ماكرون يُحيي ذكرى مغربي أغرقه متطرفون فرنسيون

ماكرون , متطرفون , مغربى , أغرقه , ذكرى , يُحيي , فرنسيون

قبل أقل من أسبوع على بدء الجولة الثانية والأخيرة من انتخابات الرئاسة الفرنسية، يتبادل المرشحان إشارات التهكم القاسية.

إذ استخدمت مارين لوبان، رئيسة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الشعبوي، آخر تجمعات مؤيديها الحاشدة لتصف منافسها الوسطي، المصرفيّ السابق إيمانويل ماكرون، بأنَّه ممثل "يسار الكافيار"، واتهمته بأنَّه "يعظ الناس بالغرور"، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

وبدوره، استدعى ماكرون أشباح ماضي الجبهة الوطنية المثير للجدل. فقد قام بزيارةٍ رفيعة المستوى إلى أكبر نصبٍ تذكاري في فرنسا لضحايا الهولوكوست، وهي زيارةٌ بدا أنَّها تهدف إلى جذب الأنظار إلى فضيحتين جديدتين مرتبطتين بالجبهة الوطنية.
فقد انتُقِدَت لوبان الشهر الماضي انتقاداً واسعاً لأنَّها ادَّعت أنَّ فرنسا لم تكن مسؤولةً عن ترحيل آلاف اليهود إلى معسكرات الاعتقال النازية عام 1942. وتنحى جان فرانسوا جلخ، الذي ترأس الحزب مؤخراً بدلاً من لوبان، عن منصبه بعد يومين فقط من تعيينه، حين ظهرت على الساحة مقابلةٌ أُجريت معه عام 2000، شكك فيها في أنَّ غاز "زيكلون بي" السام قد استُخدِمَ ضد اليهود في المعسكرات النازية.
واكتسب والد مارين، جان ماري لوبان، الذي كان يقود الجبهة الوطنية سابقاً قبل أن تحل مارين محله، سمعةً عالميةً سيئة لوصفه غرف غاز النازيين بأنَّها مجرد "تفصيلة تاريخية حدثت في الحرب العالمية الثانية".
كما أنَّ ماريون ماريشال لوبان، ابنة شقيق مارين، ونجمة الجبهة الوطنية الصاعدة، اتهمت ماكرون يوم الأحد بـ"ابتزاز مارين من خلال الحرب العالمية الثانية".
ويوم الاثنين، على بعد مئات الأمتار فقط من مسيرة الجبهة الوطنية السنوية الخاصة بيوم "أول مايو/أيار"، وقف ماكرون على ضفاف نهر السين في باريس، وأحيا ذكرى المغربي الذي أغرقه حليقو الرؤوس (النازيون الجدد) الذين حضروا مسيرة الجبهة الوطنية عام 1995. وبدا أنَّ تلك اللفتة كان هدفها إحباط محاولات لوبان لتنظيف صورة الجبهة الوطنية، إذ ربطت بين الحزب وبين العنصريين والمتطرفين.
ووقف ماكرون دقيقة صمت عند ضفة النهر في الذكرى السنوية للحادث في خطوة تهدف بوضوح إلى دمغ حزب الجبهة الوطنية بالتطرف قبل أسبوع من الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي يواجه فيها مارين لوبان زعيمة الحزب اليميني المتطرف، وفق ما ذكرت رويترز.
وقال ماكرون للصحفيين وإلى جانبه سعيد ابن الضحية المغربي إبراهيم بو عرام "علينا ألا ننسى أبدا ما حدث".
وبين جولتي الانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 1995، ألقى شبان متطرفون بوعرام (29 عاما) وهو أب لطفلين في نهر السين لدى مغادرتهم تجمعا لعيد العمال كان يقيمه حزب الجبهة الوطنية في مكان قريب في باريس خلال رئاسة جان ماري لوبان، والد مارين، للحزب.
وصدر حكم على واحد من المجموعة التي ألقت المهاجر المغربي في النهر بالسجن ثماني سنوات وعلى ثلاثة آخرين خمس سنوات.
ويأتي إحياء ذكرى مقتل بوعرام في إطار محاولات ماكرون تذكير الناخبين بما يعتبره هو وغيره من المعارضين موروثا عنصريا ومعاديا للسامية لحزب الجبهة الوطنية.
الكثير من الفرنسيين لهم أصول عربية، خصوصاً في الضواحي، وأتوا من مستعمرات فرنسا السابقة مثل الجزائر، والمغرب، وتونس. والتمييز ضدهم، وضد الأقليات الأخرى، أمرٌ شائع يفعله أصحاب الوظائف وأفراد الشرطة، ومعدلات التصويت في الضواحي أقل من المعدل السائد في أنحاء فرنسا.
وقد اتضح أنَّ هذا التراث الاستعماري الفرنسي نقطة خلاف حادة أخرى بين المرشحين. فبينما وصف ماكرون يوم الإثنين إدارة فرنسا الاستعمارية الدموية للجزائر بأنَّها "جريمة ضد الإنسانية"، ردت لوبان قائلةً إنَّه قد طعن في "تاريخ فرنسا المجيد".

المصدر: ملتقى شذرات