#1  
قديم 05-23-2014, 11:38 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,412
افتراضي البيمارستانات في تاريخ الحضارة الإسلامية


البيمارستانات الحضارة الإسلامية Point.png الرعاية الطبية في الحضارة الإسلامية
السبت : 01/03/2014
الكاتب : خلف أحمد أبو زيد: مصر
البيمارستانات الحضارة الإسلامية 20143185932869.jpg

البيمارستان كلمة فارسية مركبة من كلمتين، أولاهما بيمار ومعناها المريض، وثانيهما ستان ومعناها مقر، فالكلمة إذن تعني مقر المرضى، أو ما نسميه نحن اليوم المستشفى أو المشفى، وقد ازدهرت هذه البيمارستانات في عصر ازدهار الحضارة الإسلامية ازدهاراً كبيراً، فتعددت أنواعها، فمنها ما هو خاص بعلاج الأمراض العقلية والجذام، ومنها ما هو عام لجميع الأمراض، حيث انتشرت هذه البيمارستانات في شتى بقاع الإمبراطورية الإسلامية، من بغداد شرقاً، إلى بلاد المغرب والأندلس غرباً، كما عمت هذه البيمارستانات بلاد الشام ومصر، حتى السجون كان الأطباء يدخلونها لعلاج المرضى فيها، ونتعرف عبر السطور القادمة على البيمارستانات في الحضارة الإسلامية، وكيف جعل المسلمون الرعاية الطبية حقاً لكل المواطنين.

