#1  
قديم 08-28-2016, 10:11 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي التكوين الحضاري لتمويل الوقف للمؤسسات التعليمية والثقافية في المجتمعات الإسلامية


التكوين الحضاري لتمويل الوقف
للمؤسسات التعليمية والثقافية
في المجتمعات الإسلامية.
عبد الكريم العيوني
·تمهيد:
يعتبر الوقف في الإسلام من أعظم القربات إلى الله تعالى، لأن الواقف يتنازل طواعية عن أحب شيء إليه وهو المال ابتغاء للبر والثواب، قال تعالى {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}([1])، وقربة الوقف في الإسلام تدخل في باب الصدقات التي شرعها الإسلام، بل ندب إليها وحث عليها انطلاقا من الثواب العظيم الذي ربطه بها، من ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم {إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له}([2]).
والصدقة الجارية هي الوقف، وهي لاتكون جارية إلا بدوام المحافظة عليها، لذلك يختص التمويل بالوقف بالديمومة والاستمرار، مما يعني استمرار المؤسسات التعليمية والثقافية في أداء رسالتها دون انقطاع لأنها تعتمد في تمويلها على الموارد الثابتة والدائمة([3])، فضلا عن ذلك فإن عنصر التمويل يمثل "الطاقة المحركة لفاعلية التعليم وكفايته"([4]).





