#1  
قديم 07-28-2014, 05:43 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,139
ورقة دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية


دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية عرض ونقد*
ــــــــــــــــــــــــــ

غرة شوال 1435 هــ
28 / 7 / 2014 م
ــــــــــ

المناوئين _8407.jpg


اسم الكتاب: دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية عرض ونقد

تأليف: د.عبد الله بن صالح بن عبد العزيز الغصن

الناشر:دار ابن الجوزي- السعودية

ـــــــــــــــــــــــــ

وأصل هذا الكتاب رسالة جامعية نال بها المؤلف درجة الدكتوراه من كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.

بقيت الأمة فترة من الزمن على الجادة السوية تعتمد -بمجموعها- على المصدرين الأساسيين: الكتاب والسنة ثم جاء على الأمة الزمن الذي تقاذفت فيه بها الأهواء والبدع وبدأ يدب في جسم الأمة الضعف والمهانة إذ كانت الدولة على خلاف السنة، فكانت الكلمة لأهل الأهواء، والسلطة بأيديهم، حتى انتشرت كثير من البدع والأهواء عند العامة والضعفاء وعندما قام أئمة السنة بواجبهم وحذروا من الدخائل على المعتقد والدين فنهج المبتدعة نهجا أبعدوا فيه علماء أهل السنة عن ملاقاة الناس وأقصوهم لئلا يقولوا كلمة الحق فيفتضح أمرهم, فكان من قدر الله وتوفيقه أن يبعث على رأس كل قرن من يجدد لهذه الأمة دينها ومن هؤلاء الأعلام المجددين: العلامة المجاهد، الإمام الرباني، شيخ الإسلام بن تيمية الذي واجه التيارات البدعية في عصره وناقش ما تحمله من مخالفات عقدية فكان يرى رحمه الله – كما في مجموع الفتاوى - أن الراد على أهل البدع مجاهد.

فلم يسلم ابن تيمية من فضح عقائدهم وأفكارهم فحاولوا بشتى الوسائل تشويه صورته عند الكل بكل الوسائل فسبوه وشتموه ورموه بالجهل وبالزندقة والبدعة، ثم رموه أخيرا بالتكفير فكفروه, ولم تقف الاتهامات عند حد منهجه وفكره بل امتدت إلى أن نالت شخصه فنعتوه ووصفوه بأشنع الصفات وذلك في أثناء حياته وبعد وفاته رحمه الله.

ومن هنا جاء اهتمام الكاتب بعرض دعاوى المناوئين بمنهج عرضها ومن ثم نقدها وتفنيدها والرد عليها.

وبالطبع فمن الصعوبة الشديدة تلخيص هذا الكتاب إلا بعرض فكرة الدعوى المفتراة على شيخ الإسلام، مع ذكر لمحة من الرد العلمي عليها الذي لا يتسع مجال التلخيص وبالتالي سيكون المنهج هنا تقديم للكتاب لا تلخيص لأهم أفكاره.

فجاء الكتاب في مقدمة تمهيدية وسبعة فصول وخاتمة.

ففي التمهيد ذكر المؤلف ترجمةً موجزة لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, ثم منهجه رحمه الله في تقرير العقيدة والاستدلال عليها التي وصفها رحمه الله بنفسه في مواضع متعددة من كتبه، فعلى سبيل المثال ما قاله حين نوظر؛ لأجل العقيدة الواسطية, قال: (مع أني في عمري إلى ساعتي هذه لم أدع أحداً قط في أصول الدين إلى مذهب حنبلي وغير حنبلي، ولا انتصرت لذلك، ولا أذكره في كلامي، ولا أذكر إلا ما اتفق عليه سلف الأمة وأئمتها), فكان نهجه على تعظيم نصوص الشريعة، وإجلالها مع دعم النصوص الشرعية وتأييدها بأقوال سلف الأمة وعلمائها المعتبرين.