وتنقسم البيمارستانات في الحضارة الإسلامية، إلى قسمين، بيمارستانات متنقلة، وأخرى ثابتة
أولاً: البيمارستانات المتنقلة
وهي كانت عبارة عن خيام لعلاج المرضى وما أشبهها، حيث كانت تحمل وتنتقل من مكان إلى مكان حسب الظروف والأحوال، والأماكن المنتشرة فيها الأوبئة، وكانت هذه البيمارستانات المتنقلة، تجهز بما يلزم من الفرق الطبية، من أطباء ومعاونين وصيادلة، وبما يلزم العلاج من أدوات وأدوية وأطعمة وأشربة وملابس تنتقل من مقر إلى آخر وخصوصاً في الأطراف النائية لخلوها من الأطباء، وحاجة الأهالي إليها، على نحو ما نرى الآن من أنواع القوافل الطبية في هذا العصر التي تجوب المناطق النائية والبعيدة وهي تقدم يد العون والمساعدة لمن يحتاج إلى ذلك، ومن أنواع البيمارستانات المتنقلة أيضاً البيمارستانات العسكرية، التي ترجع بداية ظهورها إلى عصر الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث ذكر ابن إسحاق في السيرة النبوية لابن هشام (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جعل سعد بن معاذ في خيمة لامرأة من أسلم يقال لها رفيدة في مسجده، حيث أصيب يوم الخندق، كانت تداوي الجرحى، وتحتسب بنفسها على ضعة من كانت به ضيعة من المسلمين)، ثم انتشرت بعد ذلك هذه البيمارستانات العسكرية المتنقلة حتى أصبحت سمة تميز الجيوش الإسلامية في شتى أصقاع الأرض، بما تحويه من أدوية وأدوات طبية وأطباء ومشرفين وخدم، وأفضل وصف لتلك البيمارستانات العسكرية المتنقلة، هو ما كتبته الكاتبة الألمانية الشهيرة سيجريد هونكه، وهي تصف رحلة الطبيب والجراح البولوني المصاحب لإحدى الحملات الصليبية على مدينة دمياط، وما لاحظه من تفضيل بعض القادة الصليبيين وجنودهم العلاج لدى أعدائهم العرب في مستشفياتهم العسكرية المتنقلة، على الرغم من تحذير رجال الكنيسة لهم، حيث كتبت (إن هذه الكلمات لم تكن لتغير من موقفهم شيئاً، وظلوا يفضلون التداوي على أيدي أطباء الأعداء، ولم يكن هذا بأمر مشرف لرجل وطبيب قد بلغ من العمر ما بلغه (هوجو)، وخلال هذه السنوات الثلاث توافرت له أكثر من مناسبة للتعرف على هؤلاء الجراحين المسلمين، الذين كثر فيهم المدح والذم في آن واحد، ورؤية عظمتهم وزيارة مستشفاهم العسكري، الذي كان يحمله إلى ساحة المعركة ثلاثون أو أربعون جملاً).
ثانياً: البيمارستانات الثابتة
والبيمارستانات الثابتة عبارة عن أبنية ثابتة في جهة من الجهات، لا تنقل منها، وكان هذا النوع من البيمارستانات كثير الوجود في البلدان الإسلامية، حيث كان يشيدها الخلفاء والسلاطين والملوك والأمراء وأهل الخير عامة صدقة وخدمة للإنسانية وتخليداً لذكرهم، ويذكر المقريزي، أن أول من بنى البيمارستانات الثابتة في الإسلام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، وذلك في سنة 88 هجرية – 707 ميلادية، حيث جعل الوليد فيه الأطباء وأجرى لهم الأرزاق، وأن يعزل المجذومين والعميان وأجرى لهم وعلى العميان الأرزاق، إلا أن هناك رأياً آخر يعد بيمارستان الرشيد، والبيمارستان الكبير في بغداد أول مستشفى ثابت شيد في الإسلام، بناه الخليفة هارون الرشيد، في أواخر القرن الثاني الهجري، وأوائل القرن الثامن الميلادي، (حيث جمع هذا البيمارستان جميع التخصصات المعروفة في ذلك الوقت، وأوكل الرشيد الإشراف على بنائه وتنظيمه لطبيبه الخاص جبرائيل بن بختيشوع، وبرئاسته إلى الطبيب مأسوية الجوزي).
أقسام البيمارستانات
كانت البيمارستانات الكبيرة تنقسم إلى قسمين منفصلين، أحدهما للذكور والآخر للإناث، ويحتوي كل واحد منهما على عدة قاعات تخصص كل واحدة منها لأحد الأمراض، فقاعة للأمراض الباطنة، وقاعة للجرحى، وثالثة للرمد ورابعة للتجبير، كما عرفوا نظام العزل لأصحاب الأمراض المعدية، وبخاصة الجذام، كما كان البيمارستان يحتوي على صيدلية، كانت تعرف بقاعة الشراب، وكانت هذه البيمارستانات تضم فئات من العاملين، أولهم رئيس الأطباء، ثم تضم الفراشين من الرجال والنساء والمشرفين.