ويعد التمويل بالوقف "خاصية ملازمة للمجتمع الإسلامي عبر تاريخه الطويل، وكان بمثابة الطاقة التي دفعت به نحو النماء والتطور من خلال توفير المعينات المؤدية إلى تكوين مجتمع حضاري، تؤكد على ذلك الشواهد النصية المتناثرة في كتب التاريخ والسجلات والوثائق الخاصة بالأوقاف والمخلفات الآثارية التي توضحها نماذج الأبنية التي شيدت لتكون محورا لأعمال الوقف من مثل المساجد والمدارس ومكاتب الأيتام والأسبلة والآبار والعيون"([5]).
ولذلك تعتبر مؤسسة الأوقاف، المؤسسة الأم التي نشأت في كنفها الحضارة العربية الإسلامية، لما وفرته من تمويل مستمر وشامل لكل مجالاتها([6])، فهي -مؤسسة الأوقاف- كانت أهم "مورد للتعليم الإسلامي على الإطلاق وأكثر دخلا وإدرارا، وإليها يرجع الفضل في بقائه واستمراره قرونا طويلة، وفي انتظام الحياة العلمية والدراسية في جامعات الإسلام وكلياته"([7]) فالوقف ساهم في تمويل مؤسسات التعليم والثقافة سواء داخل المساجد أو في المدارس المنفصلة بدءا من مرحلة الطفولة وحتى المراحل الدراسية العليا المتخصصة([8])، وبكل ما تحتاج إليه تلك المؤسسات من تجهيز وسكن ومئونة الطلاب وأجرة المدرسين([9])...كما كان الوقف العمود الفقري للمؤسسات التعليمية والثقافية الأخرى كالرباطات والزوايا والمكتبات([10]).
فما هي إذن تطبيقات الوقف التمويلية في المؤسسات التعليمية والثقافية في المجتمعات الإسلامية؟
أولا: الوقف على المؤسسات التعليمية في المجتمعا الإسلامية
يشهد التطور التاريخي والحضاري للوقف على أنه أسهم بشكل كبير في تشييد المؤسسات التعليمية بمختلف مراحلها، كما أسهم في تحديد أهم مدخلات العملية التعليمية فيها.
1.إسهام الوقف في تشييد المؤسسات التعليمية
لقد تولت الأوقاف تشييد وبناء المؤسسات التعليمية في المجتمع الإسلامي، بدءا من المؤسسة الأم في التعليم وهي المسجد وما ألحق بها من كتاتيب قرآنية، ثم المدارس والمعاهد، والزوايا والرباطات وهذا ما سيتم بيانه في النقاط التالية:
‌أ.الوقف على المساجد والكتاتيب القرآنية
·المساجد
لقد قامت المساجد على مر التاريخ الإسلامي بجانب وظيفتها الدينية بدور كبير في نشر التعليم والثقافة في المجتمعات الإسلامية، فلقد كان المسلمون وما يزالون يحرصون أبلغ الحرص على بناء المساجد ووقف الأموال عليها، ذلك أن المسجد هو النواة الأولى للمدرسة في الحضارة العربية الإسلاية([11])، فلم يكن مكان عبادة فحسب بل كان مدرسة يتعلم فيها المسلمون القراءة والكتابة والقرآن وعلومه ومختلف فروع العلم الأخرى([12])، بل المسجد هو الجامعة العلمية التي خرجت كل المفكرين والعباقرة، في شتى المجالات، والذين قادوا مسيرة التطور الحضاري في العالم كله([13]).
وما كان للمسجد أن يؤدي رسالته الحضارية التعليمية والثقافية، إلا بفضل ما وقف عليه من أموال، مما مكن العلماء من النهوض برسالتهم في استقلالية عن هيمنة الدولة والسلطان، لأن الأوقاف منحتهم استقلالا ماديا ومعنويا عن السلطة العامة([14])، الأمر الذي جعلهم سلاطين الأمة، تتوج من بينهم شيوخ الإسلام، وسلاطين العلماء، وسلاطين العارفين، ليقودوا مسيرة حضارتها، وليذوذوا عن حياض عقيدتها، وليكونوا بحق ورثة الأنبياء في الدعوة إلى الله والتمكين لدينه في دنيا الناس ومن ثم كانت تعلوا مكانة العلماء وترجح كفتهم عن مكانة وكفة سلاطين الدولة وأمرائها([15]).
ولقد ارتبط تاريخ التعليم عند المسلمين ارتباطا وثيقا بالمسجد([16])، فقد كان اللبنة الأولى للتعليم والتدريس، ولم تكن المساجد إلا منشآت وقفية فنجد أن أول وقف في الإسلام هو المسجد([17])الذي بناه رسول الله صلى الله عليه وسلم عند دخوله المدينة، وهو مسجد قباء وهو المسجد الذي بدأ فيه المسلمون تعلم القرآن، وتعلم القراءة والكتابة([18]).
وقد اقتدى الصحابة والمسلمون برسول الله صلى الله عليه وسلم،فكانوا كلما وطئت أقدامهم أرضا إلا بنوا فيه مسجدا للعبادة والتعليم، ثم يحبسون عليها الأموال التي تمول حركتها العلمية وتدعم استقلالها، وبهذا أصبحت مؤسسة الوقف أهم مورد مالي رصد لحياة المسجد([19])، ومن أشهر المساجد في هذا المجال والتي قامت بحركة علمية منقطعة النظير([20])، المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، ومسجد الكوفة ومسجد البصرة، ومسجد دمشق المعروف بالمسجد الأموي (19هـ) وجامع عمر بن العاص بالقاهرة (21هـ) وجامع القيروان (51هـ) والزيتونة في تونس، وجامع القرويين في فاس، وجامع قرطبة في الأندلس والجامع الأزهر.
وللمزيد من إلقاء الضوء على الدور التعليمي والثقافي للمسجد، يحسن الإشارة ولو بإيجاز لنموذجين منها وهما: جامع القرويين بفاس وجامع الأزهر بالقاهرة.
أنشئ جامع القرويين بفاس من طرف إمرأة مسلمة تسمى فاطمة الفهرية وتكنى بأم البنين سنة (245هـ/ 859م)، ومن يوم الشروع في البناء ظلت فاطمة الفهرية صائمة إلى أن تم بناء المسجد وصلت فيه شكرا لله تعالى([21])الذي وفقها لهذا العمل الجليل.
وأصبح جامع القرويين منذ بنائه مركزا دراسيا يشرف على التعليم فيه قاضي العاصمة كما يشرف المفتي على القضايا الإحسانية والشرعية، ومنذ ذلك الحين وإلى الآن والأوقاف هي التي تمول الحياة التعليمية والثقافية في جامع القرويين، الذي تخرج منه العلماء والفقهاء في مختلف التخصصات ومن مختلف الأمصار، ذلك أن جامع القرويين تحول إلى جامعة([22])يحج إليها الطلاب من المشرق وإفريقيا بل حتى من أوروبا نفسها في العصور الوسطى.
ولم يكن للقرويين أن تقوم بهذا الدور التعليمي والحضاري إلا بفضل تمويل الوقف لها، ذلك أن مداخيل جامع القرويين نافست مداخيل ميزانية الدولة نفسها في العصور الماضية، بما توفرت عليه من جليل العقار وفسيح الغابات، وحتى اضطرت الدولة أحيانا إلى الالتجاء إلى مستودع أوقافها وخاصة في ظروف الحرب([23]).
أما جامع الأزهر فقد أنشئ في مصر ليكون مسجدا رسميا للدولة الفاطمية تدرس فيه العلوم الشرعية للتفقه في أمور الدين والدنيا، وقد افتتح للصلاة والدراسة في 7 رمضان سنة 361هـ/ (972م)، وقد كان أول وقف له، صدر عن الحاكم بأمر الله بن العزيز بالله في رمضان سنة 400هـ ووقف فيه بعض أملاكه من دور وحوانيت ومخازن لينفق من ريعها على الجامع الأزهر([24])، ثم توالت عليه الأوقاف بصفة عامة، أو في حصة للأروقة المختلفة به، أو لتدريس المذاهب الأربعة، أو لتدريس مادة معينة، ولا سيما علوم القرآن والحديث([25])، وهكذا ضمنت الأوقاف استمرار الحياة التعليمية والثقافية للأزهرعلى مر التاريخ مؤديا رسالته على أحسن حال([26]).
ويتبين مما سبق، أن مؤسسة المسجد تعتبر من أهم أماكن التعليم في تاريخ التربية والتعليم عند المسلمين، بل هي الجامعة العلمية التي خرجت كل المفكرين والعباقرة في المجتمع الإسلامي، وهي أهم منبر للإشعاع الثقافي، ذلكأن المسجد لم يكن "موطن عبادة وذكر فحسب، بل كان المؤسسة الأم للتعلم والتعليم ومنبر للتوجيه والإرشاد الديني والإصلاح الاجتماعي، وإحياء القيم الإسلامية ومعالجة قضايا المجتمع المصيرية"([27]).
·الكتاتيب القرآنية
الكتاتيب مفرد كتاب، وهي أماكن لتعليم الصبيان الكتابة والقراءة واللغة العربية والعلوم الرياضية وحفظ القرآن الكريم([28])، وكانت في الغالب تلحق بالمساجد وتؤسس إلى جانبها، وهي تشبه المدارس الابتدائية في العصر الحالي، وقد بلغت الكتاتيب التي تم تمويلها بأموال الوقف عددا كبيرا، فقد عد ابن حوقل منها ثلاثمائة كتاب في مدينة واحدة من مدن صقلية([29])، وذكر أن الكتاب الواحد كان يتسع للمئات أو الآلاف من الطلاب([30]).
وقد لقيت الكتاتيب القرآنية في المغرب تشجيعا ودعما من المولى إسماعيل (ت.1727م)، فقد أنشأ كثيرا من الكتاتيب بمكناس، وكان يتوخى من إنشائها أن تكون بقرب الجوامع أو المساجد، حتى يكون هناك ربط بين الكتاب والمسجد بالنسبة للأطفال الذين يتعلمون فيها، فهم ينتقلون من الدراسة في الكتاب إلى الدراسة في المسجد، منذ نعومة أظفارهم حتى ينشأ أبناء شعبه على حب القرآن والسنة وعلى توجيههم الوجهة الدينية الصحيحة، ولم يكن المولى إسماعيل يكتفي ببناء الكتاتيب القرآنية فحسب وإنما تجاوز ذلك إلى الوقف عليها حتى يستغني مدرسوها عن الغير، ولم تكن الكتاتيب القرآنية في عهده بمكناس وحدها، وإنما كانت بفاس وغيرها من بقية المدن المتحضرة كما كانت توجد في القرى وفي السهول وفي الجبال المسكونة([31]).
‌ب.المدارس والمعاهد
نشأت المدارس بجانب المساجد وكانت الدراسة فيها تشبه الدراسة الثانوية والعالية في العصر الحاضر([32])، ولقد كان للوقف الأثر البالغ في تشييد المدارس والمعاهد، في العالم الإسلامي من أدناه إلى أقصاه([33])، وكانت تعتمد في تمويلها على موارد الأوقاف لذلك كان التعليم فيها مجانيا ومفتوحا للجميع.
ويشهد التاريخ أن المسلمين تفانوا في إنشاء مدارس علمية في سائر البلدان، ومن أولى هذه المدارس والتي كانت تعرف بالمدارس الأهلية، المدرسة المنسوبة إلى أبي حاتم بن حبان البستي المتوفى (354هـ / 1061م)، حيث سبل كتبه وأوقفها وجمعها في دار رسمها([34])، فقد ذكر صاحب معجم البلدان بأن دار أبي حاتم بن حبان هي التي "اليوم مدرسة لأصحابه ومسكن للغرباء الذين يقيمون بها من أهل الحديث والمتفقهة ولهم جرايات يستنفقونها داره وفيها خزانة كتبه في يدي وصي سلمها إليه ليبذلها لمن يريد نسخ شيء منها في الصفة من غير أن يخرجه منها شكر الله له عنايته في تصنيفها وأحسن مثوبته على جميل نيته في أمرها بفضله ورأفته"([35]).
كما روى الرحالة ابن جبير (ت 614هـ) أنه لما زار بغداد سنة 580هـ، شاهد فيها نحو ثلاثين مدرسة، كل واحدة منها في قصر وبناية كبيرة، أشهرها وأكبرها المدرسة النظامية، ولهذه المدارس أوقاف عظيمة وعقارات محبسة للإنفاق عليها وعلى العلماء والفقهاء والدارسين فيها([36]).
كما تعتبر المدرسة المستنصرية من أشهر المدارس التي كانت تمول بالأوقاف حيث يذكر صاحب البداية والنهاية على أنه "في سنة إحدى وثلاثين وستمائة هجرية، كمل بناء المدرسة المستنصرية ببغداد ولم يبن مدرسة قبلها مثلها ووقفت على المذاهب الأربعة من كل طائفة اثنان وستون فقيها وأربعة معيدين ومدرس لكل مذهب وشيخ حديث وقارئان وعشرة مستمعين وشيخ طب وعشرة من المسلمين يشتغلون بعلم الطب ومكتب للأيتام وقدر للجميع من الخبز واللحم والحلوى والنفقة ما فيه كفاية وافرة كل واحد"([37]).
ولم تكن المرأة المسلمة بمنأى عن الحركة الوقفية في تاريخ الأمة الحضاري، فقد سبقت الإشارة للدور الجليل الذي قامت به فاطمة الفهرية في بنائها لأكبر معلمة دينية وتعليمية وثقافية في المغرب وهي جامع القرويين، هذا في المغرب، أما في المشرق، فمن نماذج السيدات "العاملات للخير السيدة نفيسة زوجة الإمام المستضيء، إذ حفلت بالعلم والعلماء وبالثقافة، فلم تكن بأقل من غيرها من النساء في هذا الجانب، حين قامت سنة 570هـ / 1174م بتشييد مدرسة أطلق عليها المدرسة الشاطئية بباب الازج وفوضت التدريس فيها إلى أبي الفرج بن الجوزي ووقفت عليها الوقوف الكثيرة"([38]).
وفي القاهرة، يتحدث ابن خلدون عن ازدهار الحركة العلمية فيها وذلك بفضل استكثار بناء المدارس والوقف عليها حيث يقول: "فكثرت الأوقاف لذلك وعظمت الغلاة والفوائد وكثر طالب العلم ومعلمه بكثرة جرايتهم منها وارتحل إليها الناس في طلب العلم من العراق والمغرب"([39])، حيث أن "المدارس بمصر لا يحيط أحد بحصرها لكثرتها"([40]).
وفي المغرب، فإن إنشاء المدارس الوقفية كان مع تأسيس الدولة المرينية عام 670هـ، فقد أسس السلطان يعقوب بن عبد الحق المريني سنة 670هـ/1271م مدرسة الحلفاويين، وتسمى أيضا اليعقوبية، ومما تجدر ملاحظته أن الإمام محمد بن سليمان الجزولي، صاحب (دلائل الخيرات) كان يسكن في خلوة من هذه المدرسة تقع بجانب قاعة الصلاة في يسار الواقف ويقال: "بأنه ألف كتابه دلائل الخيرات وقت إقامته بها([41]).
كما بنى السلطان يعقوب العديد من "المدارس لطلبة العلم ووقف عليها الأوقاف وأجرى عليهم بها المرتبات كل ذلك ابتغاء ثواب الله تعالى نفعه الله بقصده"([42]).
وقد اقتفى أثره بنوه من بعده "فاستكثروا من بناء المدارس العلمية والزوايا والربط ووقفوا عليها الأوقاف المغلة وأجروا على الطلبة بها الجرايات الكافية فأمسكوا بسبب ذلك من رمق العلم وأحيوا مراسمه"([43])، فقد بنى "أبو الحسن علي بن سعيد المريني مدرسة الصهريج سنة 721هـ، كما بنى مدرسة السبعيين التي كان الطلبة يدرسون فيها القراءات السبع، ومدرسة العطارين التي بناها أبو سعيد المريني سنة 723هـ، والمدرسة المصباحية التي بناها أبو الحسن المريني سنة 745هـ، والمدرسة البوعنانية التي بناها أبو عنان المريني سنة 756هـ"([44]).
وقد أسس المولى الرشيد (ت. 1672م) أحد ملوك الدولة مدرسة الشراطين بفاس "جعل فيها طبقات ثلاثة، بعضها فوق بعض، تشمل تلك الطبقات على اثنين وثلاثين ومأتي بيت، وقبة للصلاة" ([45]).
كما كانت القبائل المغربية "تتنافس فيما بينها في تشييد المدارس العلمية، وعمارتها والاعتناء بها، بل تتباهى فيما بينها في إقامة المؤسسات التعليمية، ففي منطقة سوس جنوب المغرب مثلا، قلما تجد قبيلة ليس بها معهد ديني يستقبل حفظة القرآن الكريم والآفقين من مختلف الأقاليم المغربية، بما توفره تلك المدارس من مسكن مجاني إضافة إلى المأكل والمشرب، والمصدر التمويلي لذلك هو الأعشار أو الأحباس أو المساعدات السنوية من أبناء القبيلة لضمان استمرار المؤسسة" ([46]).
ويتبين من النماذج السابقة، الدور الكبير الذي قام به الوقف في تشييد المدارس والمعاهد في العالم الإسلامي بأسره على مر التاريخ.
‌ج.الخوانق والزوايا والرباطات
الخوانق مفردها " خانقاه وهو رباط الصوفية ومتعبدهم، فارسية أصلها (خانه كاه) هذا محل ذكرها، واشتهر بالنسبة إليها أبو العباس الخانقاهي من أهل سرخس وهو زاهد ورع"([47]) وقد " قال المقريزي أنه حدثت في الإسلام في حدود الأربعمائة وجعلت لمتخلي الصوفيَّة فِيها لعِبادَةِ اللّهِ تَعالى"([48])وكانت للخوانق أوقاف تدر عليها المال الكثير، " فمن ريع الأوقاف في العصر المملوكي كان يصرف على الصوفية المنقطعين للعبادة أو طلب العلم طبقا لشروط الواقف"([49]).
أما الزوايا فمفردها زاوية وهي مأخوذة من الفعل زوى الشيء يزويه زيا جمعه وقبضه وفي الحديث "زويت لي الأرض فأريت مشارقها ومغاربها"([50]) ، و انزوت الجلدة في النار اجتمعت،ومنه انزوى ينزوي بمعنى اتخذ ركنا من أركان المسجد للاعتكاف والتعبد([51])، وتعتبر الزوايا من معاهد التعليم([52])، في تاريخ التربية عند المسلمين، وتطلق الزاوية في المغرب على مسجد خاص بطائفة صوفية([53])، وقد لعبت دورا مهما في الدفاع عن الثغور، "ومن أشهر الزوايا التي قامت بهذا الدور في المغرب الزاوية الناصرية وكان مقرها تامكرت، جنوب المغرب أسسها محمد بن ناصر المتوفى سنة 1085هـ، وكان فقيها عالما، وقد اشتهر بالطريقة الصوفية على مذهب الشاذلي"([54]).
أما الرباط: فهو مكان ملازمة ثغر العدو كالمرابطة كما في الصحاح، و رباط الخيل مرابطتها وربما سمي الخيل رباطا أو الرباط، وقد أطلق هذا الاسم على نوع من الثكنات العسكرية([55])، التي كانت تبنى على الحدود الإسلامية وقرب الثغور، حيث تتم فيها التربية العسكرية، ويقيم فيها المرابطون للدفاع عن الأمة الإسلامية، وكانت هي الأخرى تمول بالوقف حيث " يجد فيها المجاهدون كل ما يحتاجون إليه من سلاح، وذخيرة وطعام وشراب، وكان لها أثر في صد غزوات الروم أيام العباسيين، وصد غزوات الغربيين أيام الحروب الصليبية عن بلاد الشام ومصر"([56]).


