#1  
قديم 04-30-2017, 02:29 PM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,033
ورقة الاستشراق ومعاهده في جامعات الغرب


الاستشراق ومعاهده في جامعات الغرب
ــــــــــــــــــــ

(أ.د. إسماعيل علي محمد)
ـــــــــــــ

4 / 8 / 1438 هـ
30 / 4 / 2017 م
ــــــــــــ

الاستشراق 15791.jpg




الاستشراق ومعاهده في جامعات الغرب

استخدم المستشرقون التدريس في الجامعة لنشر أفكارهم، وتوسلوا بذلك لتحقيق أغراضهم، وخاصة من خلال إنشاء أقسام للدراسات الإسلامية والعربية بالجامعات الغربية.

كثرة أقسام الاستشراق ومعاهده في جامعات الغرب:
----------------------------

ولا تكاد تخلو عاصمة من عواصم الغرب الآن من جامعة بها تخصص أو قسم خاص للاستشراق، وأحيانًا يكون في بعضها معاهد مستقلة للدراسات الاستشراقية، وداخل هذه الأقسام والمعاهد في الغرب أُقيمت تخصصات وأقسام في الدراسات الإسلامية على وجه الخصوص، وذلك "لاستقطاب من يستهويه هذا الجانب، ثم تقديمه من وجهة نظر خصوم بارعين مدربين على العرض المشوه للإسلام، بما يخدم أغراضهم التي من أهمها تقزيز غير المسلمين منه، ثم تشويهه وجعله في نظر المسلمين قضية فيها نظر، وليس من مسلمات الفكر المتعمدة.

وقد بلغ عدد هذه الأقسام الإسلامية في الجامعات الغربية أكثر من ستين قسمًا في أكثر من ستين جامعة في الغرب، على رأس الأقسام أساتذة يهود، ومحاورهم الأصلية تدور في كياسة حول التشكيك في الوحي، وفي السنة، وفي تجريح الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة، وتجريح كبار حملة الإسلام في تاريخه الفكري والحركي" [1].

ويتخرج من أقسام الاستشراق ومعاهده في الغرب آلاف الدارسين، يتوجهون بعد ذلك إلى ساحات العلم والفكر والسياسة وغيرها، وقد أُشربوا فكر أساتذتهم من المستشرقين، وتأثروا بأخلاقهم، والتزموا مناهجهم، ولا ننسى أن من بين أولئك المتخرجين كثيرين من أبناء العروبة والإسلام، ابُتعِثوا ليتعلموا في الغرب، ويتخرجوا على أيدي المستشرقين، ومنهم من يعود إلى بلاده بفكر معوج أو مشوش، ومعتقدات غير صالحة فيما يتعلق بدينه وأمته، إلا من عافاه الله، وقليل ما هم!

وهذه الأقسام تمنح درجات الماجستير والدكتوراه في أي فرع من فروع الدراسة بها؛ سواء أكان للغربيين، أم لغيرهم من أبناء العرب والمسلمين، ويشرف على هذه الأقسام، وعلى الرسائل العلمية فيها - في غالب الأحيان - مستشرقون ذوو توجهات وأديان مختلفة، فمنهم اليهودي، ومنهم الاستعماري، ومنهم صاحب النزعة التبشيرية... وغيرهم، وهم يتحكمون في توجيه وتسيير برامج الدراسة في أقسامهم، بما يتماشى مع أهدافهم وتوجهاتهم التي لا تكون غالبًا منصفة للإسلام والمسلمين.

تضييق المجال على الباحثين المنصفين للإسلام في الجامعات الغربية:
------------------------------------

وهناك دلائل على أن المستشرقين حريصون ما وسعهم الحرص، على ألا يمكنوا باحثًا تحت إشرافهم من كشف باطلهم، وهدم شبهاتهم التي نسجوها حول الإسلام، فلا يسمحون لطالب قصد معاهدهم، وأراد أن يمنح الشهادة بواسطتهم، أو يحصل على إجازة منهم - لا يسمحون له بإنصاف الإسلام، وذكر الحق مجردًا من كل هوى، ودحض أباطيلهم ومفترياتهم ضد الإسلام وأهله، وإن خرج عن مألوفهم، وأراد أن يقترب من إحقاق الحق وإبطال الباطل في قضية تتصل بالإسلام وشريعته - بُخِس حقه في نيل الدرجة العلمية، وتعرَّض - في غالب الأحيان - للرسوب، والحرمان من الشهادة التي أراد الحصول عليها، غير مأسوف عليه!