ثم جعل الكاتب بباقي أجزاء الكتاب ضمن فصول سبعة هي:

الفصل الأول: المناوئون لشيخ الإسلام، ودعواهم حول منهجه.
-------------------------------------

وفي هذا الفصل وبعد استعراض للمناوئين لابن تيمية وتقسيمهم إلى ثلاثة أقسام وهم:

أولاً: الفقهاء والقضاة. وكان معظمهم مقلدة يرون الخروج عن أقوال أئمة مذاهبهم جرماً يؤاخذ عليه فاعله.

ثانيا: أهل الكلام. فكان ابن تيمية مثالا للعالم الذي كان همه هو الدفاع عن عقيدة السلف والإجابة عن الشبهات الموجهة إليها.
-------------------------

ثالثاً: الشيعة بجميع فرقها من رافضة وزيدية وغيرها ممن يبغضون شيخ الإسلام لأنه ناقشهم نقاشاً مطولاً في كتابه (منهاج السنة النبوية)
--------------------------

رابعاً: الصوفية فكان من أبرز أعداء شيخ الإسلام رحمه الله في عصره هو نصر المنجبي.
------------

خامساً: أصحاب العداوات الشخصية الذين تأثروا بالدعاوى الباطلة لشيوخهم من غير علم أو أصحاب
العواطف الذين تتقلب نظراتهم وآراؤهم من أي شبهة تعرض لهم وذلك مثل ابن الزملكاني.
------------------------

والملاحظ أنهم يغلب على معظمهم أنهم مبتدعة, فكان مسلك الكثيرين منهم منهجاً غير علمي ولا مرضي ولا منصف، فكان من أبرز ملامحه: التزوير والكذب التلبيس والتضليل والتحذير من الاغترار به علانية ونسبة الأولية له في ابتداع الضلالات وكثرة الإلزامات الباطلة, بالإضافة إلى كثرة السب والشتم، ورغم هذا كله فإن كثيراً منهم يعترف بالحق لأهله ويقر برفعة منزلة لابن تيمية رحمه الله وكثرة علمه.

الفصل الثاني: دعوى التجسيم والتشبيه.
------------------------
ركز المناوئون لابن تيمية رحمه الله على إلصاق تهمة التجسيم والتشبيه به -وذلك بناء على معتقد نفاة الصفات الذين يرمون مثبتة الصفات بالتشبيه- وتنوعت وسائلهم في تقرير هذه الشبهة في نفوس الضعفة, ومنها: رميه بالتشبيه والتمثيل، والحشو ومنها: أن ابن تيمية رحمه الله يثبت الاستواء، وإثبات الاستواء -عندهم- يلزم منه الجسمية، كما قال ابن جهبل في رده على ابن تيمية رحمه الله, ومنها: رميه بأنه مجسم كما قال الحصني, وقالوا بأنه رحمه الله يثبت نزولاً للخالق يشبه نزول المخلوقين، كما ذكر ذلك ابن بطوطة في رحلته المشهورة.

فكانت أقوال ابن تيمية في هذه المسألة كما يلي:
----------------------
(والذي اتفقت عليه الرسل وأتباعهم، ما جاء به القرآن والتوراة: من أن الله موصوف بصفات الكمال، وأنه ليس كمثله شيء، فلا تمثل صفاته بصفات المخلوقين، مع إثبات ما أثبته لنفسه من الصفات), وقال رحمه الله: (وأما الشرع: فمعلوم أنه لم ينقل عن أحد من الأنبياء ولا الصحابة ولا التابعين ولا سلف الأمة أن الله جسم، أو أن الله ليس بجسم، بل النفي والإثبات بدعة في الشرع) وهذا ينفي ما يدعونه عليه إذ كان ابن تيمية رحمه الله من أوسع من ناقش نفاة الصفات، وله ردود على المشبهة، فهو ليس بمشبه ولا مجسم، لكن النفاة يطلقون على مثبتة الصفات لفظ التجسيم، وقد أخذ هذا المعتقد الحق عن أئمة السلف، حيث ملأ كتبه بأقوالهم رحمه الله