‌د.البيمارستان (المؤسسات الطبية)
البيمارستان هو المستشفى في العصر الحاضر، والدارس لتاريخ الحضارة العربية الإسلامية ولأثر الوقف فيها، يلاحظ أنه كان للوقف "أكبر الإسهامات في إنشاء وتشغيل البيمارستانات كما كان للوقف دور هام وفريد في تمويل وتجهيز المستشفيات بالإضافة إلى مبانيها، وكذلك رواتب الأطباء ومساعديهم والمختبرات وكذلك تمويل كليات الطب وكليات الصيدلة والمتدربين فيها"([57])
فقد كانت المستشفيات "معاهد طبية، حيث يوجد بكل مستشفى إيوان كبير (قاعة كبيرة) للمحاضرات، يجلس فيها كبير الأطباء ومعه الأطباء والطلاب، وبجانبهم الآلات والكتب، فيقعد التلاميذ بين يدي معلمهم بعد أن يتفقدوا المرضى وينتهوا من علاجهم، ثم تجري المباحث الطبية والمناقشات بين الأستاذ وتلاميذه، والقراءة في الكتب الطبية"([58]).
ومن شواهد الأوقاف الطبية في القرن الرابع الهجري ما ذكره الطبيب المؤرخ ثابت بن سنان بن ثابت([59])والذي قال بأنه " كانت النفقة عن البيمارستان الذي لبدر المعتضدي بالمحرم من ارتفاع وقف أم المتوكل على الله وكان الوقف في يد أبي الصقر وهب بن محمد الكلوذاني وكان قسط من ارتفاع هذا الوقف يصرف إلى بني هاشم وقسط منه إلى نفقة البيمارستان"([60]).
وفي المغرب تجدر الإشارة إلى البيمارستان الذي بناه المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بمراكش، فقد "أجرى فيه مياها كثيرة وغرس فيه من جميع الأشجار وزخرفه وأمر له في كل يوم ثلاثين دينارا للأدوية وكان يعود المرضى فيه في كل جمعة"([61]).
وخلاصة لما سبق، يمكن القول أن الأوقاف كان لها أثر كبير في تأسيس وتشييد المؤسسات التعليمية في المجتمع الإسلامي، مما أدى إلى التقدم الحضاري الذي عرفه المسلمون في القرون التي مضت، وقد تنوعت تلك المؤسسات إلى دينية تعليمية كالمساجد، أو مؤسسات تعليمية محضة كالكتاتيب القرآنية والمدارس والمعاهد والجامعات أو مؤسسات تعليمية صحية كبناء المستشفيات أو اجتماعية بصفة عامة كبناء الملاجئ ودور الأيتام وحفر الآبار وإقامة السقايات في المدن وعلى طرق المسافرين([62])، مما جعل الأمة الإسلامية مضرب المثل في التقدم والرقي الحضاري بفضل تمويل الوقف لتلك المؤسسات.