وهذان دليلان على ذلك، قد ذكرهما شاهد عيان، هو الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله، أوردهما نقلاً عنه فيما يلي:
أما الدليل الأول، فقد ذكره في معرض حديثه عن زياراته لجامعة لندن، ولقائه مع البروفسور "أندرسون" رئيس قسم قوانين الأحوال الشخصية المعمول بها في العالم الإسلامي، في معهد الدراسات الشرقية في جامعة لندن، وهذا المستشرق متخرج من كلية اللاهوت في جامعة كمبردج، وكان من أركان حرب الجيش البريطاني في مصر خلال الحرب العالمية الثانية؛ كما ذكر هو ذلك للدكتور السباعي.

قال الدكتور السباعي: لا أريد أن أذكر أمثلة عن تعصبه ضد الإسلام - وقد حدثني كثيرًا عن ذلك المرحوم الدكتور "حمود غرابه" مدير المركز الثقافي الإسلامي في لندن حينذاك، ولكني أكتفي بأن أذكر ما حدثني به البروفسور "أندرسون" نفسه، من أنه أسقط أحد المتخرجين في الأزهر الذين أرادوا نيل شهادة الدكتوراه في التشريع الإسلامي من جامعة لندن لسبب واحد، هو أنه قدم أطروحته عن حقوق المرأة في الإسلام، وقد برهنَ فيها على أن الإسلام أعطى المرأة حقوقها الكاملة.

فعجبت من ذلك وسألت هذا المستشرق: كيف أسقطته ومنعته من نيل الدكتوراه لهذا السبب، وأنتم تدعون حرية الفكر في جامعاتكم؟! قال: لأنه كان يقول: إن الإسلام يمنح المرأة كذا، والإسلام قرر للمرأة كذا، فهل هو ناطق رسمي باسم الإسلام؟ هل هو أبو حنيفة أو الشافعي، حتى يقول هذا الكلام ويتكلم باسم الإسلام؟ إن آراءه في حقوق المرأة لم ينص عليها فقهاء الإسلام الأقدمون[2]، فهذا رجل مغرور بنفسه حين ادعى أنه يفهم الإسلام أكثر مما فهِمه أبو حنيفة والشافعي [3].

وأما الدليل الثاني، فقد ذكره الدكتور السباعي، وهو يقرر أن المستشرقين لا يوافقون أبدًا على رسالة للحصول على شهادة علمية مثل الدكتوراه، يقوم موضوعها على إنصاف الإسلام، وكشف دسائس أولئك المستشرقين.
وأردف قائلاً: وقد حدثنا الدكتور محمد أمين المصري - وهو خرِّيج كلية أصول الدين في الأزهر، وكلية الآداب، ومعهد التربية في جامعة القاهرة - عما لقِيه من عناء في سبيل موضوع رسالته التي أراد أن يتقدم بها لأخذ شهادة الدكتوراه في الفلسفة من جامعات إنجلترا.

لقد ذهب إليها في عام 1958م لدراسة الفلسفة وأخذ شهادة الدكتوراه بها، وما كاد يطلع على برامج الدراسة - خاصة دراسة العلوم الإسلامية فيها - حتى هاله ما رآه من تحامل ودس في كتب المستشرقين، وخاصة شاخت، فقرر أن يكون موضوع رسالته هو نقد كتاب شاخت.

تقدم إلى البروفسور أندرسون؛ ليكون مشرفًا على تحضير هذه الرسالة، وموافقًا على موضوعها، فأبى عليه هذا المستشرق أن يكون موضوع رسالته نقد كتاب شاخت، وعبثًا حاول أن يوافق على ذلك.

فلما يئس من جامعة لندن، ذهب إلى جامعة كمبردج، وانتسب إليها، وتقدم إلى المشرفين على الدراسات الإسلامية فيها برغبته في أن يكون موضوع رسالته للدكتوراه هو ما ذكرناه، فلم يبدوا رضاهم عن ذلك، وظن أن من الممكن موافقتهم أخيرًا، ولكنهم قالوا له بصريح العبارة: إذا أردت أن تنجح في الدكتوراه فتجنب انتقاد شاخت، فإن الجامعة لن تسمح لك بذلك، وعندئذ حول موضوع رسالته إلى: معايير نقد الحديث عند المحدثين، فوافقوا ونجح في الدكتوراه [4].