ضوابط صناعة التطبيب
يصف لنا ابن أبي أصيبعة طرق مزاولة مهنة الطب في أول عهد إنشاء البيمارستانات الإسلامية فيقول: (إن الطب كان في أول عهده عن طريق الممارسة، ثم صار دراسة وامتحاناً وإجازة، حيث كان الطبيب في أول عهد الدولة الإسلامية يكتفي لممارسة التطبيب بقراءة الطب على أي طبيب من النابهين في عصره، فإذا أنس من نفسه القدرة على مزاولة الصنعة باشرها دون قيد أو شرط)، إلا أنه يرجع الفضل في تنظيم صناعة التطبيب وتقيدها بنظام خاص حرصاً على صحة المرضى، إلى الخليفة العباسي المقتدر بالله (جعفر بن المعتضد) الذي تولى الخلافة سنة 295 هجرية، حيث فرض على من يريد معاناة التطبيب تأدية امتحان للحصول على إجازة تخوله هذا الحق بين الناس.
عمارة البيمارستانات
لقد تطورت عمارة البيمارستانات خلال عصور الحضارة الإسلامية، حيث كان لها نظام وطابع معماري مميز، يقوم على مجموعة من الشروط الضرورية التي يجب أن تتوافر في المكان الذي يبنى فيه البيمارستان، ويمكن أن نلخص هذه الشروط فيما يلي:
1 - اختيار الموقع
اختيار الموقع الذي يبنى فيه البيمارستان كان من الأمور الضرورية التي أولاها العرب اهتماماً كبيراً، حيث كان يجب، أن تتوافر في المكان الذي يبنى فيها البيمارستان الهواء الصحي، ولقد ورد أن الرازي عندما أراد اختيار موقع للبيمارستان العضدي، وضع قطعاً من اللحم في أماكن مختلفة من بغداد، واختار الموقع الذي بقيت فيه قطعة اللحم سليمة أكثر من غيرها في المواقع الأخرى، (ونفس القصة تكررت عند إنشاء البيمارستان النوري في حلب، حيث أحضروا خروفاً وقطعوه أربعة أرباع، وعلقوها بأرباع المدينة ليلاً، فلما أصبحوا وجدوا أحسنها رائحة الذي كان في هذا القطر فبنوا البيمارستان فيه).
2 - مصدر المياه
حرص العرب على أن يكون البيمارستان قربياً من الأنهار ومنابع الحياة، فالمستشفى العضدي، كان الماء يدخل إليه من دجلة، والمستشفى النوري بحلب كان به بركتا ماء يأتي إليهما الماء الحلو من قناة حبلان، وأيضاً بيمارستان غرناطة له باحة داخلية وسطها حوض عميق لدخول الماء من عينيين، كل عين عبارة عن أسد جاث.
3 - مخطط البيمارستان
يحتوي مخطط البيمارستان على:
- أقسام خاصة بالرجال، وأخرى خاصة بالنساء منفصلة عن الأولى.
- قاعات للمرضى حسب التخصصات، فهناك قاعات أو عنابر مخصصة للمرضى المصابين بالحمى، والأخرى للأمراض العقلية والنفسية، وغيرها لمرضى الرمد وهكذا.
- عنابر خاصة للناقهين من المرضى إلى أن يتم شفاؤهم، يحكى لهم فيها الحكايات المسلية.
- غرف للأطباء وبقية الإداريين.
- غرف للأطباء للكشف على المرضى غير المنومين (عيادات خارجية بلغة العصر).
- قاعة محاضرات يلقي فيها رئيس الأطباء دروسه ويجتمع فيها مع تلاميذه.
- مكتبة تضم الكتب والمعارف الطبية.
- مطبخ لطبخ الأغذية الصحية، حيث كان الغذاء أحد طرق العلاج الرئيسة، وكذلك لتجهيز الأشربة وغيرها من المواد العلاجية.
- صيدلية لتحضير الأدوية.
- مخازن.
- قاعة لغسل الموتى.
- مصلى مسجد.
- مراحيض وحمامات.
(بالإضافة إلى الباحات والأفنية والحدائق التي تحتوي على الأشجار والشمومات والمأكولات، والكثير من هذه البيمارستانات، كانت تحتوي على سكن للعاملين فيها).
4 - تأثيث البيمارستان
يختلف الأثاث من بيمارستان لآخر من حيث الفخامة، ولكنها اتفقت جميعها على توفير سرير بكامل تجهيزاته لكل مريض، بالإضافة إلى الأدوات الطبية اللازمة لكل تخصص، وأدوات العقاقير وتحضير الأغذية للمرضى المنومين.
البيمارستانات الشهيرة في العالم الإسلامي