2.إسهام الوقف في تحديد مدخلات العملية التعليمية
إن الوقف على التعليم لم يقتصر أثره على كونه المورد المالي لإنشاء المؤسسة التعليمية، بل تعدى الأمر إلى تأثيره على كافة جوانب العملية التعليمية بما تضمنته وثيقة الوقف، من قواعد للمؤسسة التعليمية وشروط المدرسين والدارسين بها.
‌أ.إسهام الوقف في اختيار مدير المؤسسة والمدرسين بها.
لقد كان للوقف أثر في تحديد مدير المؤسسة التعليمية الوقفية، ذلك أن إدارتها كانت بيد الناظر، فهو المسئول من جهة على حفظ الأموال الموقوفة ورعايتها وصرف ريعها لمستحقيها، ومن جهة أخرى هو المشرف على العملية التربوية بالمؤسسة التعليمية الوقفية، فالواقف كان يحرص حرصا شديدا على اختيار الناظر الكفء القوي الأمين الذي يتولى إدارة الأموال الموقوفة ويصرف ريعها على طلبة العلم والمدرسين، فكان يختار الناظر العالم المشهود له بالكفاءة العلمية والصلاح، فضلا عن القدرة المهنية التي تجعله يؤدي رسالته التربوية على أحسن حال لينعكس ذلك على المؤسسة التعليمية الوقفية([63]).
أما بانسبة للمدرسين في المؤسسة الوقفية فكانوا يتمتعون بالكفاءة العلمية والمهنية والأخلاق الحميدة، فقد كان لا يقوم بعملية التدريس في الكتاتيب القرآنية، إلا "من اشتهر بالخصال الحميدة والأخلاق النبيلة والاستقامة والعفاف حتى يلقن للأطفال الآداب الجمة والأخلاق الفاضلة" ([64])، لأن الأطفال في بداية عمرهم يتأدبون بالقدوة الحسنة، كما أنه من الناحية المهنية، كان المعلم في الكتاتيب القرآنية حافظا للقرآن الكريم وعالما بالحديث النبوي الشريف وعلوم اللغة العربية ونحوها من العلوم المساندة التي تكون الثقافة الابتدائية عند الطلاب([65]).
‌ب.إسهام الوقف في تحديد منهج المرحلة التعليمية
كانت الأوقاف تتوجه لجميع المراحل التعليمية وتتولى تحديد مناهجها، فالكتاتيب القرآنية كان الواقف عليها يحدد منهجها في حفظ القرآن الكريم نظرا لقوة ذاكرة الأطفال في المراحل الأولى من العمر، إضافة إلى تعلم قواعد اللغة العربية وقصص الأنبياء، وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وغالبا ما كان يستمد المحتوى التعليمي من وثائق الأوقاف المرتبطة بهذه الكتاتيب، والتي يشترط الواقف فيها تعليم الصبيان العلوم السابقة.
وكذلك الشأن بالنسبة للمدارس التي امتد أثر الوقف عليها إلى التوجيه التربوي، إذ كان يتدخل في توجيه العملية التعليمية، وفي "تعيين العلوم والفنون التي يجب أن تدرس، وفي المقاييس والمؤهلات العلمية التي ينبغي أن يتوفر عليها العالم الذي يتولى التدريس، وتعتبر الوثائق الوقفية التي تنص على شروط الواقفين المتعلقة بهذا التوجيه التربوي، بمثابة جداول تربوية، تنظم شؤون التعليم، وتضع الأسس والشروط التي يجب أن يقوم عليها" ([66]).
وإذا كان للوقف تأثير في تدريس مادة معينة أو منهج دراسي خلال مرحلة تعليمية معينة، فإن ذلك لم يكن انتصارا لمذهب على آخر بل كانت الأوقاف تشجع على الحرية المذهبية والفقهية، ويؤيد هذا ما ذكره صاحب البداية والنهاية في وصفه للمدرسة المستنصرية ببغداد قائلا بأنها "وقفت على المذاهب الأربعة من كل طائفة اثنان وستون فقيها وأربعة معيدين ومدرس لكل مذهب وشيخ حديث وقارئان وعشرة مستمعين وشيخ طب..." ([67])
‌ج.إسهام الوقف في تحديد رواتب المدرسين ومنح الدارسين وسكناهم
جوز الفقهاء للمعلم أخذ مرتبه من حبس المدرسة إن قام بالوظيفة المشروطة عليه في ذلك وكان المال الموقوف على المدرسة لا يعلم أنه تعلق به حق معين فذلك حلال([68])، لذلك رصدت الأوقاف للعلماء والمدرسين مبالغ ومرتبات ممتازة أوصى بها الواقفون([69])، ليتمكن العلماء من أداء رسالتهم باستقلال تام عن السلطان وعن التقلبات السياسية، فقد كان يدفع لمعلمي الكتاتيب من الأراضي والعقارات المحبسة على هذا السبيل، أو أن يأخذوا أجرتهم من أحباس المسجد قياسا على إمام الصلاة، كما كان معلمو المرحلة الثانية من التعليم في المدارس يأخذون مرتباتهم من الأوقاف([70]).
وقد كانت المدارس الوقفية مجهزة لسكن الطلاب، على أن الساكن فيها عليه استفراغ جهده في التحصيل والحضور لمجالس التدريس التي تعقد في المدرسة.
ففي المغرب "توجد أحباس خاصة لسكنى طلبة العلم وتوفير حاجاتهم فمثلا توجد بمدينة تطوان مؤسسة جامع لوقش بها حوالي ستين غرفة محبّسة لسكنى الطلبة وإطعامهم"([71])،وكان الناظر يراعي عند توزيع البيوت على الطلبة ما يضمن راحتهم ومصالح المدرسة والمصلين والدارسين، فيخصص بيوت الصدارة للعلماء والمتقدمين من الطلبة، والبيوت المضيئة لمن يشتغل منهم بالنسخ، ويسكن أهل الحضر في الطابق العلوي لأنهم أقل إزعاجا من البدو الجفاة([72]).
إن مؤسسة الأوقاف كانت توفر الكثير من الخدمات لطلاب العلم، سواء ما تعلق الأمر بالخدمات التعليمية من اختيار للعلماء والمدرسين الأكفاء وتحديد المناهج المتوافقة مع متطلبات عصرهم، أو ما تعلق منها بالسكنى والمنح الدراسية، وهذا كله من أجل أن يتفرغ الطالب للدراسة والتحصيل ولا ينشغل عما يصرفه عن ذلك من أمور العيش.
وقد تبين مما سبق، مدى إسهام الوقف في تمويل المؤسسات التعليمية في المجتمع الإسلامي، مما مكن تلك المؤسسات "بقدر كبير من الاستقلالية والأمن الاقتصادي والحرية الأكاديمية إلى الدرجة التي لم يكلف عندها الطلاب بدفع نفقات تعليمهم، بل إنهم كانوا يتلقون إعانات نقدية وعينية تعينهم على التعليم وعلى مواجهة متطلبات المعيشة"([73])وهذا يعني أن ازدهار التعليم([74])في الحضارة العربية الإسلامية ارتبط ارتباطا وثيقا بتمويل الوقف الذي يعتبر بحق المورد الأساسي لتمويل التعليم في ذلك الزمان، حيث أنه شمل جميع جوانب العملية التعليمية، على اعتبار أن الوثيقة الوقفية كانت بمثابة النظام الأساسي للمؤسسة التعليمية بما تتضمنه من تحديد للمنهج التعليمي وصفات القائمين على التدريس بالإضافة إلى مواعيد الدراسة مع النص على النظام الإداري لها([75]).