قيام المستشرقين بالتدريس في الجامعات الموجودة في البلاد العربية والإسلامية:
ثم إن المستشرقين لا يبثون آراءهم من خلال التدريس عبر كراسي الاستشراق في جامعات الغرب فقط، بل يأتون كذلك للتدريس والمحاضرة في الجامعات الموجودة في البلاد الإسلامية والعربية، وخاصة الجامعات غير الحكومية؛ مثل: الجامعة الأمريكية في القاهرة وبيروت، وغيرهما من عواصم إسلامية وعربية أخرى، كما أنهم يستقدمون بين الحين والآخر؛ ليحاضروا في بعض الجامعات الوطنية في البلاد الإسلامية، وقد أتوا بشكل ملحوظ إلى جامعة القاهرة أيام ربيبهم وصنيعهم طه حسين الذي "فتح أبواب الجامعة وكلية الآداب بالذات للمستشرقين وعُتاة الدراسات التبشيرية والتغريبية؛ ليحطموا في نفوس أبناء أُمتنا كلَّ عقائدهم ومقدساتهم"[5].

جناية الجامعة الأمريكية في القاهرة في حق الإسلام:
----------------------------

ولقد اكتشف - في عام 1998 - أن الجامعة الأمريكية في القاهرة أسندت إلى أحد المستشرقين الفرنسيين يسمى "دودييه" تدريس مادة تاريخ المجتمع العربي، وهي مادة تدرس لجميع الطلبة، وذلك خلال العام الدراسي 97/ 1998م، وأن المستشرق المذكور قد أضاف إلى المقرر دراسة كتاب "محمد"؛ للمستشرق الفرنسي "ماكسيم رودنسون"، مترجمًا إلى الإنجليزية [6].

والكتاب يطفح بعبارات السوء والبهتان في حق رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم، وقد كشف عن هذه الجريمة الكاتب الصحفي "صلاح منتصر" في جريدة الأهرام، وطالب بوقف الكتاب، ولنترك له الكلام، وهو يتحدث عن تلك الجريمة، فيقول:
"... وندخل في الموضوع مباشرة، ففي الجامعة الأمريكية بالقاهرة، يصر أستاذ مادة تاريخ المجتمع العربي - وهي مادة تدرس لجميع الطلبة - على أن يضيف إلى المقرر كتابًا جديدًا هو كتاب محمد، وهو من أسوأ ما كتبه الكاتب الفرنسي "ماكسيم رودنسون"، وقد طلب من الطلاب استيعابه وتلخيصه، بعد أن وزع على الطلبة مترجمًا إلى الإنجليزية في 381 صفحة.

وعلى الرغم من أن الطلبة الذين أفزعهم ما قرؤوه في الكتاب حاولوا الاحتجاج، فإن إدارة الجامعة بكل أسف لم تتخذ أي إجراء.

والكتاب فيه أكثر من 50 فقرة تستفز أي مسلم، لكنني أكتفي بنماذج؛ منها:
--------------

♦ في صفحة 78 يقول المؤلف: "إن محمدًا تزوج من السيدة خديجة؛ كي يخرج من الفقر، ويضمن مستقبلاً مزدهرًا، وأنه كان يعاني كبتًا وعقدًا نفسية في طفولته بسبب اليتم والفقر، فتعلق بهذه الزوجة، على الرغم من أنها لم تشبع نزواته الجنسية".

♦ في صفحة 115: يحاول المؤلف تأكيد أن القرآن من اختراع محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه يأتي بالآيات وفقًا لهواه، ويقول: "نظرًا لأن محمدًا تزوج من السيدة خديجة التي كانت تكبره سنًّا، وأنها تزوجت قبله مرتين، فقد جاء القرآن يواسيه بقوله: ﴿ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾ [الضحى: 4]!

♦ وفي صفحة 151 يقول المؤلف: "إن قصص القرآن ما هي إلا ترديد لما تعلَّمه محمد، وسرَقه من الأديان السابقة، ومن الكتب اليهودية".