يقول الدكتور جوزيف جار لند في كتابه قصة الطب: (وقد أسس العرب عدداً من المستشفيات الممتازة، جعلوها مراكز لدراسة الطب لعلاج المرضى كأحدث المستشفيات، وقد بلغ عدد هذه المستشفيات أربعة وثلاثين موزعة بين أنحاء الإمبراطورية، وإن كان أهمها مستشفيات بغداد ودمشق وقرطبة والقاهرة)، ونعرض فيما يلي لأهم البيمارستانات التي كانت منتشرة في بلاد الإسلام خلال ذلك الزمان:
1 - بيمارستانات بلاد الشام
تذكر المصادر التي أرخت لتاريخ الطب في الدولة الإسلامية، أن أول مستشفى ثابت أقيم في بلاد الشام، كان في دمشق، ويرجع تاريخ إقامته إلى الخليفة الوليد بن عبد الملك، ثم بيمارستان أنطاكية، الذي بناه المختار بن الحسن بن بطلان الذي توفي عام 455 هجرية، ثم البيمارستان الكبير النوري الذي شيده الملك العادل نور الدين محمود ابن زنكي بدمشق، حيث اشترط أن يخصص للفقراء والمساكين، ولكنه إذا وجد فيه دواء ليس موجوداً في البلاد فلا يمنع عن الأغنياء، حالة تعذر حصولهم عليه.
2 - البيمارستانات في شبه الجزيرة العربية
كما كانت توجد في شبه الجزيرة العربية عدد من البيمارستانات المهمة من أشهرها بيمارستان مكة المكرمة، والذي عرف بالبيمارستان المستنصري العباسي، وكذلك بيمارستان المدينة، والذي عمل فيه بأمر الملك الظاهر بيبرس الطبيب محيي الدين أحمد بن الحسين بن تمام.
3 - البيمارستانات في بلاد العراق
كما كان يوجد في العراق العديد من البيمارستانات المهمة والشهيرة التي لعبت دوراً بارزاً في مسيرة الحياة الطبية الإسلامية، ويأتي في مقدمة هذه البيمارستانات، بيمارستان بغداد الشهير الذي بناه هارون الرشيد وأسماه بيمارستان الرشيد، وتولى إدارته الطبيب ماسويه الخوزي، الذي انتدبه الرشيد لذلك العمل من جند يسابور، وتولى مراقبته جبرائيل بن بختيشوع، وأيضاً بيمارستان أبي الحسن علي بن عيسى الجراح، وبيمارستان بدر غلام المعتضد بالله، أنشأه من ماله الخاص، وكذلك علي بن عيسى أنشأه من ماله الخاص، وبيمارستان السيدة أم المقتدر التي توفيت عام 321 هجرية، وقد تولى رعايته الطبيب سعيد بن سنان بن ثابت، وكذلك البيمارستان المقتدري والذي أشار ببنائه على الملك المقتدر بالله سنان بن ثابت بن قرة، والذي أشار على الملك المقتدر ببناء مستشفى للمرضى يسمى باسمه، ومن الأطباء الذين عملوا فيه جبرائيل بن بختيشوع، ويوسف أبي الحسن بحكم الذي توفي عام 329 هجرية، وأيضاً البيمارستان العضدي، أنشأه عضد الدولة البويهي عام 732 هجرية، وعين فيه جبرائيل بن عبد الله بن بختيشوع.
4 - البيمارستانات في المغرب والأندلس
لقد تعددت وانتشرت البيمارستانات في الأندلس حتى كثر عددها، فيذكر أن قرطبة وحدها كان فيها خمسون مستشفى، ومن بيمارستانات الأندلس المشهورة بيمارستان غرناطة الذي بدأ السلطان محمد الخامس في بنائه عام 767 هجرية، وفي المغرب الأقصى كان يوجد بيمارستان مراكش الذي بناه المنصور أبو يوسف، وكان كل يوم جمعة بعد الصلاة يخرج ويذهب إلى المرضى ويسألهم عن أحوالهم، ومازال مستمراً على هذا حتى توفي عام 595 هجرية، وفي تونس بيمارستان تونس، ومن الأطباء الذين عملوا فيه الطبيب محمد الشريف الحسني الزكراوي المتوفى عام 874 هجرية.
5 - البيمارستانات في مصر
وإذا اتنقلنا إلى الحديث عن البيمارستانات في مصر، نجد العديد من البيمارستانات الشهيرة، نذكر منها بيمارستان زقاق القناديل، من أزقة فسطاط مصر، وبمارستانات المعافر في حي المعافر بالفسطاط قرب القرافية، بناه الفتح بن خان في أيام الخليفة المتوكل على الله، والبيمارستان العتيق الذي أنشأه أحمد بن طولون داخل بعض الأبنية منها دورة الأساكفة والقيسارية وسوق الرقيق، وشرط ألا يعالج فيه جندي ولا مملوك، وجعل له حمامين أحدهما للرجال والآخر للنساء، وأدخل ابن طولون في هذه البيمارستانات ضروباً من النظام جعلته في مستوى أرقى المستشفيات في الوقت الحاضر، وبلغ من عناية أحمد بن طولون بهذا البيمارستان، أنه كان يتفقده بنفسه يوماً كل أسبوع، كان في الغالب