ثانيا: الوقف على المؤسسات الثقافية في المجتمعات الإسلامية
ساهمت مؤسسة الأوقاف في نشر الثقافة الإسلامية في المجتمع الإسلامي وذلك من خلال الوقف على المكتبات، والكراسي العلمية في المساجد، كما كان لمؤسسة الأوقاف أثر بارز في الحضارة المعمارية والحفاظ على الفن والتراث الإسلامي، وبيان ذلك كما يلي:
1.الخزانات العلمية أو المكتبات
تعد المكتبة أهم مؤسسة يمكن أن تعمل على الرقي الحضاري للمجتمع المدني لما لها من آثار تربوية هامة، لعل أبرزها تنمية ميول الطلاب نحو القراءة خاصة في المراحل المدرسية الأولى حيث تتحول المطالعة والقراءة إلى عادة أصيلة تلبي حاجات الطلاب المعرفية والوجدانية والمهارية، مما يكون لها الأثر البالغ في صقل مواهبهم المختلفة، إضافة لذلك فإن المكتبة تمد الطلاب في المراحل الدراسية المتقدمة بالمصادر والمراجع لإجراء البحوث وتنمية مهارات البحث العلمي والتعلم الذاتي([76]) Self education، كما تعتبر المكتبة فضاء حضاري واسع لا تحده حدود خاصة في عالم المعلوماتية، مما يجعلها وسيلة فعالة لإشاعة ونشر الثقافة المحلية والعالمية.
ونظرا لتلك الأهمية التي للمكتبات في كل العصور، فإن الأوقاف كانت هي المصدر الذي ينفق منه على المكتبات وما يلزمها من ترميم للبناء، ومد المكتبة بالكتب الجديدة، ودفع مرتبات الموظفين، وكان المشرف على المكتبة يحصل ريع الوقف وينفقه على مصاريفه السابقة([77]).
إن أهم الأبعاد الثقافية لمؤسسة الوقف([78])، هو إنشاء المكتبات وتزويدها بالكتب في مختلف صنوف المعرفة وفتحها أمام طلاب العلم دون مقابل عكس ما هو عليه الحال في العصر الحاضر الذي أصبحت فيه المكتبات بالرسوم والاشتراكات الدورية، مع العلم أن المكتبات الوقفية نشأت في الحضارة العربية الإسلامية([79])تلبية لحاجة طلاب العلم غير القادرين على شراء الكتب التي كانت مرتفعة الثمن نظرا لنسخها باليد ذلك أن الطباعة لم تكن منتشرة في ذلك الزمان، وكذلك للتغلب على مصاعب الحصول على الكتب من أنحاء العالم الإسلامي([80])، وعلى هذا كان قيام المكتبات منما عن عاطفة إنسانية وتضامن اجتماعي وعن نزعة علمية في وقت واحد ، فأنشئت المكتبات الوقفية بجانب المساجد والمدارس والمستشفيات، بل قلما تجد مكان أو قرية صغيرة ليس فيها مكتبة([81])، ولذلك فإن وقف الكتب كان هو الأساس الذي قامت عليه المكتبة العربية الإسلامية([82]).
ومن المكتبات الوقفية التي لعبت دورا هاما في التاريخ الإسلامي، منها المكتبة التي بناها ثم أوقفها بنو عمار في طرابلس الشام وكانت آية في السعة والضخامة إذ كان عدد الناسخين فيها يتناوبون العمل ليل نهار بحيث لا ينقطع النسخ فيها ويقال إنها حوت على مليون كتاب على أرجح الأقوال([83]).
وقد تنوعت المكتبات في المجتمع الإسلامي إلى مكتبات عامة وخاصة، فالمكتبات العامة هي المكتبات التي أنشأها الواقفون لعموم الناس وكانت ملحقة بالمساجد والمدارس والمستشفيات والزوايا، أما المكتبات الخاصة فهي التي كان ينشئها العلماء والملوك والأمراء والموسرون في منازلهم([84]).
ففي العصر المملوكي كانت توجد الأنواع المختلفة للمكتبات "فمن أشهر مكتبات المساجد، مكتبة الجامع المؤيدي حيث كانت تحتوي كتبا في مختلف العلوم والفنون، وأما المكتبات المدرسية فكثيرة منها: مكتبة المدرسة الظاهرية التي أسسها الظاهر بيبرس ووقف عليها خزانة كتب جليلة حمل إليها أمهات الكتب في سائر العلوم والمذاهب، أما مكتبات البيمارستانات –كليات الطب الحديثة- فهي كثيرة منها: البيمارستان المنصوري الذي أنشأه الملك المنصور قلاوون ووقف عليه الأوقاف السخية وجعل به خزانة كتب"([85])، كما وقف على المدرسة المستنصرية "خزائن كتب لم يسمع بمثلها في كثرتها وحسن نسخها وجودة الكتب الموقوفة بها"([86]).
وفي المغرب، فإن الأوقاف مولت الخزانات العلمية على مر العصور، ففي عهد بني مرين أنشأ أبو عنان المريني عام 750هـ خزانة علمية تشتمل على كتب في مختلف صنوف المعرفة، وهذا هو نص الوثيقة الوقفية لها:
"الحمد لله حق حمده، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وعبده، ورضي الله عن الخلفاء القائمين بالحق من بعده.
مما أمر به من أحيا الله بإيالته الأنام، وتدارك بدولته الإسلام، أمير المؤمنين، المتوكل على رب العالمين، المظفر المنصور المولى أبو عنان، ابن الخلفاء الراشدين المرهبين أدام الله للمسلمين أيامه، ونشر أعلامه، إنشاء هذه الخزانة السعيدة، الجامعة للعلوم المجيدة، المشتملة على الكتب التي أنعم بها من مقامه الكريم، المحتوية على أنواع من العلوم الواجب لها التعظيم والتكريم، جعل ذلك نصره الله وقفا مؤبدا لجميع المسلمين، حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، حضا منه أيده الله على طلب العلم وإظهاره، وارتقائه واشتهاره، تسهيلا لمن أراد القراءة والنسخ منها والمطالعة والمقابلة، وليس لأحد أن يخرجها من أعلى المودع التي هي فيه، ولا يغفل المحافظة عليها والتشويه، أراد بذلك وجه الله العظيم، وثوابه الجسيم، ضاعف الله بذلك حسناته، ولاقى في الجنان درجاته، وأطال ملكه، ونظم في الصالحات سلكه، وذلك في جمادى الأولى عام خمسين وسبعمائة أوصله الله بالبركات الزكية"([87]).
ومن نماذج المكتبات الوقفية الأهلية الذي كان يوقفها العلماء على أبنائهم الذكور، مكتبة الزاوية الحمزية الذي أوقفها الشيخ سيدي محمد بن أبي بكر العياشي وأخوه سيدي عبد الجبار بن أبي بكر المتوفى سنة 1082هـ، وهذا نص الوثيقة الوقفية:

([1]) الأية: 92 من سورة آل عمران.

([2]) رواه مسلم في صحيحه.

([3])سليمان بن عبد الله، الوقف وأثره في تنمية موارد الجامعات، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، 1425هـ /2004 م، ص: 30.

([4]) حامد عمار، في التوظيف الاجتماعي للتعليم، ط2، القاهرة، مكتبة الدار العربية للكتاب، 1997، ص: 59.

([5]) بركات محمد مراد، الوقف فضيلة إسلامية وضرورة اجتماعية، البيان، عدد 228، السنة 21، شعبان 1427هـ / سبتمبر 2006. ص: 19.

)[6] (A. GUESSOUM, Le rôle socio-économique du Waqf dans la société musulmane : historique et perspective, AWQAF, numéro expérimental, Novembre 2000. P. 40.

([7])محمد بنعبد الله، الوقف في الفكر الإسلامي، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المملكة المغربية، 1416-1996. ج1/ص:11.

([8]) عبد المالك أحمد السيد، الدور الاجتماعي للوقف، ندوة إدارة وتثمير ممتلكات الأوقاف، ط1، جدة، البنك الإسلامي للتنمية، المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب، 1410هـ/1989م ص: 229.

([9]) محمد الحجوي، الجوامع والمدارس والزوايا التي ازدهرت بمال الوقف في المغرب، أوقاف، عدد 7، السنة الرابعة، شوال 1425هـ/نوفمبر 2004م، ص: 95.

([10]) محمد بنعبد الله، ناظر الوقف وتعامله مع حركة التعليم الإسلامي، دعوة الحق، عدد 269، سنة 1988، ص: 265.

([11]) والمسجد في الأندلس إلى زمن متأخر كان هو المدرسة الوحيدة، حيث ذكر أحمد بن المقري وهو يتحدث عن الأندلس أنه لم يكن "لأهل الأندلس مدارس تعينهم على طلب العلم بل يقرءون جميع العلوم في المساجد بأجرة". أحمد بن المقري التلمساني، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، ج1، تحقيق إحسان عباس، بيروت، دار صادر، 1968، ص: 220.

([12]) مصطفى السباعي، من روائع حضارتنا، ط2، القاهرة، دار السلام، 2005، ص: 100.

([13])الدسوقي محمد، الوقف ودوره في تنمية المجتمع الإسلامي، سلسلة قضايا إسلامية، القاهرة، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القسم الأول عدد 64 ، سنة 2000، ص:91.

)[14](« Les enseignants étaient payés par le Waqf, ce qui les rendait indépendants moralement et matériellement du pouvoir public ». Waqf et développement, Publié le mercredi 4 juillet 2007. http://www.bismillah-debats.fr.st/article.php3?id_article=230, Le temps de visite: 4/1/2008.

