حديثنا ذو شجون

حديثنا , سجون

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
السادة الأعزاء

حديثنا ذو شجون

بادئ ذي بدء نذكره تعالى ونحمده ونستعين به ثم نصلي على أشرف المخلوقات وسيد البشر ونبي هذه الأمة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

للحروف قيمة , وللكلمات أهمية, لغتنا الضاد ملاذنا وفيها نجاتنا, ترفعنا بين الأمم بهمة العلماء وثقافة العارفين بإذن الله.

كثرت المواضيع القيّمة والردود المميزة والتي صاغها كتّاب مثقفون, وهذا إن دل على شيء فهو أننا نرتقي للعلياء .

ولكن هل نستفيد من تلك القيم الإنسانية التي أراد لنا بها كاتبوها النجاة من مستنقع الجهل, والخروج من داء الكِبر, لنسموا؟

تساؤل يطرح نفسه بإلحاح مستمر, ويضعنا أمام مفترق طرق .
فنحن أمة اقرأ وهذا شرف كبير لنا , يرفع قدرنا ويقوي عزيمتنا , وبالمقابل وَجَبَ علينا أن ننتقي الأمثل ونعي ما نقرأ بأذنِ صاغية واعية ونطبق المقروء ضمن الضوابط التي حثها علينا شرع الله وكلامه .
فلا نكون كمن قال عنهم رب السماوات والأرض :

( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا )

العقل نعمة من نعم الله علينا فلم نغفل دور العقل وننحي أنفسنا باتجاه طريق معوج ! وهذا لعمري كما قال الشاعر:

ما أكثـر العلـم ومــا أوسعــه *** من ذا الـذي يقــدر أن يجمعه
إن كنـتَ لا بـد لـه طـالــبًا *** محاولا، فالتمــسْ أنفعــه

حديثنا ولو طال لذو شجون وأردت بهذا الموضوع أن أهمس في كل أذن تعي وقلب وعي , أن نرتقي ونكسب لحظات العمر في فائدة مرجوة , بالقراءة الهادفة .
تفيدنا في دنيانا وآخرتنا , ونبتعد كل البعد عن الكتابة التي نغذي بها رغبتنا في الغرور والزهو والمراءاة والمحاباة .
وأن نكتب بما نشعر به , وأن لا نكون سلبيون نقاداً بغير حجة أو برهان , وعلينا تجنب المشاحنات , وأن لا نبحث عن الهفوات.
فلا يغرنك الزبد على سطح اليم عن اللؤلؤ المكنون .

هذه دعوتي وأقول : هل سيصل كلامي لتلك الأذن الصاغية !


دمتم برعاية الله وحفظه
منقول بتصرف

المصدر: ملتقى شذرات