#1  
قديم 03-13-2015, 07:52 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة رهان مصر الأخير على الحلفاء


المؤتمر الاقتصادي..رهان مصر الأخير على الحلفاء
ــــــــــــــــــــــــــــ

(إياد جبر)
ــــــ

22 / 5 / 1436 هــ
13 / 3 / 2015 م
ــــــــــ

الحلفاء 812032015014357.png

لطالما نظرت الحكومة المصرية للمؤتمر الاقتصادي المقرر انعقاده في مدينة شرم الشيخ في 13 من الشهر الجاري، كمخلص من حالة العجز التي أدمن عليها الاقتصاد المصري منذ سنوات في كافة قطاعاته المختلفة، وفي الوقت الذي يحاول النظام المصري أن يتغلب على بعض المعيقات التي يمكنها أن تقف حاجزاً امام نجاح المؤتمر، تبقى احتمالات الفشل واردة في ظل حالة التوتر الأمني التي تلقي بظلالها على المشهد السياسي المصري.
كما أن المتغيرات الإقليمية وتراجع العلاقات المصرية الخليجية، تحظى هي الأخرى بنصيب لا يستهان به، قبل ساعات قليلة على مؤتمر عُلقت عليه آمال وطموحات بقاء نظام سياسي مازال يعيش في مرحلة مخاض لا يستطيع أي متابع أن يستطلع مآلاتها. لذلك تتوقف مسألة نجاح المؤتمر من عدمها على تفاعل المجتمع الدولي معه.

الاستعدادات وحظوظ النجاح
-----------------
اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن المؤتمر الاقتصادي هو ذراع مصر للخروج من الأزمة الحادة التى تعانى منها، كما أكدت وزارة الخارجية المصرية على أن 80 دولة و20 منظمة دولية قد أكدت مشاركتها في أعمال المؤتمر على مدار ثلاثة أيام متواصلة، لكن اللافت ان سقف الرهان المصري آخذ في التراجع مع مرور الوقت، فوصل منذ وقت قريب الى 75 مليار دولار، لكنه تراجع ليصل الى 35 مليار فقط.

ووفقاً لخطط الحكومة المصرية ان الاستثمارات قد تضمنت 50 مشروعاً استثمارياً، كانت بنوك الاستثمار قد قدمت دراسات جدوى لها، وكان أهم تلك المشاريع "تنمية إقليم قناة السويس" الذي سيمثل من 30 إلى 35% من اقتصاد مصر الجديد.
لكن في ظل حالة التفاؤل السائدة والتي تظهر بشكل حماسي ومبالغ فيه على المستوى الاعلامي المصري، الا أن التخوفات من فشل المؤتمر ليست غائبة عند خبراء الاقتصاد، ووفقاً لتصريحات الخبير الاقتصادي صلاح جودة في 4/3 الماضي، التي جاءت على عكس ما يقال في الاعلام المصري، مؤكداً على أن المؤتمر لم يكتب له النجاح، لأسباب لها علاقة بعملية التنظيم، خاصة وأن الشركة المنظمة للمؤتمر متخصصة في المعارض وليس المؤتمرات، كما ابدى استغرابه من ارسال الدعوات للوفود المشاركة قبل الاعلان عن محاور المؤتمر عبر الموقع الالكتروني الذي تم اطلاقة بعد ارسال الدعوات، في نفس السياق كان زياد بهاء الدين الرئيس السابق لهيئة الاستثمار قد علق على أهداف المؤتمر، منتقدا حالة التركيز على جدب الاستثمارات دون الحديث عن السياسات الاقتصادية المصرية المستقبلية ودور الحكومة في النشاط الاقتصادي، مشيراً الى قانون الاستثمار الذي تجرى مناقشته منذ عدة أشهر دون التوصل الى صيغة مناسبة حتى الآن.

لكن فيما يتعلق بحظوظ نجاح المؤتمر، تظل مرهونة بسياسات الدولة المصرية التي تركز على مكافحة الإرهاب وتعتبرها قضيتها الأولى، كما أن عدم أخذها بملاحظات الغرب المتعلقة مثلاً بالوضع الداخلي المصري، كملف الحريات والمعارضة حقوق الإنسان، وعدم الفصل بين ملف الارهاب وملفات الوضع السياسي الداخلي قد يقلل من فرص النجاح، كما ان عدم استقرار الوضع السياسي قد يبدد من فرص الاستثمار. لذلك يُعتقد ان الدعم الخارجي ينبغي أن يكون مشروطا بحرص مصر نفسها على تأمين الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لمواطنيها وتعزيز جهود مكافحة الفساد، لأن "تصنيف مصر على مؤشر الشفافية متأخر جداً".
وعلى الرغم من عدم وجود أرجحيه لمساري نجاح وفشل المؤتمر، وتقارب نسب التوقعات المبنية بكل تأكيد على الظروف المختلفة التي تحيط بهذا الحدث الاقتصادي المهم بالنسبة للسلطات المصرية التي تعتبره منعرج مهم لبقاء النظام، إلا أن الخلفية التاريخية القريبة والممارسات الاقتصادية التي اتبعتها الدولة المصرية في عهد السيسي، لا توحي بتحسن ملحوظ حتى في حال نجاح المؤتمر عند الحد الأدنى، لأن مبالغ المساعدات الخليجية التي وصلت الى حوالي 40 مليار دولار لم تغير من الأمر شيئاً على صعيد الاقتصاد المصري، فإذا كانت تلك الأموال النقدية التي سلمت للقيادة السياسية المصرية لم تحقق المراد منها، فهل ستنجح مبالغ الاستثمارات المنتظرة من المؤتمر!