([15]) الدسوقي محمد، الوقف ودوره في تنمية المجتمع (مرجع سابق)، ص: 93.

([16])ممدوح الصدفي، وآخرون، الدور التربوي والاجتماعي للمسجد، الرباط، ـإيسيسكو ـ1321 هـ/2000م، ص: 6 وما بعدها.

([17])حسن عبد الغني أبوغدة، الوقف ودوره في التنمية الثقافية والعلمية، مجلة الشريعة والقانون، عدد 22، ذو القعدة 1425هـ/ يناير 2005، كلية الشريعة والقانون، جامعة الإمارات العربية المتحدة، ص: 47.

([18]) نعمت عبد الطيف مشهور، أثر الوقف في تنمية المجتمع، القاهرة، مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامي، جامعة الأزهر، 1997، ص:82.

([19])محمد بنعبد الله، الوقف في الفكر الإسلامي، (مرجع سابق)، ج2 /ص: 57.

([20])ممدوح الصدفي، (مرجع سابق). ص:7 وما بعدها.

([21]) أحمد الحفناوي، جامعة القرويين في المغرب ( تاريخها التعليمي وعطاؤها الفكري والسياسي)، ط1، القاهرة، (د.ن) 2000م.ص: 25.

([22])السعيد بور كبة، آثار الوقف في الحياة المجتمعية بالمغرب عبر التاريخ، دعوة الحق، عدد 284، ذو الحجة 1411/ يوليوز 1991، ص: 117.

([23]) عبد الهادي التازي، توظيف الوقف لخدمة السياسة الخارجية في المغرب، ندوة الوقف في العالم الإسلامي أداة سلطة اجتماعية وسياسية، دمشق، المعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق، تقديم راندي ديغيليم، 1995، ص: 64.

([24])مصطفى محمد رمضان، دور الأوقاف في دعم الأزهر كمؤسسة علمية إسلامية، ندوة مؤسسة الأوقاف في العالم العربي والإسلامي، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، معهد البحوث والدراسات العربية، بغداد، 1403هـ/1983م، ص: 125- 126.

([25])نعمت مشهور، أثر الوقف في تنمية المجتمع، (مرجع سابق)، ص: 48.

([26])محمد أمين، الأوقاف والحياة الاجتماعية في مصر خلال العصر المملوكي، ط1، القاهرة، دار النهضة العربية، 1980، ص: 178 وما بعدها.

([27])محمد أبو الأجفان، الوقف على المسجد في المغرب والأندلس وأثره في التنمية والتوزيع، دراسات في الاقتصاد الإسلامي، بحوث مختارة من المؤتمر الدولي الثاني للاقتصاد الإسلامي، ط1، المركز العالمي لأبحاث الاقتصاد الإسلامي، جامعة الملك عبد العزيز، 1405هـ / 1985م. ص: 318.

([28]) أحمد شلبي، موسوعة الحضارة الإسلامية، التربية والتعليم في الفكر الإسلامي، ط11، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، 1999. ص: 47 وما بعدها.

([29]) صقلية هي جنوب إيطاليا اليوم.

([30])مصطفى السباعي، من روائع حضارتنا، (مرجع سابق)، ص: 100.

([31])السعيد بور كبة، دور الوقف في الحياة الثقافية بالمغرب في عهد الدولة العلوية، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المملكة المغرية، 1996. ج1/ ص:235. وما بعدها.

([32]) مصطفى السباعي، من روائع حضارتنا، (مرجع سابق)، ص: 100.

([33])أحمد أبو زيد، نظام الوقف الإسلامي: تطوير أساليب العمل وتحليل نتائج بعض الدراسات الحديثة، الرباط، منظمة الأيسيسكو، الأمانة العامة للأوقاف بالكويت 1421هـ/ 2000م. ص: 40.

([34]) محمد عيسى، تاريخ التعليم في الأندلس، ط1، القاهرة، دار الفكر العربي، 1982، ص:260، و، ص: 373.

([35]) ياقوت بن عبد الله الحموي، معجم البلدان، بيروت، دار الفكر، ج1/ص418.

([36]) محمد بن جبير، رحلة ابن جبير، تحقيق محمد زيادة، بيروت، دار الكتاب اللبناني، ص: 164.

([37]) إسماعيل بن كثير، البداية والنهاية، بيروت، مكتبة المعارف، ج13/ص139.

([38]) صلاح حسين العبيدي، مؤسسة الأوقاف ودورها في الحفاظ على الآثار الإسلامية والمخطوطات، ندوة مؤسسة الأوقاف في العالم العربي والإسلامي، (مرجع سابق)، ص: 192.

([39])عبد الرحمن بن خلدون، مقدمة ابن خلدون، ط5، بيروت، دار القلم، 1984، ج1/ص435.

([40]) محمد بن عبد الله اللواتي، رحلة بن بطوطة، ط4، تحقيق علي المنتصر الكتاني، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1405. ج1/ص54.

([41])السعيد بور كبة، دور الوقف في الحياة الثقافية بالمغرب، (مرجع سابق)، ج1/ ص: 79-80.

([42]) أبو العباس أحمد الناصري، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، تحقيق: جعفر الناصري، محمد الناصري، الدار البيضاء، دار الكتاب، 1418هـ/ 1997م. ج3/ص65.

([43]) المرجع السابق، ص: ج3/ ص111.

([44]) محمد الحجوي، الجوامع والمدارس، (مرجع سابق)، ص:102.

([45]) محمد ****** التجكاني، الإحسان الإلزامي في الإسلام وتطبيقاته في المغرب، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المملكة المغربية، 1410هـ / 1990م. ص: 608.

([46])عبد الحميد محيي الدين، المؤسسات الثقافية الإسلامية في جنوب المغرب بين ماضيها ومستقبلها، ندوة مستقبل العالم الإسلامي الثقافي من خلال واقعه المعاصر، مجلة جامعة القرويين، العدد الثامن، 1415هـ/1994. ص: 195.

([47]) محمد مرتضى الزبيدي،تاج العروس من جواهر القاموس، تحقيق: مجموعة من المحققين، دار الهداية،ج36/ص374.

([48]) المرجع السابق، ج25/ص270.

([49]) محمد أمين، (مرجع سابق)، ص: 207.

([50])رواه الطبراني في المعجم الأوسط (8/200)

([51]) محمد بن أبي بكر الرازي، مختار الصحاح، بيروت، مكتبة لبنان ناشرون، تحقيق: محمود خاطر، 1415 - 1995، ج1/ص117.

)[52] (R. DEGUILHEM, ABDEHAMID HANIA, Les fondations Pieuses (waqf) en Méditerranée enjeux de société; enjeux de pouvoir, Kuwait Awqaf Public Fondation, Kuwait 2004, p. 241.

)[53](J. LUCCIONI, Les fondations Pieuses " Habous " au Maroc depuis les origines jusqu' à 1956, Imprimerie Royale – RABAT. 1982. p. 56-60.