♦ وفي صفحة 162 يقول المؤلف: "إن في آخر الرسالة أصبحت لغة القرآن أقل عصبية وأكثر هدوء".

♦ وفي صفحة 251 يقول المؤلف: "إن السور القرآنية التي نزلت في المدينة تغير مضمونها، وأصبح القرآن شبه جريدة يومية تنشر فيها التعليمات الخاصة بالقوات، والأحكام الخاصة بالنظام الداخلي للدولة"، ويضيف المؤلف: "إن هذا النثر الذي صيغ به القرآن مملوء بالتكرار والأخطاء اللغوية".

♦ وفي صفحة 338 يقول المؤلف: "لقد بقي القرآن بعد محمد، وهو نتاج عقله الباطن الذي ابتدع نوعًا غريبًا في الشعر".
هذه بعض نماذج مما ورد في الكتاب، فهل يمكن أن يسمى هذا حرية تفكير تُعلمها الجامعة لطلبتها؟!
هذا كتاب يجب وقف تدريسه فورًا، فقضيته لا تقبل المساومة"[7].

ومن البذاءات التي تضمنها الكتاب أيضًا:
------------------

♦ يقول المؤلف في صفحة 51: "كان من سوء الحظ أن شعر أي محمد تجاه خديجة بالعاطفة الطبيعية، التي أرواها بعد ما تقدمت به السن مع النساء الشابات والمحبوبات في حريمه".

ونلاحظ هنا استخدام الكتاب للفظ Procure، ومن معانيه: يعمل قوادًا، وي*** النساء للزنا، مع إمكانية استخدام ألفاظ أخرى، وكذلك استخدام لفظ الحريم، لكنها السفالة تأبى إلا أن تختار ألفاظها.

♦ وكأن المؤلف عز عليه أن يترك ذنبًا أو نقيصة، دون أن يلصقها بالنبي صلى الله عليه وسلم.
فقال في صفحة 55: "كان محمد مرتبطًا بأم أولاده بروابط أقوى من أي وثيقة، رغم ما عرفناه من ميوله الغرامية بعد ذلك، ويصعب أن تتخيل أوقاتًا كثيرة مر بها دون أن يكون مستحقًّا للعبارة الإنجيلية التي كان سماعها سيفزعه لو سمعها، وهي أنه "ارتكب الزنا في قلبه".

... كان عليه أن يتجنب الإغراءات عدة مرات ربما ببساطة خادعة، ولكن بصرف النظر عن بساطة أو صعوبة الأمر، فإننا نعرف كم كلفه التغلب على نداء الغريزة الذي ربما يكون قد نجح في التخلص منه".

هل تحتاج هذه الفقرة إلى تعليق؟ هل هناك سفالة أكبر من "ارتكب الزنا في قلبه"؟ بل والتشكيك في نجاحه في التغلب على "نداء الغريزة"[8].

وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا ردت فيه على بعض أكاذيب "ماكسيم رودنسون" في الكتاب المشار إليه، ثم قالت في ختام البيان: "وبدلاً من أن يندس هذا الأستاذ تقصد: دودييه بين جدران الجامعة الأمريكية، وينفث سمومه بين طلاب ما زالوا في بداية حياتهم الدراسية، وهم غير مؤهلين علميًّا لمناقشته والرد عليه، يجب عليه أن تكون لديه الشجاعة الأدبية، ويبرز ليناقش أهل العلم والرأي القادرين على إفحامه، وقطع لسان السوء عنده، ومن هم على شاكلته" [9].

ولقد أمر وزير التعليم العالي [10] على الفور بوقف تدريس الكتاب في الجامعة الأمريكية، ولكن هذا وحده لم يكن كافيًا، بل كان من الواجب طرد هذا الفرنسي الأثيم "دودييه" وترحيله من بلد الأزهر فورًا، بل ومحاكمته ومعاقبته على إساءته وتطاوله على مقام النبي صلى الله عليه وسلم، وتحقيره للأمة وعقيدتها؛ ليكون عبرة لأمثاله، كما حاكمت بلده فرنسا التي زعم أنها موطن حرية الفكر والتنوير - المفكر المسلم "رجاء جارودي"، لمجرد أنه فضح أكاذيب اليهود، وأبطل ادعاءاتهم فيما يتعلق بالمحرقة التي يزعمون أن هتلر صنعها لهم، وفيما يتعلق بأنهم أصحاب حق في فلسطين - كما يزعمون - ومع أن "جارودي" كان يتكلم بالحجة والبرهان، فضلاً عن أنه لم يكن الوحيد فيما ذهب إليه من رأي، بل هناك مفكرون غربيون يرون رأيه، فإن فرنسا الحاقدة حاكمته وعاقبته، فكانت محاكمة هذا المتطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم في بلدنا ومعاقبته أولى.

