#1  
قديم 01-05-2015, 08:49 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة تفاصيل الحرب على الإسلام


كينيا.. تفاصيل الحرب على "الإسلام"
ـــــــــــــــــ

(أحمد أبودقة)
ــــــــ

14 / 3 / 1436 هــ
5 / 1 / 2015 م
ـــــــــــ

710531122014013134.jpg


دائما حينما نتحدث عن الصراع بين المسلمين كأقليات والأنظمة الحاكمة في أفريقيا نجد حلقات مفقودة في تفاصيل هذا الصراع، ولكن بعد الاجتهاد قليلا والبحث نجد أن هذه الحلقات تشغلها الكنائس المسيحية, أو حتى الحكومات الغربية الداعمة لتلك الكنائس, وفي أفضل الأحوال تتصدر أجهزة الأمن الصهيونية لتلك المعركة.
في كينيا معاناة أخرى من مآسي المسلمين في العالم، تلك البلاد الذي وصلها الإسلام في عام 65 هجرية لا تزال شاهدة على حضارة المسلمين الذين شيدوا مساجد لا تزال شواهد من التاريخ صامدة منذ ألف عام ويزيد، سواء في "جيدي"، أو جزيرتي "بَاتَيْ" و"لامُو".
آخر إحصاء رسمي يقول: إن كينيا بلغ عدد سكانها 38 مليون نسمة عام 2009، وفي ظل وجود زيادة سكانية بمعدل مليون نسمة لكل عام فإن عدد السكان بحلول عام 2014 قد قارب من 45 مليون نسمة. إن إحصاءات السكان هي التي تحدد نتائج الصراع الديمغرافي بين الأقليات الدينية المختلفة في كينيا، لذلك يقول الدكتور يونس عبدلي موسى يحيى في مقالة نشرها يونيو عام 2012 إن عدد السكان في كينيا كان 40 مليون نسمة وبحسب المؤشرات الرسمية بلغ عدد المسلمين في حينها 35% من مجموع السكان أي قرابة 15 مليون نسمة، والبقية الباقية من الوثنيين والمسيحيين بكافة طوائفهم.
لكن برغم قوتهم الديمغرافية التي تؤثر في الصراع السياسي على الحكم في البلاد إلا أن 55% من المسلمين يعيشون تحت خط الفقر، بينما يعاني 30% من الشباب داخل الوسط الإسلامي من البطالة، وليس الأمر متعلقا بالقدرة أو الكفاءة بل بسبب السياسيات العنصرية التي تمارسها الحكومة ضدهم.
ففي الوقت الذي لا تتجاوز مدارس المسلمين الخاصة 50 مدرسة في المناطق الساحلية والشمال الشرقي ونيروبي، دعك عن الجامعات والكليات. تمتلك الكنائس الكينية أكثر من 3000 آلاف مدرسة ابتدائية وثانوية ومعاهد فنية وطبية، كما تمتلك أكثر من عشر جامعات موزعة بين نيروبي وممباسا، وإلدوريت الغربية وميرو الشمالية، وتجد الدعم اللا محدود من الحكومة الكينية.
يقول الدكتور يحيى: تعمدت الحكومات المتتالية تهميش مناطق المسلمين وعدم تمويل الخطط التنموية بها، كي تظل أسيرة الفقر والجهل والمرض، وتصبح لقمة سائغة في فم الكنائس والإرساليات التنصيرية التي تلعب دورًا متعاظماً في البلاد.
عقب تفجيرات السفارة الأمريكية في العاصمة نيروبي في آواخر تسعينات القرن الماضي، وبداية الحملة الأمريكية على "الإرهاب"، ظهر المد المسيحي في كينيا بقوة، في ظل غياب مؤسسات العمل الإسلامي الخيري مثل مؤسسة الحرمين والمنتدى الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي وغيرها من المؤسسات العالمية الخيرية التي أغلقت في كينيا في إطار الحرب على "الإرهاب". هذا الأمر أفسح المجال لمئات المنظمات المسيحية، وعلى رأسها شهود ياهو والإرساليات المعمدانية الأمريكية، ونجحت في استقطاب القبائل الوثنية من خلال إنفاق أموال طائلة على تنصير أبنائها.
الجانب الخفي من عقدة المسلمين في كينيا، يتمثل في الوجود اليهودي، فهم يسعون بقوة لنشر النفوذ الصهيوني في أفريقيا على حساب معاناة الناس هناك، سواء من خلال العلاقات الرسمية مع الحكومة الكينية أو من خلال المنظمات الإغاثية التي تجدها حاضرة بقوة وقت الأزمات. بالإضافة إلى الاستثمارات الضخمة في مجالات مثل الزراعة والصناعة واستصلاح الأرضي. يسعى النفوذ اليهودي دائما في كينيا إلى عرقلة أي خطط تنموية تقوم بها الحكومة تجاه الأماكن التي يتواجد بها المسلمون ويجتهدون دائما في تدمير الطاقات الشبابية المسلمة من خلال المهرجانات التي تقيمها السفارة الإسرائيلية في نيروبي. بالإضافة إلى نشر المخدرات ونبات القات والترويج لتعاطيه بين طبقات المجتمع المسلم.