كما ادعى المناوئون لابن تيمية رحمه الله أنه يقول بالتأويل، وأنه متبع لهواه، مخالف لمنهج السلف الصالح، مسارع في تكفير غيره من المسلمين، وقد أجاب الكاتب عن كل مسألة من هذه المسائل، ورد عليها من كلام ابن تيمية رحمه الله نفسه مما يصعب نقله كله

الفصل الثالث: دعوى القول بقدم العالم.
-----------------
استغل المناوئون ما قاله ابن تيمية رحمه الله – وهو ما قال به السلف - في مسالة دوام الحوادث في المستقبل، وإمكان دوامها في الماضي، فهو يثبت التسلسل في الآثار، ويمنع التسلسل في المؤثرين إذ هو باطل باتفاق العقلاء, فقالوا عنه أنه يقول بقدم العالم وهي الفرية والفكرة التي طالما واجهها في رده على الفلاسفة القائلين بها وذلك في كتبه.

فيقول شيخ الإسلام رحمه الله بأن إمكان حوادث لا أول لها لا يستلزم القول بقدم العالم؛ إذ لابد من التفريق بين دوام النوع، وحدوث الأفراد، فهو يرى أن كل مخلوق فهو مسبوق بعدم.

الفصل الرابع: دعوى نهي ابن تيمية عن زيارة القبور
-------------------------------
فتقولوا على ابن تيمية أقوالا عدة منها الزعم بأنه ينهى عن زيارة القبور مطلقاً وأنه يقول بتحريم تلك الزيارة، وأنه يستدل بحديث «لعن الله زوارات القبور» على منع الزيارة مطلقاً, وقالوا أيضا بأنه - أيضاً - ينكر مشروعية زيارة قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم مطلقاً، حتى من كان في المسجد لا يشرع له ذلك.

ولم يزد ابن تيمية عن قول السلف فقال "إن كانت الزيارة بدون شد رحل، فهذه جائزة، ومرغب فيها، ضمن الضوابط الشرعية كزيارة القبور الأخرى، ويزاد عليها في قبر الرسول صلّى الله عليه وسلّم ألا يتخذ عيداً لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تجعلوا قبري عيداً ، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم».

وأما إن كانت الزيارة تحتاج إلى سفر: فينظر في مقصود الزائر: إما أن يريد المسجد فقط، وإما أن يريد القبر فقط، وإما أن يريدهما معاً.

فإن أراد المسجد فقط فهذا مشروع، لحديث النهي عن شد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، وحديث تفضيل الصلاة في المسجد النبوي على غيره من المساجد بألف صلاة إلا المسجد الحرام.

وإن أراد القبر فقط فهذا غير مشروع، فلا يجوز شد الرحل للقبور, وإن أرادهما جميعاً فهذا جائز، فالأصل هو المسجد، ويدخل القبر بالتبع.

ولهذا لم يزد ابن تيمية رحمه الله عما قال به سلف الأمة وأئمتها بشرعية زيارة القبور للرجال على وجه الإجمال، أما إذا تضمنت هذه الزيارة مفاسد فهي غير مشروعة، ولا يجوز السفر لزيارة قبر من القبور، وقبر النبي صلى الله عليه وسلم كقبر غيره لم يرد فيه أحاديث خاصة تبين تمييزه عن غيره من القبور بشيء من القرب، فزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة غير واجبة، ولا يجوز شد الرحل إليها –كغيره من القبور- وابن تيمية رحمه الله بهذا من المعظمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ التعظيم هو الإتباع.

الفصل الخامس: مسألة التوسل.
------------------
ففي مسالة التوسل ادعى مناوئوه عليه أنه هو الذي ابتدع القول بعدم جواز التوسل بالنبي ولا بالأنبياء والصالحين حتى وصلوا إلى الادعاء عليه بأنه يبغض الأنبياء والصالحين ويهينهم, فكما استخرج من حديث الثلاثة الذين كانوا في الغار قال بوجود توسل مشروع وهو بالعمل الصالح فقال: هذا النوع من التوسل المشروع هو أهم أنواعه الذي يوصل إلى سعادة الدنيا والآخرة فيقول: (التوسل بذلك - أي بالإيمان بالرسل وطاعتهم - إلى حصول ثواب الله وجنته ورضوانه فإن الأعمال الصالحة التي أمر بها الرسول صلّى الله عليه وسلّم هي الوسيلة التامة إلى سعادة الدنيا والآخرة), وأما سؤال المخلوقِ المخلوقَ أن يقضي حاجة نفسه، أو يدعو له فلم يؤمر به.

