صعود للسلفيين وانتكاسة للصوفيين في مالي.

للسلفيين , للصوفيين , مالي. , سعود , وانتكاسة

صعود للسلفيين وانتكاسة للصوفيين في مالي.. هل يقود محمود ديكو مصالحة بين العسكر والجهاديين؟!
__________________________________________________ __

13 / 1 / 1442 هــــــــــــــــــ
1 / 9 / 2020 م
__________________





قد يمنح الإنقلاب العسكري الذي أطاح مؤخراً بالرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا في مالي المجتمع المحلي فرصة لتحويل السلطة إلى الحكم المدني مع إنعدام فرص وجود آلية ديمقراطية في ظل ضعف الأحزاب السياسية لصالح غلبة وتأثير المؤسسة العسكرية والنخبة الإسلامية التي يمثلها الإمام محمود ديكو.

يقول عادل اللطيفي في مقال نشره موقع "مونتي كارلو" الفرنسي، سقوط الرئيس السابق كان في جزء منه نتيجة الضغط الشعبي الذي دعى له الشيخ محمود ديكو إمام الجمعة بمسجد السلام بباماكو واستغلت القيادات العسكرية ذلك لإعلان استيلائها على السلطة. ويعد هذا الإمام من أكثر الشخصيات شعبية حاليا في مالي وله تأثير واسع على المشهد السياسي هناك. فقد ساند الرئيس السابق إبراهيم أبو بكر كيتا سنة 2013 وكان وراء فوزه في الانتخابات لكنه تخلى عنه فيما بعد على خلفية خلافات حول الإصلاحات المجتمعية التي أرادت الحكومة المالية القيام بها. فقد عارض هذا الإمام بقوة مشاريع قوانين تمنح الفرصة للنساء والرجال للتحلل من القيم والتشريعات الدينية والمجتمعة.

كما فرض محمود ديكو نفسه كمحاور وسيط مع الجماعات الإسلامية الجهادية التي تنشط شمال البلاد مستغلا تأثيره الإجتماعي.ومن المنتظر إذن أن تكون هذه الشخصية الإسلامية قريبا المحاور الرئيسي للعسكريين خاصة وقد جمعت حولها طيفا مهما من القوى السياسية ومن قوى المجتمع المدني.

وما يعزز هذا الاحتمال هو طبيعة المشهد السياسي المالي الذي يتميز بضعف بناء الدولة وبالحضور القوي للمؤسسة العسكرية من ناحية ولممثلي الثقافة الإسلامية المحلية من ناحية ثانية. وقد شهدت العشريات الأخيرة تحولا مهما على مستوى النخبة الدينية في مالي. فقد عوض الأئمة الخطباء الجدد والمتأثرين بالفكر السلفي القادم من بلدان الخليج العربية تلك النخبة الدينية القديمة الممثلة للإسلام الطرقي الصوفي المرابطي. وقد استطاعت هذه النخبة الجديدة من توسيع تأثيرها مستفيدة من محافظة المجتمع وكذلك من ضعف السياسيين بالإضافة إلى عودة الانقسامات القبلية والإثنية.

وليس من المستبعد في ظل هذه الظروف أن تتوصل المؤسسة العسكرية إلى توافق ما مع محمود ديكو تضمن من خلاله امتيازاتها كما تضمن للشيخ توجها نحو أسلمة المجتمع المالي وتصحيح القيم الدينية فيه المتأثرة بالطرق الصوفية.






__________________________________________________ _______

المصدر: ملتقى شذرات