هل تمت قوننة بيع الأردن ؟!! / اشرف شهاب عضيبات

الأردن , اشرف , تمت , بيع , شهاب , عضيبات , قوننة

2/3/2014

أنا صاحب قناعة مطلقة بأن الأردن بلاد العجائب ، وكم أتمنى أن أدخل مع أحدهم في نقاش غير " بيزنطي " يفضي إلى إقناعي بما من شأنه أن يغير قناعاتي ، أما وأنني صاحب هذه القناعة فإليكم حجتي .
نكاد نكون دولة من دول قليلة يستلم فيها الأقرباء من الدرجة الأولى مواقع حساسة في الدولة ، بما يتعارض مع مبدأ المساءلة ، ففي الوقت الذي يستلم فيه أحد الشقيقين منصب مدير عام دائرة المخابرات العامة ، كان شقيقه رئيسا للوزراء ، وفي حالة أخرى كان أحدهم رئيسا لمجلس الأعيان ، وكانت ابنته مديرة لمؤسسة الضمان الإجتماعي وولده مستشارا في الديوان الملكي ، أمر غريب عندما يكون أحدهم وولده وحفيده رؤساء وزراء لثلاث حكومات أردنية ولأكثر من مرة ، غريب أيظا أن يكون أحدهم رئيسا للوزراء وولده سفيرا وولده الآخر في الديوان الملكي ، هناك مشكلة عندما نعرف أن عدد موظفي الديوان الملكي يتجاوز الأربعة آلاف وخمسمائة شخص لا نعرف ماذا يفعلون ولا كيف تم اختيارهم ، ومشكلة عندما يكون للأردن ما لها من السفارات والسفراء ، لا يخضع من يتم اختيارهم لشغل المناصب فيها إلى أية معايير تحقق العدالة بين المواطنين ، مشكله عندما يكون هناك شخصا مطلوبا على خلفية قضايا فساد تم اثباتها عليه ، ثم نستمع من هذا المصدر أو ذاك ، بأن هذا الرجل يجوب شوارع عمان أمام أعين الأجهزة الأمنية ، بينما لا نستغرب أن يتم إعادة شخص من المطار بسبب وجود قيد أمني عليه ، يكتشف لاحقا بأنه فاتورة هاتف قديمة بقيمة ستة دنانير ، جميع هذه المفارقات وغيرها الكثير هي أمور طالما خلقت لدى الأردنيين شعورا بالظلم الذي يزداد يوما بعد يوم ، ظلما ساهم مساهمة فاعلة في تغيير الكثير من المعايير والقيم والمسلمات الوطنية الراكزة ، ومع استمراره فإن شيئا سيحدث لا يتلائم مع التوقعات ولا حتى عند أمهر الساسة قراءة للواقع الأردني .
في العالم تصَعِّد الشعوب ، وتحاول الحكومات تهدئة الوضع ، في الاردن ، عندما يهدأ الشعب تقوم الحكومة بالتصعيد ،
أعمال شغب في الزرقاء وعلى الطريق الصحراوي ردا على المكرمة الملكية التي خصت أهالي معان بدونم أرض لكل من يحمل الرقم الوطني !!، وتجاوزا للدخول في دائرة النقاش " البيزنطي " مجددا أقول : أنا لا أكن لكل شخص مسلم أو مسالم على أرض الأردن إلا كل الإحترام والتقدير ، لا فرق بين شمالي وجنوبي ، ولا شرقي ولا غربي ، إلا بقدر حب هؤلاء للأردن وعملهم لما فيه مصلحته ، ولكن عند بعض الأمور لا بد لنا من وقفة ، لحظات تأمل ، جلسات نقاش تهدف إلى الخروج بنتيجة قد تكون بمثابة درهم وقاية يجنبنا قنطارا من العلاج ، شكرا للملك على مكرمته لأهلي في معان ، ولكن هناك الكثير من الأسئلة ، نحن بحاجة ماسة للإجابة عنها أولها يطلب تعريفا دقيقا للمواطن المعاني المستفيد من المكرمة ، ثم لماذا يتم خص أهالي معان بهذه المكرمة ، ولا يتم تعميمها على كافة أبناء الأردن ، وبدلا من أن تكون بمثابة دونم لكل مواطن ، تكون دونم لكل دفتر عائلة مثلا ، حتى نتجنب ما بات البعض يتداوله عن شعوره بالظلم والتمييز الواقع عليه من هذه المكرمة ، وأن هناك مواطن درجة أولى وآخر درجة عاشرة ، ثم لماذا تقوم الدولة ممثلة بالملك بأي إجراء من شأنه أن يحرك ساكنا ، أو أن يعصف بهادئ ، أليس الأولى بأن ينتبه أصحاب القرار إلى كل خطوة يخطونها في هذا الوقت بالتحديد ، حتى لا ندخل في متاهات لا حاجة لنا بها ، لماذا تم إرضاء آلاف على حساب إدخال الغضب إلى قلوب الملايين ، هذه اسئلة نسألها في حال فرضنا حسن النية ، وسلامة الموقف ، ولكن السؤال الآخر الذي نريد أن نجيب أنفسنا عنه ، وهنا أتمنى على الأهل في معان الإنتباه إليه ، هل هناك ما يمنع كل من حصل على هذه الأرض أن يقوم ببيعها ، أم أنه حر التصرف فيها ، وإذا كانت الدولة أعطت الحرية المطلقة بالتصرف في هذه الأرض للمالك الجديد ، فهل سيحافظ عليها ويستغلها لاستخدامه الشخصي ، وبماذا سيستغلها أصلا ؟ ، أم أننا سنسمع عن جهة تقوم بشراء هذه الأراضي من أصحابها بمبالغ مغرية ، وإذا حصل وتم بيع هذه الأراضي ، من تراه سيكون المشتري !! ، وهل في حالة تركها للزمان سيقوم بدفع رسوم سنوية عليها للدولة ؟ ، هل ترانا سنتفاجئ بظاهرة المحاصصة السياسية تنتقل إلى محاصصة في أراضي الأردن ، فيطلب نواب جرش مثلا مكرمة مشابهة ، ويحصل هذا مع نواب الكرك والطفيلة واربد وغيرها ؟!! ماذا لو تم تعميم المكرمة على كل الأردنيين ؟!! ، أراضي الأردن لمن ستباع هذه المرة ؟! ، أنا لا أتهم أحدا ، أنا أتساءل فقط ، هذه أسئلة وتوصية مبطنة فيها لمن يدرك الأمر ويتقن قراءة الرسالة ، والله دائما من وراء القصد .
________________________
اشرف شهاب عضيبات
Facebook.com/a.shihab82
03-02-2014

المصدر: ملتقى شذرات

أراضي الأردن لمن ستباع هذه المرة ؟!

أراضي الأردن لمن ستباع هذه المرة ؟!

أراضي الأردن لمن ستباع هذه المرة ؟!

يبدو أنه في سماسرة جدد نازلين بقوة في الأردن ...حقائبهم معبئة بالأحلام والدولارات