#1  
قديم 03-15-2016, 07:16 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة مصر وحماس والعلاقات المضطربة


مصر وحماس والعلاقات المضطربة
ــــــــــــــــــ

(وسام محمد)
ــــــ

6 / 6 / 1437 هــ
15 / 3 / 2016 م
ـــــــــــــ

والعلاقات المضطربة 814032016012153.png




لم يحالف الحظ السياسي حماس منذ عدة سنوات في علاقتها مع الجمهورية المصرية، فكلما تحركت عجلة التقارب الفلسطيني الوطني أو الحمساوي المصري، كلما زادت المشاكل الأمنية والحروب الإعلامية والاتهامات المقصودة ضد حركة حماس وقياداتها ومؤسساتها وضد قطاع غزة المحاصر.

تقول حركة حماس إنها تسعى لتجنيب قطاع غزة والقضية الفلسطينية نتائج الصراعات الداخلية العربية، وأنها مهتمة ببناء علاقة جيدة مع كل الدول العربية، وخاصة مصر التي تربطها علاقة تاريخية مع القضية الفلسطينية. وتعلم حركة حماس أن مفتاح الحلول السياسية والاقتصادية لقطاع غزة يمر عن طريق مصر بحكم العلاقة الجغرافية، وتدرك حماس جيدًا أن لا طريق للقضية الفلسطينية يمكن أن يستثني مصر أو أن يمر من دونها، فهي الراعي الرسمي للمصالحة الفلسطينية، وهي الوسيط الأول مع الاحتلال الإسرائيلي وشريان الحياة للقطاع المحاصر، ولا يمكن التخلي عنها أو القفز من فوقها.

وفي المنحى الآخر، عملت حركة حماس خلال السنوات الماضية إلى القفز فوق كل طعنات النظام المصري ضدها، وعملت على تحسين علاقتها معه لرفع الحصار عن قطاع غزة والتخفيف من معاناة مليونين فلسطيني محاصرين في قطاع مدمر تعرض لثلاثة حروب متتالية، فغضت البصر عن تآمر النظام المصري مع الاحتلال فهي تعلم حجم الخيانة لكنها صمتت وسامحت كما أشار خالد مشعل زعيم حركة حماس، حين قال في احتفال النصر الذي أقيم في لبنان 7/9/2014، عقب انتهاء معركة غزة الأخيرة:" إن بعض العرب خذلوا غزة وفلسطين ومقاومتها، وربما قاموا بما هو أكثر من الخذلان لكن حركة حماس والمقاومة الفلسطينية ومعهم الشعب الفلسطيني سامحوا هؤلاء جميعًا، فليس لدينا وقت سوى للإعداد للمقاومة وتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي".

وفي مقابل كل هذا، لم يتوقف النظام المصري عن محاربة حماس والمقاومة الفلسطينية وكرس كل طاقاته الإعلامية للتحريض على الفلسطينيين وقطاع غزة والمقاومة بسبب الانسجام والترابط الفكري بين حركة حماس والإخوان المسلمين التي تصنف كأكبر عدو للنظام المصري، وبالتالي يصبح صديق العدو عدو وفقًا للمعادلة السياسة المشهورة، وهكذا تصبح حركة حماس عدوًا للنظام المصري.

في 6/3/2016، أطل وزير الداخلي المصري اللواء مجدي عبد الغفار عبر مؤتمر صحفي من القاهرة لاتهام حركة حماس بالوقوف وراء عملية اغتيال النائب العام السابق هشام بركات في 29/7/2015 بتفجير سيارته، وقال: "اعتمدنا على أساليب فنية حديثة لاختراق الأساليب الإلكترونية لجماعة الإخوان المسلمين، لم تحدث من قبل في تاريخ جهاز الأمن المصري، واستطعنا أن نضع أيدينا بالكامل على هذه المؤامرة الكبرى التي كانت تستهدف هز استقرار الدولة، وهدم مقوماتها".

