#1  
قديم 08-16-2014, 07:39 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة التعميد عند النصارى


التعميد عند النصارى.. عرض ونقد*
ــــــــــــــــــ

20 / 10 / 1435 هــ
16 / 8 / 2014 م
ـــــــــــ

_3409.jpg



التعميد عند النصارى.. عرض ونقد

المؤلف: د. سليمان بن سالم السحيمي

الأستاذ المشارك بكلية الدعوة وأصول الدين – قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية

الناشر: مكتبة دار النصيحة – السعودية المدينة المنورة

دار المدينة النبوية – مصر 1430 هـ , 2009 م

ـــــــــــــــــــــ

في كل الشرائع السماوية تمثل لحظة إعلان بدء دخول الإنسان -الغير مؤمن بها- فيها لحظة ميلاد جديدة له, وتتحدد في كل شريعة كيفية دخول الناس إليها عبر شعائر محددة, والإسلام شريعة الله سبحانه لم يشترط لدخول غير المسلم فيه سوى التلفظ بالشهادتين ويكون الاغتسال بعدها للتطهر للدخول في الصلاة, لكنه حين يقوم بالاغتسال يقوم الفرد بنفسه به ولا يشترط عليه ان يقوم بتغسيله غيره, هكذا دون تعقيدات شرائعية.

وتعتبر الشريعة الاكثر شهرة في الدخول إلى ديانة شريعة التعميد وهي الخاصة بالنصرانية, فاهتم الكاتب بهذه الشريعة لأهميتها عند النصارى وهي لحظة إعلان دخولهم فيها وهي الشريعة اللازمة والضرورية لكي يدخل من يريد إلى النصرانية ولا يمكن بحال أن يعتبر أحد من النصارى إلا إذا عمده احد الكهنة حتى لو كان طفلا صغيرا ولد من أبوين نصارى.

فأراد الكاتب الكريم أن يبحث في كل ما يتصل بهذه الشريعة من حيث تعريفها ومتى ظهرت وطريقتها ووقتها وأنواعها ومنزلتها ثم اهتم أخيرا بنقد النصارى أنفسهم لقضية التعميد هذه.

فقسم الكاتب كتابه بعد مقدمة مبسطة إلى في سبع مطالب:

- المطلب الأول: تعريف التعميد في اللغة والاصطلاح.

للتعميد معان كثيرة لكن اقرب معانيه اللغوية إلى المعنى المفهوم عند النصارى هو الغطس أو التغطيس أو الرش بالماء, أما التعريف الاصطلاحي عند النصارى هو الغسل بالماء لتطهير النفس من أدران الخطيئة بدم يسوع المسيح، بعد اعترافهم جهرا أمام الكنيسة بإيمانهم وطاعتهم للآب والابن والروح القدس.

- المطلب الثاني: متي ظهر التعميد عند النصارى.

لم يكن التعميد معروفا عند أصحاب الديانات السماوية السابقة على النصرانية مما يلقى بظلال الشك الكثيرة حول مصدره إذ لم يكن معروفا إلا عند أصحاب الديانات الوثنية السابقة قبل المسيحية مثل الهنادكة والبرهمية والفرس واليونان والرومان والمصريين القدماء وغيرهم من الديانات الوثنية القديمة, بل ظهرت عند قبائل افريقية قديمة تدعى بـ الايولسيو فكانوا يعمدون أطفالهم ويتلون صلوات مخصوصة ويعتقدون ان هذه العمادة تزيل الخطايا, ولم يكن التعميد موجودا عند اليهودية بل كان القول بالختان هو الاشهر في ذلك منذ إبراهيم عليه السلام ولكنه ظهر مكتوبا في سفر التكوين –بعد ظهور بولس- كطقس منظم يفرض على المختونين والنساء وكان يعد بمثابة دخول شرعي في اليهودية بحسب تلك النصوص, ولهذا يطلقون على النبي يحيي عليه السلام فيسمونه عندهم بـ "يوحنا المعمداني".

واختلف النصارى أنفسهم حول قضية تعميد المسيح نفسه ومن عمده, فقد ورد في الأناجيل عند النصارى أقاويل مختلفة متضاربة حول التعميد للمسيح, وخلاصة أقوال من قال بالتعميد للمسيح أنه عمد في الفترة ما بين سنة 28 وسنة 30 لميلاده ومنهم القس إلياس مقار[1] الذي يقول: "تم تعميده إذ كان قد بلغ الثلاثين من عمره وهي سن التجنيد عند الكهنة حسب الشريعة".

- المطلب الثالث: وهو طريقة التعميد وكيفيته.

كان التعميد من احد النقاط القليلة جدا التي اتفقت عليها فرق النصارى المختلفة في كل شئ حتى في كنه الإله الذي يعبدونه, فاتفقوا على القول بماء المعمودية وأنه لابد أن يقوم بهذه العملية كاهن بعمد باسم الأقانيم الثلاثة, لكنهم عادوا للاختلاف في كيفية التعميد ومن يقوم به وفي أي مكان يصح أو يجب فعله إلى أقاويل عديدة كثيرة جدا, ففي كل انجيل طريقة مختلفة وكمية وعدد مرات للتعميد.

- المطلب الرابع: وقت التعميد.

