#1  
قديم 07-05-2016, 01:11 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي غسل الأدمغة وصناعة القتلة!


غسل الأدمغة وصناعة القتلة!


رجا طلب
11-06-2016 02:11 AM
عندما يقوم بعض جلاوزة داعش القادمين من أوروبا بجز رؤوس أناس أبرياء لا لسبب إلا لأن من يتحكمون بعقولهم يأمرونهم بفعل ذلك، أو عندما يقوم طفل لم يتجاوز بعد الخامسة عشر عاماً بممارسة القتل سواء من خلال سلاح ناري أو من خلال سكين أو سيف بأمر من 'شيخه' فهذا يعني أننا أمام ظاهرة خطيرة هي عودة ظاهرة غسل الدماغ باسم الدين والتقرب من الله والذهاب إلى الجنة من جديد بعد أن غابت عقوداً طويلة عن المشهد العام في العالم العربي والإسلامي.

عمليات غسل الدماغ ليست جديدة وفي الأغلب كانت منذ بدء الخليقة مرتبطة بالدين، ففي بلاد ما بين النهرين ومصر القديمة استخدم الكهنة غسل الدماغ للسيطرة على العامة خدمة للطبقة الحاكمة والنبلاء والأمراء، وفي الأربعينات من القرن الماضي وخلال الحرب العالمية الثانية استخدم الألمان غسل الدماغ لأسرى الحلفاء وبعدها استخدم الكوريون والصينيون عمليات غسل الدماغ بصورة ممنهجة اعتمدت التعذيب والحرمان لتطويع السجين والتأثير على تفكيره وسلوكه، وبعد ذلك أسس السوفيات والأميركيون والغرب الأوروبي مدارس علمية لعمليات غسل الدماغ أخذت أبعاداً أكثر تعقيداً من التأثير السيكولوجي، أبعاداً علمية معقدة مثل مشروع المخابرات المركزية الأميركية الضخم في نهاية الحرب العالمية الثانية والمسمى 'أم كي ألترا (MK-ULTRA ) والذي كان الهدف الرئيسي منه هو دراسة العقل البشري و البحث عن أفضل الأساليب لتطويعه والسيطرة عليه، عبر اختراع عقاقير تولد التفكير غير المنطقي لدى المتلقي للدرجة التي يتحول فيها إلى أضحوكة ومحل للسخرية والتندر من قبل الآخرين ، و كان الهدف من هذا العقار هو استخدامه ضد شخصيات سياسية ودولية معادية للولايات المتحدة، ومنذ ذلك الوقت إلى الآن تتحدث المصادر البحثية عن أن المخابرات الأميركية نجحت في اختراع أساليب معينة من التنويم المغنطيسي أو عقاقير السيطرة أو التأثير الإشعاعي عن بعد يتم من خلالها سلب إرادة الشخص المستهدف الذي ينفذ ما يطلب منه بعد أن يصبح أداة فاقدة للعقل والإرادة تماماً، ومن هنا يتحدث البعض عن حوادث كثيرة وقعت بفعل هذه التقنيات من أبرزها حادثة اغتيال جون كيندي أو تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) حيث تُتهم المخابرات المركزية الأميركية بالوقوف وراءها.

ليس مستبعداً على الإطلاق أن يكون داعش ومن قبله القاعدة قد استخدما بعض هذه التقنيات المشار إليها وتحديداً موضوع العقاقير حيث كشفت الكثير من التحقيقات التي أجرتها أجهزة الأمن العراقية خلال الفترة من 2003 حتى 2005 أن الكثير من عناصر القاعدة الذين كانوا على وشك تنفيذ أعمال إرهابية وألقي القبض عليهم كانوا ممن تعاطوا عقاقير حولتهم إلى أناس فاقدي الإرادة ومبرمجين لا يعلمون ماذا يفعلون سوى أنهم يقودون سيارات مفخخة من أجل تفجيرها في مكان وزمان محددين أو يتزنرون بأحزمة ناسفة حددت سلفاً أماكن تفجيرها.
فالسلوك الهمجي الذي نشاهده من داعش وقبله القاعدة يدلل على أن العقل لدى هؤلاء معطل، وأن الضمير غائب تماماً وان السلوك لا علاقة له بالآدمية على الإطلاق .

وعلى الرغم من ذلك فهذا لا ينفي أن داعش وغيره من تنظيمات الإسلام السياسي يعتمدون بدرجة أساسية على عمليات غسل الدماغ التقليدية التي تستخدم الدين بصورة أساسية، وتحديداً مع الشباب عديمي الثقافة وبخاصة الثقافة الدينية أو الشباب المحبط واليائس أو الحاقد على المجتمع أو المنبوذ من قبله. ومن أبرز الأساليب المستخدمة لاستقطاب هؤلاء الشباب هو التعامل معهم بطرق هادئة ولطيفة تعيد لهم 'اعتبارهم الاجتماعي' المفقود وتزين لهم العالم الجديد مما يجعلهم أكثر حقداً وتناقضاً مع محيطهم الأسري والمجتمعي بحيث تُظهر طريقة التعامل الهادئة والناعمة واللطيفة هذه، محيطهم الذين جاؤوا منه على أنه عدو لهم، وتعد هذه المرحلة المرحلة الأولى من عملية غسل الدماغ وتغيير السلوك.

أما المرحلة الثانية التي تعقب ذلك فهي مرحلة 'كنس' المعتقدات السابقة وزرع معتقدات وقيم جديدة مبنية على ضرورة البدء بتغيير الواقع الراهن أو الانسلاخ التام عنه واستعدائه، وفي الحالتين تكون الضحية قد أصبحت جاهزة للتحول إلى قنبلة جاهزة للانفجار وهي المرحلة التي يكون فيها الشاب المستهدف قد أصبح إما 'مشروع جهاد' أو 'مشروع شهادة '.

إن التنظيمات الإرهابية تعتاش على أخطاء الأنظمة وخاصة الدول العربية والإسلامية في مواجهة الإرهاب والإرهابيين ، وتحديداً على النظرية الأمنية التي تعتبر من تورط في العمل مع جهة إرهابية بات إرهابياً إلى الأبد ومن غير الممكن إصلاحه أو إعادته إلى جادة الصواب، وهي نظرية تعمل التنظيمات الإرهابية على تعزيزها في نفوس من تجندهم من خلال تأكيدها لهم أن لا مجال للعودة مرة أخرى للحياة مع تلك 'المجتمعات الكافرة' والتي 'لن تثق بك أبداً' وهو ما يجعل هؤلاء الشباب المغرر بهم في قبضة الإرهاب والإرهابيين حتى الموت.

24




- See more at: http://www.ammonnews.net/article/271....0TeyYynT.dpuf
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الأدمغة, القتلة!, وصناعة


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع غسل الأدمغة وصناعة القتلة!
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
غسيل الأدمغة كيف يتم؟ Eng.Jordan الملتقى العام 0 07-05-2016 01:02 PM
يصلي عكس اتجاه القبلة بالحرم المكي عبدالناصر محمود أخبار منوعة 0 09-29-2015 06:59 AM
الصين وصناعة الإرهاب عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 08-07-2014 07:00 AM
طريقة تحديد القبلة في السفر عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 1 04-17-2013 10:47 PM
الأدمغة المفخخة...الإرهاب يندلع أواره بشرارة فكرة شريرة في الدماغ!! Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 0 06-26-2012 07:17 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:52 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59