يوم الجمعة، فيطوف على خزائن الأدوية ويتفقد أعمال الأطباء ويشرف على سائر المرضى، ويعمل على مواساتهم وإدخال السرور عليهم، ولعل أشهر البيمارستانات في العصرين الأيوبي والمملوكي تلك التي أنشئت في عهد كل من صلاح الدين الأيوبي، والناصر قلاوون، فقد افتتح السلطان صلاح الدين الأيوبي ثلاثة بيمارستانات، الأول في إحدى قاعات القصر الفاطمي الكبير، وهو البيمارستان العتيق، كما أمر بإعادة فتح بيمارستان الفسطاط القديم، وفي أثناء زيارته للإسكندرية عام 577 هجرية 1182 ميلادية، أمر بإقامة مدرسة وألحق بها بيمارستاناً وتولى الإنفاق على هذه البيمارستانات ديوان الأحباس (الأوقاف) على اعتبار أن الرعاية الصحية في ذلك العهد كانت من أعمال البر والخير، أكثر منها من مهام الدولة الحاكمة.
أما في العصر المملوكي، فمن أشهر البيمارستانات التي أنشئت في ذلك العهد، وذاع صيتها في أنحاء مصر وخارجها، وحظيت برعاية سلاطين المماليك وأمرائهم، البيمارستان المنصوري، الذي أنشأه الملك الناصر قلاوون الألفي الصالحي، ذلك في موضع قاعة ست الملك ابنة الملك العزيز بالله الخليفة الفاطمي، والتي عرفت فيما بعد باسم دار الأمير فخر الدين جهاركس، ثم دار موسك، ثم عرفت بالدار القطبية نسبة إلى الملك المفضل قطب الدين أحمد بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، فقد ظلت في ورثته حتى أخذها السلطان قلاوون من ابنة الملك العادل مؤنسة خاتون، وعوضها عن ذلك بقصر الزمرد برحبة باب العيد، ورسم السلطان بعمارتها مارستاناً وقبة ومدرسة، وتولى الإشراف على هذه العمارة الأمير علم الدين سنجر، بن عبد الله الشجاني، فأبقى القاعة على حالها، وجعلها مارستاناً.
أخيراً..
وفي النهاية نقول، هذا حال البيمارستانات في عصور ازدهار الحضارة الإسلامية في القرون الوسطى، بينما كانت مستشفيات أوروبا وكراً للأمراض والجراثيم، ولم يكن لدى الأوربيين إنسانية نحو المرضى، فقد كان بعض ملوكهم يحرقون المجذومين ويعذبون المجانين، ولا يكترثون لصحة المسجونين وحياتهم، وقد انتقد ماكس توردو ما جاء في مستشفيات أوروبا في القرون الوسطى فأشار إلى مستشفى أونيل دبو المعاصر لمستشفيات العرب في ذلك الزمان فقال: (إنه كان مثالاً للفوضى والقذارة). في حين كاتبة مثل سيجريد هونكه تعترف بفضل العرب الطبي على الغرب بقولها: (إن كل مستشفى مع ما فيه من ترتيبات ومختبر وصيدلية ومستودع أدوية في أيامنا هذه، إنما هو في حقيقة الأمر نصب تذكارية للعبقرية العربية).

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
البيمارستانات, الحضارة, الإسلامية, تاريخ


يتصفح الموضوع حالياً : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
أدوات الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع البيمارستانات في تاريخ الحضارة الإسلامية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عباقرة الحضارة الإسلامية ام زهرة دراسات ومراجع و بحوث اسلامية 0 05-21-2013 06:33 PM
من روائع المنقول عن تاريخ الحضارة العربية ام زهرة شذرات إسلامية 0 05-18-2013 04:08 PM
الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل Eng.Jordan كتب ومراجع إلكترونية 8 03-07-2013 06:28 PM
من روائع الحضارة الإسلامية .. النظام الاقتصادي في الحضارة الإسلامية Eng.Jordan شذرات إسلامية 0 02-09-2012 12:06 AM
التربية في الحضارة اليونانية Eng.Jordan بحوث و مراجع و دراسات تربوية واجتماعية 0 01-29-2012 07:34 PM

   
|
 
 

  sitemap 

 


جميع الأوقات بتوقيت GMT +3. الساعة الآن 05:26 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع المواضيع والمشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة الموقع
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59