كلام الوزير عبد الغفار، غير متزن ولا يتقبله التفكير العقلي، لأن الخطط الأمنية للجماعات المسلحة لا تكتب أو تحفظ على أجهزة الحاسوب، أو يتم تبادلها عبر الانترنت والجلسات العامة، كما أن المعتقلين الذين يتحدث عنهم الوزير اعتقلوا يوم السبت واستمر التحقيق معهم طوال الليل كما قال موقع "بي بي سي"، وبالتالي كيف اكتشف الأمن المصري تلك الخطط، ولماذا لم يستكمل المتهمون تنفيذ المؤامرة الكبرى المجهزة منذ اغتيال بركات؟!.

كلام الوزير عبد الغفار، يأتي في سياق التضييق على المقاومة الفلسطينية ومحاربتها وحصارها بهدف تحجيم قوتها ونفوذها وشعبيتها التي تزداد وتتسع بفعل طهارة بندقيتها التي لم يسجل لها حتى الآن أي خرق أو ابتعاد عن المسار الصحيح الموجه نحو العدو الإسرائيلي، ومن هنا يبقى الاتهام المصري كما سبقه من القرارات والاتهامات الماضية التي لا ترقى للقبول العقلي والمنطقي، حيث ينبع هذا الاتهام من إفلاس سياسي مصري محلي ودولي وتراجع اقتصادي ومالي بشكل هائل شد الخناق على المصريين، مما دفع النظام المصري للبحث عن إنجاز إعلامي يعيد التطبيل والتهليل له عبر وسائل إعلامه المستسلمة والخانعة.

وهنا لا بد من تسجيل النقاط التالية على توقيت نشر الاتهام ضد حماس:-

يأتي الاتهام بعد قرب الإعلان عن اتفاق "تركي-إسرائيلي"، يقضي بموجبه رفع الحصار عن قطاع غزة من خلال معبر مائي مع قبرص، مما يعري النظام المصري الذي تخلى عن القضية الفلسطينية وقطاع غزة.
يأتي الإعلان عن اتهام حماس بعد 8 أشهر من وقوع التفجير الذي فضح فشل المحققين المصريين في الوصول للجناة الحقيقيين مما دفعهم لاتهام المتهم المفترض " الإخوان المسلمين وحركة حماس المسلحة".
يأتي الاتهام وسط تراجع قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي، مما دفع القيادة المصرية للإعلان عن إغلاق ملف أمني، يدفع بعجلة الاقتصاد المصري إلى الأمام وتحقيق نمو اقتصادي وتوقف تراجع قيمة الجنيه المصري.

حركة حماس، نفت الاتهام المصري بشدة وطالبت بإعادة النظر فيه والتحقق من صحته، حيث ردَّ إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، على الاتهام بمبدأ جيد قد يكون قاعدة أساسية في العمل السياسي الخارجي لحركة حماس، حيث قال:" لا ثقافتنا ولا فكرنا ولا فلسفتنا ولا نظريات عملنا يمكن أن تستوعب هذا العمل، وتاريخنا يشهد على ذلك.. لا نمارس الاغتيالات السياسية مطلقًا لا داخل ولا خارج فلسطين... عدونا الوحيد هو الاحتلال فقط".

وبهذه العبارات السياسية والفلسفية والمنطقية، تُسقط حركة حماس التهمة الموجه إليها، فالمضمون السياسي والأدبي والأخلاقي الذي تحتويه هذه العبارات يرقى لأن يكون دستورًا لكل حركات التحرر الوطني في العالم.


------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
المضطربة, والعلاقات, وحماس


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع مصر وحماس والعلاقات المضطربة
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
القاهرة واشنطن والعلاقات الاستراتيجية عبدالناصر محمود شذرات مصرية 0 08-03-2015 06:12 AM
غزة وحماس أم القضية والأمة؟ عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 07-23-2014 01:23 PM
أصداء المصالحة بين فتح وحماس عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 04-25-2014 07:34 AM
العولمة والعلاقات الدولية الراهنة Eng.Jordan بحوث ودراسات منوعة 0 03-12-2013 03:02 PM
الأنترنيت والعلاقات الإجتماعية جاسم داود مقالات 0 01-25-2012 01:12 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 09:06 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59