أبرز التحديات
----------
يواجه المؤتمر الاقتصادي العديد من التحديات أهمها التحدي الأمني، الذي بات يشكل أهم ملامح المشهد السياسي المصري، خصوصاً أن جهود حكومة محلب تركزت حول الاهتمام بالأمن ومكافحة الارهاب على حساب الاصلاح الاقتصادي، ومع ذلك لم تفلح في تغيير الواقع الذي فرضه مسار الأحداث السياسية بعد 3 يوليو 2013.
كما ان غياب الرؤية الواضحة الاقتصادية للحكومة المصرية وفشلها في توظيف أموال المساعدات الخليجية جاء في الغالب بسبب انشغالها بالوضع الأمني، لذلك لا يمكن الفصل بين التفجيرات المتواصلة في سيناء وغيرها من المحافظات المصرية عن الحدث الاقتصادي الذي عقدت عليه آمال وتطلعات النظام المصري، وهو ما استدعى الأكاديمي المصري حسن نافعة، للقول إن السيسي عازم على إقامة مؤتمر شرم الشيخ حتى لو كلفه الأمر حياته.
تشكل حالة القلق السياسي لنظام السيسي تحدى آخر يفرض نفسه أيضاً على العلاقات المصرية بالعالم الخارجي، فالوعود التي قطعها على نفسه أثناء الاعلان عن خارطة الطريق بعد عزل الرئيس مرسي، لم يستطع تطبيقها، لاسيما ملف الانتخابات البرلمانية التي كان من المفترض إجراءها قبل المؤتمر الاقتصادي، ليضمن مشاركة قوية وفاعلة من القوى الغربية على وجه الخصوص، كونها تنظر بعين القلق الى الوضع السياسي في مصر التي لم تخرج بعد من المرحلة الانتقالية الحرجة.
يضاف لذلك التحدي الاقليمي والتوتر الذي بدأ يلوح في الافق في العلاقات المصرية الخليجية، وهو ما عزز من حالة القلق المصري، لأن نظام السيسي كان يتطلع إلى دعم الخليج في دفع الشركات العالمية للمشاركة في المؤتمر. ويظهر هذا الأمر بشكل أكثر وضوحاً في نوع الدول التي ستشارك في المؤتمر، ومعظمها من غرب ووسط إفريقيا وهي ليست أفضل حالاً من مصر، أما المشاركة الخليجية لم تكن غائبة لكن الحضور غالباً سيكون من باب المجاملة، ويعزز من ذلك الافتراض، تصريحات بعض القيادات السياسية الخليجية النافدة مؤخراً.

تداعيات الفشل
-------------
على ضوء الخطاب الاعلامي المبالغ فيه بات المؤتمر الاقتصادي يمثل لحظة فارقة في عمر النظام المصري، الذي اعتبر مجرد إنعقاد المؤتمر هدف وليس مجرد وسيلة، لأن الدعم ينظر له من باب الإبقاء على النظام السياسي قبل أن يساعد في تحسين الوضع الاقتصادي.
والملاحظ أيضاً ان التصريحات الاعلامية المختلفة بدأت ترى في انعقاد المؤتمر فرصة لتحسين العلاقات المصرية مع العالم الخارجي، والدخول في مرحلة جديدة في حياة نظام السيسي الذي انتظر هذه اللحظة للترويج لنظامه الذي تعرض الى حالة من العزلة السياسية بعد 3 يوليو.
من جانب أخر ذهبت بعض التحليلات المصرية بعيداً وبدأت تنظر للمؤتمر كخيار أو كتعويض عن المساعدة الخليجية المتراجعة، فهذه المبالغة دفعت البعض لأن يتحدث عن تغيرات فورية على الاقتصاد المصري، وكأن الانتعاش الاقتصادي سيتحقق بمجرد انفضاض المؤتمر ورحيل الضيوف، وهذا ما يؤكد حجم وطبيعة الموقف الذي سيترتب على احتمالات الفشل.

----------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
الأخير, الحلفاء, رهان


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع رهان مصر الأخير على الحلفاء
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خارطة الحلفاء والأعداء عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 12-02-2014 08:24 AM
تطبيق الخلفاء الراشدين للأندرويد مجانا Eng.Jordan الحاسوب والاتصالات 0 12-17-2012 07:28 PM
البراغواي: وضع حجر الأساس لمسجد الخلفاء الراشدين تراتيل المسلمون حول العالم 0 04-30-2012 11:39 PM
بنو أمية: أولى السلالات الإسلامية من الخلفاء، حكمت مابين 661-750 م Eng.Jordan شذرات إسلامية 2 04-18-2012 09:57 PM
الخلفاء الراشدين Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 01-24-2012 09:34 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 02:47 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59