#1  
قديم 08-08-2016, 10:13 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,139
ورقة تـحـالـف ظـلال!!


تـحـالـف ظـلال!!*
ــــــــــــــ

5 / 11 / 1437 هــ
8 / 8 / 2016 م
ـــــــــــــ

تـحـالـف ظـلال!! 807082016100855.png






الجنرال يعقوب عميدرور/ "يسرائيل هيوم"
--------------------------


الكثير من دول العالم تسأل بعجب وتنظر بتقدير إلى العلاقات المتطورة بين الحكومة الصهيونية والدول السنية الاكثر أهمية في المنطقة. منظومة العلاقات العلنية بين الكيان الصهيوني ومصر والاردن اللتين تربطهما بالحكومة الصهيونية علاقات دبلوماسية كاملة، وكذلك العلاقات غير الرسمية بين الكيان الصهيوني وبلدان خليجية.

يبدو أنه توجد ثلاثة محاور لهذا التغيير: الاول، يجري الحديث عن دول سُنية تخاف من التعاظم المتصاعد لايران، التي تقود الكتلة الشيعية في المنطقة وتهدد سلامة وأمن الدول السنية. هناك نزاع ديني قديم بين الاقلية الشيعية والاغلبية السنية، وتتمتع هذه الاقلية بوجود قيادة واحدة لها، مستعدة لاستثمار كل ما يلزم من أجل تغيير وضع الشيعة في الشرق الاوسط جذريا.

هذه القيادة التي تجلس في طهران تقود جهدا مخططا ومركزا يعتمد في أساسه على تحرير الشيعة من عبء السنة في اليمن، البحرين والسعودية، وحماية السلطة أو الصدارة الشيعية في العراق، وسوريا ولبنان. والغاية هي خلق تواصل شيعي من طهران عبر بغداد ودمشق وانتهاء ببيروت.
وفي الوقت ذاته، تحاول طهران المس بالهيمنة السنية في الجانب العربي من الخليج الممتد بين شبه الجزيرة العربية وايران، المسمى بالخليج العربي. في الجانب العربي من الخليج تقع، ضمن بلدات اخرى، امارات الخليج: السعودية، ذات الاقلية الشيعية في مناطق النفط؛ البحرين – التي شهدت محاولة انقلاب شيعية؛ واليمن، التي تحارب فيها السعودية الى جانب الاغلبية السنية ضد الاقلية الحوثية، المرتبطة بايران. وهناك طابع قومي للصراع الشيعي-السني، إذ لا يمكن تجاهل أن المقصود جهد ايراني لزيادة النفوذ في هذه الدول التي هي كلها عربية. ويمكن العثور على صدى لهذا الصراع القومي في الخلافات الشيعية الداخلية، لا سيما في العراق، حيث تقع مدينة النجف، التي كانت ذات مرة المدينة الاهم للشيعة وانتزعت منها اليوم صدارتها لصالح مدينة قم الايرانية.

الدافع الثاني الذي يحرك مخاوف الدول السنية كلها هو التهديد الكامن في الأفكار المتطرفة التي يقودها تنظيم داعش.
ويشكل اتساع حجم أعمال التنظيم تهديدا على الدول السنية، لأنها تعتبر كلها في نظره العدو الأول. في مصر يعتبر عدوا فعليا بسبب انتشاره في أجزاء من سيناء. وفي الاردن والسعودية يهدد داعش البلدين. وعليه، فانه اذا نجح التحالف الذي يعمل ضد التنظيم في تقليص منطقة سيطرته في العراق وفي سوريا، بشكل كبير، رغم انه يجد صعوبة اليوم في الحفاظ على الزخم بعد سلسلة من النجاحات الهامة، ستبقى الفكرة التي يدفعها التنظيم خطيرة جدا على الدول السنية.

اما الدافع الثالث فينبع من الاحساس بأن الولايات المتحدة هجرت أصدقائها في المنطقة في لحظة الاختبار، وفي نيتها تقليص دورها بشكل كبير في المنطقة. في مصر تقوم المخاوف على اساس التخلي في حينه عن مبارك وما بدا كتأييد من الولايات المتحدة. وفي السعودية والخليج ينبع الاحباط من اعتبارها للاتفاق النووي مع ايران بمثابة استسلام امريكي. لقد خاب املها من سلوك الولايات المتحدة تجاه مبارك، من جهة، وتجاه الاسد الذي يواصل قتل السنة، من جهة اخرى، لانهم فهموا أن الولايات المتحدة لم تعد تقف إلى جانبهم في الصراع حيال ايران بل تتوقع منهم أن يتنازلوا عن قسم هام من مطالبهم.
من الواضح للدول السنية، التي ترى في الولايات المتحدة قوة عظمى ساهم مجرد وجودها بصد كل قوة كان يمكن أن تهددها، أن الوضع قد تغير. وحتى لو بقيت الولايات المتحدة قوة عظمى فقد فقدت الرغبة بتفعيل قوتها في الشرق الاوسط. فضلا عن ذلك، حتى عندما تتدخل، مثلا في قيادة الائتلاف ضد تنظيم داعش، تجري الامور بشكل معتدل وبحذر كبير، والولايات المتحدة تساوم أمام خصومها في الميدان كما يتبين من ردها الهزيل على تعاظم التدخل الروسي في سوريا.
تبحث هذه الدول عن جهة يمكنها مساعدتها في مثل هذا الوقت. الكيان الصهيوني هي الدولة الوحيدة في كل المنطقة التي لا يسود التشكك باستقرارها. انها دولة قوية عسكريا واقتصاديا، وتملك القدرة والاستعداد للدفاع عن مصالحها الحيوية. هذا هو الاساس لشبكة العلاقات الجديدة الناشئة بين الكيان الصهيوني وهذه الدول السنية، دول الوضع الراهن الكلاسيكي القائمة في منطقة لا تكف عن التغير، وهي تبحث فيه عن مرسى للاستقرار الذاتي. يعتبر الكيان الصهيوني نفسه مرسى كهذا، هذا زواج اضطراري وليس علاقات حب، ولكن له اهمية كبيرة ومتزايدة.

إن التعاون الجدي، العلني وغير المقيد لن يتاح الا اذا تم توقيع اتفاق بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين – وهذا ليس لان الموضوع يعتبر ملحا لزعماء الدول، بل لان بدونه لن يسمح لهم الشارع بأن يتقدموا علنا في منظومة العلاقات مع الكيان الصهيوني. غير أنه ليس ملحا للفلسطينيين الدفع نحو الاتفاق، وبذلك يظهر أنهم المفتاح لتحسين هذه العلاقات وذلك يرفع أهميتهم وثمنهم.
ان السبيل الوحيد للتغلب على هذا العائق هو تغيير ترتيب المراحل: يجب بناء شبكة علاقات تشكل مظلة مشتركة لعمل الدول السنية و الكيان الصهيوني وقيادة الفلسطينيين اليها كي يبدؤوا بالمفاوضات. خلافا للماضي، في هذا الوقت، يعتبر تحسين شبكة العلاقات بالغ الاهمية بالنسبة للدول العربية بقدر لا يقل عن الكيان الصهيوني، غير ان العائق الفلسطيني يعيق تحقيقه بالشكل الكامل. ليس مؤكدا ان الدول العربية قادرة على التغلب على هذا العائق رغم مصالحها. ومن المجدي أن تفكر الحكومة الصهيونية كيف يمكنها أن تساعدهم على ذلك، لان المقصود فرصة تاريخية.


ـــــــــــــــــــــ
*{م:البيان}
ـــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
تـحـالـف, ظـلال!!


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 01:23 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59