([54])محمد الحجوي، الجوامع والمدارس والزوايا (مرجع سابق)، ص:103.

([55])تاج العروس، ج19/ص299.

([56])محمد الدسوقي، دور الوقف في تنمية العمل في مجال الدعوة الإسلامية، الوعي الإسلامي، عدد 402، صفر 1420هـ / يونيو 1999. ص: 30.

([57]) - أحمد عوف عبد الرحمن، الأوقاف والحضارة الطبية الإسلامية، سلسلة قضايا إسلامية، عدد 136، القاهرة، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، 1427هـ / 2006م. ص: 57.
-جمال محمد الهنيدي، تربية علماء الطبيعيات والكونيات المسلمين في القرون الخمسة الأولى من الهجرة ، ط1، المنصورة، دار الوفاء، 2000. ص: 353 وما بعدها.

([58]) مصطفى السباعي، (مرجع سابق)، ص: 109.

([59])هو ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة أبو الحسن الطبيب المؤرخ مات سنة خمس وستين وثلاثمائة، وكان أبو الحسن طبيبا حاذقا وأديبا بارعا. ياقوت الحموي، معجم الأدباء أو إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب، ط1، بيروت، دار الكتب العلمية، 1411 هـ / 1991م. (2/364-365).

([60]) أحمد بن القاسم الخزرجي، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، تحقيق: نزار رضا، دار مكتبة الحياة، بيروت، (د.ت) ، ص: 301.

([61]) صلاح الدين الصفدي، الوافي بالوفيات، تحقيق: أحمد الأرناؤوط، بيروت، دار إحياء التراث، 1420هـ- 2000م. ج28/ص98.

([62]) عبد الله المعيلي، دور الوقف في العملية التعليمية، ندوة مكانة الوقف وأثره في الدعوة والتنمية، مكة المكرمة، 18-19 شوال 1420هـ ، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ص: 702.

([63])سحر عبد الرحمن مفتي، وقف العلماء والمدرسين في المدينة المنورة، ندوة الوقف الإسلامي، جامعة الإمارات العربية المتحدة، كلية الشريعة والقانون 6-7 شعبان 1418هـ/ الموافق 6-7 ديسمبر 1997. ص: 4.

([64]) أحمد العامري، المعلم في التراث التربوي المغربي: موصفاته، مؤهلاته، مسؤولياته التربوية، دعوة الحق، عدد 359، السنة الثانية والأربعون، ربيع الأول 1421هـ/ ماي 2001م، ص: 125.

([65])حسن أبوغدة، الوقف ودوره في التنمية الثقافية والعلمية، (مرجع سابق)، ص: 55.

([66])أحمد أبو زيد، نظام الوقف الإسلامي، (مرجع سابق)، ص: ص42.

([67]) إسماعيل بن كثير، البداية والنهاية،(مرجع سابق)، ج13/ص139.

([68])أحمد بن يحيى الونشريسي، المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوي أهل إفريقيا والأندلس والمغرب، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، المملكة المغربية، 1401هـ/ 1981م، (7/294).

([69]) محمد بنعبد الله، ناظر الوقف وتعامله مع حركة التعليم، الحلقة 15، دعوة الحق، 1988، ص: 71.

([70]) محمد عبد الحميد عيسى، تاريخ التعليم في الأندلس، (مرجع سابق)، ص: 362.

([71]) محمد التجكاني، الإحسان الإلزامي (مرجع سابق)، ص: 559.

([72]) محمد حجي، الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين، منشورات دار المغرب، 1396هـ/ 1976م، ج1/ ص: 127.

([73]) سعيد إسماعيل علي، التعليم على أبواب القرن الحادي والعشرين، القاهرة، عالم الكتاب، 1998، ص: 27.

([74])الزبير مهداد، مؤسسات التعليم في الحضارة العربية، دعوة الحق، عدد 362، السنة الثانية والأربعون، شعبان 1422هـ/ أكتوبر2001م، ص: 34.

([75])أحمد عوف عبد الرحمن، الأوقاف والحضارة الطبية الإسلامية، (مرجع سابق)، ص: 99.

([76]) محمد الخطيب، لمحات في المكتبة والبحث والمصادر، ط2، الرياض، (د.ن)، 1391هـ/ 1971. ص: 22 وما بعدها.

([77]) أحمد شلبي، موسوعة الحضارة الإسلامية، (مرجع سابق)، ص: 183.

([78]) محمد الأرناؤوط، دور الوقف في المجتمعات الإسلامية، ط1، دمشق، دار الفكر، 2000، ص: 81.

([79]) محمد الخطيب، لمحات في المكتبة(مرجع سابق)، ص: 24 وما بعداها.

([80])يحيي محمود ساعاتي، الوقف وبنية المكتبة العربية، ط2، الرياض، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، 1416هـ- 1996م، ص: 32.

([81]) مصطفى السباعي، من روائع حضارتنا، (مرجع سابق)، ص : 117-120.

([82])بركات محمد مراد ، الوقف فضيلة إسلامية وضرورة اجتماعية ، (مرجع سابق)، ص: 22.

([83])السيد النشار، تاريخ المكتبات في مصر: العصر المملوكي، ط1، القاهرة، الدار المصرية اللبنانية، 1993، ص: 63.

([84]) محمد حجي، الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين، (مرجع سابق)، ج1/ ص: 188.

([85]) السيد النشار، تاريخ المكتبات في مصر، (مرجع سابق)، ص: 63 وما بعدها.

([86]) إسماعيل بن كثير، البداية والنهاية، (مرجع سابق)، ج13/ص140.

([87]) يحيي محمود ساعاتي، الوقف وبنية المكتبة العربية، (مرجع سابق)، ص: 71-72.







المرجع كاملاً في المرفقات
المصدر: ملتقى شذرات

الملفات المرفقة
نوع الملف: doc التكوين-الحضاري-لتمويل-الوقف.doc‏ (207.0 كيلوبايت, المشاهدات 3)
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
للمؤسسات, لتمويل, المجتمعات, التعليمية, التكوين, الحضاري, الإسلامية, الوقف, والثقافية


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع التكوين الحضاري لتمويل الوقف للمؤسسات التعليمية والثقافية في المجتمعات الإسلامية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ظاهرة الإلحاد في المجتمعات الإسلامية عبدالناصر محمود بحوث ودراسات منوعة 0 07-10-2016 06:50 AM
إذا مات مؤجر الوقف وانتقل الوقف لمن بعده فهل تنفسخ الإجارة؟ عبدالناصر محمود شذرات إسلامية 0 03-19-2016 07:59 AM
صناعة النخب في المجتمعات الإسلامية عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 04-15-2015 08:13 AM
المدرسة الإسلامية العربية تنتهي من دورتها التعليمية عبدالناصر محمود المسلمون حول العالم 0 05-13-2014 08:03 AM
المسئولية الأمنية للمؤسسات التعليمية Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 03-18-2012 02:33 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 10:55 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59