فيقول: وأما التوسل الممنوع فهو الذي لم يأمر الله بابتغائه، وهو توسل بغير ما شرعه وأراده الله ورسوله، وهو ثلاثة أنواع:

الأول: التوسل إلى الله - عز وجل - بذوات المخلوقين، كأن يقول المتوسل: اللهم إني أتوسل إليك بفلان - أي بذاته - أن تقضي حاجتي، في طلب رزق أو علم أو فك كربة أو غيرها.

الثاني: التوسل إلى الله - عز وجل - بجاه أحد، أو حقه على الله - عز وجل - أو حرمته، ومنزلته عند ربه - سبحانه وتعالى -، وهذا - أيضاً - باطل، فليس في النصوص ما يثبت صحة هذا, والسؤال بحق أحد من الخلق مبني على أصلين:

الأصل الأول: هل له حق عند الله؟, والأصل الثاني: هل يُسأل الله عزّ وجل بذلك الحق إن كان موجودا؟

الثالث: الإقسام على الله بأحد من خلقه: الإقسام على الله: أن تحلف على الله أن يفعل، أو تحلف عليه أن لا يفعل، مثل: والله ليفعلن الله كذا، أو والله لا يفعل الله كذا, فهذا لم ينقل عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، ولا الصحابة، ولا التابعين، بل النص على تحريمه.

وبهذا فحينما يزعم المناوئون لابن تيمية رحمه الله أنه أول من قال بتحريم التوسل بالذوات مطلقاً، أو الأموات مطلقاً، أو الأحياء فيما لا يقدرون عليه، أو في مغيبهم، فليس هذا افتراءً على ابن تيمية رحمه الله وحده، بل هي فرية على القرون السبعة الأولى أنهم يحرمون ما أجازه الله ورسوله، ثم هو افتراء على ****** المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، من غير دليل صحيح فيتبع، أو أثر فيقتفى، فليس في الكتاب العزيز، ولا السنة المطهرة أي دليل يجيز أو يشير إلى إباحة هذا التعلق بالذوات، والتجاء القلب إلى المخلوق وترك الخالق.

الفصل السادس: موقف شيخ الإسلام من الصحابة.
--------------------------------
أما في هذا الباب فقد ادعوا عليه ادعاءات كثيرة وعظيمة منها دعوى تخطئته للصحابة بما فيهم الأئمة الخلفاء الأربعة وإن كان يستتر -أحياناً- بحبهم ويتظاهر بذلك فيقولون: إن قلمه لم يسلم منه حتى الصحابة, فيقول الحصني عنه أنه يبغض الشيخين ويقول: "تكثر في كتبه الإشارة إلى الازدراء بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، والشيخين، وتكفير عبد الله بن عباس رضي الله عنه وأنه من الملحدين, وقال أيضا: "رمز إلى تكفير الصديق..".

ويكذبهم كلمات وأقوال ابن تيمية في كتبه عن الصحابة حيث قال "والصحابة الذين كانوا يشهدون أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن القرآن حق: هم أفضل من جاء بالصدق وصدق به بعد الأنبياء" وقال "أهل السنة في الإسلام كأهل الإسلام في كل الأديان يتولون أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأهل بيته، ويعرفون حقوق الصحابة، وحقوق القرابة كما أمر الله بذلك ورسوله".

وموقفه واضح من قضية سب الصحابة "والصحابة خيار المؤمنين، ولم يكتسبوا ما يوجب أذاهم؛ لأن الله سبحانه وتعالى - رضي عنهم - رضا مطلقاً، ومن رضي الله عنه لم يسخط عليه أبداً، وكل من أخبر الله عنه أنه رضي عنه فإنه من أهل الجنة، وإن كان رضاه عنه بعد إيمانه وعمله الصالح، فإنه يذكر ذلك في معرض الثناء عليه والمدح له، فلو علم أنه يتعقب ذلك بما يسخط الرب لم يكن من أهل ذلك".