طالب المسلمين السلطات الكينية بعد مراجعتها للدستور بعدة مطالب منها، التوازن في إدارة سياسية البلاد، فإذا كان الرئيس مسيحياً يجب أن يكون نائبه مسلماً، وكذلك العكس، لضمان المساواة في التمثيل السياسي بين أتباع الديانتين الرسميتين في البلاد. كذلك كان من أهم مطالبهم منح القضاء الشرعي سلطات أوسع، وتخويله صلاحية سحب قضايا تخصه من المحاكم العادية، والمساواة بين رجال القضاء الشرعي ونظرائهم في المحاكم العادية في الامتيازات والحصانة والحقوق. وطالب المسلمون أيضا بــتعيين قضاة جدد من الطوائف والمذاهب الإسلامية الموجودة في البلاد. ويعتبر القضاء الشرعي جزءا من أجزاء السلطة القضائية في كينيا منذ رحيل الاستعمار البريطاني عام 1963، لكنه يواجه معارضة شرسة من الأوساط المسيحية التي تعتبره تمييزاً واضحاً للمسلمين وانحيازاً ضد غيرهم من المواطنين، ويطالبون بالالتزام بــ"علمانية الدولة".
أثارت الحرب على "الإرهاب" التي أشعلتها أمريكا الحرب على الأقليات المسلمة أينما وجدت، ومن تلك الأقليات المسلمون في كينيا، فمنذ أواخر التسعينات تقول مجموعة الأزمات الدولية إن الزعماء الكينيين بدؤوا بالتلاعب في الوضع السياسي بالبلد لإيجاد حالة من التفرقة العرقية والطائفية في البلاد.
في 15/12/2014 أسقطت محكمة الجنايات الدولية التهم الموجهة للرئيس الكيني أوهورو كينياتا حول ارتكابه جرائم حرب، بداعي عدم اكتمال الأدلة، لكن قناة الجزيرة الفضائية نشرت فيلما وثائقيا استعرضت فيه شهادات عدد من ضباط الأمن الكيني أكدوا فيه وجود سرية تدعى "آر أي سي سي أي" تابعة لوحدة الخدمات العامة التابعة للشرطة وهدفها تصفية الإسلاميين. ونقلت عن شهود عيان أن القتلة يحصلون على تعليماتهم من الشرطة والمخابرات والأمن الوطني. تلك أدلة أظهرت أن الحكومة الكينية خذلت العدالة ورفضت تسليم أي أدلة للمحكمة الدولية خوفا من محاسبة كينياتا.
أبو بكر شريف أحمد الشهير بــ"مكابوري" من مدينة مومباسا ذو شخصية كارزمية، قال قبل مقتله بستة أشهر "إن المسلمين في كينيا يواجهون تعسفا حكوميا واسع النطاق". يتعرضون للقتل ولا يستطيعون اللجوء للحكومة لأنها هي التي تفعل ذلك بهم. كان مكابوري أحد أبرز المناهضين لإجراءات الحكومة التي تستهدف المسلمين وبعد تبرئته من المحاكمة عدة مرات قتل رميا بالرصاص في منزله دون أن يعرف الفاعلون.
"عبود روجو" أحد المشايخ الأكثر جدلا في مبومباسا، اتهم بالتورط بعلاقة مع حركة الشباب الصومالية، لم تنجح السلطات في إثبات إدانته في مرات كثيرة خلال المحاكمة، أطلق سراحه... يقول أحد القتلة التابعين لوحدة الخدمات العامة التي تنفذ أوامر القتل "إن لم يكن بالقانون فهناك خيار آخر وهو تصفيته"... وفعلا قتل روغو أمام أعين أبنائه أثناء سيره في أحد شوارع مومباسا.
مسجد موسى في مومباسا، تزعم الحكومة أن خطباءه يحرضون على الدولة الكينية، لكن المصلين يشعرون أن إجراءات الحكومة تدفعهم إلى التمرد. باوزير (إمام المسجد) يقول: "لقد ضربونا حتى وصل الأمر إلى قتل الناس داخل المساجد، إن ذلك خطأ فادح".
في فبراير من العام 2014 تعرض المسجد للمداهمة من قبل الشرطة، قتل ثمانية أشخاص، واعتقل 120 من المصلين بعضهم لم يظهروا مجددا. في هذا الصدد تقول جيهان هنري، من منظمة هيومن رايتس ووتش: "حقيقة أن هؤلاء الأفراد المرموقين تعرضوا لإطلاق النار والقتل في وضح النهار، ثم عدم إتباع ذلك بأي تحقيق لا شك أنه يثير تساؤلات خطيرة حول ماهية هدف السلطات الكينية من ذلك".
أما ديفيد أندرسون من جامعة وارويك يقول: "لقد انضمت كينيا إلى الحرب ظنن منها أنها ستقوم بكنس حركة الشباب إلى البحر، إلا أن ما فعلته بدلا من ذلك هو أنها فتحت الباب على مصراعيه أمام الشباب ليدخلوا إلى كينيا".
