجٌ بذي الحياةِ.
هذه القلوب الُممْحلات المُقفرات البائسات العاقرات اخصَوْصَبتْ لما سقاها هديُه ماء الحياةِ، فخذي يا أمة الأيمان كنزًا، وامنحي منه عراقا وشآمًا، وامنحي منه قريبًا وبعيدًا، وانشري منه على الأرض السلامَ.
دونك اليلنجوج الذكي، أيها المُسلم الأبيّ، حُلَّ رُبوعه، وارْتبعْ ربيعه، قبِّل أزهاره، وانْشقْ عَراره، وخُضْ غِماره، واجتني ثِماره، وأقِم مناسكه ولا تبرح جواره، (إن النفس لأمارة). أعْمل السُّرى إليه والسير، في خِفَّة الطير، وقُد إليه الخيْل، فقد عُقِد بنواصيها الخير، ودُرْ معه حيث دار ولا ضَيْر،واحدُ في السَّيْر.
كيفما دارت الزجاجة دُرنا....يحسب الجاهلون أنَّا جُنِنا
ووداعًا ووداعًا وإلى....ملتقًى إن لم يحُلُ من حائل
يا رب:
أسكنا فسيح جنتك.....والنّار نجنا منها برحمتك
واغفر لنا ما كان من ذنوبنا....وزين الإيمان في قلوبنا
ثم إلينا كره الطغيانَ.....والكفر والفسوق والعصيانِ
يا من يرى ما دق في الظلماء....يا باسط اليدين بالعطاء
جد بالرضى يا سامع الدعاء.
ونجِّنا من الفتون والمِحن.....وأصلحن ظاهرنا وما بطن
وامنح لنا خاتمة السعادة.....والفوز بالحسنى مع الزيادة.
ثم الصلاة والسلام الأبدي..... على النبي المصطفى محمدِ
وللآل والأصحاب أجمعنَ....يا رب وألحقنا بهم آمين
يا رب وألحقنا بهم آمين
تمت والحمد لله
25/07/2011
--------------------------------
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, الذكي, اليلنجوج, النبي, تعامل, صلى, عليه, وسلم


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع اليلنجوج الذكي في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رفق النبي صلى الله عليه وسلم عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 2 02-07-2017 06:06 PM
الخلال النبوية (أدب النبي صلى الله عليه وسلم مع الله تعالى) عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 04-29-2016 06:50 AM
فضل نسب النبي صلى الله عليه وسلم عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 1 03-02-2013 01:20 AM
موت النبي صلى الله عليه وسلم جاسم داود شذرات إسلامية 0 03-14-2012 04:20 PM
نسخة مصورة عن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المنذر بن ساوى رضي الله عنه Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 01-21-2012 03:31 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 03:32 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59