وقال أيضا "لهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر منهم إن صدر، حتى إنه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم؛ لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم..."

ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه، أو أتى بحسنات تمحوه، أو غفر له بفضل سابقته، أو بشفاعة محمد صلّى الله عليه وسلّم الذي هم أحق الناس بشفاعته، أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه.. ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر، مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله.

كما يعتقد ابن تيمية رحمه الله في آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوب محبتهم، والثناء عليهم، ومنهم أزواجه صلى الله عليه وسلم، وأن لهم مكانة بحكم قربهم منه صلى الله عليه وسلم، وقد بين ابن تيمية رحمه الله أن لهم حقوقاً لا يشركهم فيها أحد غيرهم.

الفصل السابع: مسألة دوام النار
---------------------
فيذكر المناوئون لابن تيمية رحمه الله مسألة فناء النار حين يذكرون المسائل المنتقدة عليه, ويجعلون القول بفناء النار هو قول ابن تيمية رحمه الله الذي لا يقول بغيره في هذه المسألة، يقول الحصني (ت - 829هـ): (واعلم أنه مما انتقد عليه زعمه أن النار تفنى، وأن الله - تعالى - يفنيها، وأنه جعل لها أمداً تنتهي إليه، وتفنى، ويزول عذابها، وهو مطالب أين قال الله عزّ وجل وأين قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصح عنه).

ولكن وبعد دراسة كتب ابن تيمية رحمه الله وحصر أقواله في القضية للوصول لتحديد قوله في مسألة دوام النار وبقائها، وهل هو يقول بما قال به السلف أم أنه يقول أو يميل إلى خلاف ذلك؟، فتبين –والله أعلم- حسبما يقول الكاتب, أنه يقول بما قال به سلف الأمة، وأئمتها، وسائر أهل السنة والجماعة من أن من المخلوقات ما لا يعدم، ولا يفنى بالكلية كالجنة والنار.

وأما النصوص الأخرى التي استدل بها من قال: إنه يقول بفناء النار أو يميل إلى القول به، فهي: إما نصوص محتملة مجملة غير صحيحة، فترد إلى النصوص الواضحة المبينة، وإما النصوص استدلوا بها وهي لا تصلح للاستدلال كما قد تبين، والله أعلم بالصواب.

وهذه خلاصة ما قاله المناوئون للإمام ابن تيمية ويتضح منها إن معظم –إن لم يكن جميع ما رموه به كان غير صحيح من ناحية الافتراء وأن أقواله ومواقفه في غالبيتها لم تخرج عن أقوال أهل السلف من سلف هذه الأمة, هذا وليس لإنسان عصمة بعد الرسل فكل ابن آدم خطاء ويؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم, فما كان تعصب القوم إلى شخصه ولكن التعصب الحقيقي هو للدليل الثابت من كتاب الله وسنة نبيه فان لم يكن فبأقوال سلف هذه الأمة فهم اعلم أجيالها وأقربهم إلى عصر النبوة وروحها.

جزى الله الكاتب خير الجزاء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
مسجد, المناوئين, الإسلام, تيمية, يعاني


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع دعاوى المناوئين لشيخ الإسلام ابن تيمية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محنة شيخ الإسلام ابن تيمية Eng.Jordan شذرات إسلامية 3 04-16-2015 02:25 PM
الأقصى الأسير يعاود الشكوى عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 09-26-2013 07:45 AM
مع ابن تيمية في شهر الصيام احمد ادريس شذرات إسلامية 0 07-17-2013 08:00 PM
السودان يعاود تصدير نفط جوبا ام زهرة بحوث ومراجع في الإدارة والإقتصاد 0 06-27-2013 05:46 PM
احتجاجات المناوئين للخطاب الشرعي Eng.Jordan دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 02-04-2013 01:42 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:57 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59