ثانيا: المؤتمرات العلمية:
-------------
اتخذ المستشرقون من المؤتمرات وسيلة لطرح أفكارهم ونشر آرائهم، وتقوية أواصر التعاون، وزيادة فرص التنسيق فيما بينهم، وقد عقدوا عشرات المؤتمرات التي اشترك فيها جموع غفيرة من المستشرقين من بلدان وجامعات شتى، ناقشت مئات القضايا والبحوث المتعلقة بالشرق في كافة جوانبه، وخاصة ما يتصل بالدراسات الإسلامية، وهذه المؤتمرات منها ما هو دولي، ومنها ما هو إقليمي.

يقول العقيقي: "ومنذ أواخر القرن التاسع عشر، طفق المستشرقون يعقدون المؤتمرات الدولية مرة كل ثلاث سنوات أو سنتين أو بعد أربع، وتشرف على تنظيم كل مؤتمر لجنة من علماء الدولة التي يعقد فيها، لبحث جدول أعماله، ولها زيادتها أو إنقاصها، وتحديد موعد انعقاده ومدته.

ويضم المؤتمر مئات العلماء من أعلام المستشرقين وأقطاب الوطنيين في الغرب والشرق، فقد اشترك في مؤتمر أكسفورد [11] 900 عالم عن 25 دولة، و85 جامعة، و69 جمعية علمية.

وينقسمون إلى أربع عشرة جماعة، تنفرد كل منها بقسم من جدول الأعمال، وهي:
الدراسات المصرية القديمة، والدراسات الآسيوية البابلية، وآثار الشرق الأدنى، والعهد القديم، وآثار الكتاب المقدس، والشرق المسيحي، وبيزنطة، والدراسات السامية، والدراسات الإسلامية اللغة والأدب، والدراسات الإسلامية التاريخ الفني، والدراسات التركية، والدراسات الخاصة بإيران والقوقاز وما جاورهما، والدراسات الهندية، ودراسات آسيا الوسطى، ودراسات آسيا الشرقية، ودراسات آسيا الشرقية الجنوبية، والدراسات الإفريقية.

وجدول المؤتمر وما يضاف إليه من خطب وأبحاث وآراء ومقترحات تنشر في مجلدات بعنوان: أعمال المؤتمر، يُهتدى بها كنظم ومناهج ووسائل للمضي في هذه الحركة العالمية، كما تصبح أصولاً وأمهات وأسانيدَ للباحثين" [12].

وقد عقد المستشرقون منذ عام 1873م إلى عام 1976م ثلاثين مؤتمرًا دوليًّا، بالإضافة إلى بعض المؤتمرات الإقليمية؛ مثل: مؤتمر المستشرقين السوفييت ليننجراد 1935 - 1937، وحلقة المستشرقين في بروكسل؛ حيث نشرت أبحاثها في كتاب بعنوان: تطور العقيدة الإسلامية باريس 1962 [13].

وقد أحصى العقيقي مؤتمرات المستشرقين الثلاثين الدولية من سنة 1873 إلى سنة 1976م، فذكر مكان كل واحد منها، وتاريخ انعقاده، وحجم أعماله، وكأن تكون مجلدين أو ثلاثة أو خمسة، وهكذا...، كما أورد نماذج مما تناولته بالدراسة على جداول أعمالها، مثل إيراده لجدول أعمال المؤتمر الخامس عشر الذي كان مخصصًا للشؤون التاريخية، والذي انعقد في كوبنهاجن سنة 1908م، وجدول أعمال المؤتمر الرابع والعشرين الذي اختص باللغات الشرقية قديمها وحديثها، والذي انعقد سنة 1957م في ميونيخ [14].