لم يتفق النصارى علي وقت التعميد لكل من يدخل في النصرانية سواء ولد من أبوين نصارى أم يريد أن يدخل هو في النصرانية برغبته, فبالنسبة للأطفال الذين يولدون من أبوين نصارى اختلفوا في وقت تعميدهم على مواقيت مختلفة، فمنهم من يقول في الطفولة ومنهم من يقول بعد البلوغ وإن كان القول بتعميدهم صغارا اظهر عندهم, أما بالنسبة للراغبين في دخول النصرانية فلابد من تعميدهم مهما كان عمرهم.

- المطلب الخامس: أنواع المعمودية.

تشير مصادر الكنيسة إلي أنه بالإضافة إلى معمودية الماء المعروفة والتي تقدم الحديث عنها معموديتان آخريتان هما:

1– معمودية الدم (أو الشهادة): كما يسمونها في المعمودية التي يحظي بها كل من قدم نفسه للموت في سبيل المسيح.

2– معمودية الشوق: وهي المعمودية التي يحظى بها كل من يحاول في صدق وأمانة طلب مرضاة الرب، بتجنب الشر وعمل الخير. وذلك أنهم يزعمون أن كل خير فعل من كل أمة، أو ديانة فإنه بسبب المسيح لأنه قدم نفسه فداء للعالم وهو المخلص لهم (ومن يضلل الله فما له من هاد).

- المطلب السادس: منزلة التعميد.

ظهر من خلال ما سبق أن للتعميد منزلة عظمى وضرورة قصوى عندهم بل هو الشرط الأول ولا يصح دخول النصرانية بدونه, فيري النصارى أن المعمودية هي علامة الحياة الجديدة ويعتبرونه توحيد المعمد بالمسيح وشعبه كما يزعمون.

- المطلب السابع: نقد التعمد عند النصارى.

هذا المطلب الأخير هو الأهم في الكتاب حيث يتأكد كل متصفح للتاريخ وكل مطلع على كتب الأديان أن طقس التعميد موجود قديماً قبل الديانة النصرانية، وكان شائعاً في جميع القارات كما كان سائداً في الديانات الوثنية السابقة كما هو مشار له سابقاً, وأنه بكل حقائقه وطقوسه التي يفعلها النصارى يمكن القول بأنه مأخوذ من هذه الديانات للتطابق بينهم.

كما أن التعميد يعتبر أحد أسرار الكنيسة بالاتفاق بين طوائف النصارى وفرقهم بل له المرتبة الأولي من هذه الأسرار مما يوحي بالكثير من التساؤلات ومزيد من علامات التعجب, فالقوم الذين اختلفوا إلى حد القتال في عقائدهم الأساسية حول كون الإله ثلاثة أم واحد أم ثلاثة أبعاض تلتئم في واحد, واختلفوا حول الناسوت واللاهوت في كينونة المسيح عليه السلام إلا إنهم رغم هذه الاختلافات العقائدية الشديدة يتفقون حول شعيرة من شعائرهم لا يختلفون عليها.

ومن العجب أنهم يرون أن التعميد تلخيص من الخطايا وانه لا يجوز إلا ان يقوم احد الكهنة بالتعميد ولا يجوز لغيره ليكون الكاهن نائبا وممثلا للمسيح في التعميد إلا أنهم يقولون بان المسيح نفسه قد عمد, فما هي الخطايا التي اكتسبها وهو كما يدعونه ابن للإله؟, وعلى يد من عُمد المسيح إذ يفترض أن يكون القائم بالتعميد أفضل من الواقع تحت شعيرة التعميد, وهل تعمد المسيح أمام أحد نوابه الذين ينوبون عنه ليكون تعميد المسيح على يد المسيح؟

ويتبادر للذهب عدة أسئلة أخرى تدل على بطلان أقوالهم منها: هل كان المسيح قبل تعميده إلها كما يزعمون أم أصبح إلها بعد تعميده وهل كان مقدسا قبل التعميد أم بعده؟

ثم يكررون في أقوالهم أنه من لم يتعمد يدخل جهنم فماذا يقولون في إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب وكل الأنبياء السابقين الذين لم يثبت تعميدهم بل لم يثبت حتى لآدم عليه السلام انه عمد, فهل يستوجب كل هؤلاء الأنبياء وصفوة الخلق النار بترك التعميد؟

وزعم النصارى أن التعميد حل من محل الختان، وهذا بين البطلان؛ لأن المسيح عليه السلام قد اختتن وأمر بالاختتان واستمر النصارى في ذلك أكثر من اثنين وعشرين سنة حتى أبطل في مجمع أورشليم في بدعة أحدثها بولس وهي امتداد لبقية البدع التي أحدثها في النصرانية وطمس بها المسيحية الحقيقة.

جزى الله الكاتب الكريم خير الجزاء

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

[1] صاحب الكتاب الشهير " رجال الكتاب المقدس "
ــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
التعميد, النصارى


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع التعميد عند النصارى
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مستقبل النصارى في مصر عبدالناصر محمود شذرات مصرية 0 01-15-2014 09:16 AM
تواضروس والمقامرة بمستقبل النصارى في مصر عبدالناصر محمود مقالات وتحليلات مختارة 0 05-06-2013 06:13 PM
عن دين النصارى Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 04-19-2012 09:12 PM
تقليد النصارى واهل الكتاب Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 04-19-2012 09:09 PM
أقوى الردود على النصارى احمد ادريس المسلمون حول العالم 0 01-09-2012 01:05 AM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 08:16 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59