بحسب شهادات ضباط في فرق القتل الكينية ومنها فرقة معروفة باسم "شعاع" فإن أوامر القتل تصدر بحق الأئمة المسلمين من مجلس الأمن القومي الكيني وهو مكون من الرئيس ونائب الرئيس وقائد القوات المسلحة والمفتش العام للشرطة ووزير الدولة للشؤون الداخلية والأمين العام للشؤون الداخلية.
بحسب إفادات عناصر من وحدة الخدمات العامة داخل الشرطة الكينية فإن 500 شخص في العام تم تصفيتهم دون أي مبرر سوى العداء للإسلام.
من إحدى قصص الجريمة المنظمة التي ترتكبها الحكومة بحق المسلمين ما يرويه جورج موسامالي (ضابط سابق في وحدة الخدمات العامة التابعة للشرطة)، حيث قال: "خمسة شبان كانوا يتابعون مباراة لكرة القدم في أحد المقاهي بعد خروجهم، أوقفتهم الشرطة فتشاجروا معها، بعد ذلك تم اقتيادهم إلى مركز الشرطة ومن هناك أخذوا إلى الغابة ثم تم تصفيتهم بالرصاص".
التمويل والتخطيط
برنامج القتل الذي يستهدف المسلمين في كينيا تدعمه جهات راعية للحرب على "الإرهاب"، أولها واشنطن حيث قدمت منذ عام 2009 الولايات المتحدة 125 مليون دولار، أما بريطانيا فهي مستمرة في تقديم العون للكينيين مستخدمة في ذلك جزءا من موازنتها الخاصة بالحرب على "الإرهاب"، بالإضافة إلى تدريب أعضاء فرق الإعدام الكينية لمدة ثلاثة أشهر لكل عنصر.
وللكيان الصهيوني أيضا علاقة وثيقة بالمخابرات الكينية، لقد سربت وثائق سرية لجهاز الشرطة الكينية حيث يقوم بتزويد الموساد بمعلومات حول الأخطار التي قد تؤثر على أمن الكيان الصهيوني في كينيا. تكشف الوثيقة التي أفصحت عنها الجزيرة أن هناك تفاهمات رسمية بين كينيا والكيان الصهيوني تنص على السماح للموساد الصهيوني باستخدام بيوت آمنة للعمل داخل كينيا على أن يقوم الموساد بكشف المخابرات الأجنبية داخل كينيا وإبلاغ السلطات الكينية بذلك. كما يتم إخضاع وحدة الخدمات العامة التابعة للشرطة لإدارة الموساد بعد أن كان يديرها البريطانيون، وتبرير السلطات الكينية لذلك أنها تعتبر الكيان الصهيوني أقل التزاما بالقوانين. بالإضافة إلى مواجهة الطرفين لنفس الخطر وهو "الإسلام الراديكالي".
من جانب آخر، تقول منظمة هيومن رايتس ووتش إن لديها أدلة قوية على أن وحدة شرطة مكافحة الإرهاب في كينيا (ATPU) نفذت سلسلة من جرائم القتل خارج نطاق القضاء. كما وجدت أدلة على حالات اعتقال تعسفي وإساءة معاملة المشتبهين بتورطهم في الإرهاب.
وتضيف المنظمة أنها وثقت بين نوفمبر 2013 ويونيو عام 2014، ما لا يقل عن 10 حالات قتل و10 حالات من الاختفاء القسري، و11 حالات من سوء المعاملة أو التحرش بالمشتبهين بتورطهم في الإرهاب، تمت على يد وحدة مكافحة الإرهاب حيث تتلقى الدعم والتدريب من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. وقال تقرير للعام 2013 من خدمة أبحاث الكونغرس إن الولايات المتحدة قدمت مبلغ 9 ملايين دولار من المساعدات لمكافحة الإرهاب إلى كينيا في عام 2012 وحده، جزء منها ذهب إلى التدريب في وحدة مكافحة الإرهاب.

----------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الحرب, الإسلام, تفاصيل


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع تفاصيل الحرب على الإسلام
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحرب على الإسلام عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 06-10-2014 09:39 AM
متطرفون استراليون يعلنون الحرب على الإسلام عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 05-02-2014 07:20 AM
شرعة الحرب في الإسلام ام زهرة الملتقى العام 0 04-27-2013 12:51 AM
الحرب على الإسلام الخيار المفضل للمرشحين الفرنسيين تراتيل أخبار عربية وعالمية 0 04-26-2012 03:06 PM
الحرب الناعمة على الإسلام احمد ادريس المسلمون حول العالم 0 01-10-2012 06:04 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59