-------------------------------
[1] الاستشراق وجه للاستعمار الفكري، ص 69.
[2]إن هذا الكلام لجهل أو تجاهل من هذا المستشرق الحقود؛ حيث إنه لا يتصور أن فقهاء الإسلام - وهم قمم في الفقه وبحور في العلم - لم ينصوا في كتبهم ومصنفاتهم على حقوق المرأة في الشريعة الإسلامية، وكتبهم تشهد بخلاف ما زعم.
[3] السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، ص 12 - 13، والاستشراق والمستشرقون، ص 51 - 52.
[4] السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي، ص 17 - 18، والاستشراق والمستشرقون، ص 58 - 59.
[5] الوجه الآخر لطه حسين؛ أنور الجندي، ص 9، دار الاعتصام - القاهرة.
[6] الفرنسي السافل في الجامعة الأمريكية؛ محمد القدوسي، مقال بجريدة الشعب المصرية، ص 2 (بتصرف)، عدد 126، الثلاثاء 23 من محرم 1419هـ 19 مايو 1998م، والكتاب المذكور ترجمته إلى الإنجليزية "آن كارتر" في عام 1971، وطبعته في نيويورك: دار "راندوم"؛ السابق.
[7] كتاب يجب وقفه؛ صلاح منتصر، جريدة الأهرام، ص 11 العدد، 40700، الأربعاء 17 محرم 1419هـ 13 مايو 1998م.
[8] الفرنسي السافل في الجامعة الأمريكية؛ محمد القدوسي (مرجع سابق).
[9] صحيفة الأهرام، ص 10، عدد 40703، السبت 20 محرم 1419 هـ 16 مايو 1998م.
[10] هو الدكتور "مفيد شهاب".
[11] عقد في سنة 1928.
[12] المستشرقون 3/ 367 - 370 باختصار.
[13] السابق 3/ 365 وما بعدها باختصار وتصرف.
هذا؛ ولا يستطيع الباحث أن يخفي تعجبه - بل اشمئزازه - من إصرار المستشرقين على ما يطلقون عليه: "تطور العقيدة الإسلامية"؛ حيث إن هذا الأمر لا وجود له إلا في خيالهم، فالعقيدة الإسلامية - سواء أكانوا يعملون أن يعملون - واحدة منذ أن أعلنها الرسول صلى الله عليه وسلم إبان بعثته، كما أنها واضحة دعا إليها دون مواربة أو غموض، ولم يطرأ عليها تغيير أو إضافات، ولم يصبها تطور - كما يزعم هؤلاء المستشرقون - فأركان الإيمان وأصوله ثابتة لدى جميع المسلمين، وهي: الإيمان بالله تعالى، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر، كما أن هذه الأركان محددة منذ زمن الوحي، ومقررة في القرآن الكريم، وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم تقرر أو تخترع في مؤتمرات دينية أو مجامع لاهوتية - كما هو الحال عند النصارى - بل إنها واحدة منا منذ آدم ومن جاء بعده من الرسل والنبيين عليهم جميعا الصلاة والسلام.
فالقضية منتهية ومحسومة بكل وضوح، ومع هذا يجعلون منها مادة تلوكها ألسنتهم بالنقاش، وتتناولها أقلامهم بالبحث في كتاباتهم ومؤتمراتهم!
[14] يراجع: المستشرقون 3/ 365 - 368.









ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الاستشراق, العرب, جامعات, ومعاهده


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع الاستشراق ومعاهده في جامعات الغرب
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تحذير المبتعثين من «جامعات المعبد الإلحادي» عبدالناصر محمود الملتقى العام 0 04-22-2017 07:37 AM
8 جامعات تركية عريقة تبدأ التدريس بالعربية Eng.Jordan أخبار منوعة 0 01-11-2017 12:09 PM
أقدم 10 جامعات في التاريخ مازالت تُدرّس حتى اللحظة Eng.Jordan رواق الثقافة 0 10-29-2016 11:43 AM
حراك جامعات مصر عبدالناصر محمود شذرات مصرية 0 10-15-2014 07:03 AM
الدورات العلمية جامعات مفتوحة وعلم مشاع عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 06-29-2013 10:06 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 12:48 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59